أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس خليل نصرالله - رُهابُ (فوبيا) العَيْنِ والْحَسَدِ – تَغْليبُ الخُرَافَاتِ عَلَى العَقْلِ















المزيد.....


رُهابُ (فوبيا) العَيْنِ والْحَسَدِ – تَغْليبُ الخُرَافَاتِ عَلَى العَقْلِ


الياس خليل نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 29 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رُهابُ العَيْنِ والْحَسَدِ فِي المُجْتَمَعِ : إِنَّ إرْتِباطِ العَيْنِ فِي الذّاكِرَةِ الشَّعْبيَّةِ بِفِكْرَةِ الحَسَدِ مِنْ أَكْثَرِ المُعْتَقَدَاتِ الشَّعْبيَّةِ شُهْرَةً وَشُيوعًا فِي العالَمِ وَخَاصَّةً فِي المُجْتَمَعاتِ العَرَبيَّةِ . وَمِن المَعْروفِ أَنَّ الْإِعْتِقَادَ بِالْعَيْنِ الحاسِدَةِ يَرْجِعُ إِلَى عُصورٍ قَديمَةٍ ، وَكَانَ فِي حِينِهِ ظاهِرَةٌ كَوْنيَّةٌ ، وَمَا زَالَ كَثِيرُونَ يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ .
وَرَدَتْ فِي السِّجِلَّاتِ التّاريخيَّةِ المِصْريَّةِ ،الكِلْدانيةِ ،الْيونانيَّةِ والْفارِسيَّةِ إِشاراتٌ تُفِيدُ بِأَنَّ هَذِهِ الشُّعوبَ إِعْتَقَدَتْ بِوُجُودِ عَيْنِ شِرّيرَةٍ ؛ وَحَارَبَتْ أَذَاهَا بِشَتَّى الوَسائِلِ والطُّرُقِ الَتِي كَانَت مُتَوَفِرة لها

وَاَلْمُقْلِقُ اَّنْ التَّشَاؤُمِ والْخَوْفُ مِنْ العَيْنِ الحاسِدَةِ فِي عَالَمِنَا العَرَبيِّ قَدْ يَصِلُ فِي عَصْرِنا إِلَى حَدِّ " الْبَارَانُويَا " ، وَهُوَ مَا يُثْبِِتُ أَنَّ الكَثيرَ مِنْ شَعْبِنا تَتَغَلَّبُ عَلَيْهُ قُرُونٌ مِنْ المُعْتَقَدَاتِ الشَّعْبيَّةِ الخُرافيَّةِ اَلْغَيْبيةِ ، المُتَراكِمَةِ داخِلَ وَعْيِهِ الجَمْعيِّ وَتَتَحَكَّمُ بِإِرَادَتِهِ وَنَفْسيَّتهُ ، لِتُؤَكِّدَ تَغَلُّبَ وَإِنْتِصار المَوْروثِ الشَّعْبيِّ عَلَى العَقْلانيِّ وَإِعْمالِ المَنْطِقِ . إِنَّ الْإِيمَانَ بِقُدْرَةِ العَيْنِ الحاسِدَةِ هِيَ مِنْ اكَّثِرِ المُعْتَقَدَاتِ الخُرافيَّةِ تَأْثِيرًا فِي العُقولِ والنَّفْسِ الاِنْسانيَّةِ . وَاَلْمُحْزِنُ أَنَّنَا نَجِدُهَا مُتَفَشِّيَة بَيْنَ مُعْظَمِ شَرائِحِ المُجْتَمَعِ ، الجاهِلِ والْأُمّيِّ وَحَتَّى عِنْدَ اَلَّذِينَ بَلَغوا مَرْتَبَةً عاليَةً مِنْ العِلْمِ وَارْفَعْ الشَّهاداتِ الاكَادِيمِيَّةَ . لَسْنَا أَصْفياءَ النّيَّة جِدًّا ، وَرُبَّمَا نَحْمِلُ عِلَلًا نَفْسيَّةً بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ تُغَذِّيهَا وَتُرَوِّجُ لَهَا قُوَى رَجْعيَّةٌ ، كَإِحْدَى الوَسائِلِ لِتَخْلِيدِ جَهِلِنَا ، لِأَنَّ فِيهَا إِسْتِمْرَارِيَّة ، دَوام سَيْطَرَتِها عَلَيْنَا . وَهَذَا رَغْمَ رِحْلَةِ الإِنْسانِ الشّاقَّةَ والطَّويلَةِ لِإِسْتِكْشَافِ " العِلَلِ " والْحَقائِقِ الكامِنَةِ وَراءَ الأَحْداثِ . فَاَلْغَريبُ أَنَّ الإِنْسانَ المُعاصِرَ اَلَّذِي قَطَعَ أَشْوَاطًا بَعيدَةً مِنْ هَذِهِ الرِّحْلَةِ نَحْوَ حَضارَةٍ وَتَفْكيرٍ رَكِيزاتها مَنْطِقِ " السَّبَبيَّةِ " اَلَّذِي يُفَسِّرُ الظَّواهِرَ الطَّبيعيَّةَ والْبَشَريَّةَ مُنْطَلِقًا مِنْ أَرْضيَّةِ البَحْثِ التَّجْريبيِّ ، لَا يَزَالُ يَحْمِلُ فَوْقَ كاهِلِهِ طَبَقاتٍ مُتَراكِمَةً مِنْ آثَارِ التَّفْكيرِ الخُرَافِي مِنْ الحِقَبِ السّابِقَةِ . وَنَجِدُ فِئات مِنْهُ تَقِفُ عِنْدَ مُفْتَرَقِ طَريقيْنِ مِنْ التَّفْكيرِ ، إِحْدَاهَا يَجْذِبُها إِعْمالِ العَقْلِ وَالأُخْرَى يُغْرِيهَا النُّكوصُ إِلَى مَراحِلِ الطُّفولَةِ الإِنْسانيَّةِ بِكُل مَا إِرْتَبَطَ بِهَا مِنْ تَفْسيرٍ غيَّبيٍّ عَشْوائيٍّ لِلظَّوَاهِرِ ، إِنَّنا نُعَيِش الوَاقِع الحائِر. المُتَّخِبَط بَيْنَ العِلْمِ والْخُرافَةِ .
