أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - على هامش مذكرات محسن الشيخ راضي:















المزيد.....


على هامش مذكرات محسن الشيخ راضي:


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 10:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أي لايقل خطورة عن بيان رقم ( 13) السيء الصيت ، إذ لم ينفع تكليف رئيس الوزراء بإعداد تصريح ليسوا "... والحق لم نكن مدركين في تلك الظروف بأننا الذي كنا فيه ننتقد دكتاورية قاسم، احللنا محلها الآن دكتاتوري الحزب الواحد الأكثر راديكالية... "
محسن الشيخ راضي
"... وشهادتي للتاريخ اقول، لا اريد أن ادين الحزب وقيادته، فحسب، بوصفها تتحمل مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشيوعيين وغير الشيوعيين، انما أدين نفسي لأني كنت جزء من قيادة الحزب والنظام، ولم استطع وقف حمامات الدم ... "
محسن الشيخ راضي
" ... وبعد هذه السلسلة من الأحداث اعترف بأني قد أسأت بحق العراق والشعب العراقي الكريم، ولعل نوايانا الحسنة الحسنة لا تنفع ولا ينفع معها الاعتذار لأننا أدخلنا العراق في دوامات من الفوضى والضياع، وأهدرنا مستقبل أجيال من شبابه... فأنا أدين نفسي قبل أن أدان، وأطلب العفو من كل مواطن عراقي يعتقد بأنني كنت وراء أظهاده أو سجنه ... ".
محسن الشيخ راضي

كتب المؤرخ سيار الجميل مايلي:" ... ما مضى قرابة 60 عاما على تلك الاحداث الخطيرة، فقد غدت تاريخا ينبغي معرفته وكشف اسراره بموضوعية كاملة بعيدا عن التستر والاخفاء او عن التمجيد والتسبيح بحمده او رميه بالسباب والشتائم المقذعة التي لا طائل منها أبدا . دعونا نعالج في هذه الحلقة تاريخ شخصية وقضية وبلاد مخترقة.. وما جرى فيها منذ 1958 وما تواصل عنه من تداعيات حتى اليوم .. ونتوقف قليلا لنحلل معلومات وردت في وثائق أميركية دامغة... ".
كما من الناحية المنهجي، كتب هيثم غالب الناهي يقول: "... فنرى النص التاريخي لا يبدو متكمالا أذا لم يهتم بمشكلات النشأة والتحول وعوامل النمو والتدهور والتدهور في تلك الحقب الزمنية المبتدئة والممتدة على مع الحث وعوامله... ولغرض استخدام التجرد بكل ما في تلك الكلمة من معنى، لا بد أن نستند في تحليل إلى عدة عوامل مهمة: أولها ( الواقع) وعلاقته بالمعرفة الإدراكية. وثانيها علاقة المعرفة الإدراكية بتوقيت الحدث في مفهوم النص الخاص. وثالثها علاقة النص بما سبقه وما تلاه من الحدث ذات معنى خطابي تاريخي واحد دون الإكتراث إلى تعدد الرواة والقفزات المتتالية التي لا تلائم مع الواقع... ".
"... حقا، لايموت من كتب التاريخ أو كتب عنه، لأن التاريخ الشعوب والأفراد، ليس للمتعة أو التعبد، إنما هو تأمل وإدراك، واستخلاص قواعده وقوانينه، وفقا لجدلية مقدماته العامة والخاصة، ونتائجه المترابطة والظاهرة في آفاق حوادثه المستقبلية. والنتائج، ليست هي كل الحقيقة التاريخية، أنما مظهر من مظاهر الحقيقيةلأنها أحيانا تقيم ذاتي أو موقف أخلاقيتجاه هذه التجربة أو تلك، وأحيانا أخرى تقييم موضوعي مبني على أسس علمية لأن التاريخ عِلمٌ ولكن ليس علماً تجريبيا يمكن لنا إعادة إحداثه مرة أخرى... ".
