أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - -هامنت- الرواية التي جسّدت سيرة حياة ابن شكسبير















المزيد.....

-هامنت- الرواية التي جسّدت سيرة حياة ابن شكسبير


هويدا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 18:22
المحور: الادب والفن
    


"هامنت" الرواية التي جسّدت سيرة حياة ابن شكسبير
مات "هامنت" الحقيقي منذ قرون، لكن هذه الرواية خالدة
هيلر ماكلباين
ترجمة:د.هويدا صالح
العنوان الأصلي للمقال
The Real Hamnet Died Centuries Ago, But This Novel Is Timeless by Heler Mcalpin

منذ عشرين عاما مضت، حين نشرت روايتها الأولى"بعد رحيلك" وقد جذبت الروائية الأيرلندية ماجي أوفاريل القراء بعالم سردي متخيل ومتشابك بشكل معقد،عالم يصور نساء متمردات يناضلن في الحياة، دون معرفة إلى أين تسير بهن هذه الحياة التي يمكن ألا تساوي عشرة سنتات.
كتاب أوفاريل الأخير كان بعنوان" أنا،أنا،أنا سبع عشرة فرشاة، الرقم الأول لالتقاط الأنفاس" والذي صدر عام 2018، كان سردا واقعيا لحياتها المدهشة والتي لا يمكن التنبؤ بها، تمّ انتقاء سردياته من خلال 17 تجربة درامية مرت بحياتها.
مع روايتها الثامنة، تحولت أوفاريل ببراعة إلى التخييل التاريخي لمواجهة أسوأ كابوس لأحد الوالدين: موت طفل غير مصير أسرته وجعل الحزن والألم يسكنهما إلى الأبد.
تقع أحداث الرواية في ستراتفورد، إنجلترا، في أواخر القرن السادس عشر، حيث تتخيل التداعيات العاطفية والمحلية والفنية بعد أن فقد الكاتب المسرحي الأكثر شهرة في العالم،شكسبير(على الرغم من عدم ذكر اسمه) وزوجته ابنهما هامنت البالغ من العمر 11 عامًا. لقد مات هامنت من الطاعون الأسود عام 1596. بعد أربع سنوات، نقل والد الصبي حزنه إلى تحفته - التي تحمل عنوانا مختلفا ومغايرا (هاملت)- حيث يموت الأب ويعيش الابن للانتقام له من عمه الذي خانه.
نادرًا ما تكون روايات أوفاريل مرتبة ترتيبًا زمنيًا بشكل مباشر، ولا يسير الزمن فيها بشكل خطي. في "هامنت" ، تتنقل بين زمنين سرديين، الأول يبدأ في اليوم الذي أصاب فيه الطاعون أخت "هامنت" التوأم جوديث، والآخر تعود فيه الكاتبة إلى بداية علاقة والديهما العاطفية قبل حوالي 15 عامًا، حيث وقع الكاتب المسرحي الشاب في حب فتاة معالجة روحية.
في هذا الرواية،نقرأ شخصية المرأة التي تُدعى آن هاثاواي أغنيس، وتُنطق آن-ييس، إنها شخصية رائعة،ومتحررة ومعالجة روحية، مثل والدتها الراحلة، تعيش معظم الوقت في المنزل في الغابة. لكنها أيضًا تشبه سندريلا في منزل زوجة أبيها الشرير، كما أن الكاتب المسرحي المستقبلي - الذي كان لا يزال في سن المراهقة، أُجبِر على العمل كمدرس لا تيني ليسدد ديون والده الضال، وقد كان هذا العمل يمثل مستقبلا غير مضمون للمراهق الشاب.
يجمع هذين الشخصين هم واحد، حيث تمت الإساءة إليهما من قبل المجتمع، يكتشفان وجود شيء مشترك يجمع بينهما، يجدان كيمياء واضحة تقربهما، وحين ينالا القبلة الأولى، يندفعا إلى ممارسة للحب شغوفة ومثيرة لدرجة أنها تهز التفاح المخزن في سقيفة التخزين وتقلبه.
هذه الكتابة كان من الممكن أن تكون ثقيلة على المتلقي وهي تصور ممارسة الجنس بشكل ساخر لو لم تكن مكتوبة في سرد ممتع. إن رواية"هامنت" من بين أمور أخرى، تصور قصة حب ينتج عنها زواج تمَّ اختباره بشدة.
وهامنت، صبي ذكي، ولكن يسهل تشتيت انتباهه، حيث يسعى بشدة للحصول على المساعدة لأخته التوأم التي أصيبت بالطاعون فجأة. شعر بالذعر حين تفقَّد شقة عائلته الصغيرة في الطابق العلوي والسفلي ومنزل أجداده المجاور، ولم يجد والدته وجدته وعمته وأخته الكبرى في أي مكان. والده سافر إلى لندن لتقديم مسرحياته. لم يجد في المنزل أحدا سوى جده سريع الغضب، والذي حذرته والدته من الاقتراب منه. كان الجد جالسا في الصالون يشرب البيرة.
كما في رواياتها السابقة، تبذر الكاتبة في سرديتها تيمة"نذير الشؤم" . أغنيس، التي كانت ترعى نحلها خلال بحث هامنت المحموم عن عائلته، ستندم على غيابها في ذلك اليوم، تقول:"لكل حياة جوهرها، وبؤرتها، ومركزها، الذي منه يتدفق كل شيء، ويعود إليه كل شيء. لحظة غياب الأم: : الولد يبحث عمن يسعف أخته، البيت فارغ، الفناء مهجور، البكاء الذي لم يسمع به ... سوف يكمن كل ذلك داخلها لبقية حياتها".
تلتقط الكاتبة في"هامنت" بوضوح شديد التغير المستمر للحياة في مراحلها التي لا تعد ولا تحصى- من آلام الولادة التي لا مفر منها إلى الحزن الشديد الذي يسببه الفقد. العواطف الحميمة والسرد الغنائي هما ما توقعناه منها، لكن مع هذه الرواية التاريخية اتسعت خبرتها، وأثرت روايتها بالتفاصيل المثيرة للعاطفة في المشاهد السردية، من وصف للروائح والكدح اليومي الذي لا هوادة فيه لمن يتورط في إدارة منزل في إنجلترا الإليزابيثية، حيث تنتبه والدة الفتيات لو نقص من الغسيل ولو عدد قليل من مناشف الدورة الشهرية التي يستخدمنها.
ومع رحلة السرد، وفي منتصف الطريق تقريبًا، هناك مقطع رائع من 10 صفحات تتبع فيه أوفاريل كيف وصل الطاعون إلى أطفال آغنس، وفي تعاقب السرد نتعرف على ما أحدثه الطاعون، وهو ما يثير القارئ، وخاصة في ظل جائحة Covid-19 العالمي الحالي.
كتب O Farrell أنه "من أجل وصول الوباء إلى مدينة وارويكشاير، إنجلترا، في صيف عام 1596 ، يجب أن يحدث حدثان في حياة شخصين منفصلين، ومن ثم يحتاج هذان الشخصان إلى الالتقاء." الالتقاء يتم عن غير قصد، فنجد صانع زجاج رئيسي في مورانو، في لحظة من الغفلة يحرق يديه أثناء نفخ الخرز الزجاجي، وصبي مقصورة على متن سفينة تجارية، يُفتَن بقرد إفريقي في الإسكندرية، ويلتقط برغوثًا مصابًا بالعدوى، يقفز في منديل رقبته الأحمر.
ترسم أوفاريل مسار البراغيث وذريتها المميتة بإصرار مطاردي فيروس الطب الشرعي، من خلال القطط، والجرذان، ورجال البحرية، والضباط، وصانعي الزجاج، وفي صناديق الخرز الزجاجي، والتي يصادف أن تفرغ إحداها جوديث شقيقة هامنت بحماسة عندما تذهب إلى خياطة ستراتفورد التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر للحصول على ثوب فاخر.
غير مدركة لمصدر مرض أطفالها، تُترَك المسكينة أغنيس تُعاني من العواقب. تكتب أوفاريل "هناك جزء منها يرغب في إنهاء الوقت، بجمعه مثل الغزل. إنها ترغب في تدوير العجلة للخلف، وإلغاء عقدة موت هامنت." لكنها تدرك بالطبع،"لن يكون هناك عودة. لا التراجع عما تم وضعه لهم. لقد ذهب الصبي وسيغادر الزوج وستبقى وحيدة مع الخناير، تطعمها كل يوم، إنه الجري باتجاه واحد فقط."
على الرغم من مرور أكثر من 400 عام على وفاة هامنت بن شكسبير، إلا أن القصة التي تنسجها أوفاريل في هذه الرواية المؤثرة خالدة ومناسبة لكل عصر.
هذه الرواية تدور حول تحويل الحياة إلى فن – إنها تخييل سردي لأوفاريل حول كيف أن موت هامنت قد يكون سببًا في خلق واحدة من أعظم مسرحيات والده شهرة(هاملت).
يُذكر أن هذه الرواية قد وصلت للقائمة القصيرة التي تعدها مجلة الجارديان تحت عنوان" Not The Booker 2020"، كما حصلت على جائزة، كما تصدرت القائمة القصيرة لجائزة المرأة للإبداع 2020.
نشر المقال في موقع NPR بتاريخ 21 يوليو 2020
https://www.npr.org/2020/07/21/893184307/the-real-hamnet-died-centuries-ago-but-this-novel-is-timeless