وَهَذِهِ المَقالَةُ هِي مُحاوَلَةٌ لِكَي أَتَقَصَّى مُعْضِلَة الإِنْسانِ المُعاصِرِ وَهُوَ يَقِفُ حَائِرًا عِنْدَ هَذَا المُفْتَرَقِ الحَرِجَ المَصيريِّ بَيْنَ أُسْلُوبَيْنِ مُتَنَاقِضَيْنِ مِنْ التَّفْكيرِ . كَمَا سَيَتم تَسْلِيط الضَّوْء عَلَى التَّوَرُّطِ المُثيرِ والخَطِير لِلْعُقُولِ فِي تَبَنّي الكَثيرِ مِنْ الأَفْكارِ الخُرافيَّةِ لِتَفْسِيرِ بَعْض الظَّواهِرِ المُعَقَّدَةِ وَالَّتِى تَحْظَى بِتَرْويجٍ ودَعْم واسِعٍ لَهَا فِي وَسائِل الْإِتْصَالِ الجَماهيريِّ لأَسْبَابٍ كَثِيرَة. وَمِمَّا يَتَوَجَّبُ تَأْكيدُهُ أَنَّ بَعْضَ مِن العَجْزِ المَرْحَليِّ لِلْعِلْمِ لِتَفْسيرِ كُلِّ ظَواهِرِ الكَوْنِ فلَا يَعْنِي ذَلِك أَنْ نَنْدَفِعُ إِلَى الخُرافَةِ قَفْزًا عَلَى قَواعِدِ التَّفْكيرِ العِلْميِّ التَّجْريبيِّ والتَّطْبيقيِّ وَاَلْنَظَريِّ وَالَّذِي أَثْبَتَ قُدْرَتَهُ عَلَى تَحْقيقِ إِنْجازاتٍ هائِلَةٍ حَقَّقَتْ لِلْبَشَرِيَّةِ نَقْلَةً حَضاريَّةً نَوْعيَّةً حاسِمَةً . فَمِن الضَّرُورِيِّ أَنْ يَحُثَّنا ذَلِكَ مواصَلَةَ البَحْثِ العِلْميِّ وَتَشْجيعِهِ لِنَسْتَكْمِلَ رِحْلَةَ الإِنْسانِ إِلى عالَمِ المُسْتَقْبَلِ وَلَيْسَ إِلَى غَياهِبِ الْمَاضِي .
يَعودُ إِيمَانُ الإِنْسان بِالْقُوَّةِ اَلْسِحْريَّةِ لِلْعَيْنِ الحاسِدَةِ إِلَّى عُصورٍ قَديمَةٍ . الْإِعْتِقَادُ بِالْحَسَدِ مُتَأَصِّلٌ فِي مِنْطَقَتِنا العَرَبيَّةِ ، جُذورُهُ ضارِبَةٌ فِي فَجْرِ التّاريخِ والزَّمَنِ . فَفِي مِصْرَ الفِرْعَوْنيَّةِ إِشْتِهِرَتْ عَيْنُ حورسَ إِلَهَ الخَيْرِ والْعَدْلِ ، بِأَنَّهَا تَدْرَأُ الحَسَدَ ، وَفِي سومَرٍ كَانُوا يُعَلِّقُونَ التَّمائِمَ عَلَى أَبْوابِ البُيوتِ لِلْغَرَضِ ذاتِهِ وَيَذرُونَ المِلْحُ لِإِعْتَقَادِهِمْ بِقُدْرَتِهِ اَلْسَحْريَّةِ لِلْإِنْتِصَارِ عَلَى ضَرْبَةِ العَيْنِ . وَمَا زَالَ مِثْلُنا الشَّعْبيُّ يَتَوارَثُ نَقْل هَذَا المُعْتَقَدِ " المِلْحُ الفاسِدِ فِي عَيْنِ الحاسِدِ " ، كَمَا نَجْتَرُ اَيْضًا ، عِبارَةُ " عَيْنُ الحَسودِ فِيهَا عَودٌ " ظَنًّا أَنَّ فِي ذَلِكَ وَقَايَتَنَا مِنْ العَيْنِ القاتِلَةِ أَيْ المُعْتَقَدِ أَنَّ " العَيْنَ بتَفَلُّقِ الصَّخْرِ " وَخَاصَّةً العُيونَ الزَّرْقاءَ المُتَوارَثَةَ فِكْرَتْها مِنْ الْآشُورِيينَ . وَقَدْ تَوارَثَ العالَمُ مِنْ بابِلَ وَمِصْرَ الفِرْعَوْنيَّةِ تَعْويذَةً " خَمْسَةً بِعَيْنيك " كَوَسِيلَةٍ لِتَفَادِي خُرافَةِ قوَّةِ حَسَدِ العَيْنِ الفَتَّاكَةِ . وَمَا زَالَتْ فِئاتٌ كَثيرَةٌ فِي مُجْتَمَعِنا تُؤَكِّدُ ذَلِكَ بِقَوْلِهَا ، تَلَتْ إِللِي فِي القَبْرِ مِنْ العَيْنِ . . وَعَيْنَهُ بِتَرْمي الِطَيْرِ الطايِرِ ، وَأَنْ نُرَدِّد كَالْبِبْغَاءِ " مُعاوَنَةُ مَا بَتْعِينُونَا وَبِاَلْعَيْنِ بِتْصِيبُونَا " . إِنَّ تَعْويذَةَ " خَمْسَةٌ فِي عَيْنِكَ " ( خَمْسَةٌ وخَميسَةٌ ) يَرْجِعُ إِسْتِخْدَامُهَا المُبَكِّرُ إِلَى بِلادِ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ فِي العُصورِ القَديمَةِ . حَيْثُ عُثِرَ فِي الحَفْرِيَّاتِ الأَثَريَّةِ عَلَى تَّمائِمَ لِلِّالهَةِ إِنّانا إِلَهَةُ الحُبِّ والْحَرْبِ فِي سومَرٍ ،بِشَكْلٍ يَدٍ يُمْنَى مَفْتوحَةً وَالَّتِي آمَنُوا أَنَّهَا التَّجْسِيدُ لِقوَّةِ هَذَا الإِلَهِ لِلْوِقَايَةِ مِنْ العَيْنِ الحاسِدَةِ . وَتَنَاقَلَتْ هَذَا المَوْروثُ الدّيانَةَ الفِنيقيَّةَ بِتَمائم يَدِ إِلَهَةِ القَمَرِ " تاْنيتْ " (إِلَهَةُ الحُبِّ وَاَلْخُصوبَةِ وَإِلَهَةُ الحَرْبِ والْقوَّةِ فِي قرْطاجَنَّةَ. ).وَيُؤَكِّدُ العُثورُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ 2000 لَوَّحَ مَنْقوشٌ عَلَيْها نُصوصُ تَّمائِمُ تَتَضَرَّعُ " لتاْنيتٍ " لِلْحِمَايَةِ مِنْ العَيْنِ الحاسِدَةِ وَاَلْشِرّيرَةِ عَلَى سِعَةُ إِنْتَشَارِ عِبَاداتِها وإِيمانِهم بِقُدْرَتها لِحِمايَتهم مِن العَيْن الحاسِدَة. وَيُفَسِّرُ بَعّض الباحِثين ، بِأَنَّ الدّافِعَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي التَّوَجُّهِ إِلَيْهَا لَدَى الفَنيقيّينِ قَدْ نَبْعٌ مِنْ إِعْتَقَادِهِمْ الرّاسِخِ بِأَنَّهَا تَمْلِكُ قوَّةً سِحْريَّةً لِإِبْعَادِ تَأْثيرِ قوَى الشَّرِّ وَسوءِ الحَظِّ الكامِنَةِ فِي العَيْنِ ( apotropaic ـ السِحْر الوَاقِي) كَمَا أَنَّهُمْ آمَنُوا بِأَنَّهَا القوَّةُ القادِرَةُ عَلَى قَهْرِ ظاهِرَةِ اَلْعُقْمِ . وَإِنْتَقَلَ هَذَا المُعْتَقَدُ إِلَى الدّيانَةِ اليونانيَّةِ مُتَمَثِّلًا بيَد الآلِهَةِ آفْرُودِيتْ إِلَهَةَ الحُبِّ والْخِصْبِ ، وَفِي رُومَا لِيَد فِينُوسْ إِلَهَةَ الأُمومَةِ . وَتَأَثَّرَتْ بِهَذَا المَوْروثِ مُجْتَمَعاتٌ إِعْتَنِقَتْ التَّوْحيدَ . فَفِي اليَهوديَّةِ نَجِدُ مِنْ يَعْتَبِرُ الكَفَّ هِي الدِّرْعُ الْوَاقِيَ مِنْ شُرورِ وَمَصائِبِ العَيْنِ الحاسِدَةِ ،أِخْتَارُوا رَمْزا لَها كَفِّ مَرْيَم أُخَتْ النَّبيِّ مُوسَى ،بَيْنَمَا الكَنَائِس المَسيحيَّة الشَّرْقيَّةُ ، نَسَبَتُهُ إِلَّى يَدِ مَرْيَمَ العَذْراءِ ، وَفِي الإِسْلامِ نُسِبٌ ـ،بِشَكْلٍ خاصٍّ لَدَى فِئاتٍ مِنْ الشّيعَةِ ـ، لَكَفِّ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ . والْمُثيرُ لِلْإِنْتِبَاهِ بِأَنَّ القاسِمَ المُشْتَرَكَ لِرَمْزيَّةِ الكَفِّ فِي صُفُوفِ كُلِّ المَجْموعاتِ الدّينيَّةِ اَلَّتِي ذَكَرْتُها هوَ تَكرِيس هَذِه الطُقُوس لِحِمَايَةِ الأَطْفالِ والنِّساءِ مِنْ مَآسي صيْبَةِ العَيْنِ الحاسِدَةِ . وَمَا زَالَ البَعْضُ فِي عَصْرِنا يَقومُ بِمُمارَساتٍ غَريبَةٍ عَجيبَةٍ لِوِقايَةِ ابْنَائِهِ مِنْ " ضَرْبَةِ الْعِيْنِ " مِثْلَ تَسْمِيَتِه بِأَسْماءٍ قَبيحَةٍ ، عِنْدَمَا يُنَادِي أَحَدهم إِبنَه " زَبالَةَ " أمامِ النّاسِ ، لِكَيْ لَا تَنالَهُ عُيونُ الحَاسِدِينَ ، وَهُنَاكَ مِنْ يُلبِسُ وَلَدَهُ الصَّغيرُ مَلابِس البَناتِ وَيُطيلُ شَعْرَهُ ، خُصُوصًا عِنْدَمَا يَكونُ الوَلَدُ جَمِيلًا ، أَوْ يُهْمِلُ نَظافَتَهُ حَتَّى يَظُنَّ مَنْ يَرَاه بِأَنَّهُ مُتَشَرِّدٌ .
أَضِفْ لِذَلِكَ ، أَنَّ " لِلْعَيْنِ " أَهَمّيَّة، خاصَّة فِي المُعْتَقَدِ الشَّعْبيِّ والثَّقافَةِ الشَّعْبيَّةِ عُمُومًا وَلَيْسَ فِي الحَسَدِ فَقَطْ . فَبَعْض النّاسِ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ صِفاتِ الشَّخْصِ تَتَجَلَّى فِي نَظَراتِ عَيْنَيه : " خَبيثٌ ، ماكَرٌ ، طَيِّبٌ ، هادِئٌ " ، وَبَعْضُ النّاسِ تَجِدُها تَقولُ : " إِنَّ فُلان نَظَراتِهِ مُخيفَةٌ أَوْ ناريَّةً أَوْ نَظْرَةَ عَيْنَهُ بِتَقولَ إِنَّهُ بِيَكْذِبَ " ، وَأَيْضًا إِقْتَرِنَتْ العَيْنَ بِالْجَمَالِ وَالقُبْحِ . إِذَا هُنَاكَ إِيمَانٌ مُتَجَذِّر بِأَنَّ العَيْنَ هِيَ نافِذَةُ الرّوحِ وَأَنَّكَ مَهْما أَخْفَيْتَ ،كَمَنْتَ فِي دَاخِلِكَ فَإِنَّ عَيْنَكَ تَكْشِفُكَ .
يُقَدِّمُ عِلْمُ النَّفْسِ التَّفْسيرَ لِمُعْتَقَدِ قوَّةِ العَيْنِ اَلْسَحْريَّةِ بِرَبْطِهِ بِعَوامِلِ التَّأْثيرِ النَّفْسيِّ والتَّفْكيرِ المُقوْلَبِ . وَهَذَا ،تَفْسيرُهُمْ لِلتَّفَاوُتِ بَيْنَ الافِّرادِ فِي إيمانِهِمْ بصيْبَةِ ،العَيْنِ أَكَّثِرَ مِنْ غَيْرِهم وَتُؤَكِّدُ أبِّحاثُ عِلْمِ النَّفْسِ فِي هَذَا المِضْمَارِ بِأَنَّ السَّبَبَ فِي " تَأَثَُّرِ أَشْخاصٍ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ فِي مَوْضوعِ الحَسَدِ ، يَعُودُ إِلَى ضُعْفٍ فِي الشَّخْصيَّةِ والْإِرادَةِ ، تَقْديرٍ الذَّاتِ ، وَاَلْنَرْجِسيَّةِ وَاَيْضًا لِتَأْثيراتِ البيئَةِ الَّتِى تَرَّبُوا ،تَجَتْمَعوا فِيهَا " . كَمَا أَثْبتَتْ دِراساتٌ فِي عِلْمِ النَّفْسِ التَّرْبَويِّ وايضا اَلْسَرِيري ، أَنَّهُ غَيْرِ سَّليمِ لِلصِحة النَفّسِية أَنْ يَعيشَ الإِنْسانُ حالَةَ الخَوْفِ المُزْمِن مِنْ الحَسَدِ ، لِأَنَّهَا قَدْ تَتَحَوَّلُ إِلَى حالَةٍ مِنْ الوَسْواسِ القَهْريِّ ، بِحَيْثُ يَشْعُرُ هَذَا بِأَنَّ أَيَّ مَوْقِف ، أَوْ أَيِّ سُلوكٍ ، أَوْ تَصَرُّفٍ ، أَوْ فِعْلٍ مِنْ الآخَرِ، مَصْدَرُهُ دَوافِعُ حَسَدِهِم وَكَراهيَتُهُمْ لَهُ ، لِيُقَرِّرَ عَدَمَ التَّواصُلِ الْإِجْتِمَاعِيِّ ، وَفُقْدانَ ثِقِتِه بِهِمْ .
