أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد البرهو - عبادة الاصنام وتقديس البشر














المزيد.....

عبادة الاصنام وتقديس البشر


احمد البرهو
باحث

(Ahmad Barho)


الحوار المتمدن-العدد: 7161 - 2022 / 2 / 13 - 00:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في سبب عبادة الاصنام وتقديس البشر عند بعض الشعوب وخلال الاحقاب التاريخية السالفة والباقية

يعلل ذالك #البيروني في كون طباع عوام الناس تميل دائمآ إلى الأشياء المحسوسة

فيكون تشكيل العلاقات والتواصل مع المحسوسات أسهل بالنسبة للوعي العامي منه مع المجردات

لذالك هو ينفر من خلق علاقة التواصل هذه مع الأشياء المجردة التي يجدها بعيدة عن نفسه ويلجأ للتصوير

"معلوم ان الطباع العامي نازع إلى المحسوس نافر عن المعقول الذي لا يعقله الا العالمون الموصوفون في كل زمان ومكان بالقلة

ولسكونه إلى المثال عدل كثير من اهل الملل إلى التصوير في الكتب والهياكل" (البيروني)

ويذكرنا كلام البيروني هذا بنظرية عالم النفس والفيلسوف السويسري جان بياجيه عن مراحل النمو المعرفي للإنسان حيث يكون الوعي في مرحلة الطفولة منغمس في المحسوسات ثم يتطور إلى المرحلة الحسية التجريدية وصولا لحالة التجريد المطلق

كأن البشرية كانت في تلك الاحقاب التاريخية القديمة لازالت في مرحلة الطفولة في نمو الوعي

فكانت لاتزال غير قادرة على ادراك المعاني المجردة لرسالات الديانات القديمة فتم تحويلها إلى صور حسية لتكون قريبة بالنسبة إليهم

ولتكون تلك الصور وسيلة اتصال يتقوى من خلالها المعنى في نفوسهم ويظهر المجرد

ولكن كما يقول البيروني فإنه مع طول الازمان والاحقاب وولادة أجيال جديدة ينسى الناس العلة التي وضعت لأجلها تلك الصور والمنحوتات ويصير التوجه إليها سنة

"مذكرة أمرهم عند الغيبة والموت مبقية آثار تعظيمهم في القلوب لدى الفوت

إلى أن طال العهد بعامليها ودارت القرون والاحقاب عليها نسيت اسبابها ودواعيها وصارت رسما وسنة مستعملة" (البيروني)

بالتالي فأن الوعي البشري ينتكس اكثر ويصبح اكثر انغماس في المحسوسات وواقفآ عند الصور غير مدرك لعلتها

وقد يكون هذا هو السبب في تتالي الرسالات السماوية لاخراج الوعي البشري من مرحلة الطفولة والانغماس في المادة ليصل مرحلة البلوغ والرشد مع الرسالة المحمدية التي نقلت الوعي البشري لحالة التجريد المطلق

بالتوجه إلى الله المنزه في الذات والصفات عن الصورة والتشبيه ليكون "ليس كمثله شيء" في فكر العوام

ولكن لان الوعي البشري لم يخلص تمامآ من الحس ولأن النص الديني منع إعطاء اي صورة لله فنزهه بالمطلق

تشبث وعي بعض الناس بما دونه في القدسية من البشر وتعلقوا بتلك الصور ووسعوا هالة التقديس حولها

وتحولت مقابرهم إلى مزارات وبنيت فوقها المساجد بقصد التقرب إلى الله بل ان زيارتها ربما صارت في بعض الأحيان قادرة على ان تمحو لك ذنوبك وتكفر بها عن كل خطاياك

"ثم ناهيك شاهدا على ماقلته انك لو ابديت صورة النبي أو مكة أو الكعبة لعامتي أو امرأة لوجدت من نتيجة الاستبشار فيه دواعي التقبيل وتعفير الخدين والتمرغ

وكأنه شاهد المصور وقضى بذالك مناسك الحج والعمرة وهذا هو السبب الباعث على إيجاد الاصنام باسامي الأشخاص المعظمة من الأنبياء والعلماء والملائكة" (البيروني)

والى اليوم يمكن أن نجد من خلال المذاهب والفرق الكثيرة في الإسلام أو في غيره من الاديان

مايعبر عن جميع مراحل نضوج الوعي البشري فيها من خلال الاختلاف في فهم وتفسير النصوص السماوية

فنجد ان هناك مذاهب منغمسة في عالم الحس تمامآ في قراءتها لتلك النصوص ومذاهب أخرى تقف موقف الاعتدال بين الحس والتجريد ومذاهب اصبحت في طور التجريد المطلق

ولكن أغرب مافي الأمر هذا كله أن المذاهب التي انغمست في طور الحس هي أكثر من يدعو إلى هدم المزارات والاضرحة الدينية ويمنع بناء المساجد على القبور

في حين نجد ان تلك المذاهب التي غاصت في بحور التجريد هي اكثر من يقدس قبور الصالحين ويبني فوقها المساجد



#احمد_البرهو (هاشتاغ)       Ahmad_Barho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوبرا الرابسودي السوري
- اسطورة آدم الكنعانية
- المعابد الثلاث _ دورا اوربوس
- المسيح الشمسي والمسيح القمري
- أسطورة التكوين في معبد بيل
- المادة بين العلم والدين والفلسفة
- شجرة الكون 1
- كاهنة الشام
- الطوفان والدورات الكونية
- كنعان بين النهرين
- مصادر المعرفة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد البرهو - عبادة الاصنام وتقديس البشر