ويكمل الأستاذ أحمد الربعي، قائلا:"... أن القوميين يرفعون شعار الوحدة ولكنهم لا يحركون ساكنا لحل مشكلات اقطارهم، ويهربون من مواجهة قضاياهم القطرية التي يمكن حلها بالأرادة الصادقة طرح قضايا الأمة الكبرى معتقدين أنهم بذلك يحلون مشكلة، وهم بذلك يزيدون مشكلة التجزئة ويعقدونها. ويطرحون وحدة الأمة بلغة الشعراء الذين يتغزلون بحبيبتهم المريضة ولكنهم لا يقدمون لها الدواء... ".
كما حفزتني مذكرات محسن الشيخ راضي، على كتابة هذا التوسيع الموضوعي التي توضح من بدأ أختلاق المعارك الجانبية وتطورت الأكثر عنفية ودموية، وهو بحق ما ساد بعد 14 تموز، حيث تقاتلت أحزاب الجبهة الاتحاد الوطني و وانا اعتبرها تمثل القاعدة الاجتماعية والسياسية والفكرية لثورة 14 تموز، المؤتلفة في جبهة الإتحاد الوطني من كل الأحزاب التالية: الوطني الديمقراطي، والحزب الشيوعي وهي أحزاب عراقوية، بالإضافة كل من حزب الاستقلال والبعث العربي الأشتراكي وهي أحزاب عروبوية ، وإلى جانبها، والتآمر على ثورة 14 تموز، ومن هذه الأحزاب القومية: حركة القوميين العرب، والحزب العربي الاشتراكي، والحزب الناصري، الحركة الإشتراكية العربية، رابطة القومية، وغيرها من الاحزاب الصغيرة الغير مؤثرةً.
يقول محسن الشيخ راضي في مذكراته: "... الواقع، بعد سقوط النظام الملكي، ساد مناخ من الصراع والتقاتل بين أحزاب الحركة الوطنية العراقية، من أجل السيطرة على الحكم والسلطة . ومع الأسف كانت تصفية الجسدية الوسيلة السهلة لبلوغ الغايات السلطوية. تقتلنا نحن البعثيين مع الشيوعيين، وقاتلونا بشراسة لا تقل عن شراسة قتالنا لهم. (السؤال المهم من البادئ ؟؟ - الناصري) وتخاصم التيار القومي مع نفسه فتقاتل بعض مع البعض الآخر، البعثيون قاتلوا الناصريين والوحدويين أخوة الأمس في القومية والنضال المشترك من أجل وحدة الأمة العربية. وعاد أخوة الأمس أشد بغضا وكرها للبعثيين فلا بُدَّ من مقاتلتهم وإزاحتهم من الوجود السياسي. بل فنحن البعثيين على سبيل المثال، انقلبنا، لاحقاً على انفسنا، انطلاقاً من المنافسة على الأداور القيادية في الحزب ثُمَّ إلى الصراع والاعتقالات والنفي خارج البلاد من أجل الا ستحواذ والتفرد بالسلطة... ".
ويعقب د. طارق العقيلي (المحرر لكتاب: كنت بعثياً) ويتبنى فكرة المؤلف ببعدها التاريخي ويحدد هذا الصراع البعثي- الشيوعي: و"... يمتد إرث الصراع البعثي – الشيوعي في العراق إلى خمسينات القرن العشرين، وأبعد بقليل. لم يكن هذا الصراع عقائديا أو فكريا (يخطأ من يقول ان الصراع لم يكن عقائديا لأن البعث تأسس وهو يكافح الشيوعيين والشيوعية ويدخل في صراع في سنة وثبة كانون الثاني عام 1948 مع الأخوان المسلمين وحزب الاستقلال - الناصري)، بقدر ما كان صراعا على مواقف سياسية تجاه القضايا الوطنية وإختلاف في الرؤى حولها تبعا لمرجعياتهم السياسية في المعسكرين الشرقي والغربي، الداعمه لكل حزب منهما. ففي أغلب المواقف الوطنية كانت ادبيات حزب البعث وتاريخه المدون، تعارض وتقلل من أهمية ودور الحزب الشيوعي العراقي في الانتفاضات الوطنية والتظاهرات الشعبية التي يقودها الشيوعيون. (وهذا اعتراف من الشيخ راضي بسبب أعدائه مع الحزب الشيوعي – الناصري) منها على سبيل المثال لا الحصر الأعداد والتحضير والاشتراك في وثبة كانون الثاني 1948 وما رافقها من أحداث وتضحيات وانتفاضة تشرين الثاني 1952. (وأقرُ أن هناك إعتداءات وانتهاك لحقوق الانسان وربما قتل، ولم يمارس الشيوعيين هذا العنف، بصورة متأخرة بعد أن استحفلت الاعتداءات من قبل البعثيين، بل ابدوا على حسن العاقبة ولم يبتدوا في العنف). وبعد 14 تموز 1958 استفحل صراعهما حول مسألة الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة عندما تصدر عبد السلام محمد عارف خط الدفاع الأول للاتجاه الوحدوي والناطق بأسم حزب البعث والقوى القومية الوحدوية.
