أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - شاهر أحمد نصر - حول -اقتصاد الحرب هل سمع شيوعيو -النور- ب -روزا لوكسمبورغ-؟















المزيد.....

حول -اقتصاد الحرب هل سمع شيوعيو -النور- ب -روزا لوكسمبورغ-؟


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:52
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


طالعتنا نشرة "كلنا شركاء في الوطن" الإلكترونية الوطنية، في أواخر آب 2006 بمقال يثير الانتباه بموضوعه وتوقيته، ألا وهو "اقتصاد الحرب"، نقلاً عن جريدة "النور". وهو عبارة عن "مقاطع متفرقة من دراسة طويلة للأستاذ داود حيدو عضو المكتب السياسي عن اقتصاد الحرب"...
تحدث المقال بشكل أساسي عن التدابير الضرورية للحفاظ على استمرارية النشاط الاقتصادي، أثناء الحرب مع الأخذ بعين الاعتبار "أن التدابير المتخذة من أجل الحفاظ على آلية العمل الاقتصادي أثناء الحرب، تعد جزءاً من جملة التدابير التحضيرية للحرب"... ثم يجري تعداد هذه التدابير الإجرائية "ذات طابع الاقتصادي والعسكري على حد سواء" وهي بإيجاز: ـ تحديد المصانع والمؤسسات التي يجب أن تستمر في العمل تحت كل الظروف. ـ اتخاذ التدابير الضرورية لزيادة إنتاج المصانع والمؤسسات التي سيزداد الطلب على إنتاجها بصورة حتمية أثناء القتال، ـ تحديد الطرق والمعابر ووسائل النقل والمواصلات الرئيسية التي يجب أن يحافظ عليها. ـ تهيئة القطاعات الرئيسية من التجارة الخارجية والجهاز المالي للعمل في ظروف الحرب. ـ تهيئة جميع المرافق الاقتصادية المذكورة أعلاه لمواجهة العدو من الداخل أيضاً. ـ إلغاء العمل الروتيني والكتابي وإعطاء سلطات استثنائية لعدد كبير من المسؤولين. فضلاً عن التدابير الضرورية على نطاق المحافظات والأقضية والإدارات المحلية". ومن ثم تحدد أهم المرافق التي يجب تأمين حمايتها وتوسيع طاقاتها وصيانتها، وعند الضرورة إيجاد البديل لها... و"التقيد بنظام الأوليات في أعمال الصيانة"... "وكيفية تخزين مواد الصيانة...
ويصل الكاتب إلى استنتاج مفاده أن "الجزء الأكبر من هذه الأعمال يقع على عاتق الشعب والمدنيين... ولذا فلا بد من تدريب هذا الجزء من السكان على الحد الأدنى من أعمال الدفاع المدني، وتحويل الشعب كله إلى تنظيم شامل للدفاع المدني"... "وأعمال الدفاع المدني هي من أهم الأعمال التي يجب أن تنجز في زمن السلم".
ونظراً لأن "التدابير المتخذة في هذا القطاع قد تكون مكلفة جداً... إلى الحد الذي يجعل من الصعب أو من المستحيل تمويلها من ميزانية الدولة... ومن أجل الهبوط بكلفة هذه الأعمال إلى أقصى الحدود". يرى الكاتب أنّه "لا بد من تجنيد الناس للقيام بها والتطوع من أجلها".
بعد قراءتي لهذا المقال، ومع التنويه إلى أهميته وضروته، لمست الأسلوب التعليمي التبسيطي فيه، وافتقاره للبعد الاستراتيجي في التفكير الاقتصادي السياسي... وسرعان ما تبادر إلى ذهني أبحاث كلاسيكيي الماركسية في الاقتصاد السياسي، بما في ذلك "اقتصاد الحرب"، وتساءلت عن سبب افتقارنا إلى البعد الاستراتيجي في التفكير، وأثر البنية السياسية الفكرية الضحلة التي تكبلنا على محدودية تفكيرنا... ورأيت ضرورة إطلاع القارئ على رؤية بعض المفكرين الماركسيين الكلاسيكيين في هذا الموضوع، وأخص منهم "روزا لوكسمبورغ" بغرض الفائدة، والتوسع نسبياً في هذا الأمر، على قدر ما يسمح البحث، واستخلاص النتائج الضرورية لمعالجة هذه القضية الوطنية من الطراز الأول.
تقول "روزا لوكسمبورغ" في كتاب: "ما هو الاقتصاد السياسي": "... ماذا عن حرب 1914 العالمية، هذا المحك الذي وضع عليه "الاقتصاد القومي"؟... أوتراها لم تبرهن بأن "العالم الألماني الصغير" لا يمكنه أن يعيش عيشة متكاملة، قوياً وصلباً، في عزلته النسوكية بعيداً عن التجارة العالمية، وبفضل تنظيمه الدولتي الحازم، وبأقوى ما يمكنه من ردود؟ وهل كانت ستتم تغذية السكان، يا ترى، بشكل مثالي، دون أي لجوء إلى الزراعة الأجنبية؟ وعجلات الصناعة أو تراها كانت لتستمر في الدوران الجذل، دون مواد أولية أو أسواق خارجية؟... فالصناعة الألمانية لم تتمكن من البقاء على نشاطها إلا لأنها ظلت تغذى بالمواد الأولية الأجنبية الضرورية، ولقد تم هذا عبر ثلاث طرق:
أولاً، عن طريق مخزونات القطن والصوف والنحاس الهائلة التي كانت ألمانيا تملكها على عدة أشكال، بحيث لم يكن عليها، لاستخدامها، إلا أن تعمد إلى إخراجها من المخابئ، ثانياً، عن طريق المخزونات التي صادرتها في البلدان المحتلة، في بلجيكا وشمال فرنسا، وجزئياً في ليتوانيا وبولونيا، ومن ثم استخدمتها لصناعتها الخاصة، وثالثاً عن طريق الواردات التي لم تكف عن الوصول إلى ألمانيا طوال زمن الحرب، وذلك بواسطة بلدان حيادية مثل اللوكسمبورغ. فإذا أضفنا إلى هذا كله، أن المصارف الألمانية كانت متخمة بكميات هائلة من المعادن الثمينة الأجنبية، وهي الشرط الأساسي لكل «اقتصاد حربي»، سيبدو لنا سريعا أن العزلة النسوكية للصناعة والتجارة الألمانيتين، ليست سوى خرافة، تماما مثلما هي خرافة فكرة تغذية الشعب الألماني كله، بطريقة كافية، بفضل زراعة ألمانيا، ومثلما يمكننا التأكيد على أن الاكتفاء الذاتي للعالم الألماني الصغير، خلال الحرب العالمية، هو أشبه بالطرف التي ترويها النساء الطيبات في ليالي الشتاء.
أما بالنسبة إلى أسواق تصريف الصناعة الألمانية، المنتشرة في كافة أرجاء المعمورة، فلقد استبدلت خلال الحرب، بالدولة الألمانية نفسها، إذ أن هذه الدولة امتصت معظم الصناعة الألمانية بسبب مسلتزمات الحرب. أي أن فروع الصناعة الأكثر أهمية: الصناعات المعدنية، النسيجية، الجلدية، والكيميائية، سرعان ما تحولت لتنتج مستلزمات الحرب، ولا شيء غيرها".
أجل، لا يستطيع أي بلد أن "يعيش عيشة متكاملة قوياً وصلباً" في عزلة الناسك عن العالم... فصناعة أي بلد لا تستطيع البقاء، خاصة أيام الحرب، دون أن تتغذى بالمواد الأولية، والتي تعد السوق الخارجية أحد مصادرها الأساسية... من الممكن تخزين هذه المواد، لكن أغلب مصادرها الأساسية ليست من السوق الداخلية، بل من السوق الخارجية، وبالتالي أحد أهم شروط الاستعداد لاقتصاد الحرب، هو الابتعاد عن العزلة الخارجية، وزيادة عدد الأصدقاء، والبلدان الصديقة، أو الحيادية... كما أنّه من الضروري التأكيد على الحاجة الماسة لوفرة المعادن الثمينة، والعملة النادرة في المصارف الوطنية، وهي "الشرط الأساسي لكل "اقتصاد حربي""...
مما لا شك فيه أن هذه الأمور الاستراتيجية، كي تتحق، تحتاج إلى سياسة استراتيجية، تساهم في خلق الظروف الملائمة لوجودها وتطورها... فالحرب، وإن كانت تعبيراً عن فشل السياسة، لا يمكن فصلها عن السياسة، ومن غير المنطقي خوض أية حروب دون استعداد سياسي سليم، على الصعيدين الداخلي، والخارجي... ولعل الكاتب حاول بخجل ملامسة هذه القضية، عندما قال: "لا بد من تجنيد الناس للقيام بها والتطوع من أجلها. وهذا التطوع أو التبرع يتطلب مستويات عالية من الوعي والاستعداد النفسي والاطمئنان لنتائج الصراع". دون أن يتطرق إلى كيفية التوصل إلى هذه المستويات العالية من الوعي والاستعداد النفسي... ولعل العرب منذ القدم قد توصلت إلى السبيل الناجع لذلك، عندما قال أحد عبيدها قوله المأثور بما معناه: كيف تريدني أنّ أواجه العدو وأنا عبد مقيد، فقالت العرب: كرّ فأنت حر. فالحرية هي حجر الزاوية في ذلك الوعي والاستعداد النفسي الذي يتحدث عن الكاتب. ومن هنا تأتي أهمية بناء المجتمع الذي يستعد لتدارك المخاطر على أسس الحرية والديموقراطية بعيداً عن حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية العرفية... فضلاً عن الإجراءات الاقتصادية السليمة، والعلاقات السياسية الصحيحة على كافة الصعد الداخلية والخارجية.
من هنا تبدو الإجراءات المقترحة في جريدة "النور" مهمة وضرورية، لكنّها قاصرة، ومحدودة... وربما لا يتحمل الكاتب مسؤولية ذلك، خاصة وأنّ هذه الجريدة التي يصفها بعضهم بـ"المنكوبة"، نوهت على أنهّا تنشر "مقتطفات من دراسة طويلة"، والمشرفون على تحريرها مشهورون بقص المقالات وبترها، مما يدفع كتاباً وباحثين كثر إلى العزوف عن الكتابة فيها... قد نلمس للكاتب عذراً في ذلك... مع التأكيد على ضرورة معالجة القضايا الوطنية الاستراتيجية بأفق نقدي استراتيجي عميق... كيلا نقع في مخاطر استسهال الأمور، وتقديم حلول بسيطة مجتزأة لمسائل استراتيجية هامة... تشوش على صانع القرار، بتقديمها التصورات المجتزأة، مما يزيد الحال بؤساً، ولا يفي بالغرض النبيل الهادف إلى تحصين الوطن ومنعته.
الصفصافة 1/9/2006 شاهر أحمد نصر
[email protected]



