أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حميد المصباحي - اللغة والتعريب في المغرب














المزيد.....

اللغة والتعريب في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 21:08
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في المغرب، قامت ضجة حول لغة التدريس، أريد لها أن تكون معركة بين دعاة التجديد ورجالات المحافظة، وهي تخفي أبعادا، الكشف عنها يؤدي إلى مساءلة الطرفين، لأجل جوار عقلاني هاديء ورزين، أول هذه الأسئلة، هل اللغة في مجالات العلم تفترض التعريب قبل التمكن من ناصية العلم، بما يتطلبه من إمكانات وقدرات ورهانات وقرارات سياسية؟
هل الهوية محصورة فيما هو ثقافي وأدبي، أم أنها ممتدة نحو العلوم الدقيقة،التي لها لغتها الرمزية والكونية؟
1_العلم والهوية

العلوم الحقة، لها رموز، كأنها اختلافات صوتية، تحافظ على الجذور اللاتينية، كمشترك،في الرياضيات والفظياء والكمياء وحتى بعض المفاهيم في العلوم الإنسانية، تنضاف إليها اليونانية في مجال الفلسفة، ومعنى ذلك، أن الهوية في هذه الحالة إنسانية، لكن العطاءات تتفاوت وتختلف، بمجهودات العلماء، وليس أهمية اللغات وتفاضلها، وبذلك فالإنجليزية مثلا، تستمد مكانتها مما يقدمه الأنجليز والأمريكان من اختراعات، إلى جانب الصينية وعموم اللغات الحية، وببساطة، هل تقدمت علميا دول الخليج لمجرد تعلم أهلها للإنجليزية؟
فالهوية مسألة ثقافة وإبداعات وأفكار، أما علوم تملك الطبيعة والتحكم في تقنيات الريادة الفضائية، فلن تصنعها أية لغة،لأنها مجرد وسيلة، تتقدم وتنتشر بقوة الحضارة الناطقة بها، وكمثال على ذلك،إيران وصلت لأعلى درجات التخصيب النووي بالفارسية، والهند تحولت إلى قوة نووية بلغتها، والباكستان، بل حتى إسرائيل بعبريتها التي لا تنطقها إلا جماعات صغيرة نسبيا، فاللغة باختصار لا تعيق، لكنها في الوقت نفسه، وحدها لا تؤهل الحضارات لتملك القدرات العلمية، لكن مواكبة هذا التقدم، تقتضي أولا، تعلم لغات الحضارات الرائدة علميا، ثم تعريب أو ترجمة ما توصلوا إليه.
2_اللغة والتعليم

التعلم عملية اكتساب لمعارف وقيم، وهو المدخل الأساسي لبناء الإنسان القادر على الإضافة والمواكبة، واللغات فيه ضرورة، هي النوافذ التي منها يطل المتعلم على العالم، معرفيا وقيميا وعلميا، بل اللغات هي المؤسس لما يعرف بالشخصية الوظيفية، تلك التي تباشر إحداث التغيرات في العقلية والقيم، حتى لا تتقادم وةصدأ،إذ الجديد في مجتمعات كمجتمعاتنا يأتي من الخارج عندما يتعفن هواؤناا ويرفض التجدد، إذ يصير القديم رافضا للبحث عن دينامية التحول، بفعل رهانات سياسية وأخرى بمثابة أعطاب تصيب البنى الاجتماعية والثقافية، فتحافظ على المياه راكدة، تحتاج لحركة، لتجدد المجتمعات نفسها وروحها بطموحات جديدة وثابة، ةبذلك فالتعريب ليس حلا في ظل غياب المؤهلات العلمية المواكبة، والقدرات اللوجستيكية التي يعرف الكل ضرورتها وحيويتها للإقلاع العلمي والتكنولوجي، لكنهم يريدون بالهوية مآرب أخرى، الخوض فيها يدفع للانزياح عما هو علمي إلى ما هو سياسي إيديولوجي، ليس هنا مجال الكشف عن أبعاده زمحركاته، المضمرة والمعروفة.
3_الثقافي والعلمي
رغم حيوية الترجمة، فالثقافي أدبيا وحتى فنيا، يظل عصيا على نقل المعاني كما هي،وهنا تكون الخصوصية بما هي أصالة مرتبطة بما هو أدبي، أو ثقافي بشكل عام، فالأجساد تتشابه نسبيا، لكن الأرواح والنفسيات تختلف، ومادامت اللغة تعبير في أدبيته عن الروح، فمن الصعب إخضاعه، لكن الحضارات تطلع على إنتاجاتها لتجسير الهوة بين أهلها، بحثا عن أفق إنساني، يغتني الاختلافات ولا يلغيها قصرا، هنا متعة الإنسانية المشبعة باحترام قيم الغير وثقافته وتجاربه، بعيد عن كل أشكال التعصب التفاضلي الذي يمارس باسم اللغة أو حتى على حسابها، صحيح أن الحضارات عندما تتعامل مع العلوم بلغتها، تشعر بارتياح وربما بفخر، وذلك مطلوب على المدى البعيد، وهناك تجارب رائدة في ذلك، فالتأهيل العلمي أولا هو الشرط الضروري قبل التعريب،حتى لا نسقط في وضع العربة أمام الحصان، باحثين عن المستحيل باسم الحق في الحلم، فالأحلام إذا ما اتسعت خارج نظام الممكنات، تحولت إلى هلوسات جماعية، شبيهة بعبادة الأساطير بحثا عن وحدة وهمية.
خلاصات
______
لهذه الأسباب، يبدو لي حوار لغة التعليم، بالصيغ المدافع عنها، وحتى المرفوض بها،مجرد مبررات لإنشاء معتركات للبطولة السياسية، بعيدا عن التفكير التأملي الهادف لتوضيح رهانات الإقلاع، بما يشكل رافعة لبناء شخصية المواطن المغربي، بما هو دعامة للتطور،بغية تحرير ذهنه من الأحكام المسبقة عن ذاته وغيره، وجعله فاعلا وصانعا لمصيره، بعيدا عن الوصايات التي تمارس عليه باسم المعتقد أو حتى الذوبان القسري في الآخر والتشبه بنماذجه.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون
- اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر 19_الحلقة03
- اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر19_02
- اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر19
- التصوف والحياة
- التصوف والسياسة
- الأدب والسياسة
- الموت موتان
- الموت
- المقهى والكتابة
- سلطة اليومي والمثقف العربي
- ظاهرة التسول
- هلوسات عاشق خانه الزمن
- عقلانية التضامن، وتقليدانية الإحسان
- الاشتراكية والفكر الاشتراكي
- قلق المسافات
- الوحي والقرآن 11
- الوحي والقرآن 12
- حكاية النهر
- جنود على أبواب القدس


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حميد المصباحي - اللغة والتعريب في المغرب