أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد هادف - المغاربيون وفلسطين














المزيد.....

المغاربيون وفلسطين


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7139 - 2022 / 1 / 18 - 13:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


يسجل التاريخ أن علاقة المغاربيين بالقدس تعود إلى بداية القرن العاشر الميلادي، وحارة المغاربة تشهد على ذلك (المغاربة، هنا، تعني المغاربيين). وعندما قرأت أول مرة أن حرب 48 شارك فيها مغاربيون استغربت، وتساءلت: كيف ذهب جزائريون ومغاربة وليبيون للقتال دفاعا عن فلسطين بينما بلدانهم تحت الاستعمار الأوروبي؟ هذا الأمر الذي يبدو منافيا للمنطق يمكن فهمه في إطار تلك العلاقة التي جمعت شعوب المغرب الكبير بالقدس منذ القرن العاشر.
هذه العلاقة تجلت في السياسة المغاربية بعد أن نالت المنطقة استقلالها في ستينيات القرن الماضي. على المستوى الشعبي كما على المستوى الرسمي ظل المغاربيون يدعمون القضية الفلسطينية دون قيد أو شرط، وحتى على حساب مصالحهم، بل أكثر من ذلك، أنهم تنافسوا على خدمة القضية إلى درجة التصارع فيما بينهم. لم يتأخروا أفرادا وجماعات، أحزابا وحكومات.
القدس، مثلا، تحت إشراف مغربي منذ 1975 على إثر تأسيس لجنة القدس التي يرأسها حاليا الملك محمد السادس وبتمويل مغربي بنسبة 80 في المئة، كما نجد "مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين في المغرب" التي يشرف عليها المحامي والحقوقي خالد السفياني وتضم نخبة من مثقفين مغاربة وسياسيين، و "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" الذي يرأسه أحمد ويحمان. والأمر ذاته ينسحب بشكل أو بآخر على تونس وليبيا وموريتانيا.
أما الجزائر فمازال الجزائريون والفلسطينيون يرددون العبارة الشهيرة التي قالها الرئيس الراحل هواري بومدين "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". فمنذ عام 1965 تاريخ فتح أول مكتب للثورة الفلسطينية في شارع فكتور هيغو بالجزائر العاصمة عملت الجزائر على تدريب المقاتلين الفلسطينيين وتهريب الأسلحة عبر أراضي البلدان العربية. وفي عام 1988 احتضنت الجزائر اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر حيث تم الإعلان عن قيام دولة فلسطين.
منذ 1988 تدفقت مياه كثيرة تحت جسر القضية، وفوقه تحركت قوافل لا تعد ولا تحصى في اتجاهات شتى. مر على ذلك الحدث أكثر من ثلاثة عقود، ودار الزمن دورته لتعود فلسطين إلى الأرض المغاربية، عادت، هذه المرة، بعربها ويهودها، بمناهضي الصهيونيا وبأنصار التطبيع. كما لو أن المشرق انزاح بشكل سريالي في اتجاه المغرب بحثا عن رواة جدد لحكايات قديمة، حتى كدنا نقتنع أن شيشناق ليس مغاربيا فحسب، بل الأب المؤسس لمناهضة الصهيونيا. وعلى ذكر شيشناق هذا الملك الذي حكم بلاد القبط منتصف القرن العاشر قبل المسيح، واستولى على القدس بعد غزوه لإسرائيل حسب ما ورد في التوراة، جعلت منه الحركة الأمازيغية رمزا للتقويم الأمازيغي، وهي حركة على صلة بإسرائيل. وأثناء تحريري لهذا المقال صادفت خبرا عن صدور كتابِ أثار جدلا بغلافه ومحتواه. الكتاب الذي جاء تحت عنوان: بربر صهيون: عصر أكاذيب الدول وزيفها (berbère de sion Ère du faux et mensonges d’États) للكاتبة حفصة قارة مصطفى، صدر في فرنسا وحمل غلافه الرمز الأمازيغي بلون الراية الإسرائيلية للدلالة على طبيعة العلاقة بين الحركة الأمازيغية والصهيونيا.
أردت فقط أن أشير إلى تناقض التمثلات على مستوى المتخيل الثقافي في بعده السياسي والأيديولوجي، فمن جهة، نجد تيارا من الحركة الأمازيغية على علاقة طبيعية بإسرائيل، وتيارا آخر ضد التطبيع، وكل تيار يفسر ويؤول رمزية شيشناق على هواه. ومن هنا تتسع فجوة الشقاق وتتعاظم الخلافات مثلما حدث في كل الحركات التي يغلب عليها النزوع الأيديولوجي.
هذا الجدل بين التيارين البربريزم والعربيزم يعكس مأساوية التمثل الهوياتي في الوسط المغاربي، وبكل تأكيد هذا الجدل وما يترتب عنه من نقاشات أكاديمية وقرارات سياسية رسمية وحزبية هو ما يحدد مصير المنطقة المغاربية مستقبلا على الصعيد الجيوسياسي.
في هذا السياق نعيش اليوم في الجزائر على وقع حراك دبلوماسي حثيث تسعى الجزائر في إطاره إلى تنظيم مؤتمر يضم الفصائل الفلسطينية بحثا عن أفق فلسطيني أكثر توافقا وواقعية في خدمة الشعب الفلسطيني.
هل يأت الحل على يد الجزائر، نأمل! نتساءل مع الإعلامي الفلسطيني، مصطفى الصواف في أحد مقالاته؛ وتحت عنوان: حوارات المصالحة الفلسطينية: لماذا في الجزائر ؟ولماذا الآن؟ نتساءل مع أحد أبرز المثقفين الفلسطينيين، السوسيولوجي إبراهيم أبراش.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخبة المغاربية: ملف خاص (الجزء الأول)
- في سياق الاحتفال بعامنا المغاربي
- يناير وأشياء أخرى
- منطقتنا المغاربية في مرآة التنجيم
- النسق البيئي الأدبي الجزائري معقد وغير مفهوم في ذات الوقت (ا ...
- البلدان المغاربية في أفق 2025
- هل ثمة ما قد يجمع البلدان المغاربية حول مكافحة الفساد؟
- القمة العربية بالجزائر.. هل ستكون فرصة لإصلاح البيت العربي؟
- المدينة وثقافة التغيير
- مجتمعات المعرفة والمدن المستدامة
- الجسر المغاربي ومياه التغيير
- بين الإبداع والإفساد: مدن ذكية وأخرى غبية
- مُدن مغاربية: هل تنقذ الكتابة ما ضاع من جمال الأمكنة؟
- المؤرخ الجزائري: على من تقرأ زابورك يا...؟
- المدينة في يومها العالمي: متى تصبح الأيام العالمية من صميم ا ...
- على بعد شهرين من عام 2022
- قمة مونبيلييه: هل العلاقة الأفريقية الفرنسية نحو التطور أم ن ...
- الفساد في -الكون- المغاربي
- الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها
- اليوم العالمي للسلام


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد هادف - المغاربيون وفلسطين