وَيُصَنِّفُ عُلَماءُ النَّفْسِ الحَسَدَ إِلَى نَوعِينِ ، الأَوَّلُ إيجابيٌّ وَفِيه يَسْعَى المَرْءُ إِلَى أَنْ يَجْتَهِدَ وَيُحاكي الشَّخْصَ اَلَّذِي يَحْسدهُ مِنْ أَجْلِ الوُصولِ إِلَى مَا وَصَلَ إِلَيْهُ المَحْسودُ ، وَالثَّانِي النَّوْعُ السَّلْبيُّ ، حَيْثُ يَرْغَبُ وَيُخَطِّطُ فِيه الحاسِدُ لَزِجَ المَحْسودِ فِي دائِرَةٍ سِحْريَّةٍ مُفَرَّغَةٍ مِنْ اَلتَّدْميرِ . وَلِهَذَا لَيْسَ بِغَرِيبٍ أَنْ تَكونَ العَيْنُ فِي مَنْظورِهِمْ وَتَصَوُّرِهِمْ ، هِيَ مَرْكَزُ الحَسَدِ ،اَلْشَرارَةِ اَلَّتِي تَنْطَلِقُ مِنْهَا مَوْجاتُ الشَّرِّ نَحْوَ المَحْسودِ . وَلَقَدْ أَكَّدَ التَّحْليلُ لِشَخْصيَّةِ الحاسِدِ بِأَنَّ الحَسَدَ لَا يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى المَحْسودِ ، إِنَّمَا عَلَى الحاسِدِ لِأَنَّهُ يُزَجُّ نَفْسَهُ فِي اوِّهامِ آتُونِ الحِقْدِ والضَّغينَةِ . فَنَجِدُهُ ظَاهِرِيًّا يَتَصَرَّفُ بِمُتْعَة السّاديَّةُ بإيقاعِ الأَلَمِ عَلَى الآخَرِينَ ،سَواءٌ كَانَ لَفْظِيًّا أَوْ جَسَدِيًّا ،إِلَّا أَنْ تَصَرُّفَاتِهِ مَا هِيَ إِلَّا إِنْعَكَاسُ وتَعْبير حَقيقيٌّ لِمُعاناتِهِ غَيْر الوَاعِيَة بِفِعْلِ جُروحٍ نَفْسيَّةٍ لِطُفولَةٍ مُهَمَّشَةٍ . وَإِذَا سَلَّمْنَا جَدَلًا بِأَنَّ لِلْعَيْنِ الحاسِدَةِ القُدْرَةَ عَلَى إِلْحاقِ الضَّرَرِ بِشَخْصٍ مُعَيَن ، فَهِيَ لَا تُؤْذي إِلَّا صاحِبها ، لِأَنَّهَا تَوَرُّطُهُ فِي غَياهِبِ حَسَدٍ وَحِقْدٍ دَفينٍ وَالَّذي هُو فِي الواقِعِ بِمَثَابِة تَمْويهٌ وَإنْكَارٌ ،إِزاحَةٌ لِأنَانِيتِهِ وَعَقْدِهِ النَّفْسيَّةِ النَاجِمة عن أَزْمَة فِي مَرَاحِل نُمًوه وَتَطَوره. وَعَلَيْهُ فَاَلْحَسَدُ السَّلْبيُّ هوَ مَواقِدُ الشَّرِّ وَالأَذَى لِلْحَاسِدِ لِأَنَّهُ يَموتُ نَفْسِيًّا كُلَّ يَوْمٍ ، لِأَنَّ حِقْدَهُ يُهَشِّمُهُ ، فَيَتْرُكُ تَأْثِيرًا سَلْبِيًّا عَلَى صِحَّتِهِ النَّفْسيَّةِ بِفِعْلِ تَعامُلِهِ اَلْمُنْحَرِفِ مَعَ الآخَر مِمَّا يَدْفَعُهُمْ لِلْإِبْتِعَادِ عَنْهُ.
