أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....1















المزيد.....

المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7153 - 2022 / 2 / 5 - 14:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تقديم:

عندما ننتمي إلى اليسار، فنحن منذ البداية، لا نتعامل إلا مع الوضوح، وبالوضوح. والتعامل مع الوضوح، وبالوضوح، هو تعامل مع الواقع، في مستوياته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن منطلق أيديولوجي، وتنظيمي، وسياسي.

والانطلاق في التعامل مع الواقع، إذا كان أيديولوجيا، فإنه يقتضي الوضوح الأيديولوج،ي كما كان يقول الشهيد عمر بنجلون؛ لأنه بالوضوح الأيديولوجي، يمكن أن يصير هناك وضوح تنظيمي، ووضوح سياسي، ووضوح في الممارسة، ووضوح في الفكر، ووضوح في المنهجية، خاصة وأن الوضوح، يجنبنا الكثير من الكوارث: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تترتب عن عدم الوضوح الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، في الفكر، وفي الممارسة.

وإذا كانت الأيديولوجية، هي التعبير بواسطة الأفكار، عن الانتماء الطبقي: الإقطاعي، أو البورجوازي، أو البورجوازي الصغير، أو العمالي / الأجرائي / الكادحي، فإن هذه الأفكار الأيديولوجية، يجب أن تكون واضحة، ووضوحها، هو الذي يجعل الفكر الأيديولوجي، مقبولا عند كل المتعاطفين مع التنظيم الواضح، ومع المواقف السياسية الواضحة للتنظيم، الذي لا يكون إلا واضحا كذلك.

وإذا كان الوضوح، هو الذي يطبع الأيديولوجيا، فإن التنظيم، كذلك، يصير مطبوعا بالوضوح، والمواقف السياسية للتنظيم، تصير، كذلك ،مطبوعة بالوضوح، خاصة، وأن التنظيم الطبقي: الإقطاعي، أو البورجوازي، أو البورجوازي الصغير، لا يكون واضحا، على خلاف التنظيم العمالي، الذي لا يكون إلا واضحا؛ لأن الإقطاع، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى، والمتوسطة، هي طبقات، ليس من مصلحتها الوضوح الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي؛ لأن هذه الطبقات، تراهن على التضليل الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، حتى يؤدي ذلك التضليل، والتضبيب، والخلط، إلى جعل الناس الذين ينتمون إلى طبقات أخرى، ينتظمون في أحزاب هذه الطبقات، ويقتنعون بأيديولوجية كل طبقة من هذه الطبقات، ويتعرضون للدفاع عن مصالح الإقطاع، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى، مما يجعل المنتمين إلى هذه الأحزاب، التي لا تخدم مصلحتهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بحكم انتمائهم طبقيا إلى العاملات، والعمال، وباقي الأجيرات، والأجراء، وسائر الكادحات، والكادحين، لا لشيء، إلا لأنهم أخطأوا الاختيار، فصاروا عن طريق انتمائهم، إلى حزب لا يناسبهم، خدمة لأسيادهم في العمل، ينمون ثرواتهم، ينتجونها لصالحهم، وينتمون إلى الحزب، إرضاء لهم، ويعملون على خدمة مصالحهم السياسية، من أجل وصولهم إلى المجالس الجماعية، وإلى رئاسة تلك المجالس المحلىة، أو الإقليمية، أو الجهوية، وإلى البرلمان، الذي يستغلونه، لإقرار تشريعات، لا تخدم إلا مصالحهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ونحن عندما نتناول موضوع:

(المناضل اليساري حين يهوى الوضوح)

فلأننا نسعى إلى بسط أهم خاصية في اليسار، الذي يقتنع بالأيديولوجية القائمة، على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، في تطورها، وبقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، والعمل على توظيف قوانين الاشتراكية العلمية، في التحليل الملموس، للواقع الملموس، سعيا إلى الوقوف على القوانين المتحكمة فيه، انطلاقا من أن معرفة طبيعة القوانين، يمكن من العمل على تغييرها، بقوانين نقيضة لها، تقود إلى التغيير المنشود للواقع، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

وفي تناولنا لموضوع:

(المناضل اليساري حين يهوى الوضوح).

