أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - جئنا إلى السلطة بقطار امريكي} ( 5-2): علي صالح السعدي















المزيد.....

جئنا إلى السلطة بقطار امريكي} ( 5-2): علي صالح السعدي


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 7120 - 2021 / 12 / 28 - 22:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


{ جئنا إلى السلطة بقطار امريكي} ( 5-2):
علي صالح السعدي

*** يحتل موضوع العلاقة بين المخابرات المركزية الأمريكية وقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بهدف الإطاحة بسلطة 14 تموز والتمهيد لإنقلاب البعث في 8 شباط عام 1963 مساحة واسعة في بحوث ومؤلفات ومقالات الكثير من الباحثين والمؤلفين من شتى البلدان. "... وهناك العشرات بل المئات من الكتب وبلغات متعددة تتناول هذا الحدث الخطير، ليس في تاريخ العراق، بل وفي العالم في ذروة إشتداد حمى الحرب الباردة التي إندلعت بعد نهاية الحرب لعالمية الثانية.
ومن بين هذه المؤلفات من يناقش هذه الموضوعة بنفس أكاديمي وموضوعي وحيادي، وهناك من يسعى إلى التمويه على هذا الحدث والردة في العراق ويحصره في إطار الصراعات الداخلية، وخاصة بين حزب البعث العربي الإشتراكي والحزب الشيوعي العراق، حول قضايا مثل الوحدة العربية وموضوعة المد الأحمر وتصرفات الشيوعيين تجاه موضوعة الايمان الديني وإفتعال الإتهامات والإنتهاكات ضدهم وغيرها من المفردات التي تتستر على الجوهر الحقيقي لهذا الصراع، علاوة على التستر على التحالف بين قيادة حزب البعث والمخابرات المركزية وأطراف إقليمية ومخابرات دولية وشركات النفط، وبمن فيهم قادة الجمهورية العربية المتحدة وأحزاب قومية واسلامية ومراجع دينية للإجهاز على مكتسبات ثورة 14 تموز والإطاحة برموزها وتوجيه الحربة بالأساس ضد الحزب الشيوعي العراق، الذي شكل بتحالفه غير المعلن مع الزعيم الكريم قاسم ضمانة لردع جميع المؤآمرات التي حيكت ضد الشعب العراق في الشهور الأولى بعد قيام الثورة.
ولكن مع إنفراط هذا التحالف غير المعلن بين أركان الثورة، أصبح الطريق معبداً لتحالف واسع داخلي وإقليمي ودولي لنشر حمامات الدم في العراق وضياع كل المكتسبات التي أحرزها الشعب بعد الثورة، ونقل العراق إلى دائرة الصفر. ونتيجة لذلك أصبح العراق مرتعناً للتدخل الشامل لقوى إقليمية ودولية للتدخل الفظ في الشؤون الداخلية للعراقيين، والتي مازلنا نعاني منها، وأصبحت عائقاً أمام استقرار البلاد وإعماره إلى الآن. طياً مرور سريع يلقي الضوء علىما تعرض لها العراق منذا الأيام الأولى لإنتصار الثورة من مكائد كان محورها التعاون بين المخابرات المركزية الأمريكية وقيادة حزب البعث العربي الإشتراكي. ... ".

*** ومن أجل التمهيد لهذا المخطط،أعلن ألن دلاس Allen Dulles مدير وكالة المخابرات المركزية (سي .آي. أي) في شهادته امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في نيسان عام 1959، بأن الوضع في العراق هو " أشد الأوضاع خطورةً في العالم، وان القوى الشيوعية على وشك السيطره على العراق بشكل تام".