الْمُذْهِلُ إِسْتَمْرَار تَرَسُّخ المُعْتَقَدِ بِأَنَّ العَيْنَ مَصْدَرَ قوَّةِ شَرٍّ وَسَتَبْقَى كَذَلِكَ . إِنَّ الرَّبْطَ بَيْنَ العَيْنِ والْحَسَدِ يَعودُ لِعُصورٍ غابِرَةٍ كَانَ عَقْلُ وَوَعْيُ الاُّنسانِ عَاجِزًا عَنْ التَّفْسيرِ المَنْطِقِيِّ لِما يُصيبُهُ مِنْ شُرورٍ وَكَوَسيلَةٍ دِفاعيَّةٍ وعِلَاجِية يَقومُ بِرَبْطِها بِالْعَيْنِ . رَغْمَ التَّقَدُّمِ العِلْميِّ فِي كافَّةِ المَجَالَاتِ وَالَّتِي مِنْ إِثْباتاتِها القاطِعَةِ ، أَنَّ العَيْنَ بَريئَةٌ مِنْ الحَسَدِ ، فمَا زَالَ يُؤْمِنُ الكَثير مِنَّا بِكُلِّ جَوارِحِهِ بِأَنَّ العَيْنَ الحاسِدَةَ هِيَ مَصْدَرُ الكَثيرِ مِنْ الشُّرُورِ اَلَّتِي تُصيبُنا . هَذِهِ المُمارَساتُ وَغَيْرُها ، كَانَ لَهَا مَا يُبَرِّرُهَا فِي مُجْتَمَعَاتِنَا قَبْلَ قَرْنٍ ، وَخَاصَّةً بِمَا يَتَعَلَّقُ بِالْأَطْفَالِ كَوْنَهُمْ كَانُوا يَمُوتُونَ بِكَثْرَةٍ ، لِعَدَمِ تَوَفُّرِ الخِدْمَاتِ الطِّبّيَّةِ والدَّواءِ ، والْوِقايَةِ الصِّحّيَّةِ ، فَدَفْعُهُمْ هَذَا الواقِعُ المَأْساويُّ لِلْإِعْتِقَادِ الرّاسِخِ بِأَنَّ مَرَضَ الطِّفْلِ وَمَوْتَهُ سَبَبتهُ العَيْنُ الحاسِدَةُ . وَاَلْمُؤْسِفُ أَنَّنَا مَا زِلْنَا فِي عَصْرِنا نَسْمَعُ الكَثيرَ مِنْ الأُمَّهاتِ تُرَدِّدْ بِغَضَبٍ وَحَسْرَةٍ ، وَهُنَّ تَحْمِلْنَ على الأَطْفالَ المَرْضَى إِلَى الطَّبيبِ " مَسْكِين لَقَدْ حَسْدُوهُ . . بِالْأَمْسِ لَمْ يَكُنْ بِهِ أَي شَيْئ " . إِنَّ الْإِيمَانَ بِطَرْقِةِ عَيْنٍ ، فِي عَصْرِنا ، لِتَّفْسيرِ إِفْلاسِ فُلانٍ ، أَوْ مَوْتِ طِفْلِ اَلْخ ، هوَ هُراءٌ وَأَسْطَرَةٌ ، لِاَنَهُ لَوْ صَحَّ إِعْتَقَادُهُمْ هَذَا ، سَتَتَسَابق الدّوَل والْأَفْرادِ لِتَوْظِيفِ أَصْحابِ العُيونِ الحاسِدَةِ بِرَواتِبَ مُرْتَفِعَةٍ ، لِلْإِسْتِفَادَةِ مِنْهَا فِي ضَرْبِ إِقْتِصَادِ الدّوَلِ المُعاديَةِ ، أَوْ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ أَشْخاصٍ أَوْ دُوَلِ تَضايُقِها . واذًا سَلَّمْنَا جَدَلًا بِعقيدَتِهم هَذَا فَمَن حَقِّنا أَنْ نَسْأَلَهُمْ هَلْ " الأَعْمَى فِي تَصَوُّرِهِمْ مُسْتَثْنًى مِنْ مُعْتَقَد وآفَة ضَرْبِة العَيْنِ ؟ وَسَيَرُدّونَ نَعَمْ ، لِأَنَّهُمْ مُصَابُونَ بِعَمًى عَقْلِي مُزْمِن وآسِن حَتَّى الثِّمالَةِ .
لَقَدْ أَثْبَتَتْ التَّجارِبُ والْأَبْحاثُ العِلْميَّةُ أَنَّ كُلَّ الفَرْضِيَّاتِ اَلَّتِي تَوارَثْناها هِيَ مُفْتَرَضٌ يَقُوم بِتَفْسيرِ ظاهِرَةٍ تَناسَبَتْ مَعَ إِمْكانيّاتِ المَعْرِفَةِ والتَّفْسيرِ المُتَوَفِّرَةِ فِي عَصْرِها ، اِيْ أَنَّهَا لَيْسَتْ سِوَى تَوْضيحٍ مُفْتَرَضٍ لِظاهِرَةٍ مُعَيَّنَةٍ ، وَلَيْسَتْ نَظَريَّةً ، لَانَ النَّظَريَّةِ هِيَ الأَساسُ لِتَفْسِيرِ ظاهِرَةٍ مُعَيَّنَةٍ ، تَكُون مَدْعومَةً بِِتَجَارِبَ وَحَقائِقَ عِلْميَّةٍ تُؤَكِّدُ صِدْقَها وَفَعاليَتَها . فَالْإِيمَانُ بِقوَّةٍ وَتَأْثيرُ السِّحْرِ هِيَ ظاهِرَةٌ نَجِدُهَا بِدَرَجَاتٍ مُتَفاوِتَةٍ فِي جَميعِ الثَّقَافَاتِ . كَانَتْ وَلَا تَزَالُ تُؤَثِّرُ عَلَى البَشَرِ . . إِنَّهَا وَسيلَةٌ تَعودُ جُذورُها كَمَا