أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - إسرائيل نشرت شبكات تجسسها في كل قطر عربي! فأين شبكات تجسّسنا فيها؟















المزيد.....

إسرائيل نشرت شبكات تجسسها في كل قطر عربي! فأين شبكات تجسّسنا فيها؟


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 3 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم الجاسوسيّة والجواسيس قديم جدا فقد تمّ إنشاء أوّل جهاز تجسّس رسمي في عهد الفراعنة منذ ما يزيد على 4000 عام؛ لكن التجسّس بشقيه الداخلي والخارجي أصبح الآن جزأ من النظام السياسي لكل دولة. فأجهزة المخابرات، كما تسمّى في معظم دول العالم، هي التي تتولّى عمليّة التجسّس في داخل الدولة وخارجها لحماية الوطن والمواطن، ومحاربة الجريمة بكل صنوفها بكشف المجرمين وتقدّمهم للمحاكم ليعاقبوا على جرائمهم، وجمع معلومات عن الدول المعادية لدولها واستخدامها في التعامل مع تلك الدول إذا دعت الحاجة لذلك.
ولهذا فإن عالم التجسس والتخابر المميز بسريته وتشعب أهدافه، هو عالم الرجال والنساء المجهولين الأذكياء الذين يعملون بصمت وبعيدا عن الأضواء للقيام بمهام سرية معقّدة وخطيرة. أي إنه عالم متوحش لا يعرف الممنوعات والمحرمات، لا يؤمن بدين، لا يرحم، لا يعرف العواطف النبيلة، لا يهتم بالقيم والأخلاق والأعراف، لا يبالي بالمشاعر الإنسانية، ويستخدم الكذب والخداع والقتل والمال والنساء في الوصول إلى أهدافه.
إسرائيل تتجسس على الكثير من دول العالم، لكنها تولي اهتماما خاصّا للتجسّس على الشعب الفلسطيني والدول والشعوب العربية. لقد تمّ تأسيس أجهزة إستخباراتها المكوّنة من جهاز الأمن الداخلي " شاباك "، وجهاز الإستخبارات والمهمّات الخاصّة " موساد "، وشعبة الإستخبارات العسكرية " أمان " بعد قيام الدولة الصهيونية عام 1948؛ لكن جهاز الموساد المكلّف بجمع المعلومات والدراسات الإستخباريّة وتنفيذ العمليات السرية خارج حدود إسرائيل هو الأكثر نشاطا وأهميّة وتغلغلا في العالم العربي والعالم. إذ إنه يتواجد في كل سفارات الدولة الصهيونية، ويعمل بصفته مؤسّسة رسميّة بتوجيهات من قادتها مع مراعاة الكتمان والسرية في أداء عمله، وتقع على عاتقه العديد من المهام التي تندرّج ضمن مجالات متنوّعة كالعلاقات السرية مع تلك الدول، والمفقودين، وعمليّات الاغتيال، والمسؤولية عن شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية وجمع المعلومات عن قادتها وجيوشها وشعوبها، وإحباط النشاطات التخريبيّة التي تستهدف مصالح إسرائيل واليهود وتهجيرهم من دول أخرى إليها.
لقد تغلغل " الموساد " في العالم العربي، وإخترق كل الحواجز للحصول على معلومات مهمّة جدا عن قادة دولنا، وجيوشنا، واقتصادنا، وأسلحتنا، ومكوّنات مجتمعاتنا، وديننا، وخلافاتنا السريّة والعلنيّة، وكل شيء يتعلق بحياتنا لمعرفة إنساننا وما يجري في أوطاننا لاستخدامه في إضعافنا ومحاربتنا عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا. فقد أثبتت شبكات التجسّس الإسرائيلية التي تم اكتشافها سابقا وحديثا في العديد من الدول العربية أن إسرائيل تعرف عنا أكثر ممّا نعرف عن أنفسنا، وإن عملاء الموساد يحصلون على معلومات تلعب دورا هاما في توجيه الأحداث بمنطقتنا، وإن نشاطاتها الجاسوسية تغطي الوطن العربي ولا تميّز بين الدول العربية التي أبرمت معها اتفاقيات سلام وتلك التي ما زالت تعاديها، لأنها أي إسرائيل تستهدف أوّلا وأخيرا الأمن القومي العربي، وتعمل على مدار الساعة لجمع المعلومات التي تساعدها في خلق المشاكل والفتن الداخلية كي تستفيد منها في شرذمة وطننا وهزيمته وحماية نفسها.