*** وفي عام 1978‏ نشر الثنائي أديث و إي اف بنروز Edith and E. F. Penrose كتابهما الموسوم "العراق: العلاقات الدولية والتطور الوطني" Iraq: International Relations and National Development. وأجريا مقابلات مع "بعثيين عراقيين حسني الاطلاع"، الذين أكدوا أن وكالة المخابرات المركزية تعاونت مع البعث في عام1963. وأخبرنا "هاشم جواد وزير الخارجية في عهد قاسم بأن وزارة الخارجية العراقية كانت لديها معلومات عن وجود تواطؤ بين البعث ووكالة المخابرات المركزية (سي. آي. أي)".
ويستكمل بنروز حديثه بالقول"... وكانت وجهة نظرنا وقت ذاك ، والتي لم يظهر لنا يدعو إلى تغييرها، هي ان السفيرين الأمريكيين في هذه الفترة وهما (والدمار غولمان، وجون جيرنيكان) كانا رجلين مجربين، وعلى جانب كبير من الصواب في أحكمهما، لذا فهما يعرفان جيداً أن تهمة الشيوعية الملصقة بقاسم لا أساس لها من الصحة، ولكن لا يمكن أن يقال الشيء نفسه عن وكالة المخابرات الأمريكية في هذه الفترة، فقد كانت تحت إدارة (آلن دالي) الذي كرس جهده لمتابعة الحرب الباردة، وبعد تلك الأحداث أخبرنا السيد هاشم جواد وزير خارجية العراق، على عهد قاسم، بأن وزارة الخارجية كانت على بوجود نوع من التواطؤ بين وكالة المخابرات الأمريكية وحزب البعث، وكثير من ألأحيان كشفت وكالة المخابرات للبعثين أسماء الشيوعيين العراقيين وأمكان اقامتهم. وقد تم بالفعل ألقاء القبض عليهم في بيوتهم واعدامهم... وعلى ضوء تلك القناعات التي توصل اليها السفير البريطاني مع نظيره الأمريكي، وما قد يحصل من تطورات وتأثيرها على سير عملية تنفيذ الانقلاب... ذكر الناهي بأن البكر ألتقى في ليلة الرابع من الشهر نفسه مع عدد من المسؤولين في السفارة البريطانية، وأبلغهم بما استجد من أحداث من أحداث. وعلى وفق ذلك حددت السفارة البريطانية ساعة الصفر للنقلاب ووضعت خططاً لعرقلة دفاعات عبد الكريم قاسم... ".

*** وفي عام 1991 نشر ديفيد وايز David Wise تقريرا في صحيفة "لوس انجلس تايمز" تقريراً بعنوان "شعب مغدور" A People Betrayed. عرض وايز في هذا التقرير رواية عن شهادات لعملاء في وكالة المخابرات المركزية يعترفون فيها بمحاولة اغتيال فاشلة كانت من تخطيطهم في عام 1960 ضد عبد الكريم قاسم (. وأضحى التقرير علني وواضح وورد في هامش عابر في تقرير تشيرش "the Church Commission" عن الاغتيال والذي صدر في عام 1975. وينبغي ألاّ يُخلط هذا مع محاولة الاغتيال الفاشلة التي نُفذت عراقياً في عام 1959 بمشاركة صدام حسين.

*** وقدم ويليام زيمان أطروحته المعنونة " التدخل السري للولايات المتحدة في العراق خلال الفترة 1958-1963" ( U.S. COVERT INTERVENTION IN IRAQ 1958-1963:THE ORIGINS OF U.S. SUPPORTED REGIME CHANGE IN MODERN IRAQ) للحصول على شهادة الماجستير في التاريخ في كلية الجامعة البوليتكنيكية في ولاية كاليفورنيا، بومونا، شرحاً مفصلاً وموثقاً حول تدخل الولايات المتحدة في شؤون العراق وعلاقة المخابرات المركزية الأمكريكية مع قيادة حزب البعث العربي الإشتراكي".

*** ولعل أن سعيد ك. ابو ريش يعد من أكثر المؤلفين إحاطة بموضوع التدخل الاميركي في العراق خلال الفترة الممتدة من 1958 الى 1963. فان كتابيه المعنونان "صداقة وحشية: الغرب والنخبة العربية" A Brutal Friendship: The West and the Arab Elite، الصادر عام 1997، و"صدام حسين: سياسة الانتقام" Saddam Hussein: The Politics of Revenge ، الصادر عام 2000، يعترفان بما ورد في بحوث كتّاب سابقون مثل مالك المفتي وحنا بطاطو ومحمد حسنين هيكل وماريون وبيتر سلوگليت، ولكنه يذهب ابعد منهم بكثير. وتتمثل المساهمة المتميزة لابو ريش في كونه يضيف معلومات مفصَّلة حصل عليها بخبرته الشخصية، إضافة إلى مقابلات عديدة مع شخصيات قامت بأدوار أساسية في انقلاب 1963 مثل جيمس كريتشفيلد James Critchfield، مسؤول الشرق الأوسط في وكالة المخابرات المركزية خلال عام 1963 وهاني الفكيكي عضو قيادة حزب البعث خلال عام 1963، والعديد من الامريكان والعراقيين الآخرين، المذكورين بالاسم أو من الذين بقيت اسمائهم طي الكتمان. ويستشهد كتاب "صداقة وحشية" بـ 58 مقابلة بالاسم وبـ 29 مقابلة بلا اسم. كذلك يورد في كتابه "صدام حسين" 67 مقابلة بالأسم و46 مقابلة بلا أسم، كما يستخدم المؤلف بصيرته الشخصية للولوج في العلاقات العراقية - الامريكية السرية من خلال بما اكتسبه من خبرة أثناء عمله صحفياً في منطقة الشرق الأوسط إبان الخمسينات والستينات، وعمله كحلقة وصل بين الشرق والغرب في مشتريات أسلحة ومعدات استراتيجية للعراق خلال الفترة الممتدة من 1974 الى 1977 ومن 1981 الى 1984.