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فريديريك انجلس والاقتصاد السياسي
- تآلف العلمانيين والمتدينين المتنورين وسيلة ضرورية لتقدم الحض ...
- -الإغواء بالعولمة- كتاب يتضمن أفكاراً هامة تدعو إلى التمعن
- تحية إلى ميشيل كيلو وفاتح جاموس ورفاقهم
- الحكومة العالمية والسلاح الصامت
- نضال الطبقة العاملة والفئات المنتجة ضمانة اساسية لتحقيق الدي ...
- صدور الطبعة العربية من الكتاب الإشكالي: اغتيال الحريري
- عبد المعين الموحي خسارة لا تعوض
- المعارضة في خطر
- دمعة على أمير شعراء الرثاء عبد المعين الملوحي
- أين يكمن الخطأ؟
- تحية إليكِ وإلى ناشدات الحرية جميعاً في عيد المرأة العالمي
- عبد المعين الملوحي زيتونة الشام
- لا تنسوا الدكتور عارف دليلة
- الماركسية والديموقراطية - نظرة تاريخية نقدية
- الحوار المتمدن يؤلف القلوب ويوحد الأحزاب
- كيلا تطغى الشعارات على الإصلاح في الوثيقة الوطنية
- إعلان دمشق نقلة نوعية متقدمة تحتاج إلى نظرة نقدية وممارسة مو ...
- جورة حوا الحموية تعادل مئات البيانات الثورية في تحرر المرأة ...
- ملاحظات حول مشروع أهداف جمعية مكافحة الفساد


المزيد.....




- قفزة مفاجئة.. سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم الثلاثاء 7 مايو 2 ...
- تحقيق فلسطيني بسرقة 70 مليون دولار من البنوك في غزة
- -أرامكو- السعودية تقر توزيع أرباح تاريخية
- -صعود جديد للذهب- مع رهانات خفض الفائدة الأميركية وصراع الشر ...
- الإمارات ونيوزيلندا تطلقان مفاوضات -الشراكة الاقتصادية-
- تراجع معظم أسواق الخليج مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط
- -العالمية القابضة- تعيد شراء أسهمها بنحو 1.4 مليار دولار
- توقعات بوصول عجز الموازنة في ألمانيا إلى 1.75% في 2024
- الاتحاد للطيران تدرس شراء طائرات من إيرباص وبوينغ
- الدولار يتراجع بفضل تجدد آمال خفض أسعار الفائدة الأميركية


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - شاهر أحمد نصر - حول -اقتصاد الحرب هل سمع شيوعيو -النور- ب -روزا لوكسمبورغ-؟