أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - #أنقذوا_أطفال_الجب...أسعفوا نُظَراء ريان !!















المزيد.....

#أنقذوا_أطفال_الجب...أسعفوا نُظَراء ريان !!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طفل جميل عمره خمس سنين اسمه ريان،سقط عرضا في بئر موحشة وظل حبيسها لخمسة أيام متتالية فأيقظ بسقوطه ذاك شعوبا..أحيا ضمائر..عصف بأذهان..فتح أعينا ..فضح أنظمة ..أذاب فوارق ..تخطى حدودا..وحدَّ كلمة..رص صفوفا..فرض تعاطفا..أطلق دعاءا ..إستدر دموعا..لقن أمة متفرقة،وشعوبا متقاطعة،وحكومات متنافرة،وطوائف متشاحنة، ومكونات متناحرة،دروسا رحمانية وإنسانية بليغة ستظل عالقة في الوجدان فضلا عن الذاكرة ولن يطويها وعلى مر السنين وبالتقادم نسيان وخلاصتها"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناس"،ثم وعلى حين غرة وكملاك بأجنحة بيضاء فارقنا في الخامس من شباط ليوارى جثمانه الطاهر الثرى في الخامس من رجب محلقا الى روح وريحان، ويغادرنا الى رب رحيم راض عنه بإذنه تعالى غير غضبان ..ورحل !
وأقول للجميع اذا كان حبيس البئر،وأسير الجب،الطفل ريان،قد مات ولم تنجح عملية إنقاذه برغم الجهود الحثيثة التي بذلت لأجلها ،فعلينا منذ اللحظة أن نشمر عن ساعد الجد لإنقاذ ملايين الأطفال من أشقاء ريان،من نظراء ريان،من أشباه ريان المحبوسين في جب الفقر،المأسورين في بئر الجوع والخوف والتشرد والاعاقة البدنية والذهنية والحسية علاوة على التوحد والسرطان والتشرد والنزوح واللجوء والمرض ..!
ريان ليس واحدا في بئر ياقوم ..ريان مئات الملايين من الأطفال المأسورين في قعر البئر،في بطن الحوت، في قاع الجب ،إنه اختبار حقيقي لنا على إختلاف ألواننا وخلفياتنا وأوطاننا وقومياتنا ، إنها رسالة صارخة للشعوب المسحوقة،للشعوب المهمشة ، للشعوب المحشورة في جب،للشعوب المأسورة في بئر معطلة كي تنهض وتحيا وتتعاضد وتتآلف وتتراحم فيما بينها قائلة للقاصي والداني "ها آنذا ..وليسمع العالم "ولاسيما تلكم المخلوقات البشرية-الحجرية قلبا وضميرا وقالبا، الصنمية مخبرا وجوهرا، تلكم الأصنام التي تعيش متنعمة لوحدها بثروات بلادها،لتتمطى مرفهة وتنام على حرير وديباج ، تغوص بجبال من ذهب وماس وفضة ولالىء وجواهر وخواتم بأحجار كريمة ، وصولجانات مذهبة من معادن نفيسة ، وتيجان مرصعة من دون شعوبها التي تعيش على الكفاف، محتكرة بذلك خيرات أوطانها ودونها أسلاك شائكة وخنادق وبنادق وحجب وعسس وحاشية وخدم وحشم يتكاثرون بالانشطار في كل حديقة غناء،وبكل قصر مشيد !
رياااااااااان ليس واحدا ياعشاق الكسل والتقاعس والنوم ، ريان ليس فردا ياقوم ..
ريان مئات الملايين من الأطفال العراة والظمآى المحاصرين والخائفين والجائعين والمرعوبين القابعين أسفل السلم الاجتماعي في قعر بؤس ،وفي بئر نحس ، وفي قاع جب مظلم بائس بإنتظار ضمائر حية ،وأحضان دافئة ،ويد رحيمة حانية تربت اكتافهم ،وتمسح دموعهم،لتنقذهم مما هم فيه عاجلا غير آجل !
وهكذا وبعد أن فشلت عملية إنقاذ الطفل ريان فيما كان العالم يحبس أنفاسه بإنتظار اللحظة الحاسمة والمفرحة، والكل يتمنى من شغاف القلب أن يكتب لعملية الانقاذ تلك النجاح الباهر ليعود الطفل الى أحضان أمه سالما غانما بعد محنة وعذاب كي تقر عينها ولاتحزن ، واذا بالعملية التي إستغرقت خمسة أيام بلياليها تفشل فشلا ذريعا وتخفق في نجدته وإسعافه وإنقاذه ،أقول وبعد فشل العملية لابد لنا من أن نحث الخطى قدما لإنقاذ أشقاء ريان ونظرائه من الأطفال المحبوسين في بئر اللوكيما والثلاسيميا وفقر الدم الحاد والتوحد ومتلازمة داون والعمى والصمم والبكم والشلل النصفي والرباعي وضمور العضلات الشوكي وانسداد الأمعاء والسكري الولادي من النوع الأول من دون أن تمد اليهم عشر الأيادي التي إمتدت الى ريان !
علينا المسارعة بإنقاذ ملايين الأطفال المصابين بتشوهات الأجنة بفعل الجهل والتخلف والأوبئة وتلوث البيئة والاحتباس الحراري وتغير المناخ وثقب الأوزون والمواد الغذائية التالفة والادوية منتهية الصلاحية والمحاصيل الزراعية المعاملة جينيا والثمار المعدلة وراثيا ناهيك عن الغازات السامة والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والجرثومية واليورانيوم المنضب والفسفورالأبيض الذي ألقي ويلقى بالأطنان فوق رؤوسهم داخل المدن المحاصرة من دون أن يتباكى عليهم من تباكوا على ريان !
إنقاذ ملايين الأطفال المحبوسين في جب الجوع والخوف والنزوج والتشرد والفقر والعنف الأسري والاختطاف والاغتصاب والتسول واليتم والتسرب المدرسي وعمالة الأطفال .ضحايا تجار الأعضاء البشرية وعصابات الجريمة المنظمة وكارتلات المخدرات والبغاء من دون أن تكتب عنهم عشر الأقلام التي كتبت عن ريان !
لإنقاذ ملايين الأطفال المحاصرين في سورية واليمن وليبيا والصومال وبورما وتركستان الشرقية وغزة من دون أن ترصدهم وتتناقل أخبارهم ولو بالحد الأدنى الفضائيات التي تناقلت وغطت بكثافة قل نظيرها وعلى مدار الساعة أخبار ريان !
لإنقاذ ملايين الأطفال المحاصرين وسط السيول ..وسط الثلوج ..وسط الفيضانات ..وسط العشوائيات..وسط الأماكن التي تشهد نزاعات مسلحة على أسس عرقية أو طائفية أو قومية ..إنقاذ الأطفال المهاجرين من عوائلهم الى اللامكان داخل قوارب الهجرة المطاطية التي تمخرعباب بحر لجي مليء بأسماك القرش والقراصنة ماله من قرار !
إنقاذ ملايين الأطفال اللاجئين مع أسرهم في كامبات اللجوء،في العشوائيات، في بيوت ومدارس الطين ،في الخيام،في الصحارى والتيه الأصم ، في الفيافي والقفار..!
ريان ليس طفلا واحدا يقبع في جب ..ريان ليس طفلا وحيدا ينام جائعا في بئر..ريان ليس طفلا وحيدا عاش وسط ظلام دامس وقد استبد به الشوق والحنين الى أمه الثكلى ، والى حضن أبيه الذي جفت في مآقيه الدموع وابيضت عيناه من شدة الحزن عليه، في وقت كان يرقب مأساته أمراء وسلاطين وملوك ورؤساء وساسة وكبار تجار ، ورجال أعمال ، وفنانون بإنتظار أن يجيركل منهم عملية انقاذه في حال نجاحها لصالحهم ، ليوظفوا نجاته في حملاتهم ، في حفلاتهم ، داخل قصورهم ، على خشبات مسارحهم ، خلف أسوار وزجاج مضلل مضاد للرصاص ، ومواكب طويلة...وجدر!
ريان أنموذج لمئات الملايين من الأطفال المحاصرين والمعذبين والجائعين والخائفين والمسحوقين والمشردين والمشوهين ممن يتوجب إنقاذهم في حملات شعبوية فاعلة ومتواصلة لاتتوقف ابدا وتحت أي ظرف كان وبأسرع وقت ممكن كتلك الى لبت النداء لإنقاذ ريان قبل أن نفقده ونفتقده ،عاجلا غير آجل !
كنت وأنا أتابع طيلة الأيام الماضية عملية إنقاذ الطفل ريان أستحضر في كل ساعة "قصة انقاذ الطفل يوسف عليه السلام من غيابت الجب التي ألقي فيه على يد أشقائه غدرا ...كنت استدعي قصة الشاب يوسف عليه السلام الذي ألقي في ظلمات السجن وخلف قضبانه من قبل الأغراب ظلما ..حلم يوسف وجبه وسجنه وصبره وتقواه وإحسانه حلقا به في نهاية المطاف وبفضل الله سبحانه وحده الى أعلى عليين فصار سيدا على كل من غدروه وظلموه وخذلوه، وعلى كل من تآمروا عليه على سواء وصار وزيرا في قصر بعد طول ظلم وغدر ..كذلك حال الشعوب الصابرة والمحتسبة والمحسنة والمتراحمة والتي يتحتم عليها أن تتعلم من دروس الحياة ما ينفعها وتبرأ بنفسها عن كل ما يضرها ويضعفها ويقصيها ويهمشها ، فاذا ما تراحمت واتحدت وتآلفت حازت حسن العاقبة في الدنيا، وفازت بعقبى الدار في الآخرة !اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من روائع ال 2000 دينار !
- ابو فلة وايلون ماسك والأمم المتحدة والشعب الجائع !
- من روائع ال 1000 دينار الخيرية !
- ياعاشق الثلج الترفيهي المؤنس رفقا بضحايا الثلوج الموحشة !
- لماذا تروج للشعوذة والسحر والتنجيم في العراق يا-مارك- افندي ...
- الانشغال ب-حمد- تورية غير محمودة لمعاناة شعب ومأساة بلد !
- الانتحار الكارثة التي تعادل المخدرات خطرا وتفتك بشباب العراق ...
- الرشا والتزوير آفتان تهددان السلم المجتمعي وتدمران اقتصاد ال ...
- حذاؤك المغبر دليل على عملك الميداني الاصلاحي بعيدا عن التنظي ...
- زفة باص وكوم رصاص ..فرحنا وحزننا عنبة وصاص !!
- تحذير الأنام من أكاذيب المنجمين وتنبؤات كل عام ...
- الفارابي وساحة الوثبة وجهل الشباب المطبق بتأريخهم وتراثهم وأ ...
- دع البطانية واللحاف في عصر العطش والتصحر والجفاف !
- أنقذوا ليلى قبل فوات الأوان !!
- خفض العملة المحلية سلاح ذو حدين واجراء اقتصادي لهدفين خسيس و ...
- لاتسألوا لِمَ يهجر الشباب أوطانهم واسألوا أنفسكم ماذا فعلتم ...
- حدث معي ولابد من اعلامكم بالتفاصيل !!
- لاتتهموا الفلافل وعينكم على محاولات خائبة لإثارة الفتن والقل ...
- بعيدا عن السياسة ... صِدام الشاي والقهوة على موائد المثقفين ...
- (الى غير المعنيين بتاتا بالرياضة المدرسية والجامعية وتنمية ا ...


المزيد.....




- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة
- وسائل إعلام: خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات تتعلق بانعقاد ...
- بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السا ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - #أنقذوا_أطفال_الجب...أسعفوا نُظَراء ريان !!