أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - توني بلير وانحطاط المثقفين














المزيد.....

توني بلير وانحطاط المثقفين


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 7138 - 2022 / 1 / 17 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بعض الأحيان لا تستطيع ان تستوعب مدى الحماقة التي يصاب بها البعض من "المثقفين"، هو لا يريد ان يقول انه إسلامي، طائفي، بل يصف الاخر بأنه "بعثي"؛ انه يدافع بشكل فج وقبيح عن شخصيات مجرمة، قاتلة، ناهبة، مخربة للبلدان مثل بلير وبوش ومن لف لفهم؛ انهم يدافعون عنهم أكثر حتى من بلدانهم وحكوماتهم.

كل يوم مر ويمر، تظهر المزيد من الوقائع والوثائق والإحصاءات والأرقام، كلها تؤكد على إجرامية ونازية وفاشية بلير وبوش؛ حتى اداراتهم تقول انهم اخطأوا في التخطيط والاستراتيجية وشن الحروب، بل وصل الامر الى المطالبة بمحاكمتهم ومعاقبتهم؛ لكن "مثقفينا" الاشاوس، الممتلئين عقدا، والمتأزمين نفسيا، والذين يعانون كثيرا وهم في المهجر، يطبلون فرحين لبلير بحصوله لقب "الفارس".

هؤلاء "المثقفين" البواسل، ولأنهم في بلدان أوروبا يتنعمون هناك بأجوائها النظيفة، وهوائها النقي، فهم لا يعلمون ما هي العملية السياسية التي سنها بوش وبلير، فأحد هؤلاء "المثقفين" المفصومين يقول بالنص: ((فمهما حصل في العراق من تداعيات ما بعد سقوط الفاشية البعثية إلا إن العملية السياسية تسير قدماً إلى النجاح)) ومن شاكلة هذا "المثقف" الكثير؛ كلام غاية في الحمق والسخافة.

هذا المثقف لا يعلم ما هي الميليشيات، انه يشاهدها عبر التلفزيون ومن خلال قنواته المفضلة "بي بي سي، سي ان ان، فرانس 24" وبما ان النفس الطائفي البغيض يفور من ثنايا مقالاته، فحتما هو يشاهدها أيضا من خلال تلك القنوات التي تلطف من وجودها؛ هو لا يدري ما تعنية كلمات "جيش المهدي، عصائب اهل الحق، كتائب حزب الله، النجباء"؛ انه لا يعرف ان هؤلاء والعشرات من تلك التسميات الموجودة على ارض الواقع هي من تحكم، من خلال العملية السياسية، التي سنها بوش وبلير.

هذا "المثقف" لا يعلم ما تعنيه أسماء "مقتدى الصدر، هادي العامري، قيس الخزعلي، مسعود برزاني، الحلبوسي، مشعان، فالح الفياض" والعشرات الاخرين ممن يحكمون البلد، من العملية السياسية التي سنها بوش وبلير.

هذا "المثقف" فقط لأنه عاش أيام الدكتاتورية الصدامية والبعثية، فأنه يرحب بأي قاتل او مجرم يحكم العراق، هذا هو المنطق الذي يحكم تفكيره التافه؛ لسان حاله يقول "ما دام خلصنا من صدام فليكن الطوفان"؛ لكن ماذا عن اجرام اليوم؟ ماذا عن الخراب الذي حل بالبلد طولا وعرضا؟ ماذا عن الفساد والنهب لكل ثروات البلد؟ ماذا عن الذيلية والتبعية والخضوعية لأحزاب الإسلام السياسي والقوميين الشوفينيين؟ ماذا عن الفقر والبطالة والجوع؟ ماذا عن الامن المفقود والأمان؟ ماذا عن معيشة الناس التي تزداد صعوبة يوما بعد آخر؟ ماذا عن العشوائيات والحياة البائسة؟ ماذا عن انتشار الجهل والامية والخرافة والشعوذة؟ ماذا عن المخدرات والاتجار بالنساء؟ ماذا عن طبقة سياسية "دينية، قومية، عشائرية" اغتنت من النهب المستمر؟ ماذا عن الامراض والصحة المنهارة؟ ماذا عن انعدام الكهرباء والماء الصالح للشرب وخدمات بسيطة؟ وماذا وماذا.... لكن كل ذلك لا يهم، ف "العملية السياسية تسير قدما الى النجاح".

هو لا يعلم ما الذي جرى خلال تسعة عشر عاما من العملية السياسية التي سنها بوش وبلير، انه فقط يكره كابوسه "صدام"، لهذا فهو يحيي وبقوة الإدارات التي قتلت صدام، والذين اسلافهم هم من أتوا به، "فياريت" يلعن الإدارة التي أتت بالبعث وصدام للحكم، حتى يكون مقبولا تحية الإدارة التي ازالته.

لو ان هذا "المثقف" وممن على شاكلته "وهم كثر"، عاشوا فقط-ولأيام او اشهر- في عراق اليوم، تحت ظل حكومة الاكفان، وهم يشاهدون الصواريخ والعبوات الناسفة والاغتيالات والقنابل اليدوية، وكل ذلك يندرج تحت ما يسمى "التداول السلمي للسلطة في العراق"، ويشاهدون خوف الناس وفقرهم ومأساتهم ومعاناتهم، لو يشاهدوا المستشفيات والمدارس، لو يشاهدوا محافظة "السماوة" او "الديوانية" او "الحلة"؛ أقول لو جاء هؤلاء "معايشة" في هذا "الوطن" الذي يتباكون عليه من هناك، لجلبوا معهم "لستة" قائمة بأسماء الالهة والانبياء والرسل وأسماء كتبهم وأسماء الائمة والولاة والصالحين والسادة، ويكفروا بهم يوميا، مثلما يفعل الكثير هنا، وكل ذلك بفضل العملية السياسية التي سنها "بوش وبلير"، والذي فرح بها الكثير من هؤلاء "المثقفين" التافهين وضيقي الأفق.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صحيح ان العنوان خاطئ؟ خواطر مستاء
- المتحذلقون
- (أهمية ان يكون الانسان جادا)1
- كيفية كتابة مقال عن الماركسية؟
- من تجرأ وانتقد رزكار والديموقراطية؟
- بغداد تغرق في الظلام
- الشيوعي العراقي ومجلس حكم بول بريمر
- الشيوعي العراقي وتغريدة مقتدى الصدر الأخيرة
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ -من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي والانتخابات المبكرة- وقت مستقطع
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ- من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ -من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ: من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ: من السيد الرئيس الى الس ...
- بين رائد فهمي ومقتدى الصدر- حوار مفترض وخيالي
- الشيوعي العراقي ودعم الدين
- الشيوعي العراقي و(الخوف على مشاعر المؤمنين)
- الشيوعي العراقي و-الدعاية ضد الدين-
- الشيوعي العراقي و -المجتمع إسلامي-
- الحزب الشيوعي العراقي والدين


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - توني بلير وانحطاط المثقفين