وبعد تشابك الأحداث وتزاحمها بالطيش الشيوعي المنفلت، تبادل الطرفان بترشاق الاتهامات، أخذ البعثيون يوجهون اتهامتهم تجاه الشيوعيين بأنهم ابتدأوا بممارسة العنف والقتل تجاه البعثيين والقوميين، وأخذت تطفح على السطح المصادمات المسلحة واتباع التصفيات الجسدية بين أعضاء الحزبين أخذ البعثيون يوجهون أتهامتهم تجاه الشيوعيين بأنهم ابتدأوا بممارسة العنف والقتل تجاه البعثيين والقوميين (العكس صحيح وهنالك أدلة تاريخية على ممارسة البعث بحق الشيوعيين والقوى التقدمية الاخرى- الناصري) وأخذت تطفح على السطح المصادمات المسلحة وإتباع التصفيات التصفيات الجسدية بين أعضاء الحزبين، لا سيما بعد محاولة الفاشلة لإغتيال عبد الكريم قاسم على يد البعثيين عدها الحزب الشيوعي مؤامرة لهدم (جمهوريتنا) حينها بلغ الحقد بين الحزبين أعلى مراحله بين الحزبين على يد البعثيين لا سيما عندما حملّ البعثيون الحزب الشيوعي أحكام الإعدام الصادرة من محكمة الشعب (محكة المهادوي) بحق الضباط القوميين. وفي 8 شباط كان لا بد أن يثأروا لضحاياهم، (هذه من قبيل العشيرة..عجباً ؟!) فأستعرت بوطن حقدهم على الشيوعيين عندما تمكنوا منهم برد فعل قوي ووحشي مارسوا فيه ابشع أنواع الانتقام، وبلغت جرائم البعثيين والقوميين إلى مستوى لا يقل ولا يوازي، بأي حال من الاحوال عن جرائم الشيوعيين بحقه وبذلك احترق بالعنف البعثي الأخضر واليابس، ولم يشمل المنتمين للشيوعية وحدهم، انما طال، بإسلوب ممنهج غاب عنه الوعي لتدمير العقل العراقي، كل شخصية عراقية مثقفة متنورة محسوبة على الفكر اليساري... ". وعلى هذا الواقعة تعترف أن الاحزاب القومية التي مثلها حزب الاستقلال الوريث الشرعي للحركة القومية، واخوان المسلمين في اثناء وثبة كانون 1948، وما بعدها في عام 1952، وبعد 14 تموز وبعد رفع شعار الوحدة الاندماجية الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة، من قبل الحزب البعث والجهات القومية الأخرى، كل هذا حيث ساد زخمة جماهيري مساند للقوى اليسارية والتقدمية وللحزب الشيوعي، عكسته التظاهرات المؤيد، التي خرجت في يوم 5 من شهر آب 1958، للأحزاب العراقوية كالحزب الوطني الديمقراطي والاحزاب الكردية والحزب الشيوعي والمستقلين الديمقراطيين وغيرها.
