أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد البرهو - المسيح الشمسي والمسيح القمري















المزيد.....

المسيح الشمسي والمسيح القمري


احمد البرهو
باحث

(Ahmad Barho)


الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 22:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ربما تكون ولادة الطفل المعجزة هي الاسطورة والعقيدة الأكثر انتشار في العالم القديم وتتشابه تلك الاساطير إلى حد كبير إلى درجة ان معظم من يطلع على تلك الاساطير لن يدرك ان هناك ولادتين مختلفين

ان هناك مسيحين أحدهما ضد للاخر
ان هناك مسيح شمسي واخر قمري

وان المخلص في اسطورة هو الشيطان في الأخرى
وان المسيح هو الأخ لضده الشيطان
وان العذراء في اسطورة هي الزانية في الأخرى وانهما اختان

هذا الصراع بين الأخوين تعود نشأته إلى بداية تشكل الوعي الديني عندما ظهرت ديانتان هما الأصل لجميع الاديان

أحدهما كانت ذات طبيعة شمسية وهي الديانة المصرية والأخرى ذات طبيعة قمرية وهي الديانة الرافدينية

والاختلاف الجذري بين الديانتان يظهر في تذكير وتانيث كل من السماء والأرض

فالديانة المصرية تذكر الأرض وتأنث السماء عكس معظم أديان العالم التي تذكر السماء وتأنث الأرض

وهذا الاختلاف ارجعناه إلى مجرى كل من النيل في مصر الذي يسير عكس معظم انهار العالم من الجنوب للشمال وهكذا تم اعتبار القوة المخصبة باعتبار الماء رمز للخصوبة تصعد من الأسفل للأعلى ولذالك تم تذكير الأرض في مصر

وهو عكس ماحدث في بلاد الرافدين حيث كانت القوة المخصبة الممثلة بدجلة والفرات تسير من الأعلى إلى الاسفل فتم تذكير السماء

من هنا كان جذر الصراع والاختلاف فكل عقيدة هي مرآة وضد للآخرى نهران يجريان باتجهين مختلفين ولكل منهما غاية هي الضد للاخرى

قد يتضح هذا الصراع بين المسيح وضده من خلال الاساطير المصرية ذات الطابع الشمسي

حيث كان هناك صراع على أحقية اعتلاء عرش مصر بين المسيح الشمسي حورس ابن ايزيس واوزيريس والاله سيت اله العواصف والرعود

ولحل الخلاف بينهم عقدت الالهة محكمة لتحديد من الاحق باعتلاء عرش مصر كان معظم الالهة يؤيد حق حورس في اعتلاء عرش والده ولكن كبير الالهة رع كان منحاز إلى الاله سيت ويرى انه الاحق به لانه الاقوى بين الالهة فكل يوم عندما يبحر رع بقاربه خلف الافق ويسافر في العالم السفلي يأتي الثعبان الشرير ابو فيس ليهاجم القارب ويحاول قتل رع ويحاربه سيت حامي الالهة بصولجانه العظيم

تنازع الالهة بينهم حول من له الحق في اعتلاء العرش وحدثت عدة منازلات بين سيت وحورس ليثبت كل منهم من هو الاحق بالعرش ولكن دائمآ ماتقوم ايزيس بالحيل والسحر وبمساعدة تحوت ليستطيع حورس التغلب على سيت

في النهاية يرسل اوزيريس الذي بعد مقتله أصبح حاكم للموتى في العالم السفلي رسالة تهديد بأنه سوف يرسل الافاعي والمخلوقات البغيضة لتدمير الأرض اذا لم يتم تنصيب حورس على العرش فاستجابة الالهة للتهديد

رسالة التهديد هذه شبيهة بالرسائل التي كانت ترسلها ارشكيجال الهة العالم السفلي في الأساطير الرافدينية لالهة السماء بفتح ابواب عالم الموتى ليحتل الاموات عالم الأحياء عندما لاتوافق الالهة على تحقيق بعض رغباته

اما الاله سيت بعد أن تغلب عليه حورس واعتلا عرش مصر فعاد ليقود مركب الشمس في رحلته ولمصارعة الافعى الكونية ابوفيس

ولكن في الحقيقة ان سيت الذي تم اعتباره الضد للمسيح(حورس) في الاساطير المصرية وتحول لاحقا من اله الرعود والعوصف لاله الفوضى والظلام

هو المسيح والمخلص في العقائد القمرية ومايكشف عن ذالك هو عدة أمور

اولآ خلال حكم الهكسوس لمصر فإنهم قاموا بتوحيد بعل(ابن العذراء والمسيح الكنعاني) مع سيت وليس مع حورس كما يفترض