*** في عام 2003 نشر ريتشارد سايل من وكالة يونايتد برس انترناشنال (يو بي آي) تقريراً تحت عنوان "خاص: صدام لاعب أساسي في مؤامرة سابقة حاكتها وكالة المخابرات المركزية"Exclusive: Saddam Key in Early CIA Plot..، فبالاستناد إلى مقابلات مع " دزينة من الدبلوماسيين الاميركان السابقين والباحثين البريطانيين ومسؤولين أمريكان سابقين في المخابرات "، فانه قدّم على شبكة الانترنت، معلومة تفصيلية وحيدة عن تفويض وكالة المخابرات المركزية وضلوعها في محاولة الاغتيال الشهيرة التي استهدفت عبد الكريم قاسم في تشرين الأول عام 1959. وبحسب سايل، فان الهجوم الفاشل بالاسلحة النارية نُفذ بمشاركة صدام حسين بوصفه عميلا أجيراً لوكالة المخابرات المركزية، والذي قامت الوكالة لاحقاً باخلائه وتدريبه ودعمه في الخارج. وتؤكد هذه القصة على ظنون كانت ترد كتلميحات فقط في كتابات تاريخية سابقة.
ولكن وضع آخرون علامة استفهام على رواية سايل. فيعتقد ابو ريش ان علاقة وكالة المخابرات المركزية بصدام حسين قبل هروبه الى مصر ليست ممكنة. ويعتقد بيل ليكلاند Bill Lakeland السكرتير السياسي الأول في السفارة الامريكية في بغداد عام 1963 ايضا إن تعاون الوكالة مبكراً في محاولة الاغتيال التي جرت عام 1959 هو ضرب من الوهم. وعلى الغرار نفسه، استبعد ايكنز رواية سايل حيث كتب يقول: " ان ريتشارد سايل إنسان جيد جدا، وأقول انه موثوق على نحو استثنائي، ولكن إذا قال أو كتب أو اعتقد ان وكالة المخابرات المركزية كانت وراء هذا الهجوم على عبد الكريم قاسم فانه مخطئ قطعاً ". لذا فان مزاعم سايل، من دون وجود دلائل تؤكدها، لا يمكن أن تُعتبر وقائع تاريخية.

*** في عام 2005 نشر المؤلف والمراسل المختص بشؤون الشرق الأوسط جون كي كولي John K. Cooley كتابه الموسوم "تحالف ضد بابل: الولايات المتحدة واسرائيل والعراق"An Alliance against Babylon: The U.S., Israel and Iraq. ففي هذه الكتاب يسلط الكاتب الضوء على دور وكالة المخابرات المركزية في انقلاب 1963. ويعتمد الكاتب اعتمادا كبيرا على ابو ريش، لكنه يضيف مادة جديدة عن جيمس كريتشفيلد رئيس عمليات الشرق الأدنى في الـ"سي آي أي" في اوائل الستينات. ويسلط كولي الضوء أثناء النعي في مقبرة آرلينغتن الوطنية ويشير إلى ان كريتشفيلد اعترف بأنه اوصى بأن تقدم وكالة المخابرات المركزية الدعم لحزب البعث في اوائل الستينات، وأوضح " ربما كنا نعرف قبل ستة أشهر إن (الانقلاب) سيحدث". ويقدم كولي تاريخاً موجزاً لسجل كريتشفيلد العسكري والاستخباراتي، ويتناول بعض نشاطاته خلال الأشهر الأولى من عام 1963 في خطوطها العامة.

