أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير جمعة المالكي - خرافات المتاسلمين 35 - خرافة عثمان وجمع القران















المزيد.....


خرافات المتاسلمين 35 - خرافة عثمان وجمع القران


زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)


الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 12:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من القصص التي يرددها ( المتاسلمين ) قصة (جمع ) عثمان للقران والتي تقول ان عثمان بن عفان بن ابي العاص الاموي هو من جمع القران ودونه وبعضهم (يتنزل ) ويقول ان عثمان (وحد ) المصاحف وجعلوا هذه من (فضائله ) التي يتغنون بها ويرددوها صباح مساء لذلك سنقوم اليوم بمراجعة كتب من يسمون انفسهم (اهل السنة والجماعة ) لنرى حقيقة هذه القصة وما هي أسبابها الحقيقية ودوافعها ونكرر هنا اننا لن ننظر سوى في المراجع المعتمدة من قبل (اهل السنة والجماعة ) لتجنب الطعن في مصداقية تلك المراجع باعتبارهم قد تعودوا انكار أي مرجع يخالف عقيدتهم بل وينكرون مراجعهم نفسها اذا كشفت خرافاتهم .
في البداية يجب ان نثبت ان القران ذكر وبنص صريح لا لبس فيه ان جمع القران وقرائته هو شأن الهي وتم من الله وليس من بشر بدلالة الاية ( لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ*إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) وهذا لدلالة قاطعة على ان جمع القران وقرائته وتفسيره هو من الله وليس من بشر ومن يقول بعكس ذلك فهو يتحدى القران . وهنا نتوجه الى ما تورده كتب من يسمون انفسهم (اهل السنة والجماعة) ويكون السوال هل كان القران مجموعا قبل ان يتولى عثمان الحكم ؟ الجواب يأتي من كتاب صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديث رقم 4737 "حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام حدثنا قتادة قال سألت أنس بن مالك رضي الله عنه من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد تابعه الفضل عن حسين بن واقد عن ثمامة عن أنس" وكذلك بحسب ما يروي النسائي في كتابه المعنون السنن الكبرى (سنن النسائي الكبرى) تاليف النسائي؛ أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي تحقيق حسن عبد المنعم شلبي منشورات مؤسسة الرسالة سنة النشر: 1421 - 2001 (السنن الكبرى ) الجزء السابع كتاب فضائل القران الحديث 8010 الصفحة 275-276 مايلي " أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا المفضل عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن فقرأت به في كل ليلة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: "اقرأ به في كل شهر، فقلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي، قال: اقرأ به في كل عشرين، قلت أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي، فقال: اقرأ به في كل عشر، قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي، قال: اقرأ به في كل سبع، قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي، فأبى". وهذا دليل على ان القران كان مجموعا زمن الرسول .
وياتي السؤال هنا هل كان القران مكتوبا قبل وصول عثمان بن عفان الى سدة الحكم ؟ بحسب كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن ، الجزء الأول ، الصفحة 246 – 247 "كان صلى الله عليه وسلم يدلهم على موضوع المكتوب من سورته، فيكتبونه على ما تيسر من قطع الأديم والقماش واللخاف ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، كما أشارت مجموعة من النصوص الى ذلك، مثل ما رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين » كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين » ذكر أخبار سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم » تأليف القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تأليف القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصفحة 249 الجزء الثاني "حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي ، ثنا ابن أبي طالب ، ثنا وهب بن جرير بن حازم ، ثنا أبي قال : سمعت يحيى بن أيوب ، يحدث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن شماسة ، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نؤلف القرآن من الرقاع " . قال الحاكم": هذا حديث صحيح على شرط الشيخين "وفيه الدليل الواضح انّ القرآن انّما جُمع على عهد رسول الله" قال البيهقي كما ذكر السيوطي في كتاب الاتقان في علوم القران الصفحة 129 "يشبه أن يكون انّ المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرّقة وجمعها فيه بإشارة النبي( (صلى الله عليه وآله وسلّم) )" . كذلك يروي المتقي الهندي في كتابه كنز العمال: عن محمد بن سيرين، قال: لما توفي النبي (صلى الله عليه واله) أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا الجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف، ففعل . وكذلك ما رواه البخاري عن عبيد بن السبّاق "انّ زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: ارسل إليّ أبو بكر الصديق مقتَل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر رضي الله عنه: انّ عمر أتاني فقال: انّ القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقراء القرآن، وانّي أخشى إنّ استحرّ القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإنّي أرى أنّ تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر: كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد قال أبو بكر: "إنّك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فتتبّع القرآن فاجمعه" فوالله لو كلّفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ ممّا أمرني به من جمع القرآن.