ثانيا ان ملك الالهة وابن العذراء في الديانات القمرية هو الاله حامل الصاعقة ورب العواصف والرعود

وكون سيت كان اله للعواصف والرعود لذالك تم توحيده مع المسيح الكنعاني بعل

أيضآ فأن المهمة الاساسية التي كان يمارسها ملك الالهة في الديانات القمرية وحامل الصاعقة هو صراعه مع الافعى أو التنين الكوني الذي يخرج من المحيط البدئي

وهي الوظيفة التي كان يقوم بها سيت في الاساطير المصرية بمحاربة الافعى ابوفيس

هذا مايجعل سيت المصري هو المقابل الاسطوري لملك الالهة في الديانات القمرية

حيث خاض هذا الصراع مع الافعى (التنين) كل من (بعل مع التنين لوثان وزيوس مع تايفون واندر مع فراترا ومردوخ مع تيامات...)

بالتالي فأن سيت الذي اعتبرته الاساطير المصرية ضدآ لمسيحها حورس

هذا الضد في الاديان القمرية هو المسيح نفسه

طبعآ هذا الصراع لم يتوقف عند الديانات القديمة بل انتقل ايضآ ليظهر في الاديان الابراهيمية فصارت المسيحية ذات طابع شمسي اما اليهودية والإسلام ذات طابع قمري

والتأثير القمري في الإسلام نجده سواء في الطقوس حيث يقوم المسلمون في طقس رمي الجمرات أثناء الحج برجم المسلة الفرعونية التي تمثل مسكن الشمس والقضيب الذكري للارض بالحجارة(قبل ان يتم تغيير شكلها حديثآ) وكذالك ارتباط المسلمين بالتقويم القمري ورمزية القمر في الثقافة الإسلامية

بالإضافة إلى الأحاديث التي وردت في وصف ضد المسيح (المسيح الدجال) فنجد انها وصفته بأنه أعور العين وهي إشارة واضحة إلى المسيح الشمسي حورس الذي فقد عينه(عين القمر) التي ترى الأشياء الباطنية أثناء صراعه مع سيت وكذالك تصفه بأن فيه حمرة وهي كذالك إشارة إلى حمرة قرص الشمس وطبيعته النارية

في حين نجد ان المسيحية بالرغم من ولادتها في حاضنة قمرية الا انها تأثرت بالديانات الشمسية من خلال الميثرائية الرومانية ولأن الامبراطورية الرومانية شكلت الحاضنة التي ساهمت في نشر المسيحية

فارتبطت المسيحية من جهتها بالتقويم الشمسي وكذالك نجد ان لوحات المسيح ووالدته والقديسين لاتخلو من قرص الشمس

وأيضآ فأن معظم المسلات المصرية التي تمثل مسكن الشمس ورمز القضيب الذكري تم نقلها إلى العواصم الاوروبية المسيحية بل ان أطول مسلة في العالم اليوم هي مسلة واشنطن

ولم يتوقف تأثر الاديان الابراهيمية بالديانات القديمة عند الطقوس بل ظهر حتى على مستوى فهم النصوص الابراهيمية فنجد ان الإسلام الذي تأثر بالاديان القمرية يجعل من الله جالس على عرشه في السماء

وهذا كما قلنا لان الاديان القمرية تذكر السماء وتأنث الأرض فترى ان القوة المخصبة مصدرها السماء(فهي ديانات سماوية من هذا الباب)

في حين المسيحية التي تأثرت بالديانات الشمسية جعلت المسيح اله في الارض

لأن عقيدة تأليه البشر هي من عقائد الديانات الشمسية

وباعتبار ان الديانات الشمسية تذكر الأرض وتعتبرها مصدر القوة المخصبة(فهي ديانات أرضية من هذا الباب)

في النهاية فإنه بلا شك أن المسيح الابراهيمي الشمسي الذي يحتفل العالم بميلاده ليس هو المسيح الابراهيمي القمري لا في حمرته ولافي الوهيته على الارض

وانه ليس مسيح الكنعانيين بل ضده

وانه ليس مسيح الماء بل مسيح النار



#احمد_البرهو (هاشتاغ)       Ahmad_Barho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطورة التكوين في معبد بيل
- المادة بين العلم والدين والفلسفة
- شجرة الكون 1
- كاهنة الشام
- الطوفان والدورات الكونية
- كنعان بين النهرين
- مصادر المعرفة


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد البرهو - المسيح الشمسي والمسيح القمري