"... تلك التراكمات التاريخية التي امتدت إلى العنف الشيوعي ضد البعثيين والقوميين من عام 1959، وتمددت بشكل أكبر بممارسة الشيوعيين الإرهاب الجماعي على الحركة القومية والبعث تحديداً وخلفيات هذا الأرهاب إذا شئت ابعد من 1959، فقد وقف الشيوعيون وراء التفكيك الجبهة الوطنية عام 1957... ".
ولنذكر بما قاله علي صالح السعدي عندما كان أمين سر القيادة القطرية :" ... وكتبت جريدة الأشتركي السرية الناطقة بلسان البعث مقالاً أكد على أن اليد التي تتعمل مع الشيوعيين تقطع !!... " . ولناقش هذا الموضوع .. للأسباب إدناه انحرف محسن الشيخ راضي عن مسار الحق والحقيقة من خلال الادلة التالية:
أولاً : من خلال رفع شعار الوحدة الإندماجية الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة، بعد اسبوعين من ثورة 14 تموز 1958، ومن وصول ميشيل عفلق للعراق الذي يجتمع بالقيادة القطرية وطلبه رفع الشعار الوحدة الاندماجية، كما نقاش هذا الشعار لاحقا مع القيادة القطرية وهو الاساس في تخريب وتفكيك جبهة الاتحاد الوطني، وانقسم المجتمع العراقي بين الشعاري الوحدة أو الاتحاد الفدرالي، والأغلبية الساحقة مع الإتحاد الفيدرالي.
ثانياً : وتبنت الاحزاب القومية الفعل الأنقلابي العسكرية وأول من قام به أحمد حسن البكر، ومن ثم تبعه عبد السلام عارف، الداعم للتيار القومي، ومن ثم تم تداولها وبلغت 39 محاولة الانقلابية آخرها كان انقلاب 8 شباط؛
ثالثاً : كما أن حزب البعث كان يتنافسون من حزب شيوعي الذي لديه جماهيرية واسعة، وبقبول واسع من اوساط هذه الجماهرية. وله باع طويل في النضال الفكري والسياسي والاجتماعي ومن المدافعين على التراكيب الاجتماعية وكذلك على الفقراء والكادحين، وقد تعرض لصنوف التعذيب وأغلبيتهم بالسجون؛
رابعاً : والسبب الأعمق إلى أن الفعل الدموي للبعثيين (وكافة القوى القومانية بمختلف تياراتها) تجد جذورها البعيدة في أيديولجية حزب البعث المعادي أساساً للشيوعية، كما يذكر مصطفى دندشلي. وفي القيادة القطرية عارضوا هذه الفكرة: الأختيار بين مسالة الوحدة أو الاتحاد الفيدرالي على ميشيل عفلق لدى زيارته للعراق فرفضها بشدة وعنف، ودعا من التقى بهم إلى العمل من أجل وحدة اندماجية (حتى لو أقتضى الأمر ربع قرن من الكفاح ضد الشيوعيين) حسب ما ذكره فؤاد الركابي لعامر عبد الله نصاً؛
خامساً: وبالتعاقب المنطلقت النظرية/ الفلسفية الخاصة بإسبقية المادية أو المثالية، حيث ينطلق البعثيون من المثالية وتسابق الروح على المادة. وتذهب المادية في الفلسفة المادية أن المادة أولية العقل - أو الوعي - ثانوي، ان الوعي نتاج المادة.
سادسا : وبدليل أن محرر كتاب " كنت بعثياً " يكتب قائلاً: "... وأشار إلى روح تآمر في نفوس أغلب القوميين، وأن سبب تفاقم الأوضاع والاضطراب السياسي سببه القوميون والبعثيون ... ".