تَقَدَّمُ إِلى فَجْرَ الإِنْسانيَّةِ حَيْثُ دوَاجَهَ الإِنْسانُ جَبَروتَ الطَّبيعَةِ وَلَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ المَعْرِفَةَ لِفَهْمِ وَعِلاجِ مُسَبِّباتِها ، فَقَامَ مُعْتَقَدُ " ضَرْبَةِ عَيْنٍ " فِي حِينِهِ ، بِوَظيفَةٍ لِلتَّأَقْلُمِ والتَّوازُنِ ، لِمُوَاجَهَةِ مَصائِبِهِ وامِّراضِهِ وَأَزَماتِهِ . وَبِرَأْيِ الفَيْلَسوفِ كارْلْ بُِوبرْ أَنَّهُ قَدْ أَصْبَحْنا فِي عَصْرِنا نَمْلِكُ القُدْرَة لِوَضْعِ الحُدودِ الواضِحَةِ بَيْنَ العِلْمِ والْخُرافَةِ لِأَنّه مِنْ المُسْتَحيلِ إِثْباتُ الْخُرافَة بِِلُغَةِ العَقْلِ . اِيْ النَّظَريّاتِ المُعْتَرَفُ بِهَا هِيَ اَلَّتِي أَثْبَتَتْ التَّجارِبَ والْأَبْحاثُ العِلْميَّةُ صِحَّتها وهَذا هُو المِعْيار الَذِي سَيوَفِّرُ لَنَا إِمْكانيّاتُ التَّمْييزِ بَيْنَ العِلْمِ والْخُرافَةِ . إِلَّا أَنَّنَا رَغْمَ الثَّوْرَةِ العِلْميَّةِ والتِّقْنيَّةِ فِي كافَّةِ المَجَالَاتِ ، لَمْ يَتَمَكَّنْ كَثِيرُونَ الصُّمودَ أَمَامَ الأَزَمَاتِ والْمِحَنِ اَلَّتِي يَتَعَرَّضُونَ لَهَا ، يصُورُونَ لِأَنْفُسِهِمْ أنّ الأَسْبابِ لِذَلِكَ بِفِعْلِ صيْبَةِ عَيْنٍ ، فَيَتوجَهُون إِلَى دَّجّالِ مُعَلِّلِينَ أَنْفُسِهمْ بِقُدْرَتِهِ بإِنْقاذهِمْ مِنْهَا
بِرَأْيِي مِنْ الخَطَلِ وَاَلْغَباءِ وَالعَمَى أَنْ نُحَمِّلَ العَيْن وَنَنْسِبَ لَهَا مِنْ القوَّةِ والتَّأْثيرِ مَا يَتَنَافَى بِشَكْلٍ قاطِعٍ مَعَ فسيولوجيتِها وَوَظائِفِها . إِنَّ كُلَّ مِنْ يُؤْمِنُ بِذَلِكَ وَيَتْرُكُ العنانَ لِنَفْسِهِ ،فَيَتَوَجه إِلى دَّجّالٍ لِيَشْفيه ، فَهَذَا الدَّليلُ الجازِمُ اَنْهُ جَسَدِيًّا ابْن هَذَا القَرْنِ ، إِلَّا أَنَّهُ مَا زَالَ بِعَقْليَّةِ الإِنْسانِ النِيَانْدِرْتَالِي فِي فَجَّرِ تاريخِهِ .
تَصَوَّرُوا أَيّ عُقولَ مُضَلَّلَةٍ وَسَخيفَةٍ تِلْكَ اَلَّتِي تَتَوَجَّهُ إِلَّى ؟دَّجّالٍ لِلعِلَاجِ مِنْ صيبَةِ العَيْنِ بِخَمْسَةِ تمائم والطَمْسِة، طَلاسِمَ وَبَخورٌ وَغَيْرِها مِنْ الطُّقوسِ اَلْسَحْريَّةِ . يَا لِهَشَاشة وضَحَالَة وَخَواء هَذَا التَّفْكيرِ لِأَنَّ كُلَّ مَا لَا يُمْكِنُ إِثْباتُهُ بِشَكْل تَجْرِيبي( emperic )مِخْبَري وَطِبٍّ سَّريرٍّي فَهُوَ مَرْفُوضٌ جُمْلَةٌ وَتَفْصِيلًا.

إِنَّ كُلَّ مِنْ يُؤْمِنُ بصيْبَةِ العَيْنِ يَنْفِي حَقيقَةً ،بَيولوجيَّةً وَفِسْيولوجيَّةً مِنْ ناحيَةٍ ، وَيَقُومُ بِعَمَليَّةِ إِسْتِمْرَارِ تَوارَثِ الجَهْلِ ،والْخُرافَةِ والسِّحْرِ مِنْ ناحيَةٍ اخْرَى . المُحْزِنُ اَلْمَأْساويُّ بِأَنَّ ضَرْبَةَ العَيْنِ تَسَلَّطَتْ عَلَى عُقولِ القُدَماءِ وَمَا زَالَتْ تُسَيْطِرُ عَلَى عُقولِ المُعَاصِرِينَ ،لَدَى كَثِيرِينَ مِنْ شُعوبِ المَعْمُورَةِ وَيَتَناسَبُ ذَلِك بِشَكْلٍ طرَّديٍّ ،مَعَ دَرَجَةِ التَخَلُّفِ . وَلَكِنْ لَا يَجُوزُ لَنَا اَنْ نَلومُ القُدَماءَ لِإيمانِهِمْ بِمُعْتَقَدِ صيْبَةِ العَيْنِ ، لِأَنَّ حُدودَ تَفْسيراتِهِمْ العِلْميَّةِ لِلظَّوَاهِرِ كَانَتْ شِبْهَ مَعْدومَةٍ ، وَلَكِنَّ المُؤْلِمَ أَنْ نَسْتَمِرُّ اليَوْمَ بِالتَّمَسُّكِ الفَتَاك الأَعْمَى بِهَا .