#هويدا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يحول الإرهابيون الرأي إلى رصاصة تغتالنا!
- عبد الناصر الحي الباقي في قلوب الشعوب
- متى يتوقف المصريون عن لوم عبد الناصر على معاناتهم؟!
- فاز محمد صلاح وأخفقنا نحن!
- يوميات امرأة في ميدان التحرير
- في كراهية خطابات الصهاينة العرب ..يوسف زيدان وخطاب مغازلة ال ...
- الخطاب الغلافي في رواية العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء لل ...
- انتظار الذي لا يأتي في رواية سعيدة هانم ويوم غد من السنة الم ...
- ملتقى الشباب في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثامنة ...
- جسد ضيق أم روح متمردة لهويدا صالح ..قراءة د. سيد نجم
- رواية جسد ضيق لهويدا صالح ..مقال لممدوح النابي
- ممرات الفقد: فتنة الجسد وبلاغته ، مقال الناقد السوداني زهير ...
- جماليات العرض في باليه فتاة متحررة وباليه جيزيل ..قراءة مقار ...
- رواية جسد ضيق وكشف المسكوت عنه في حياة الراهبات مقال دكتور ...
- مقال الناقد سيد الوكيل عن رواية جسد ضيق
- الشغف المصري في كتاب فرغلي عبد الحفيظ
- التحيّزات الثقافية والحضارية وأثرها على العمران والمدينة الع ...
- جهود فاطمة المرنيسي في مساءلة التراث العربي .
- التفاعلات النصية في ديوان -بياض الأزمنة - لعلي الدميني
- اشتغال الأدب الشعبي في -حكايات شاي الضحى -


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - -هامنت- الرواية التي جسّدت سيرة حياة ابن شكسبير