لقد تمكّن الموساد من إقامة شبكات تجسّس خطيرة غطّت الدول العربية وكانت من أهمها شبكة التجسس الأردنية التي ضمّت 59 جاسوسا وتم اكتشافها عام 1962 وعملت ما بين أعوام 1948—1962، والشبكة المصرية المعروفة " بفضيحة لا فون " عام 1954 التي أدّى إكتشافها إلى إستقالة رئيس وزراء إسرائيل ديفيد بن غوريون، والشبكة العراقية التي استخدمت عراقيين وإيرانيين يهود، وشبكة " إلياهو كوهين " التي عملت لسنوات عدة في سوريا تمكن خلالها رئيسها كوهين من إقامة علاقات مع قادة البلد ومن ضمنهم أمين الحافظ رئيس الجمهورية في ذلك الوقت؛ وتم اكتشاف الكثير من شبكات التجسس الإسرائيلية في مصر ولبنان وفلسطين والمغرب والعراق وسوريا وتونس والجزائر نجحت في اغتيال العديد من العلماء والمفكّرين والمقاومين والساسة العرب " خنقا، وحرقا، وقتلا بالرصاص، وبقنابل لاصقة ومغناطيسية، وتفجيرات عن بعد، وحوادث مرور سيارات مفتعلة. " ومن ضمن من اغتالتهم أجهزة الموساد، د. يحيى المشد عالم ذرة مصري كان يعمل في البرنامج النووي العراقي، ود. جمال حمدان مؤرخ مصري، ود. سمير نجيب عالم ذرة مصري، ود. سلوى حبيب قتلت بسبب كتابها " التغلغل الصهيوني في إفريقيا "، ود. رمال حسن رمال عالم فيزياء لبناني، ود. نبيل فليفل عالم طبيعة نووية فلسطيني، ود. إبراهيم الظاهر عالم ذرة عراقي، ود. محمد الزواري التونسي الذي كان يساعد كتائب عز الدين القسام في تصنيع طائرات بدون طيار، والقائمة تطول لكنها تؤكد ان الموساد تستهدف علماء الذرة العرب أكثر من غيرهم.
والسؤال هنا هو ماذا فعلت المخابرات العربية ضدّ إسرائيل منذ إنشائها عام 1948؟ لم نسمع أنها نجحت في تجنيد جواسيس يهود أو غير يهود يقيمون في داخل إسرائيل أو خارجها، ولم تكتشف إسرائيل طيلة تاريخها وجود شبكات تجسّس عربية فوق أراضيها إلا في حالات محدودة جدّا، ولم نسمع أنها ألقت القبض على جواسيس من الدول العربية التي وقّعت معها اتفاقيات سلام أو التي لم توقع، أو من الدول الإسلامية المتعدّدة التي اعترفت بها وتقيم معها علاقات ديبلوماسية.
إسرائيل حققت نجاحا مميزا في التجسس لأنها تختار جواسيسها والعاملين في مخابراتها بعناية فائقة، حيث إنها تستقطب أفضل العقول من بين الشباب والشابات الذين حصلوا على تعليم جامعي ويتقنون التحدّث بالعربيّة ولغات أجنبية أخرى، وتخضعهم لمدّة لا تقل عن سنتين لبرامج مكثّفة في فنون التجسّس وتقنيته، وعلوم النفس والاجتماع والتاريخ والثقافات المقارنة قبل أن يبدؤون عملهم في الموساد.