نجد أنفسنا مضطرين لتناول الوضوح في الرؤيا، الذي يقتضي منا الوقوف، من أجل الإجابة على الأسئلة:

لماذا اليسار؟

ومن أجل ماذا هو موجود؟

وما هي الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها؟

وما طبيعة البرنامج الذي يوصله إلى تحقيق الأهداف؟

وما هي الغاية التي يتوخاها؟

والإجابة على هذه الأسئلة، لا يمكن أن تكون إلا واضحة: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، من أجل أن نتجنب التضليل، بأشكاله المختلفة.

كما أننا نجد أنفسنا، مضطرين لتناول الوضوح في التصور، الذي يقودنا، كذلك إلى طرح الأسئلة، من مثل:

ما طبيعة تصور اليسار للأيديولوجية؟

ما طبيعة تصوره للتنظيم؟

ما طبيعة تصوره للمواقف السياسية؟

ما طبيعة تصوره للبرنامج النضالي اليساري؟

ما طبيعة تصوره للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها؟

وما طبيعة تصوره للغاية التي يريد الوصول إليها؟

لأن الإجابة على هذه الأسئلة، كذلك، لا يمكن أن تكون إلا واضحة، حتى تصير الأيديولوجية، والتنظيم، واضحان، والمواقف السياسية، واضحة، والبرنامج واضح، والأهداف واضحة، والغاية واضحة.

كما نجد أنفسنا مضطرين إلى تناول الوضوح في الممارسة، التي تستهدف أجرأة التصور على المستوى العملي، في الحياة العامة، وفي الحياة الخاصة. والوضوح في الممارسة، يقود، كذلك، إلى طرح جملة من الأسئلة:

ماذا نعني بالممارسة؟

ماذا نعني بالوضوح في الممارسة؟

ما هي العلاقة القائمة بين النظرية (التصور)، والممارسة؟

كيف يجب أن تكون العلاقة بين النظرية، والممارسة؟

ماذا يترتب عن الفصل التام، إلى درجة التناقض، بين النظرية، والممارسة؟

ماذا يترتب عن التطبيق الحرفي، للنظرية، على مستوى الممارسة؟

هل يمكن أن تكشف الممارسة عن طبيعة النظرية؟

عندما تتعارض النظرية مع الممارسة، في الإطار الحزبي. ما العمل؟

كيف نجعل الممارسة، في خدمة تطور النظرية، والنظرية في خدمة تطور الممارسة؟

هل يمكن للحزب، أي حزب، أن يتطور بالتفاعل بين النظرية، والممارسة؟

ما الغاية من اعتبار الممارسة، دليلا على الالتزام الحزبي؟

ما الغاية من اعتبار النظرية الحزبية، موجهة للممارسة الحزبية؟

لأننا بطرح هذه الأسئلة، حول الممارسة، في علاقتها بالنظرية، ومحاولة الإجابة عليها، نكون قد تناولنا الأشياء في عمقها، وسعيا إلى الوضوح في الممارسة، تبعا للوضوح في النظرية، سعيا إلى جعل الرؤيا الحزبية، واضحة في أذهان الجماهير الشعبية، واضحة قولا، وفعلا، من خلال ممارسة النظرية الحزبية.

وما قلناه عن الوضوح في الممارسة، نقوله، كذلك، فيما يخص الوضوح في الفكر، الذي يقتضي منا، كذلك، طرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالفكر، بصفة عامة، وبالفكر الحزبي، بصفة خاصة، حتى نستطيع النفاذ، إلى عمق الوضوح الفكري، الذي يتحول إلى موجه للوضوح في الممارسة.

