أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - درس بليغ في رحاب القطط وعالم الميووو!!















المزيد.....

درس بليغ في رحاب القطط وعالم الميووو!!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7156 - 2022 / 2 / 8 - 12:33
المحور: كتابات ساخرة
    


كنت أحمل قبيل العصر في طريق عودتي الى المنزل سيرا على الاقدام علبتي لحم دجاج لانشون واذا بي أرمق في شارع فرعي شبه مغلق من الجانبين، قطة مشردة جميلة كانت تتحسس الأرصفة بأنفها الصغير باحثة عن أي طعام لعل - خبزا ...جبنا ..شحما ..بقايا عظم - يكفي لسد رمقها هنا أو هناك ، فحدثتني نفسي بأن أفتح إحدى العلبتين وألقي لها بقطعتين أو ثلاث قطع منها ، وبالفعل فقد فتحت العلبة الاولى وأخذت أرمي لها بقطع اللحم تباعا فجاءت قطة ثانية لتشاركها طعامها ، ومن ثم قطة ثالثة ..فرابعة ..فسابعة ..فعاشرة ولا أدري من اين كانوا يظهرون ويتسللون وقد كان الشارع الفرعي ساعة دخوله خاليا تماما من البشر ومن القطط ما خلا تلك التي كانت تبحث عبثا عن اي طعام فوق رصيف نظيف - اقول نظيفا لا لأننا نعيش في اوربا ..ولا لأن رفع الازبال والنفايات قائم على قدم وساق ، ولا لأن الناس ها هنا من جماعة هاي شله ، هاي فله ...ارجو ان لاتتوهم ..الشارع ورصيفه نظيفان لأن امانة العاصمة كانت قد فرغت من رصف الشارع وتعبيده قبل 48 ساعة فقط لاغير - !
ماحدث ساعتها بين بني القطط من تنافس وصدام على الطعام لخص لي قصة الصراع بين بني البشر على متاع الدنيا الزائل ، والزائف ...وواهم أشد الوهم من يتصور بأن نظام الطبقات، ومرذول الصفات،كالنفاق ، والرياء ، والجبن والتنافس على الفتات حكر على بني البشر فحسب !
- كان الهر الاحمر المتغطرس ، المختال بنفسه ، الواثق من قوته ، المستبد برأيه ،يريد الاستحواذ على كل قطعة من اللحم ترمى الى المجموع غير آبه بضعيف ، ولا بجائع ، ولا بخانع ولا بمريض من بني قومه ، ليستأثر بها كلها من دون سواه وإن كانت القطعة الكبيرة التي أمامه لم تؤكل ، ولم تمس بل ولم تشم بعد !
- كانت القطط الجميلة والضعيفة التي رضيت بالهوان وأبت صعود الجبال وخوض الصعاب لنيل المنال والمطالبة بحقوقها المشروعة تقف في المؤخرة وستظل على حالها قابعة هناك مالم تغير حالها أبد الدهر بين الحفر وهي تترقب بمعي فارغة وعيونها تلمع حسرة بإنتظار أن يحن الطارىء الادمي الذي اقتحم عوالمها - القططية - فيراها و يذكرها بخير وكلها أمل بأن لايذهل عنها ، أو أن يتجاهلها ، أو يبخل عليها وليس بمقدورها المنافسة مع الاقوى - على حد زعمها - للحصول على حقوقها ولاسيما على طعام شهي كهذا لن يشبع من احتكاره المتخمون ابدا واذا ما شبعوا " فأنهم سيبددونه يمينا وشمالا ويعزمون عليه بدلا من أن يهدونه أو يطعمونه او على الاقل يتركونه لأقرانهم من الضعفاء والمهمشين لأن البقاء في شريعة الغاب حيث قانون المخلب ، ودستور الناب ..للاقوى " ومادام الجبن والخور والخنوع قد استحكم في المجموع وتحكم ، ومادام الخوف قد تمكن من قلوب وعقول الجموع وران عليها ، كانت تظن ان الطارئ لن يقدم لها الطعام مادامها لم تقدم له فروض الطاعة والولاء وتتراقص كالقرود في حضرته ، ولم تتمرع كالخنازير تحت اقدامه وبين يديه ، ومادامها لم تنافقه أو تتملقه كما فعل الهر الأحمر وشعاره " كلابٌ للأجانب هم ولكن ...على أبناء جلدتهم أسود" كذلك صديقه الهر الاسود وهذا الأخير كان يتمسح ببناطلي وحذائي لأعطيه المزيد والمزيد من اللحم وشعاره " تملق لتتسلق " ربما لأن القطط الجميلة والضعيفة لاتجيد التملق بحضور الاقوى من بني جنسها ، وريما لأنها لا تحسن النفاق بحضور الاشرس من بني جلدتها ، ولم تتمرس عليهما بعد ، تاركة المجال كله للمتملق الاعتى وما نافق أحد قط كل من هو فوقه ، الا بقدر تجبره وتكبره على كل من هو تحته !