سابعا : قبل ثورة 14 تموز كان العداء للحزب الشيوعي العراقي "... بشكل تخريبي. فكان يحضر عدد من الحزبيين، ويهتفون هتافات استفزازية، كما جرت عدة اصطدامات مع الشيوعيين ...قبل فترة الانتخابات الحزبيّة، جرى مؤتمران لحزب الاستقلال وللحزب الوطني الديمقراطي، وحاول البعثيون أن يخربوا هذين المؤتمرين ... ولأول مرة كتبت صحيفة الأهالي عدة مقالات تشير إلى هذه الفئة الجديدة المشاغبة البعثية، وكذلك جريدة أخرى خاضعة لتوجيهات الشيوعيين... ونتساءل أيضا: لماذا شارك حزب البعث بمهرجانات الجبهة الوطنية للانتخابات بشكل تخريبي؟ ولماذا كان يحضر عدد من الحزبيين، ويهتفون هتافات استفزازية، كما جرت عدة اصطدامات مع الشيوعيين ...؟؟ أي كالتي اختصرها السعدي بقوله : " وحاول البعثيون أن يخربوا هذين المؤتمرين ... فكيف يشترك الحزب في تلك الجبهة وهو في خلاف سياسي مع بقية الأحزاب الليبرالية والراديكالية، اذ عدّ السعدي الحزب الشيوعي خصما لدودا للبعثيين ... وأن يعادي الشيوعية والحزب الشيوعي ... ".
وبعد انقلاب 8 شباط يبدو أن النظام الجديد، استناداً إلى الوثائق الأمريكية : "... ان النظام الجديد هو أفضل وأحسن من نظام عبد الكريم قاسم الذي لديه القليل من الاصدقاء في داخل العراق وخارجه. وتوقع أن يكون توجه الحكومة العراقية مع ميل قوي للوحدة وأن يكون قادة الانقلاب {مناوئون للشيوعية} كما ورد في مذكرته. ويبدو ضرورياً الاشارة هنا إلى أن ما كان يهم واشنطون في هذه المضمار يتعلق بنشاط الشيوعيين في العراق عموما، فقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحسب حسابا استثنائيا لا سباب معروفة، ولا سيما في منطقة ذات اهمية استراتيجية مثل العراق ... ".( التوكيد منا – الناصري).

ويستكمل د. سنان الزيدي قائلاً: "... انتهجت الادارة الأمريكية في عهد الرئيس كنيدي سياسة خارجية تضمن لها التدخل المباشر في شؤون المنطقة، بغية تحقيق هذا الهدف، كانت السمة البارزة على دبلوماسيتها تجاه دول المنطقة عموما، الجمع بين أساليب السيطرة المباشرة والسيطرة غير المباشرة، والتي لا تخلو من مرونة مطلوبة، مع المحافظة على التبعية الاقتصادية إلى اقصى حد ممكن... وشغل العراق مركز مهما جدا بالنسبة إلى سياستها الجديدة. ومما له دلالته بهذا الشأن ما ذكره الرئيس كنيدي وهو (ان الحكومات القومية أكثرة قدرة على مواجهة التحدي الشيوعي من الانظمة القديمة التي حلت محلها، وبحسب الباحث الأمريكي بريسون، انتهجت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس كنيدي (تكتيكات جديدة) اتسمت بمقادر غير قليل من التقارب مع الحركات القومية العربية... كان امرّا طبيعيّا، أن وزارة الخارجية الأمريكية نجاح انقلاب 8 شباط (تطورا مهمّا) ليس في العراق، بل في الشرق الأوسط عمومّا وأن مرحلة جديدة بدأت اساسها العراق مع الغرب بصورة عامة، والويات المتحدة الأمريكية بصورة خاصة، إذ كانت الخارجية الأمريكية تعتقد أن نجاح الانقلاب ليس إلا خطوة على طريق (التفاهم مع الحكومة العراقية الجديدة)... ". بغية القضاء على الحزب الشيوعي كهدف أرأس، وهذا ما عملوه، ومن ثم القضاء على الزعامة الانظف والاحسن.