يأتي بعد ذلك السؤال هل كان القران مرتبا قبل وصول عثمان الى سدة الحكم ؟ الجواب ومن خلال حديث زيد بن ثابت الذي رواه الحاكم النيسابوري فالقران كان مرتبا منذ زمن الرسول وباشراف مباشر من قبل الرسول وهو الذي كان يقول ضعوا هذه الاية هنا وكان هناك مصحف مجموع اطلقوا عليه مصحف حفصة اذن هنا يكون السؤال مادام القران مجموع ومكتوب وموجود في بيت حفصة فما الداعي لإعادة تأليفه وجمعه من قبل زيد بن ثابت الذي قال عنه ابن مسعود معترضا على شخصه (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، وإن زيداً ليأتي مع غلمان المدينة له ذؤابتان) ؟ ولماذا لم يعتمد (مصحف حفصة ) كنسخة معيارية في بقية الولايات بعد الفتوحات في حين نرى نسخ ابن مسعود وأبي بن كعب هي الرائجة ؟ الجواب يأتي في كتاب (الإتقان في علوم القرآن) تاليف جلال الدين السيوطي؛ عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين ، تحقيق مصطفى شيخ مصطفى ، منشورات مؤسسة الرسالة ، الصفحة 134 "قال الحارث المحاسبي : المشهور عند الناس أن جامع القرآن هو عثمان وليس كذلك إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد " . بل ان كتب ( المتاسلمين) تروي روايات عجيبة عن مصير مصحف حفصة والذي انتهى بالحرق على يد مروان ابن الحكم . قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ في كتاب ( جمال القرآء وكمال الإقراء ) تاليف (السخاوي؛ علي بن محمد بن عبد الصمد الهمداني المصري السخاوي الشافعي، أبو الحسن، علم الدين) ، تحقيق عبد الحق عبد الدايم سيف القاضي ، منشورات مؤسسة الكتب الثقافية ، الصفحة 307-308 " قال عبد الله: حدثنا أبو الطاهر قال، أنا ابن وهب قال، أخبرني مالك عن ابن شهاب عن سالم وخارجة: أن أبا بكر الصديق كان قد جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى، حتى استعان عليه بعمر ففعل، فكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي، ثم عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخ عثمان هذه المصاحف، ثم ردها إليها، فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها". وفي الرواية عن أنس بن مالك: "فلما كان مروان أمير المدينة، أرسل إلى حفصة يسألها عن الصحف ليحرقها، وخشي أن يخالف بعض الكتاب بعضا، فمنعته إياها"قال ابن شهاب: "فحدثني سالم بن عبد الله قال: فلما توفيت حفصة، أرسل إلى عبد الله بن عمر بعزيمة لترسلن بها.. فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد الله بن عمر إلى مروان فغسلها وحرقها، مخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان رحمة الله عليه." . أذن ما دونه عثمان كان فيه مايخالف مصحف حفصه لذلك اضطر مروان لاحراقه .
