أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - مصر السيسي ومصر عبد الناصر .. - شتان بين الثرى والثريا -














المزيد.....

مصر السيسي ومصر عبد الناصر .. - شتان بين الثرى والثريا -


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 28 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ وفاة الرئيس الخالد جمال عبد الناصر عام 1970 والأمة العربية تعاني من تدهور وانهزام سياسي وعسكري يزداد سوأ يوما بعد يوم، ولهذا يبدو ان سياسات التسلط وقهر الشعوب العربية وكتم أنفاسها والاستسلام لإرادة أعدائها التي يقودها السيسي ومن على شاكلته من الحكام العرب لن تتوقف في المستقبل القريب!
مصر عبد الناصر كانت قائدة الأمة العربية الصامدة التي تصدت للدول الاستعمارية وللدولة الصهيونية وهددت وجودها، ودعمت المد القومي الوحدوي العربي وحركات الاستقلال في الجزائر والامارات واليمن الجنوبي وغيرها من الدول العربية والإفريقية، وعبرت بصدق عن آمال وطموحات الشعوب العربية في الوحدة والحرية والازدهار الاقتصادي والثقافي، واحتلت مكانة عربية ودولية مرموقة، وكان رئيسها الراحل جمال عبد الناصر أحد زعماء العالم الكبار الذين يحسب حسابهم، وزعيم الأمة العربية الذي تصدى للأنظمة العربية الرجعية وهز عروش أصحابها بقوة شخصيته، ومصداقيته، والتفاف الجماهير العربية حوله واعتباره بطل الأمة وأملها في تحرير فلسطين.
ومقارنة بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر فما الذي حققه السيسي لمصر والأمة العربية؟ لقد خدع السيسي الرئيس الراحل محمد مرسي والشعب المصري وقام بحركته الانقلابية ضد نظام الإخوان المسلمين؛ حقيقة ان الإخوان المسلمين ارتكبوا الكثير من الأخطاء في سنتهم الأولى في الحكم، لكنهم وصلوا للسلطة بطريقة ديموقراطية، وكان يجب ان يقرر مصيرهم الشعب المصري بإعادة انتخابهم أو رفض سياساتهم وإخراجهم من الحكم عن طريق صناديق الاقتراع؛ وإضافة إلى دوره بتوجيه ضربة للديموقراطية المصرية الناشئة آنذاك، قام السيسي بتقييد الحريات وسجن عشرات آلاف المصريين، وتخلى عن دور مصر التقليدي في قيادة الأمة العربية، وحاصر غزة لتجويعها والضغط عليها لوقف مقاومتها للاحتلال، وعزز علاقات مصر مع الدولة الصهيونية ودعم تطبيع الامارات والبحرين والسودان والمغرب معها، وفشل في إيجاد حل للخلاف بين بلاده واثيوبيا بشأن سد النهضة وتحويل مياه النيل، واستسلم للإملاءات الأمريكية، وشارك في حرب اليمن الظالمة، ولم يفعل شيئا لوقف الحروب الدائرة في سوريا وليبيا، وأخيرا وصل إلى الإمارات ليعلن تضامنه معها ضد الحوثيين واجتمع بمحمد بن زايد رجل الإمارات القوي وملك البحرين في أبو ظبي!
عبد الناصر ألغى الإقطاع ورسخ مفهوم المساواة والعدالة الاجتماعية في مصر؛ وكان رجلا نظيفا قويا بإرادته، شجاعا يخشاه الأعداء، مدافعا شرسا عن مصر والأمة العربية، وعاش ومات فقيرا؛ فحسب وثائق رسمية، فقد ترك بعد وفاته 3718 جنيها فقط، وسيارة كان يملكها قبل الثورة؛ وكان يأمر معظم الحكام العرب ويطاع، وكانت مصر في عهده " الشقيقة الكبرى " قلب العروبة النابض التي تعبر عن إرادة ومستقبل الأمة العربية.
والسيسي لم يحقق لمصر سوى المزيد من الفقر والمعاناة؛ فالرجل يعيش حياة مترفة رغم التقشف والفقر الذي يعاني منه الشعب المصري. فقبل بضعة أشهر، أي خلال عام 2021 اشترى طائرة رئاسية عملاقة من طراز" بوينج 747 – 8 " بكلفة 418 مليون دولار، وهذه خامس طائرة يشتريها منذ توليه منصبه. وكان قد اشترى سابقا أربع طائرات فاخرة عام 2016 من طراز " فالكون 7 إكس " التي تنتجها شركة " داسو " الفرنسية في صفقة بلغت قيمتها 354 مليون دولار، ومنذ عام 2014 شيد ما لا يقل عن ثلاثة قصور جديدة، وأكثر من عشر فيلات رئاسية لتضاف إلى 30 قصرا تاريخيا واستراحات رئاسية تملكها مصر.
هذا هو السيسي بفشله السياسي، وتسلطه على الشعب المصري، وتبذيره للمال العام! فما هي الفوائد التي سيجنيها لمصر من زيارته للإمارات واجتماعه بمحمد بن زايد وملك البحرين اللذان لا يخفيان اعتزازهما بعلاقات الصداقة والتعاون بين حكومتيهما وإسرائيل؟ فمنذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وخاصة خلال حكم السيسي تخلت مصر عن دورها القيادي للوطن العربي وسلمت الراية للسعودية والإمارات وازدادت عزلة وفقرا، وفقدت المزيد من نفوذها العربي والإفريقي والدولي؛ فلا غرابة أن يطير السيسي لأبو ظبي لدعم العدوان الإماراتي السعودي على اليمن مقابل رضا دول النفط الغنية والحصول على بعض الملايين من الدولارات ثمنا لدعمه لسياسات دول الخليج وخيانته لقضايا الأمة.