*** وفي عام 2005 ايضاً، نشر ويليام بلوم طبعة محدَّثة من كتابه "دولة مارقة: دليل الى القوة العظمى الوحيدة في العالم"A Rogue State: A Guide to the World’s Only Superpower ، الذي نُشرت طبعته الأولى عام 2000. وخصص بلوم في هذا الكتاب فصلاً طويلاً يلخص فيه كل تدخلات الولايات المتحدة. ويتضمن هذا الفصل مقطعاً عن العراق خلال الفترة من 1958 الى 1963، حيث يضيف فيه بلوم إضافة مهمة الى التدوين التاريخي عن طريق ما ينقله من تقارير تتعلق بوثائق رسمية بريطانية تكشف عن دعم بريطانيا للحكومة البعثية الجديدة في عام 1963، ويلخيص مقابلة كاشفة أجراها مراسل صحيفة "لوموند" مع عبد الكريم قاسم في اوائل عام 1963.

*** وبحلول عام 2000 عندما صدر كتاب "دولة مارقة"، وكان بلوم قد جمع مادة وفيرة ليضمنها في انقلاب 1963 في العراق ضمن لائحة التدخلات الاميركية التي أعدها. إن هذه الدراسة التي تتناول تدخل الولايات المتحدة الخفية في العراق خلال المراحل الأولى من تاريخه الحديث، تضيف معلومات أخرى إلى المؤلَف السابق، مستقاة من دراسة وثائق الحكومة الاميركية، وتغني النص باستخدام مقابلات في التاريخ المنقول شفاها مع ابو ريش ومسؤولين متقاعدين في وزارة الخارجية مثل ويليام ليكلاند وجيمس ايكنز والمسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية ايد كين Ed Kane. لقد شغل ليكلاند وايكنز منصبي السكرتير الأول والثاني للدائرة السياسية في سفارة الولايات المتحدة في بغداد خلال الفترة التي سبقت انقلاب 1963 والفترة التي أعقبته. وكان ايد كين رئيس مكتب العراق في مقر وكالة المخابرات المركزية في واشنطن وقتذاك. وهناك مزيدا من المطبوعات عن هذا الموضوع سنأتي عل ذكرها لاحقاً.

*** "... وفي وقت لاحق، أعترف بهذه الحقيقية جون بيركنز، أحد رجالات الـ (C.I.A. ) أمام جماعات السلام الأمريكية المعارضة في ستايل بتاريخ 24/1/ 2012. ومما ورد في حديثه المتلفز: "قررنا ان نعمل اتفاق مع صدام حسين مشابه للاتفاق الناجح مع السعودية العربية، لأن مانريده السيطرة على النفط في الشرق الأوسط، من المحتمل أن معظمكم يعلم أن صدام تم تجنيده منذ زمن بعيد جداً، وربما تتذكرون عبد الكريم قاسم رئيس العراق في بداية الستينات ، قاسم طرح مشروعاً متميزاً، قال إن النفط العراقي يجب أن يكون لفائدة الشعب العراقي .. كم كان نبيلاً، ولننا لم نرغب في ذلك كثيراً، وبدأ قاسم بفض الضرائب على شركاتوخاصة الشركات لبريطانية والأمريكية، وهدد الشركات العالمية االأخرى، لذلك قررنا أن نطيح بقاسم ، ارسل جهاز المخابرات الأمريكية مجموعة اغتيال.. أمطروا سيارة قاسم بالرصاص في بغداد وأخطأوه، قائد المجموعة الاغتيال جُرح وهرب إلى سوريا أسمه صدام حسين كان عميلا للمخابرات الأمريكية في عمليات الاغتيال وقد فشل... "

*** صرح أحمد الجلبي "... أما تدخل أمريكا الحقيقي الأول في العراق فبددأ في سنة 1962 حينما كلفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ( سي.آي.أي) من جانب رئيس الولايات المتحدة بمجابهة الاتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي في العراق، (حيث سارعت الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع حزب البعث منذ بعد زيارة ميشيل عفلق للعراق للمرة الأولى - الناصري) فعملت ال (سي.آي.أي) بشكل مباشر وبتحالف مع النظام المصري حينها بزعامة جمال عبد الناصر وتعاونت مع حزب البعث العربي الأشتراكي، خصوصاً كوادر الحزب في القاهرة ومن ضمنهم صدام حسين على تشجيع وتأهيل الحزب لتسلم الحكم. وقد ذكر لي أحد مسؤولي ال ( سي. آي. أي) في فرانكفورت وأسمه جيم كريتشفيلد، كان مسؤول ال (سي.آي. أي) في أوربا أن (سي.آي.أي) اصدرت بالتعاون مع البعثيين قائمة بأسماء 1700 شخص تقريبا يجب تصفيتهم لدى قيام أي حركة ضد عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي في العراق. وفعلاً نشرت هذه الأسماء عبر إذاعة سرية للأمريكان في منطقة الشرق الأوسط... ".