فيكون السؤال هل دون عثمان كل ما في القران ؟ يكون الجواب من كتاب الاتقان في علوم القران الصفحة 143 " وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة، لأنه لم يكتب المعوذتين. وفي مصحف أبيّ ست عشرة، لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع " . طبعا سيقولون ان هناك ايات نسخت ورفعت وسقطت ولكن الرد على ذلك يأتي من نفس المصدر الاتقان في علوم القران السيوطي الصفحة 470 الذي يروي عن عائشة بقوله "حدثنا ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عائشة، أنّها قالت: " كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مائتي آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ على ما هو الآن " . أي انه كان هناك ايات لم يقدر عليها ولم تقل نسخت او رفعت . كذلك يروي البخاري في كتابه المسمى صحيح البخاري – المناقب – مناقب عمار وحذيفة ‏- حدثنا ‏ ‏سليمان بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏مغيرة ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏قال ذهب ‏ ‏علقمة ‏ ‏إلى ‏ ‏الشأم ‏ ‏فلما دخل المسجد قال اللهم يسر لي جليسا صالحا فجلس إلى ‏ ‏أبي الدرداء ‏فقال ‏ ‏أبو الدرداء ‏ ‏ممن أنت قال من ‏ ‏أهل الكوفة ‏ ‏قال أليس فيكم أو منكم ‏ ‏صاحب السر الذي لا يعلمه غيره ‏ ‏يعني ‏ ‏حذيفة ‏ ‏قال قلت بلى قال أليس فيكم أو منكم الذي أجاره الله على لسان نبيه ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يعني من الشيطان ‏ ‏يعني ‏ ‏عمارا ‏ ‏قلت بلى قال أليس فيكم أو منكم صاحب السواك والوساد أو السرار قال بلى قال كيف كان ‏ ‏عبد الله ‏ ‏يقرأ ‏والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ‏ قلت والذكر والأنثى قال ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏. وكذلك يروي مسلم ابن الحجاج في كتابه المعروف باسم صحيح مسلم – المساجد ومواضع الصلاة ‏- ‏وحدثنا ‏ ‏يحيى بن يحيى التميمي ‏ ‏قال قرأت على ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن أسلم ‏ ‏عن ‏ ‏القعقاع بن حكيم ‏ ‏عن ‏ ‏أبي يونس ‏ ‏مولى ‏ ‏عائشة ‏ ‏أنه قال ‏ ‏أمرتني ‏ ‏عائشة ‏ ‏أن أكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية ‏ ‏فآذني ‏حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ‏ فلما بلغتها ‏ ‏آذنتها ‏ فأملت علي ‏حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ‏وصلاة العصر ‏وقوموا لله ‏ ‏قانتين ‏قالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏سمعتها من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم .كذلك يروي احمد ابن حنبل في مسنده المسمى مسند أحمد – مسند الأنصار ( ر ) – حديث زر بن جحيش عن أبي بن كعب ( ر ) – الحديث طويل لذا استقطعنا منه موضع الشاهد – …..‏أخبرنا ‏ ‏عاصم بن بهدلة ‏ ‏عن ‏ ‏زر بن حبيش ‏ ‏قال ‏قلت ‏ ‏لأبي بن كعب ‏ ‏إن ‏ ‏ابن مسعود ‏ ‏كان لا يكتب ‏ ‏المعوذتين ‏ ‏في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أخبرني ‏ ‏أن ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏قال له ‏ ‏قل أعوذ برب الفلق ‏ ‏فقلتها فقال ‏ ‏قل أعوذ برب الناس ‏ ‏فقلتها فنحن نقول ما قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ حدثنا ‏ ‏عفان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عوانة ‏ ‏عن ‏ ‏عاصم ‏ ‏عن ‏ ‏زر ‏ ‏عن ‏ ‏أبي ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏نحوه .
طبعا سيكون الرد انه كيف سكت بقية (الصحابة ) عن ذلك وهنا يكفي ذكر الحوادث التالية للدلالة على الجو الذي كان يعيش تحته (الصحابة ) فهذا حذيفة ابن اليمان يقول كما يروي يروي علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر في كتابه تاريخ مدينة دمشق - حماها الله - وذكر فضلها، وتسمية من حلٌها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها " ، تحقيق "محب الدين ابي سعيد عمر بن غرامة العمروي ، منشورات دار الفكر ، بيروت -لبنان ، 1996 في الصفحة 289 من الجزء 12 من كتابه " قال قتادة: قال حذيفة: لو كنت على شاطئ نهر، وقد مددت يدي لأغرف، فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل". اذن فالرجل كان يخشى القتل ويتوقعه وهو نفس الحديث الذي يرويه المتقي الهندي في كتابه " كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال " ، تحقيق صفوت السقا - بكري الحياني ، نشورات دار الرسالة ، الحديث رقم 36969، الجزء 13 الصفحة 345 . وأرسل ابن مسعود إلى أهل العراق يقول لهم :"يا أهل العراق اكتموا المصاحف التي عندكم"، على أن الخليفة عثمان تمكَّن من نسخته وأحرقها واضطهدهُ وحرمه من عطاءه حتى مات ابن مسعود من ألم الضرب بعد أيام قلائل . يروي البلاذري في كتابه جمل من أنساب الأشراف ، تاليف أحمد بن يحي بن جابر البلاذري ، تحقيق سهيل زكار - رياض زركلي، سنة النشر: 1417 – 1997 ، الجزء السادس الصفحة 147- 148 " أمر عُثْمَان بِهِ فأخرج من الْمَسْجِد إخراجًا عنيفًا، وضرب بِهِ عَبْد اللَّهِ بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأَرْض، ويقال بَل احتمله يحموم غلام عُثْمَان ورجلاه تختلفان عَلَى عنقه حَتَّى ضرب بِهِ الأَرْض فدق ضلعه، فَقَالَ [عَلِي: يا عُثْمَان أتفعل هَذَا بصاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقول الْوَلِيد بْن عقبة؟] فَقَالَ: مَا بقول الْوَلِيد فعلت هَذَا، ولكن وجهت زبيد بْن الصلت الكندي إِلَى الكوفة فَقَالَ له ابن مسعود: إنّ دم عُثْمَان حلال، فَقَالَ عَلِي أحلت من زبيد عَلَى غَيْر ثقة، وَقَالَ ابْن الكلبي: زبيد بْن الصلت أَخُو كثير بْن الصلت الكندي. وقام عليّ بأمر ابْن مَسْعُود حَتَّى أتى بِهِ منزله، فأقام ابْن مَسْعُود بالمدينة لا يأذن لَهُ عُثْمَان فِي الخروج منها إِلَى ناحية من النواحي، وأراد حِينَ بريء الغزو فمنعه من ذَلِكَ، وَقَالَ لَهُ مَرْوَان: إِن ابْن مَسْعُود أفسد عليك العراق أفتريد أَن يفسد عليك الشام؟ فلم يبرح الْمَدِينَةَ حَتَّى توفي قبل مقتل عُثْمَان بسنتين، وَكَانَ مقيما بالمدينة ثَلاث سنين، وَقَالَ قوم إنه كَانَ نازلا عَلَى سَعْد بْن أَبِي وقاص." .
قد يقول قائل ان هذه حوادث قديمة والان اتفق المسلمون على مصحف واحد ولكن للأسف هذا القول غير صحيح فهناك اليوم مصاحف كتبت بسبعة قراءات و هي قراءات ( نافع المدني- ابن كثير المكي- عاصم الكوفي- حمزة الزيات الكوفي- الكسائي الكوفي- أبوعمرو بن العلاء البصري- عبدالله بن عامر الشامي ) وهناك اختلافات بين تلك القراءات يمكن اجمالها فيما يلي :
1. اختلاف في الحركات بلا تغير في المعني و الصورة. سورة ال عمران 125 رواية حفص: {125} بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ
رواية قالون: {125} بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوَّمِينَ
مسوِّمين تختلف اختلافا بالمعنى واللفظ عن مسوَّمين.
2. اختلاف في الحركات بتغير في المعني فقط. مثال رواية حفص: {161} وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
رواية قالون: {161} وَمَا كَانَ لِنَبِئ أَنْ يُغَلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
الفرق بين يَغُلَّ و يُغَلَّ.. ايضا فاعل ومفعول به.. في رواية حفص اتت فاعل وفي قالون مفعول به
3. اختلاف في الحروف بتغير المعني لا الصورة. سورة الزخرف 24
رواية حفص: {24} قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
رواية قالون: {23} قُلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
هناك اختلاف في الكلمة قل وقال
4. اختلاف في الحروف بتغير الصورة لا المعني سورة الزخرف 19 رواية حفص: {19} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
رواية قالون: هي الاية رقم 18 وليست 19 ونصها هو التالي “وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أشْهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ..