وفي المقابل فإن كل دولة عربية توّظّف جيشا من الجواسيس، وتعتبر مخابراتها من أقوى وأهم أجهزتها وأكثرها نشاطا، حيث إنها تتميز بالحصول على ميزانيات ماليّة كبيرة واتّصالات مباشرة مع رأس الدولة، وتتصرف بحرية وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء، وتنشر الرعب بين المواطنين؛ وإنها نجحت في مراقبة عشرات آلاف الشرفاء من مثقفين، وحزبيين، ومعارضين واستدعتهم للتحقيق ووضعتهم تحت المراقبة ومنعتهم من السفر، وسجنت كثيرين منهم لسنين طويلة، واذاقتهم أبشع أنواع الإهانة والعذاب، وقتلت العديد منهم؛ لكنها فشلت في مواجهة الموساد وأجهزة المخابرات الأجنبية الأخرى لأنها تختار موظفيها وجواسيسها عن طريق الواسطة والمحسوبيّة والرشوة، وليس بناء على مستوياتهم العلمية والتقنية ومعرفتهم بالثقافات الأخرى، واللغات الأجنبية التي تساعدهم على التغلغل في بيئات اجتماعية أخرى، ولأنها وجدت للتجسس على الشعب، وحماية الحاكم ونظامه من الشعب، وليس لحماية الشعب والوطن من الأعداء وخاصة إسرائيل.
أجهزة المخابرات في كل قطر عربي مكلفة ولم تنجح في إختراق جهاز مخابرات أي دولة معادية، وفشلت فشلا ذريعا في مواجهة الموساد الذي قام بالكثير من عمليات الإغتيال لقادة سياسيين وعلماء ومثقفين فلسطينيين وعرب، ولم تتمكن من القبض على جاسوس إسرائيلي واحد من الذين نفذوا تلك العمليات، ولم تنجح في تكوين شبكة تجسس عربية واحدة كبيرة ومؤثرة في إسرائيل منذ قيامها؛ وآخر الأدلة الصارخة على فشل المخابرات العربية في مواجهة الموساد حتى يومنا هذا هو إعلان وزير الداخلية اللبناني في 30/ 12/ 2022 عن ضبط 17 شبكة تجسس منفصلة عن بعضها البعض تعمل لمصلحة إسرائيل في مختلف المناطق اللبنانية والسورية! إذا تم اكتشاف هذا العدد الكبير من شبكات التجسس الإسرائيلية في بلد صغير كلبنان مرة واحدة، فكم شبكة تجسس إسرائيلية تعمل في الدول العربية؟ لا يعرف ذلك إلا الله سبحانه وتعالى وقادة الموساد!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهاء الحريري يدخل المعترك السياسي اللبناني ويطالب بنزع سلاح ...
- مصر السيسي ومصر عبد الناصر .. - شتان بين الثرى والثريا -
- السلطة الدينيّة وأزمة العقل العربي المعاصر
- هجوم صنعاء على أبو ظبي .. عرب يتصدون لظلم ذوي القربى
- علاقات حزب الله مع حكام السعودية... صراع واضح بين الحق والبا ...
- كل الإجلال والإكبار لشهداء عقربا وفلسطين
- العمالة الأجنبية وتهديد الهوية العربية الخليجية .. لماذا؟ وم ...
- العالم العربي سنة 2022 ... المزيد من التدهور وخيبة الأمل!
- فشل جامعاتنا في بناء الانسان وتطوير الثقافة العربية
- الاعتداء الإسرائيلي الأمريكي المتوقع على إيران .. من سيربح؟ ...
- البيان المشترك لمحادثات أمير قطر وولي عهد السعودية وكابوس حز ...
- زيارة محمد بن سلمان لدول مجلس التعاون الخليجي .. الأهداف وال ...
- اقتحام الرئيس الإسرائيلي للحرم الإبراهيمي إهانة للسلطة الفلس ...
- الاتفاقية الأمنية المغربية الإسرائيلية خيانة أخرى تضاف إلى س ...
- العدالة البريطانية المتصهينة...حماس - إرهابية - وإسرائيل - د ...
- محاولات المصالحة تراوح مكانها والشعب الفلسطيني يدفع الثمن غا ...
- فشل السلطة والفصائل والأحزاب الفلسطينية في التصدي للاستيطان
- أيها الفلسطينيون...لا تتوقعوا خيرا من أمريكا ورؤسائها
- حكومة نفتالي بنيت تتحدى إدارة بايدن برفض إعادة فتح القنصلية ...
- الدول الخليجية .. خنوع لإهانات أمريكا وأسرائيل وانتقام من لب ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - إسرائيل نشرت شبكات تجسسها في كل قطر عربي! فأين شبكات تجسّسنا فيها؟