إِنَّ وَعْيَنا وَإِدْراكَنا لِإِنْجازاتِ عُلومِ الطِّبِّ ، يُطالِبُنا بِالتَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ الشَّوائِبِ والْبِدَعِ اَلْمَدْسوسَةِ اَلْمُتوارثة مِنْ عُصورِ إِنْعِدَامِ الإِمْكانيّاتِ لِتَحْلِيلِ المُسَبِّباتِ الحَقيقيَّةِ لِلأَمْراضِ والأَزَمَاتِ ،لِتَأسيس تَوَجَّهْنَا واِسلوبنا لِتَفْسِيرِ كُلِّ مَا يَحْصُلُ لَنَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍ وِفْق ضَوابِطَ وَمَنْهَجيَّةٍ عِلْميَّةٍ لِنَتَمَكَّنَ مِنْ إِتْقَاءِ رَدِّ مصِيبَتنَا لِلسِّحْرِ ( وَهُنَا صيْبَةُ العَيْنِ ) ، وَالَّذِي يُؤَدّي إِلَّى مَسْخِ العَقْلِ وَمُنْجَزاتِ العِلْمِ وَمَنْطِقِ العَصْرِ . نَحْنُ مُطَالَبُونَ بِالإعْتِصَامِ لِعُقولِنا وَتَفْعِيلِهَا مُسْتَمَدّينِ مَنْطِقِنا وَالتَحْليلِ بِأَنْ تَقَدُمَ الطِّبُّ وَإِرْتِفَاعَ مُسْتَوَى المَعِيشَةِ ، والتَّغَلُّبُ عَلَى كَوارِثِ الأَوْبِئَةِ ، نَجَمَ عَنْهُ الهُبوطُ الِمَوْتِ إلى نِسْبَ ضَئيلَةٍ جِدًّا مِنْ الأَطْفالِ ، فِي الدّوَلِ اَلَّتِي توَفِّرُ خِدْماتٍ طِبّيَّةً واقيَةً ،وَإرْتِفاعُ مُتَوَسِّطِ عُمْرِ الإِنْسانِ . وَلِنَسْأَلَ أَنْفُسَنا عَلَى ضَوْئِهَا ، إِذَا كَانَتْ صيبَةُ العَيْنِ والْحَسَدُ هِيَ التَّفْسيرُ لِأَمْراضٍ وَلِمَوْتِ الاطِّفالِ وَغَيْرِها مِنْ النَّكَساتِ فَكَيْفَ تَمَكَّنَ تَطَوُّرُ العِلْمِ والطِّبِّ مِنْ هَزيمَتِها ؟ وَأَخِيرًا مَتَى سَيُصْبِحُ هَذَا التُّراثُ السَّلْبيُّ حِكايَةً شَعْبيَّةً أُسْطوريَّةً نَتَعامَلُ مَعَهَا بِتَوَجُّهٍ جَدَليٍّ وَثيقِ الصِّلَةِ بِظُروفِهِ السِّيَاقِيَّةِ ، لِيُصْبِحَ مَوْقِفًا إِيجَابِيًّا وَبِناءً مِنْ حَرَكَة الواقِعِ ،المُتَغْير بِاستمرَار.



#الياس_خليل_نصرالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَأْصيلُ عِبارَتَي اَلْدحَيِّ وَاَلْدحْيَةِ
- التَّلاقُحُ بَيْنَ اللُّغَاتِ
- مرحلة الاتزان
- مرحلة الرزانة
- طقوس وعادات من عَبَقِ الماضي السحيق، ما زلنا نمارسها!
- قراءة في كتاب وليد الفاهوم* -دراسات في الدين والدنيا والإسلا ...
- آراء المؤرخين في نشأة المعتزلة، تّسميتها ومواقفها!
- أسطورة نفرتيتي بين الواقع والخلود
- التخمة بين القمة والقاع في الدولة العباسية
- الولوج الى العتبات الحياتية في قواني امورابي (حمورابي)
- المثقف وأوتاد الثقافة المنفتحة
- نظرة عصرية في ادب ابن العميد
- الحصانة البرلمانية بين الانتهازية والمساواة
- لمحة عن صراع عبدالله اوچلان والنظام الاوردوغاني
- الطب الشعبي في الميزان تعريف الطب الشعبي - التقليدي
- محيي الدين بن عربي، فيلسوفًا ومتصوّفًا!
- بول فيريري وفلسفة التعليم – خلاصات تهمّ مجتمعنا الياس خليل ن ...
- لا إمام سوى العقل!
- موقف الفيلسوف ابن الراوندي من الموت
- الانتهازية الطائفيّة والحمائليّة في الميزان! الياس خليل نصرا ...


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس خليل نصرالله - رُهابُ (فوبيا) العَيْنِ والْحَسَدِ – تَغْليبُ الخُرَافَاتِ عَلَى العَقْلِ