في كلا الروايتين نجد ان هناك ايضا اختلاف في كلمة أَشَهِدوا وأشْهِدوا.. لاحظ علامة الفتحة على حرف الشين في رواية حفص والسكون في رواية قالون.. الاختلاف في اللفظ هذا ادى الى وجود اختلاف في المعنى ايضا..
5. اختلاف في الحروف بتغير الصورة و المعني. مثل سورة ال عمران 146 رواية حفص : {146} وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
رواية قالون: {146} وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِئ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
6. الاختلاف في التقديم و التأخير
7. الاختلاف في الزيادة و النقصان. رواية حفص: {24} الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
رواية قالون: {23} الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
نجد ان في رواية قالون فأن كلمة “هُوَ” قد اختفت من الاية .

مما تقدم نصل الى الخاتمة وهي الإجابة على السؤال لماذا قام عثمان باجبار المسلمين على مصحف واحد وامرهم باحراق بقية المصاحف بل تتبع وزيره وذراعه الأيمن مروان ابن الحكم حتى مصحف حفصه الذي جمعة أبو بكر واحرقه ؟ ان السبب الواضح هو فرض هيمنة قريش على الدين الإسلامي من خلال فرض قراءة قريش وسلب الصبغة الإلهية للقران وجعله ينسب لعثمان فاصبح يسمى المصحف (العثماني ) ، وكذلك الانتقام من رسول الإسلام لمصلحة البيت الاموي فكما كان لبني هاشم نبي فيكون ابلاغ القران للمسلمين من عمل بني امية . وبعد ان عجزت الماكنة الإعلامية من فرض القراءة الموحدة عادت نغمة القراءات السبع او القراءات العشر ونزول القران على سبعة احرف مما جعل المصاحف التي يتداولها المسلمون اليوم مختلفة عن بعضها البعض مما يفتح المجال للطعن في القران نفسه .



#زهير_جمعة_المالكي (هاشتاغ)       Zuhair_Al-maliki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافات المتأسلمين 34- خرافة الوحدة الإسلامية
- خرافات المتاسلمين 33 - خرافة ابو بكر في الغار
- خرافات المتأسلمين 32- خرافة الجرح والتعديل
- خرافات المتأسلمين 31- عمر السيدة خديجة عند زواجها من الرسول
- خرافات المتاسلمين 30 - خرافة نذر عبد المطلب
- خرافات المتأسلمين 29 - خرافة صيام الأيام الست من شوال
- خرافات المتأسلمين 28-خرافة ان الرسول لم يكن يقراء ويكتب
- خرافات المتأسلمين 27 - خرافة ان الرسول كان راعي للغنم
- اغتيالات باسم الإسلام 7 - جذور مؤامرة اغتيال الامام
- خرافات المتأسلمين 26 - خرافة استرضاع الرسول في بني سعد
- خرافات المتأسلمين 25- خرافة كتاب الله وسنتي
- خرافات المتأسلمين 24 – خرافة نحن الأنبياء لا نورث
- خرافات المتاسلمين 23 - خرافة عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشد ...
- خرافات المتأسلمين 22 - خرافة سيف الله المسلول
- خرافات المتأسلمين 21- خرافة لاتسبوا اصحابي
- اغتيالات باسم الاسلام 6 - من قتل الرسول ؟
- هل بنى عتبة ابن غزوان البصرة؟
- خرافات المتاسلمين 20 - خرافة ابو لؤلؤة ( المجوسي)
- اغتيالات باسم الاسلام 5 - من قتل الحسن ؟
- خرافات المتأسلمين 19 - خرافة خال المؤمنين


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير جمعة المالكي - خرافات المتاسلمين 35 - خرافة عثمان وجمع القران