أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم علي فنجان - الحزب الشيوعي العراقي والدين














المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي والدين


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 18:27
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


قد تكون من مميزات الحزب الشيوعي العراقي هو علاقته الوطيدة بالدين، فعلى مر تاريخ هذا الحزب لم يصدر أي نقد جدي للدين في ادبياته، مما انعكس على الممارسة السياسية له، توضحت تلك الممارسة بعد اشتراكهم في مؤتمرات ما سمي ب "المعارضة"، التي كانت عبارة عن قوى دينية "إسلامية متطرفة" وقومية "شوفينية"، فقد وضع يده بيد كل هذه القوى، بل أصبح "ذيلا" تابعا لهذه القوى، تابعا ل "المجلس الأعلى الإسلامي بقيادة باقر الحكيم، نجل محسن الحكيم، الذي افتى بقتل الشيوعيين، وحزب الدعوة الإسلامية، وأحزاب البارتي واليكتي القوميان.
في حديث أجرته إذاعة الحزب الشيوعي العراقي "صوت الشعب" في اذار 1999، مع السكرتير "حميد مجيد موسى" حول اللقاء الذي جرى في طهران مع قيادات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، قال السيد حميد مجيد موسى ما نصه ((لم يكن اللقاء مفاجئا، لأننا سبق وان عملنا بشكل مشترك مع المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الدعوة ومنظمة العمل الإسلامي....وكانت تجربة ناجحة واثمرت عملا مفيدا لشعبنا والمعارضة)) ويمضي السيد حميد بالقول ((الشيوعيون العراقيون عموما، وفي كل تاريخهم، تعاملوا مع قناعات الناس، مع ايمان الناس، مع قناعاتهم الفكرية والدينية، بكل احترام.......لهذا كانت علاقة الشيوعيين دائما مع جمهرة المتدينين علاقة احترام، علاقة دعم، علاقة تفهم لممارسة الطقوس، لممارسة الشعائر.....ومن الضار للجميع طرح المسألة وكأن هناك اختلاف او تناقض في الموقف من الدين، فهذه المسألة ليست وارده النقاش الان، وطرحها بهذا الشكل المغرض يقصد منه إشاعة الفرقة.....ليس هناك ما يدعو للريبة والخوف من تعاون الشيوعيين مع الإسلاميين، ما دام الهدف السياسي واضح. وانه لمن سوء القصد ان يراد دمغ الشيوعيين بالموقف المعادي للدين او الموقف المستصغر او المستهين بمشاعر المواطنين الدينية، فنحن نحترم ايمان الناس وتقاليدهم، نحترم المشاعر ونحترم القناعات، وعلى هذا الأساس ننطلق في عملنا السياسي)) هذا هو الموقف الرسمي للحزب الشيوعي العراقي من الدين، وكل ممارساته السياسية تنبني على هذا الموقف، انه مجموعة من "الاحترامات" للعقيدة والطقوس والشعائر والقناعات والاحاسيس الدينية.
انهم يرون المجتمع على انه مجتمع إسلامي، وهذا امر مسلم وبديهي عندهم، فالإسلام دين محمول على الجينات عند العراقيين، هكذا يرى الشيوعي العراقي المسألة، و"منظريهم" و "اكاديميوهم" و "قادتهم" يرسخون هذه الفكرة عند اعضائهم، لا بأس بذلك "على مضض"، لكنهم هل حاولوا في ادبياتهم توعية الجماهير من ان الدين "افيون الشعب" وانه سلاح بيد القوى البورجوازية، تستخدمه لغرض السيطرة؟ وان "نقد الدين هو الشرط الممهد لكل نقد"، هل توجد دعاية في اعلامهم ضد الأفكار الدينية؟ ام انهم شاركوا بشكل مكثف بممارسة الطقوس الدينية "نصب مواكب حسينية"، حتى ان جمهورا كبيرا يعتبرهم اليوم ضمن الطائفة "الشيعية"، فالحزب الشيوعي العراقي هو حزب لطائفة معينة، منذ مجلس الحكم البريمري.
عندما تحالف هذا الحزب مع مقتدى الصدر "سائرون" لم يكن مفاجئا للجميع، بل ان خطوته جاءت لتؤكد رؤية الحزب و "منظريه" و "اكادمييه" لموقفهم من الدين "المجتمع العراقي مجتمع إسلامي"، فهذا الحزب لا يهمه خلاص المجتمع من القوى الدينية، بل همه ان يكون في السلطة "ذيلا"، اية سلطة، والا فلا توجد اية مبررات عقلية او منطقية لتحالفات هذا الحزب مع القوى الدينية والقومية.
ان موقف الحزب الشيوعي العراقي من الدين هو موقف مخزي، بل انه ساعد في جرائم قوى الإسلام السياسي، فمجزرة النجف بحق المنتفضين، التي قادها جيش المهدي، والتي اسماها مقتدى ب "جرة اذن"، كان الشيوعي العراقي متحالف مع مقتدى "سائرون"، ولم يخرج بيان منه يستنكر او يشجب تلك العمليات، وكأنه "يبارك" تلك الجرائم، فالمتحالف مع القتلة هو بالنتيجة النهائية شريك.
ان أي تغيير قادم في العراق، سوف لن يكون الحزب الشيوعي العراقي له يد به، بل سيكون خارجا، فهو حزب ضمن العملية السياسية البغيضة، ضمن أحزاب وميليشيات وعصابات الإسلام السياسي، التي يطالب المنتفضون بإسقاطها، ولهذا فأن الحزب الشيوعي يدرك هذه الحقيقة، بالتالي فأنه يؤكد على المطالب الإصلاحية، كالراع الرسمي له "مقتدى"، فإسقاط نظام الإسلام السياسي معناه سقوطه لا محال.
https://images.app.goo.gl/vj6vDcUBkNWAvQxZ6
https://images.app.goo.gl/qmjsgVpTSesCpnho6
https://images.app.goo.gl/1ND2eoMwdWx3zWC58



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائد فهمي ومسيرة الطلبة- هل هي لعبة جديدة؟
- هوس الحزب الشيوعي العراقي في التحالف
- ليلة تشرينية
- الرئاسات الثلاث واخفاء جريمة قتل المتظاهرين - حكاية من الفلك ...
- لمصلحة من عقلنة الطقوس والحوادث الدينية؟
- السوسيولوجيا في خدمة السلطة
- الضحية والجلاد ما بين حسام وحميدتي
- الانتحار بين الفهم الديني والسيكولوجيا المبتذلة
- مذكرات نائب: بمناسبة ذكرى احداث 2003
- الطقوس الدينية لمجتمعات الافق المسدود
- تكالب الجرذان على جثة محتضرة
- مسلحون مجهولون
- 6 كانون الثاني ونهاية المؤسسة العسكرية
- سجن الكرخ المركزي والمعتقلات النازية
- مفهوم عصاباتي حول عطلة النصر على داعش
- الشكل الطائفي للتعليم الجديد ووحشية المجتمع
- نهاية معمل المصابيح الكهربائية
- طروحات ضد اُخرى.. هل الحزب الشيوعي العمالي على اعتاب مرحلة ج ...
- القتل على الشكل
- الانتخابات والموت


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم علي فنجان - الحزب الشيوعي العراقي والدين