فماذا نعني بالفكر بصفة عامة؟

وماذا نعني بالفكر الحزبي بصفة خاصة؟

وماذا نعني بالوضوح الفكري بصفة عامة؟

وماذا نعني بالوضوح الفكري الحزبي بصفة خاصة؟

وهل يمكن أن نعتبر الفكر موجها للممارسة بصفة عامة؟

وهل يمكن أن نعتبر الفكر الحزبي موجها للممارسة الحزبية بصفة خاصة؟

ما العمل من أجل إزالة الخلط، والغموض، الذي قد يطبع العلاقة بين الفكر، والممارسة؟

وهل يمكن أن يتناقض الفكر الحزبي، مع الممارسة الحزبية؟

ما العمل من أجل تجاوز التناقض الحاصل بين الفكر الحزبي، والممارسة الحزبية، في المسلكية الفردية، والجماعية؟

وهل يمكن أن يكون هناك فكر المناضل الحزبي، في واد، وفكره الحزبي، في واد آخر؟

كيف نوفق بين كون المناضل الحزبي، مزدوج التفكير، ومزدوج الممارسة؟

إن هذه الأسئلة، وغيرها، حول الفكر، والوضوح الفكري، تستهدف من خلال الإجابة عليها، تجاوز الغموض الفكري، والتضليل الفكري، سعيا إلى أن يصير توجيهه للممارسة، واضحا، كذلك، وسعيا إلى إقامة علاقة واضحة، بين فكر الشخص بصفة خاصة، ومن أجل أن يفعل التناقض بين فكر الشخص، وفكره الحزبي، من أجل إتاحة الفرصة للتفاعل بينهما، على جميع المستويات، ليصير فكر الشخص، في خدمة فكره الحزبي، وفكره الحزبي، مقوما لفكره الشخصي، سعيا إلى قيام الوحدة بينهما.

والمناضل اليساري، لا يمكن أن يكون إلا واضحا؛ لأنه لا شيء غير الوضوح، في فكر المناضل اليساري. ومن لا يكون واضحا في الفكر، والممارسة، لا يمكن أن يعتبر يساريا. وهو ما يدفعنا إلى طرح جملة من الأسئلة:

من هو اليساري؟

هل يمكن لليساري، أن يدعي امتلاك النظرية اليسارية بصفة عامة، ويمارس نقيضها بصفة خاصة؟

وفي حالة التناقض، بين النظرية اليسارية، وممارسة المناضل اليساري:

ما العمل من أجل تجاوز التناقض، بين النظرية، الممارسة؟

وهل يمكن لليساري، أن يقبل قيام التناقض بين ما يقتنع به، كنظرية لليسار بصفة عامة، وبين ممارسته، التي لا علاقة لها باليسار؟

وهل يمكن أن يعتبر يساريا، من يحرص على أن يوسع مجال استفادته الشخصية، مما لا علاقة له بالانتماء إلى اليسار؟

هل يمكن أن يتحكم تحديد مفهوم اليساري في ممارسته بصفة عامة، وعلى مستوى علاقته بأفراد المجتمع، وبعائلته، وبأسرته بصفة خاصة؟

أليس الالتزام بالنظرية اليسارية، على مستوى الممارسة، هو المحدد لليساري؟

أليس الانخراط في النضال، من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو الذي يجب أن يتحكم في الممارسة، لضبط مفهوم اليساري؟

أليس التناقض، بين النظرية اليسارية، وبين الممارسة، التي لا علاقة لها باليسار، هو الذي يقتضي النظر لتخليص اليسار، من أمثال هؤلاء؟

وهل يمكن أن يتصور المناضل اليساري، الواقع، على خلاف ما تسعى إليه النظرية اليسارية؟

ألا يقتضي وضوح اليساري، أن يكون التصور مبنيا على وضوح النظرية اليسارية؟

ألا يحرص المناضل اليساري، على بناء اليسار؟

إن محاولة الإجابة على هذه الأسئلة، المطروحة، وغيرها، مما يمكن أن يطرح من خلال المعالجة، وفي مسارها، يقتضي منا الوضوح النظري، والفكري، كما يقتضي منا الوضوح في الممارسة، حتى نتجنب الوقوع في المتاهات، التي تجرنا إلى أن نكون غير يساريين، على مستوى الممارسة، حتى نحمي اليسار، من الابتلاء بانخراط الانتهازيين، في بنياته المختلفة، وعلى جميع المستويات، وتجنبنا المشاكل التي قد تترتب عن انتماء أشخاص، ممن لا علاقة لهم باليسار، على مستوى الممارسة.