-بقية القطط المشردة متوسطة الجمال والحجم كانت تناور بين الصفين ، وتتناوب بين الفريقين ، فتارة تقف مع القطط الجميلة الخجولة المترقبة لا مع ولا بالضد ..وتارة تتملق كما يفعل كبيرها الاحمر الجشع ، ووزيره ذو الوجهين البشع ، وتارة تستأسد عندما تدرك بأن - الوقوف على التل خسارة ومضيعة للوقت وتفويت للفرص التي يتوجب اقتناصها مهما كانت التضحيات لأن الفرص عادة ما تأتي مرة واحدة ومن ثم ترحل الى غير رجعة وما فاز باللذات الا من كان جسورا - !
وكان لابد لي واذا ما اردت اطعام الضعيف من القطط الجائعة من أن أشغل الهر المتملق المنافق كذلك سيده الاحمر المتجبر بقطعتين من اللحم ترمى بعيدا عن المجموع الخائف والمتوجس والمتحسر -بمعنى حصة وسهم على نحو سهم المؤلفة قلوبهم لتلافي شرورهم - لأتمكن من إطعام الجياع الضعفاء ممن يخشون المواجهة ، ويفتقرون لروح التحدي وقد بانت من هزالهم وضعفهم كلاهم حتى سامهم واستعبدهم واقصاهم وهمشهم واجبرهم على التنحي والانكفاء والتقوقع كل خسيس وخبيث وخنيث مفلس ومن يهن يسهل الهوان عليه ، فما لجرح بميت ايلام !
واحدة من القطط الضعيفة وبعد أن قربت يدي منها أكثر من اللازم لأضمن - حقوقها - وحصولها على قطعة لحم اسوة بأقرانها لن أضمن بقاءها طويلا بعد عودة الهرين الكبيرين الجشعين ، قد نشبت مخالبها في ابهامي بقوة وجرحتني - عفويا وعن غير قصد - فهذه القطة انما كان هدفها اللحم فحسب وليس في نيتها ايذائي لأنها تعلم في قرارة نفسها بأن عودة الاسود والاحمر وفور انتهائهما من تناول القطعتين المرميتين لهما بعيدا عن المجموع حتمية ،اذ سرعان ما سيعودان للاستحواذ والاستيلاء على ماتبقى من ..النفط ...عفوا ، اللحم ، ولابد لها من الحصول على حصتها قبل عودة الهر ووزيره الا انها اساءت التقدير فنشبت مخالبها في يد من يطعمها لا في يد من يمنع الطعام عنها ولو ماتت جوعا ..الجوع يؤثر على العقل ولن تنجح في دعوة وإرشاد ومخاطبة عقل خاو على معدة فارغة ..أطعِم ثم عَلِم ..أشبِع ثم أقنِع ..ادفع وسدد ثم أرشد ..أغث غافلا كارها ،تكسبه محبا عاقلا !
انتهيت من توزيع كل ما بحوزتي من اللانشون - ولا احبه بتاتا- وأخرجت منديلا ورقيا لأمسح الدم الذي يسيل من ابهامي ..وقد لقنت درسا مستلهما من عوالم القطط مفاده بأن القطط المحلية السمان التي تتملق - القوى الخارجية - من جهة، وتستحوذ على مقدرات الضعفاء من بني جلدتها من جهة اخرى ..لاتؤمن بالعدالة الاجتماعية ، ولايوجد في قاموسها شيء اسمه الرحمة ، الرفق ، الحب ، العدل ، وبالتالي فهي السبب الرئيس في المجاعة التي تعانيها القطط المسالمة الجميلة الجبانة ، ولو خرج من بينها شجاع يأبى الذلة وقد عقد العزم على أخذ حقه المشروع اضافة الى حقوق اقرانه وانتزاعها من بين مخالب المفسدين والمتجبرين فإنه وعلى الارجح سيحاكم بتهمة - الخيانة العظمى ومحاولة قلب النظام وتغيير المنظومة الفاسدة والمفسدة في الارض - وسيتهم بأنه - ابن السفارات ، وابن الرفيقات - وقد يرتكب بعضهم ونتيجة لقلة الخبرة ، وحداثة الثورة وعلى غير المألوف بعد طول سبات فإنه لن يحسن التصرف وقد يرتكب من الحماقات ما يدينه ولا يسنده ، ما يكذبه ولا يصدقه ، وسيجرح الايادي التي تمتد اليه مساندة له ، او عطفا عليه بدلا من أن يصافحها ويشكرها لظنه بأن حقه المسلوب وجوعه وفقره عائد اليها كونها لم تحسن رعايته ولم تنتبه اليه ولم تلتفت الى جوعه يوم كان متوار عن الانظار يقف في آخر الصفوف او يجلس بعيدا عنها ، بانتظار أن يفرغ السمان ويشبعوا ، ولن يشبعوا ، ولم ولن ينتبه يوما الى ان مرد فقره وجوعه وبؤسه انما يعود الى اللئيم والمتجبر القريب ..لا الى المحسن الغريب !
نصيحة اخوية اياك اياك وانت تطعم الجياع ان تنخدع بنفاق الاقوياء ، ولا بتملق السفهاء =الهر الاخمر والاسود !
اياك اياك ان تحزن او أن تغضب أو ان تفقد رباطة جأشك وحلمك كرد فعل عكسي على تهور وسوء تقدير وسوء فهم بعض البسطاء = القطة التي نشبت مخالبها في ابهامي !
اياك اياك ان تنشغل بمن يقف امامك في أول الصف وتذهل عن أوسطه وعن آخره = القطط الجميلة الخجولة والخائفة ...ابحث عنهم فهؤلاء هم الاولى بالعطاء ، لكونهم الافقر برغم احجامهم عن الوقوف في الصف ولاتظنن يوما بأن من لايقف في طوابير العبيد - هو الاغنى ...هو الاعز ...المتعففون لايقفون في طوابير العبيد ولايتزاحمون ولايتنافسون عليها ...ابحث عن المتعففين .ستجدهم هناك يجلسون بكل عزة وشموخ بإنتظار الفرج تمنعهم عفتهم وعزة نفوسهم عن مزاحمة البقية الباقية...وعليك ان تعلمهم " بأن بين التعفف والعزة والزهد فيما عند الناس ، وبين الجبن والمسكنة والتكاسل والتقاعس خيط رفيع لا يبصره الا من الهمه الله تعالى قوة البصر والبصيرة ليميز من خلالهما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود وليعلم بأن فجره الجديد وبعد طول ظلام دامس قد بدأ ، ووقت أشراقه قد حان ووموعد شروقه قد اقترب ! اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- #أنقذوا_أطفال_الجب...أسعفوا نُظَراء ريان !!
- من روائع ال 2000 دينار !
- ابو فلة وايلون ماسك والأمم المتحدة والشعب الجائع !
- من روائع ال 1000 دينار الخيرية !
- ياعاشق الثلج الترفيهي المؤنس رفقا بضحايا الثلوج الموحشة !
- لماذا تروج للشعوذة والسحر والتنجيم في العراق يا-مارك- افندي ...
- الانشغال ب-حمد- تورية غير محمودة لمعاناة شعب ومأساة بلد !
- الانتحار الكارثة التي تعادل المخدرات خطرا وتفتك بشباب العراق ...
- الرشا والتزوير آفتان تهددان السلم المجتمعي وتدمران اقتصاد ال ...
- حذاؤك المغبر دليل على عملك الميداني الاصلاحي بعيدا عن التنظي ...
- زفة باص وكوم رصاص ..فرحنا وحزننا عنبة وصاص !!
- تحذير الأنام من أكاذيب المنجمين وتنبؤات كل عام ...
- الفارابي وساحة الوثبة وجهل الشباب المطبق بتأريخهم وتراثهم وأ ...
- دع البطانية واللحاف في عصر العطش والتصحر والجفاف !
- أنقذوا ليلى قبل فوات الأوان !!
- خفض العملة المحلية سلاح ذو حدين واجراء اقتصادي لهدفين خسيس و ...
- لاتسألوا لِمَ يهجر الشباب أوطانهم واسألوا أنفسكم ماذا فعلتم ...
- حدث معي ولابد من اعلامكم بالتفاصيل !!
- لاتتهموا الفلافل وعينكم على محاولات خائبة لإثارة الفتن والقل ...
- بعيدا عن السياسة ... صِدام الشاي والقهوة على موائد المثقفين ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - درس بليغ في رحاب القطط وعالم الميووو!!