*** كتب د. هادي حسن عليوي في مقالته، رشيد مصلح."... الحاكم العسكري العام.. لانقلاب شباط 1963، القاتل.. والتاجر والعميل الإيراني عن لسان هاني الفكيكي قائلاً :"... يذكر هاني الفكيكي القيادي البعثي إن رشيد مصلح كان جاسوساً أمريكياً... وقال: لئن كان علي صالح السعدي قد اعترف بقوله: " (لقد جئنا - يعني البعثيين - إلى السلطة بقطار أمريكي).. فقد كان على حق.. لكن لا علي صالح السعدي.. ولا أنا نعرف التفاصيل. وقال الفكيكي: (سأذكر حكاية حصلت في ألأيام الأولى لانقلاب 8 شباط 1963.. تتلخص في أن أحد الضباط البعثيين في الانقلاب.. ويُدعى عدنان عبد الجليل.. جاء إليّ وأفصح ليً عن تذمره من وجود ذياب العلكاوي ورشيد مصلح في (قيادة الثورة).. وهما جاسوسان أمريكيان.. وطلب أن يُراجع الموقف منهما.. فما كان مني إلا أن ذهبتُ إلى احمد حسن البكر.. ونقلتُ إليه ما قاله عدنان عبد الجليل محذراً.. فأطرق البكر قليلاً.. وقال: (إحنه ندري بيه وبعلاقاته). ويضيف الفكيكي قائلاً: "وقد اكتفيتُ يومها بهذا الرد.. على اعتبار أن كبار المسؤولين على علم بتحركات المشبوهين.. لكن لم أكن أعرف مَن الذي كان على علاقة بالأمريكان.. وحتى علي صالح السعدي الذي قال قولته الشهيرة.. (جئنا بقطار أمريكي).. لم يكن يعرف ذلك.. ولكنني.. بعد واحد وعشرين عاماً عرفتُ من مصدر وثيق أن رجل الأمريكان كان احمد حسن البكر نفسه.. ومعه صالح مهدي عماش... ".

الهوامش
12- إعداد عادل حبه، التعاون بين المخابرات المركزية الأمريكية وقيادة حزب البعث في العراق للإطاحة بسلطة 14 تموز في 8 شباط عام 1963
13 - حسن السعيد، نواطير الغرب، صفحات من ملف علاقة اللعبة الدولية مع البعث العراقي 1948- 1968، ص.256، دار ومكتبة عدنان، ط.2. 2015.
14- حسن السعيد، نواطير الغرب، ص. 217، مصدر سابق.
15- مستل من د. عبد الخالق حسين، ثورة 14 تموز 1958 وعبد الكريم قاسم. ص. 151، ونشر الحديث في صحيفة المؤتمر اللندنية، العدد 304 الصادر يوم 18/5/ 2002.
16- راجع مجموعة كتاب واعلاميي العراق، المنشور في 19 شباط 2020.



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- { جئنا الى السلطة بقطار أمريكي }: (5-1)- علي صالح السعدي
- كاظم حبيب : المثابر على العلم والمعرفة (من بعض الملامح على ف ...
- تقيم الصراع بين الاتجاه العراقوي والعروبوي :
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز: (6- 6)
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز:( 5- 6)
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز: (4- 6)
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز: (3- 6)
- ممساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز: (2-6)
- مساهمة دول الجوار في تغيب نظام 14 تموز (1-6)
- تأريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري 1958- 1968(2-2)
- تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري 1958- 1968
- حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح ...
- حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح ...
- حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح ...
- حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح ...
- حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح ...
- حتى لا تتسربل ثورة 14 تموز 1958 بالنسيان! (3- 3)
- حتى لا تتسربل ثورة 14 تموز 1958 بالنسيان! (2- 3)
- حتى لا تتسربل ثورة 14 تموز 1958 بالنسيان! (1-3) ***
- هياكلية الأمن العامة والاستخبارات العسكرية في الجمهورية الأو ...


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - جئنا إلى السلطة بقطار امريكي} ( 5-2): علي صالح السعدي