والمناضل اليساري الحقيقي، يطرد التضليل، والتضبيب، والخلط، من فكره، ومن ممارسته، ولا يهتم بغير اليسار، من منطلق أنه يجسد قناعة المناضل اليساري، الذي لا يدخل في اهتمامه، إلا الحرص على اليسار، وتطور اليسار، وتطور نظرية اليسار، ومسار اليسار، في أفق العمل على إحداث تغيير في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في أفق إقامة الدولة الاشتراكية. وهو ما يفرض علينا كذلك طرح جملة من الأسئلة.

كيف نحرص على اليسار؟

كيف نحرص على تطور اليسار؟

كيف نحرص على تطور نظرية اليسار؟

كيف نحرص على مسار اليسار؟

ما طبيعة التغيير الذي ينتظر من اليسار أن يحدثه في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي؟

كيف يصير الواقع بعد إحداث التغيير اليساري؟

وهل يمكن لليسار أن يحافظ على تغيير الواقع في تطوره؟

ومعلوم، أن اليساريين لا يملون من الوضوح في الفكر، وفي الممارسة، مهما كان هذا الوضوح مكلفا لهم، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، على أساس أن العلاقات القائمة في المجتمع، يسود فيها التضليل، والتضبيب، والخلط، وغير ذلك، مما لا يقبله العقل، ويمجه الذوق السليم، وكل من يمارس الوضوح في المجتمع، وخاصة، إذا كان يساريا، أو من اليساريين، أو حتى مقربا منهم، يجد نفسه محاصرا، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، إلى درجة ما يشبه المقاطعة.

والوضوح الذي يمارسه اليسار الاشتراكي العلمي، ينطلق من:

1) أن المنهج الاشتراكي العلمي، بقوانينه المتطورة، باستمرار، والتي تندرج ضمن المادية الجدلية، والمادية التاريخية، التي يعتمدها اليسار الحقيقي، في التحليل الملموس، للواقع الملموس، من أجل جعله واضحا من جهة، ومن أجل جعل عملية التغيير، الجارية فيه، واضحة، حتى تجعل المعنيين بعملية الوضوح، مساهمين، بطريقة، أو بأخرى، في عملية التغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لجعل الواقع ينتقل من النظام الرأسمالي التبعي، أو الرأسمالي، إلى نظام محكوم بالتحرير، وبالديمقراطية، وبالعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق البناء الاشتراكي، في ظل الدولة الاشتراكية.

2) أن توخي الوضوح في الفكر، وفي الممارسة، وفي بناء اليسار، وفي اعتماد المنهج الاشتراكي العلمي، وفي البرنامج اليساري المفعل ميدانيا، وفي الأهداف التي يسعى اليسار إلى تحقيقها، وفي الغايات التي يسعى إلى الوصول إليها، هو الذي يسعى إليه اليسار باستمرار، حتى تصير علاقته بالجماهير الشعبية الكادحة، وبالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، واضحة، وضوح الشمس في كبد السماء، من أجل أن تتحول الحركة اليسارية، إلى حركة جماهيرية، تمتد في أوساط الشعب الكادح، الذي يغذيها، ويناضل بقيادتها، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

3) أن المناضل اليساري، والوضوح، متلازمان. وحيثما وجد المناضل اليساري، وجد الوضوح، وحيثما وجد الوضوح، وجد المناضل اليساري؛ لأنه بدون الوضوح، لا يوجد المناضل اليساري، وبدون المناضل اليساري، لا يوجد الوضوح.