وأرتباطاً بهذا الموضوع فقد كتب طارق العقيلي قائلاُ: "... في الأشهر الأولى من إمساك البعثيين وحلفائهم بزمام السلطة، أراد البعثيون والقوميون بتفكير ينضح بجلف المتوحشة لا سيما الزمرة العسكرية، القضاء على الحزب الشيوعي العراقي مرة احدة وإنهاء وجوده في العراق، وإلى الابد، على وصف إنها ضريبة أستحقت على الشيوعيين منذ زمن وعليهم اليوم يؤدوا ثمنها مضاعفاً؛ فقد دعا رئيس الجمهورية عبد السلام عارف بتصريح فاشستي إلى الصحافة اللبنانية للقضاء نهائيا على الحزب الشيوعي بوصفه حزباً يبشر بالألحاد.
ولم تتمكن القيادة القطرية في العراق من وقف تداعيات هذا التصريح على الشيوعيين الذ أعداء الشيوعية، ولم يأتوا لتصفية الحزب الشيوعي، بل إنهم ضد أولائك الذين حملوا السلاح بوجههم وتسببوا في قتل العديد منهم وإحالتهم إلى المحاكم المختصة. كما اكدوا على حرص علاقتهم مع الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية. رغم ذلك فقدت القيادة القطرية سيطرتهاعلى ضبط الانفلات حتى إن امين هويدي سفير العربية المتحدة في بغداد نبه طالب شبيب وزير الخارجية إلى ضرورة ضبط القمع الـثأري ووضع حد له... ". علماً بأن طالب شبيب كتب هذا البيان، كما صرح حازم جواد .
في البدء، وعودا في التناقض التناحري بين الوحدة الفورية والاتحاد الفيدرالي، تكمن في البلاد العربية تسير في تطورها على"... وتيرة واحدة من حيث تطورها السياسي والاقتصادي والثقافي، الأمر الذي أوجد في كل منها أو بعضها أوضاعاً خاصة وظروفاً متفاوتة. وهذا الأوضاع والظروف الخاصة، هي واقع لا سبيل إلى إزالته بمجرد الرغبة في تجاهلها. والقومي الحق المخلص لعروبته وطموح أمته إلى الوحدة، هو من يسير شطر الهدف سيراً وعياً مضمون النتائج ويعمل بروية وحسن تدبير على ضوء الواقع وبمعزل عن الهوى والطيش والمصالح الشخصية... ".
عندما رفع حزب البعث شعار الوحدة الفورية، الذي اقترحه ميشيل عفلق الأمين العام للقيادة القومية على الرغم من أنف القيادة القطرية بزعامة فؤاد الركابي، (القشة التي قصمت ظهر البعير) بالنسبة إلى:
- تلكؤ ثورة 14 تموز في مهماتها الاجتصادية والسياسية والفكرية نتيجة التطاحن السياسي؛
- تفتيت جبهة الإتحاد الوطني وهي تمثل القاعدة الإجتماعية المادية للثورة؛
- تحاربت القوى السياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني وصولاً إلى الدم؛
- وانقسم مجتمع العراقي عمودياً وافقياً، بين مناصري الوحدة أو الاتحاد؛
- وانقسمت القوى الإجتماعية/ السياسية بين مؤيداً أو معرضاً؛
- "... وقد صاحب الصراع بين أطراف الحركة الوطنية في العراق ملابسات عربية ودولية بعثت بعوامل مساعدة لتأجيج الصراع بحيث لم يعد بالإمكان لا تحقيق الوحدة ولا الاتحاد... ".

الهوامش:
البيان رقم 13

- { نظرا لقيام الشيوعيين العملاء وشركاء عبد الكريم قاسم في تعاونه بمحاولات يائسة لإحداث البلبلة بين صفوف الشعب وعدم نصياع للأوامر والتعليمات الرسمية، وعليه تقرر تخويل القطعات العسكرية وقوات الشرطة وقوات الحرس القومي بإبادة كل من يتصدى للإخلال بالأمن وإننا ندعو جميع أبناء الشعب المخلصين بالتعاون مع السلطة الوطنية بالإرشاد عن هؤلاء المجرمين والقضاء عايهم }.

العقيد رشيد مصلح التكريتي
الحكام العسكري العام }
المصدر: كتابنا، عبد الكريم قاسم في يومه الأخير،ط.2، ج. 2 ص.301، مصدر سابق.
