أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - جهود فاطمة المرنيسي في مساءلة التراث العربي .














المزيد.....

جهود فاطمة المرنيسي في مساءلة التراث العربي .


هويدا صالح
روائية ومترجمة وأكاديمية مصرية

(Howaida Saleh)


الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 21:38
المحور: الادب والفن
    



قامت فاطمة المرنيسي بجهد كبير ومحترم في مساءلة النسق الثقافي العربي الذي يحكم وعي المرأة العربية، كما قامت بمساءلة التراث عن طريق استخدام الطرح الأيديولوجي في تحليل تاريخي للنص التراثي، فقد اكتشفت المرنيسي أن وضع المرأة العربية مشدود الى ربقة الماضوية التي تحكم وعيها وتستعبدها ، بل وتحولها إلى جارية في خدمة الرجل. وقد اجترحت المرنيسي مناطق من التراث كانت تابوهات يحرم على الباحثين الاقتراب منها، فقد بحثت في وضعية المرأة بين المقدس والمدنس، بل وغامرت بالاقتراب من منطقة شائكة هي علاقة المرأة بما هو سياسي في الإسلام في كتابها الأشهر " الحريم السياسي"، وتبصرت في أسباب تهميش المرأة وإقصائها في الثقافة العربية وأنه لا يعود إلى الإسلام كنص ديني، بل يعود إلى الإسلام السياسي التاريخي والذي هو عبارة عن تراكمات لمعارف وخبرات إسلامية وغير إسلامية تمتد إلى العصر الجاهلي وصولا إلى عصرنا الحاضر.
وتنطلق المرنيسي في دفاعها عن راهن المرأة العربية بإعادته إلى المقولات الثقافية التراثية التيي تحكم هذا الراهن من خلفية فكرية واجتماعية حداثية مطبقة مشروعها ودراساتها في تاريخ المجتمعات الإسلامية، ومفيدة أيضاً من المنهجيات الغربية ومستوعبة هذه الدراسات النزعات والمناهج الفكرية التي نظرت في الفكر النسوي، أو دراسات المرأة وخاصة المنهجيات المادية الجدلية والراديكالية والتي لا تعني فقط مجرد إحداث تغيير ما، بل وأيضاً ضبط هذا التغيير والتحكم فيه؛ لتدفع حركة التاريخ إلى الأمام.
إنها تحاكم ذلك التراث الذي كرس دونية المرأة، وترى المرنيسي أن هذه الدونية ليست من الإسلام، بل إنها من الفرق في التطبيق بين الإسلام الديني والإسلام السياسي، وهو ما أشارت إليه فاطمة المرنيسي عندما تحدثت عن كون المرأة منتمية إلى الحريم، إلى فضاء الداخل، وهو مجال السلام إذا ما قورن بالمجال العام، أي مكان الحرب، فالمرأة السياسية تختفي وراء حضور رجل لتمارس قوتها وإبداعها في الخفاء
تجرأت في هذا السياق على أن تعيد قراءة بعض الأحاديث التي رأتها معادية للمرأة، قامت بتحليلها لغويا وتاريخيا، وأرجعت الأمر إلى مصالح مجتمع الرجال وأهوائهم ونزعاتهم التي مسها الإسلام عند المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل وكان هذا يعني مسا بامتيازات الرجال تجاه النساء كما جسده التنظيم الجديد للإرث الذي جاء به الإسلام، فمنطق المصلحة كان يتطلب من الرجال أن يعملوا على خنق البعد الإسلامي في المساواة.
إذن المرنيسي حين بحثت في التراث بمنهجية حداثية أرادت منها أن تكشف عن عوار تعامل الفكر الذكوري مع النصوص الدينية أرادت أن تبين تعدد وجهات نظر المؤرخين والمفسرين، وربطت في كل تلك المساجلات الأسباب بالمسببات، وبالسياق التاريخي،بهدف كشف تلك المسافة ما بين الإسلام الروحي والديني في صورة نصوصه النقية التي أعلت من شأن المرأة، وجعلتها على المستوى الإنساني مساوية للرجل، وبين التطبيق السياسي الذي ارتبط بالدولة الإسلامية في عصور ازدهارها سلباً وإيجاباً ابتداءً من العصر الذهبي للفتوحات وحتى عصور الدويلات الضعيفة المستلبة سياسياً.



#هويدا_صالح (هاشتاغ)       Howaida_Saleh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاعلات النصية في ديوان -بياض الأزمنة - لعلي الدميني
- اشتغال الأدب الشعبي في -حكايات شاي الضحى -
- دور المثقف في صناعة المجتمع..قراءة في كتاب -واحد مصري- لوليد ...
- السوسيولجيا السياسية في رواية أوقات للحزن والفرح
- تعرية الثقافة الذكورية في رواية نوافذ زرقاء لابتهال سالم
- الصراع بين الثقافة المحلية والثقافة الوافدة في إيران
- مفهوم مختلف للدين في أعلنوا مولده فوق الجبل
- اللامنتمي يحتج على قسوة البشر
- فن السياسة والأحكام السلطانية في كتاب-دولة الخلافة-
- هشاشة الخطاب الديني في حركات الإسلام السياسي
- عوائق مراجعة المفاهيم في الفكر الإسلامي
- أول محاولة لقلب نظام الحكم في التاريخ العربي
- الحب العذري عند العرب
- مقال د. سيد ضيف الله عن رواية - عشق البنات - لهويدا صالح
- قراءة في رواية ممرات للفقد ..لدكتور عمار علي حسن
- نجيب محفوظ بين السيرة الذاتية والتخييل السردي .. أصداء السير ...
- طرف من سيرة جدتي دولت
- الكرنفالية وتعدد الأصوات في رواية - كلما رأيت بنتًا حلوة أقو ...
- هل قتل النبي كعب بن الأشرف بكلمته؟!
- الخروج: آلهة وملوك.. أم إثبات حق العودة ؟!


المزيد.....




- اللوفر يُغلق أبوابه أمام الزوار اليوم.. ما الذي يحدث داخل ال ...
- مقتل الشاعر أنور فوزات الشاعر في السويداء السورية
- السفير العماني لدى تونس: حريصون على دعم جميع المبادرات التي ...
- الداخلية تتخذ الإجراءات بحق الشاعر علي نعيم بعد تجاوزه على ر ...
- 16 رواية تترشح للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العر ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في -جريمة قتل- المخرج روب راينر وزوجته ...
- التقدم والاشتراكية يسائل وزير الشباب والثقافة والتواصل حول أ ...
- من هم -الحشاشون- وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟
- مصر.. تصرف فنان مع سائقه يفجر موجة من ردود الفعل
- الشرطة الأمريكية تحقق في -جريمة قتل- المخرج الشهير روب راينر ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - جهود فاطمة المرنيسي في مساءلة التراث العربي .