الشعوب العربية تؤيد اللقاءات بين قادتها الشرفاء الذين يرفضون تدخل الدول الأجنبية في شؤون المنطقة والتطبيع مع دولة الاحتلال الصهيونية، ويعملون معا من أجل أمن وتقدم ورفاه شعوبهم وأمتهم العربية؛ لكنها، أي الشعوب العربية، تشك في لقاءات ونوايا عملاء أمريكا وإسرائيل من أمثال السيسي الذين أثبتت ممارساتهم السياسية فشلهم في خدمة شعوبهم والحفاظ على أمن دولهم.
جمال عبد الناصر كان قائدا عملاقا نزيها صنديدا ترك بصمة لا تمحى في التاريخ المصري والعربي والإفريقي والعالمي ولا يمكن مقارنته بالسيسي؛ فالسيسي ليس الزعيم الخالد عبد الناصر ولن يكون، و" شتان بين الثرى والثريا!"



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة الدينيّة وأزمة العقل العربي المعاصر
- هجوم صنعاء على أبو ظبي .. عرب يتصدون لظلم ذوي القربى
- علاقات حزب الله مع حكام السعودية... صراع واضح بين الحق والبا ...
- كل الإجلال والإكبار لشهداء عقربا وفلسطين
- العمالة الأجنبية وتهديد الهوية العربية الخليجية .. لماذا؟ وم ...
- العالم العربي سنة 2022 ... المزيد من التدهور وخيبة الأمل!
- فشل جامعاتنا في بناء الانسان وتطوير الثقافة العربية
- الاعتداء الإسرائيلي الأمريكي المتوقع على إيران .. من سيربح؟ ...
- البيان المشترك لمحادثات أمير قطر وولي عهد السعودية وكابوس حز ...
- زيارة محمد بن سلمان لدول مجلس التعاون الخليجي .. الأهداف وال ...
- اقتحام الرئيس الإسرائيلي للحرم الإبراهيمي إهانة للسلطة الفلس ...
- الاتفاقية الأمنية المغربية الإسرائيلية خيانة أخرى تضاف إلى س ...
- العدالة البريطانية المتصهينة...حماس - إرهابية - وإسرائيل - د ...
- محاولات المصالحة تراوح مكانها والشعب الفلسطيني يدفع الثمن غا ...
- فشل السلطة والفصائل والأحزاب الفلسطينية في التصدي للاستيطان
- أيها الفلسطينيون...لا تتوقعوا خيرا من أمريكا ورؤسائها
- حكومة نفتالي بنيت تتحدى إدارة بايدن برفض إعادة فتح القنصلية ...
- الدول الخليجية .. خنوع لإهانات أمريكا وأسرائيل وانتقام من لب ...
- الموقف الأمريكي الأوروبي من الاستيطان .. تناقض بين القول وال ...
- لماذا تعمل إسرائيل للتخلص من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ...


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - مصر السيسي ومصر عبد الناصر .. - شتان بين الثرى والثريا -