2 - محسن الشيخ راضي، كنت بعثياً ، ص.194، مصدر سابق. واحب ان انوه إلى ان كل الهوامش كتبها د. الفاضل طارق العقيلي.
3- المصدر السابق، ص. 203.
4 - المصدر السابق، ص.310.
5- سيار الجميل، رموز وأشباح- علي صالح السعدي، الحلقة 80، تاريخ النشر في 26/10/ 2021. مصدر سابق
6 - د.هيثم غالب الناهي، خيانة النص، في الخريطة السياسية للمعارضة العراقية، صص. 7 و 10، الدار الاندلس – لندن 2002.
7- محسن الشيخ راضي، كنت بعثياً، ص.5، المقدمة التي كتبها محرر د. طارق العقيلي، مصدر سابق.
8 - د. عبد الوهاب رشيد، العراق المعاصر، ص. 243، مصدر سابق.
9 - ويعلق عزيز الحاج على ذلك بأنه حزبي اللإستقلال والبعث وفي الوقت نفسه وضع فيتو على قبول الحزب الديمقراطي الكردستاني في الجبهة "... كان يعاني من فقر دم حقيقي في المشكل الكردي، ويعد القيادة الكردية عملية ومشبوه، علما بأن برنامج جبهة الاتحاد الوطني الذي تأسس سراً في 1957 لم يتضمن مطلباُ محددا عن المسألة الكردية.. ". بسبب معارضة الحزبين المذكورين. القضية الكردية في العراق التاريخ والآفاق، ص.40، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت 1994.
10 - محسن الشيخ راضي، كنت بعثيا، ص. 39. مصدر سابق.
1 - المصدر السابق، هامش ص.80 .
12- محسن الشيخ راضي، كنت بعثيا، ص,156، مصدر سابق.
13- د. علي كريم سعيد، عراق 8 شباط 1963، ص. هامش 51، مصدر سابق.
14- د. طارق العقيلي، بريطانيا ولعبة السلطة، ص. 200،، مصدر سابق.
15-سيار الجميل، علي صالح السعدي، رقم الحلقة 80، الحلقة الأولى، موقع الكاتب في الانترنيت.
16- د. سنان الزيدي، سياسية الولايات المتحدة، في عهد الرئيس عارف، ص,27، مصدر سابق.
17 - المصدر السابق، ص.32 و 38.

18- محسن الشيخ راضي، كنت بعثيا، هامش ص.239
19 راجع مذكرات حازم جواد، طبعت في كتاب في شارع المتنبي، وهي تتضمن لقاءات الخاصة غسان شربل ونشرت في الحياة أبتدأ من 9/2/ 2004.، ص. 60
20 - عامر عبد الله ، قضايا عربية، ص. 8، دار الفكر الجديد، بيروت 1959.
21- د.قحطان أحمد الحمداني، السياسة الخارجية العراقية، ص.176، مصدر سابق.



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جدلية الظرفين الداخلي والخارجي في تأسيس الدولة العراقية:
- جئنا إلى السلطة بقطار امريكي ( 5-5) علي صالح السعدي
- جئنا إلى السلطة بقطار امريكي (5-4) علي صالح السعدي
- {جئنا إلى السلطة بقطار امريكي}: (5-3) علي صالح السعدي
- جئنا إلى السلطة بقطار امريكي} ( 5-2): علي صالح السعدي
- { جئنا الى السلطة بقطار أمريكي }: (5-1)- علي صالح السعدي
- كاظم حبيب : المثابر على العلم والمعرفة (من بعض الملامح على ف ...
- تقيم الصراع بين الاتجاه العراقوي والعروبوي :
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز: (6- 6)
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز:( 5- 6)
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز: (4- 6)
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز: (3- 6)
- ممساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز: (2-6)
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز (1-6)
- تأريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري 1958- 1968(2-2)
- تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري 1958- 1968
- حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح ...
- حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح ...
- حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح ...
- حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - على هامش مذكرات محسن الشيخ راضي: