أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - الوحي المحمدي














المزيد.....

الوحي المحمدي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 3 - 18:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


102 الوحي المحمدي
هل الوحي حالة واحدة أم حالات مختلفة رغم وحدة المصدر الذي هو الله؟
القول بالوحي المحمدي تسليم بأنه مختلف في كيفية تلقيه عن الأشكال الأخرى، أي عيسى وموسى، هو ما يتطلب مقارنة شاملة وخاصة في الوقت نفسه، في المحتويات واللغات، وهو مشروع يتطلب وقتا وبحثا ومتابعة ومقارنة لا تخلو من مجازفات تصل حد المغامرة، لكن التمهيد لذلك، يتطلب التذكير بالقضايا التالية:
1_ موسى والألواح: تلقى موسى الألواح بعد أن غاب عن بني إسرائيل في جبل سيناء، الذي صار يعرف بجبل موسى، من هناك تلقى ما عرف بالوصايا العشر، وهي وحي كتب، وشكلت الألواح مصدرا ماديا نقل فيما بعد على لفائف بلغات أخرى غير العبرية، وهو ما تأكد في حفريات كثيرة عثر عليها في الأربعينيات والخمسينيات، وسادها التكتم لأنها ترجع للقرن السابع الميلادي، والتوراة أقدم من ذلك بكثير، وقد شكلت الألواح أو اللفائف صنفين، واحدة خاصة بالأحبار وهي شبه سرية وتلاقي إجماعا سبعينيا كما قيل، وأخرى تبدو كأنها خلاصة لما ورد أو خطوط عريضة، مما يطرح إشكالات حولها وحول اللغات التي كتبت بها، والأماكن التي تواجدت بها، وكأنها مهربة من مكانها أو كانت في طريقها إلى مكانها، لا أحد بإمكانه التكهن بمن دفنوها وأخفوها ومن كان يلاحقهم، واعتبرت كلام الله المكتوب بإرادة خالقة له، فاختلفوا حولها بين من جسد اليد ومن نفاها تشبيها ومطابقة.
2_ عيسى والأبوة: الأبوة للأمانة كما عرفتها المسيحية، ليست جسدية كما فهمها المسلمون أو أرادوا إيصالها للناس، إنها مجرد رابط روحي تمثل الله فيه من خلال مخلوقه الذي هو المسيح، فتلبسه بشكل كلي أو جزئي حسب التوجهات المسيحية، فكان قوته التي خلقت وأشفت وأعادت الروح بأن أحيت الميت بدون ذيل بقرة كما فعل موسى وهو ينفذ تعاليم الله لينقد بني من اسرائيل من تهمة القتل، وقد قيل أن عيسى واجه بني إسرائيل أو المكذبين منهم بأن عاتبهم قائلا( العجول تعرف صاحبها، والأحصنة لاتخطئ دور أصحابها، وأنتم لم تعرفوا نبيكم ومخلصكم؟) وبذلك لم يعتبر ربا بل ابنا وكل من اتبع تعاليمه سوف يصير ابنا لتلك القوة الخالقة التي ضحت بالجسدي تعبيرا عن الغفران الرباني للبشرية جمعاء، وبذلك كانت المسيحية ديانة للعالم وليست بناء سياسيا يطيح بالدول لتدين بدين المسيح، بل اعتبر أتباعها أنفسهم دعاة ومخلصين للناس من حيرتهم وخوفهم وجوعهم ومآسيهم، لكن الأمر مع الرومان انقلب، فوجد رجال الدين الفرصة ليركبوا السياسة ويمثلوا السلطة بل ليمارسوها بعنف لا سابق له، انتقاما وتحريضا وتجميعا للأموال والقوة لتوجه تجاه المخالفين وحتى المتدينين من الديانة نفسها إن رفضوا اجتهادات الكنيسة ورؤاها الغارقة في العنف والرفض لكل ما هو معرفي وجمالي وفني كما هي عادة رجالات الدين عندما تستهويهم القوة فيمارسونها بأقصى عنف وبدون تردد وضد الكل، وهو ما جر العالم لصراعات دينية ما تزال آثارها في التاريخ والفكر معا وحتى في الذهنيات وعدوانيتها تجاه بعضها وغيرها من الديانات الأخرى.
2 الوحي العربي:
لم يكن الوحي المحمدي لا ألواحا مكتوبة بأشجار مأمورة، ولا تجسيدا في شكل بشر اجتمع فيه الإلاهي والبشري وغلبت به الروح الجسد حتى فعلت ما يفعله الله والناس يشاهدون، بل كان وحي الرسول محمد ص، كلاما موحى به إليه في صيغ مختلفة، فمرة يتملكه فتتغير ملامحه ولا يتركه إلا بعد أن يحفظ ما سمع، ومرة يتمثل له بشرا فيخاطبه ويسمعه ومرة يتراءى له نورا فيفهم عنه ما أراد منه، لكن الحالة الأكثر تكرارا هي نزول جبريل إليه وإسماعه لما أراد الله قوله، وهنا اختلف المختصون حول كلمات الله، أ هي تلك العربية التي يحتاج نطقها لفم وشفاه ونفس أم هي رموز مصورة يعبر عنها جبريل بلغة البشر فيوصلها للرسول وأحيانا يترك له حق الصياغة ليصورها بلغة تستند لثقافة قريش والأقوام المحيطة بها، لكن هذه الإشكالات التي طرحها المسلمون، تم إخفاؤها بفكرة خلق القرآن، أي قدم النص وهو في اللوح المحفوظ لتصير هذه الرؤية بمثابة قناعة إسلامية لم تؤكدها أية آية بعبارة صريحة، لأن المسلمين سألوا الرسول فأجاب إجابته عن أشكال الوحي وأكدت عائشة حالة واحدة عاشتها معها، وعبرت عن حدوثها، رغم أن البدايات عايشتها معه خديجة بمكة وهونت عليه فيها إلى اكتسب تجربة في تلقي الوحي ولم يعد يؤثر عليه كما كان.....



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- lمفارقات الإسلام
- الوحي والتراث
- الوعي والوحي
- الحزبية الإسلامية
- كتابة الرواية
- اتحاد كتاب المغرب.الحلقة٩
- اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٨
- اتحاد كتاب المغرب.الحلقة٧
- اتحاد كتاب المغرب.الحلقة ٦
- التعليم في المغرب
- اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٥
- اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٤
- الشهوة الملعون.قراءة في كتاب بالفرنسية
- التعليم بين الوطني والرهانات الدولية
- العلوم والترجمة العربية
- اللغة والتعريب في المغرب
- الإخوان المسلمون
- اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر 19_الحلقة03
- اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر19_02
- اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر19


المزيد.....




- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل
- وزير الخارجية الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى التحرك ضد إس ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - الوحي المحمدي