وبناء عليه، فإن الحركة اليسارية الممتدة عبر الوطن، والمتكونة من مجموعة غير محدودة من اليساريين، لا يمكن أن تكون إلا واضحة، في أسسها، وفي منهجها، وفي فكرها، وفي ممارستها، وفي الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وفي الغايات التي تتوخى الوصول إليها.

4) وبناء على الوضوح الذي يحكم اليسار، في بناء الحركة اليسارية، نجد أن النضال اليساري، يهدف إلى جعل الواقع واضحا في الفكر، وفي الممارسة، يتوخى جميع أفراده أن يكونوا واضحين، على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة، مما يجعل العلاقة القائمة بين الأفراد، تتوخى الصدق في القول، وفي العمل، مما يحول الواقع، من واقع محكوم بمختلف الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، إلى واقع خال من تلك الأمراض، على أساس الوضوح، الذي يجعل كل شيء بينا في الواقع.

5) وأهداف اليسار، التي يسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع، لا تكون إصلاحية أبدا، بقدر ما تكون تغييرية، تسعى إلى تحرير الإنسان، والأرض، وإلى تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الاشتراكية، تحت إشراف الدولة الاشتراكية، التي تخلف الدولة الرأسمالية، وكل من يعتبر أن مهمة اليسار، مهمة إصلاحية بالدرجة الأولى، فهو مجرد بورجوازي صغير، لا علاقة له باليسار، يسعى من خلال اقتناعه بالنضال الإصلاحي، إلى تحقيق تطلعاته الطبقية.

واليساري الحقيقي، هو الذي يحرص على التغيير الجذري للواقع، في تجلياته المختلفة.

6) وإذا كنا نسعى، في اليسار، إلى تحقيق التغيير الجذري، فإننا نعتبر أن تغيير الملكية، من ملكية تنفيذية، إلى ملكية برلمانية، هو هدف تغييري؛ لأن الملكية في مثل هذه الحالة، تبقى ملكية صورية. أما السلطة، فتكون للشعب، الذي يبقى وفيا لما يجب أن يكون عليه الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، عن طريق الانتخابات الحرة، والنزيهة، بعد تحقيق التحرير، والديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبعد فرض احترام حقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وحقوق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وانطلاقا مما سبق، فإن بسط موضوع:

(المناضل اليساري حين يهوى الوضوح)

يقتضي منا أن نتناول محاور الوضوح في الرؤيا، والوضوح في التصور، والوضوح في الممارسة، واعتبار الوضوح قائما في فكر، وفي ممارسة المناضل اليساري، واعتبار اليسار لا يمل من الوضوح، من منطلق اعتماد المنهج الاشتراكي العلمي، واعتبار الوضوح، جزءا لا يتجزأ من المنهج الاشتراكي العلمي، وأن المناضل اليساري، والوضوح، متلازمان، ومتطابقان، وأن النضال اليساري، يهدف إلى جعل الوضوح واقعا، وأن أهداف اليسار، أهداف تغييرية، وليست إصلاحية، وأن هدف الملكية البرلمانية، هدف تغييري، وليس إصلاحيا، وما دام الأمر يؤول في نهاية المطاف، إلى الشعب المعني بتقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى تتم أجرأة موضوع:

(المناضل اليساري حين يهوى الوضوح).

أجرأة علمية تتوخى إسعاد البشرية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم أعد أذكر...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....48
- اليوم آمنت أن الوطن صار عشقا...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....47
- حمولة العقل حمولة أي وجدان...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....46
- 08 / مارس... ماذا تنتظرن؟...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....45
- وحدك تعانين من القهر...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....44
- من أنت؟...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....43
- المال وما أدراك ما المال...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....42
- إستمع إلى ذي قلب ولا تستمع إلى ذي أذن...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....41
- أيها المانع عني كل الطموحات...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....40
- لم أعد أملك غير نفسي...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....39


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....1