أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - هلاوس في عنبر العقلاء














المزيد.....

هلاوس في عنبر العقلاء


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


تجاهد في حمل القلم وإحضار أوراق تلطخها بكلمات لا جدوى منها ... أنفاسها مضطربة ،  بينما امتطت الدنيا كتفيها بثقل سخيف ، تأرجح ساقيها ضاغطة على خصرها حارمة إياها حق التنفس ...

تتزاحم المشاهد في رأسها ، وقد منعتها بروده الطقس من أن تغادر غرفتها لإشعال سيجارة تنفث فيها غضبها الدفين ... 

قررت بعد لحظات أن تكتب كل المشاهد ، كما هي ، واختارت لموضوعها عنوان ( هلاوس في عنبر العقلاء)
وخطت ....

نوبه الهلوسة الأولي

إستطعت بطريقة ما أن أسرق طاقية الإخفاء من المتحف الكبير ، ياله من شعور مثير أن تتجول حافياً في المدينة دون أن يراك أحد ، وما حاجتي لحذاء أو حتى لملابس وقد إمتلكت الستر و متعة الإختباء ، كم هي محظوظة الشياطين ، تعبث بنا ولا نراها ، حاولت جاهده كتم أنفاسي وانا أقترب من (كوشك سجائر ) وسرقت أغلى نوع وأغلى قداحة ،
إستترت في مدخل إحدى العمارات واشعلتها ، وانا أتمتم،  إلى أين الآن .. ، وبعد تفكير طويل إستقليت طائرة متجه إلى بلاد لا أعرفها ... وقررت أن أبدأ هناك باسم جديد ، في وطن جديد ، مع أشخاص لا أعرفهم وبالطبع لن يعرفونني ، تكفيني قبعتي الجديدة التي منحتني فرصة الإختباء إلى الأبد .... 

النوبة الثانية
طاولة في كافتيريا جلس حولها إثنين ، رجل وامرأة
ماذا نسمي المرأة .... دعونا نطلق عليها إسم أحلام
ولنسمي الذكر .. عمر .
حضرا بناءاً على إتصال مني لكليهما ، لقد أخبرت كلاً منهما أن الآخر يريده لأمر خطير ...
سأدعهم يتحدثون ، ووالله الذي لا إله إلا هو ، لا أعرف ما بينهما ... دعونا نسترق السمع

كان ذو بشره سمراء وجسد ضخم يغزو شعره الشيب معلناً إنحسار سنوات شبابه ، يطالع وجهها بثبات مصطنع ، أما هي فقد كانت بيضاء كالثلج تسدل شعرها الأحمر الذي أعلن العصيان على هدوئها وأنطلق يراقص نسمات الهواء ، وقد ثبتت عينيها على ورده مطبوعة في مفرش الطاولة ...
صمت ... كسره النادل لمعرفه طلبيهما
الذي جاء كما كان منذ أن أفترقا آخر مره ، لفظاها معاً (قهوة مظبوطة وليمون بالنعناع) .. 
حاولا جاهدين وأد إبتسامتهما،  سألها بحزم  : خير
أحلام : أنت من طلب مقابلتي
عمر : لا أريد ألاعيباً ، تعرفين أنك أنت من طلبت مقابلتي ، أخبرتني صديقتك أنك تريدينني في أمر مهم .
أحلام ساخرة : لن أقول لك خدعة جديدة ، فأنت أستاذ الخداع ، تبعث من تحدثني وتطلب مقابلتي لتقول لي أنني من دعوتك.. 
عمر : لن تتغيري ابداً تتنفسين الكذب ، ولهذا تركتك .
أقسمت على دموعها ألا تفضحها فاستجابت ، ثم نظرت له قائلة : ألا يمكن أن تكون زوجتك من حادثتنا ، يجب أن أذهب .
عمر : زوجتي في المستشفى مع والدتها ، تخضع لجراحة في القلب .
أحلام : كيف تتركهم في هكذا وقت ، عليك أن تذهب
عمر : وكيف أتركك ، وقد علمت أنك تحتاجينني .
أحلام : ألهذه الدرجة أنا مهمة بالنسبه لك ، تزوجني إذا
كان النادل يقدم مشروبيهما ، حين ندمت لطلبها هذا ، لعنت نفسها مئات اللعنات ، سألت النادل إن كان النعناع في مشروبها طبيعي أو صناعي،  فقط لتلهي عمر عن سؤال ما كان يجب عليها أن تسأله ، وخصوصاً انها طالبته به كثيراً ولم يستجب .
إنصرف النادل فأسرعت : من تظنه فعل بنا هذا ؟ من تراه على علم بما كان بيننا؟
حمد الله أنها غيرت الموضوع ، لم يكن ليجيب على سؤالها ولن يقدر على الزواج بها ، هو الضعيف كالرماد أمام زوجته ونسائبه ، كيف له أن يعادي أسطولا من رجال الأعمال والساسه، لأجل حب الجامعة المراهق ،
لقد كان زواجه من هند بمثابة معجزة ، أن ترضى عائله كهذه بموظف بسيط لايملك من متاع الدنيا سوى راتب هزيل ، أسمنته علاقات نسائبه فيما بعد .
أن يمتلك سياره ومنزلا بحوض سباحة ، أن ينجب طفلين لا يرثان فقره ولا جبنه ، كيف له أن يتخلى عن كل هذا. 
أجاب : لا أعرف ، لكن عليّ أن ارحل ، إستمتعي بالليمون وأنا سأذهب إلى المستشفى ...
أحلام :  إذهب أرجوك ، قد يصل أحدهم في ايه لحظة .
شاهدته ينصرف ، أطلقت سراح دموعها ، رفعت كفيها
وقرأت عليه الفاتحة .....       
  
 
        



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد العام ٢٠٢١
- بين التسول والتنمية ، إلى أين تسير منظمات المجتمع المدني.
- أوميكرون ..الفيروس المخلق في معامل الجشع.!!
- إحتفالا بذكرى ميلاد إمبراطور القلوب أحمد زكي
- الخطيئة الأم
- رسائل من الله
- دورة الألعاب القلبية
- شيزوفرينيا
- الخروج من اللعبة (٤)
- الخروج من اللعبة (3)
- الخروج من اللعبة ٢
- الخروج من اللعبة
- هل كنت لتستمر؟
- ( هل أفقد ترتيل كلمات الله تأثيرها ؟ )
- لم تخبرني , ماهو إسمك؟!
- بعيداً عن تحليل الخبراء ..أحمد مراد يبدع من جديد في (لوكانده ...
- إليك قلمي أكتب
- قبل أن تقول أحبك !!
- إبريل غلاسبي.. سفيرة الجحيم
- ثروات ننسى جمعها!!


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - هلاوس في عنبر العقلاء