أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم علي فنجان - لمصلحة من عقلنة الطقوس والحوادث الدينية؟















المزيد.....

لمصلحة من عقلنة الطقوس والحوادث الدينية؟


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 6352 - 2019 / 9 / 15 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنهال علينا في كل عام الكثير من الكتابات التي تمجد وتشرح وتحلل وتقيم وتفسر وتؤّل وتفند و و و الخ، احداث العاشر من محرم، فهناك كتابات تختص بالحدث التاريخي، وتبدأ بتحميل الواقعة ما لا يمكن تصديقه، وتسرد لنا احداث غاية في المبالغة، وتصبح الواقعة حدثا اسطوريا، كصراع الالهة في الحضارات القديمة، وينجر مع تلك التفاسير والتأويلات الكثير من الكتاب والمثقفين، ويكونوا كلسان حال القوى الدينية ورجالات الدين "الملالي" الذين يجلسون على المنبر ويحدثون الناس ويستغبونهم من قبيل ان "السماء مطرت دما" او " ان قاتله تحول الى كلب اسود" او " ان دمه صعد الى السماء" الخ.
وهناك من الكتاب من يصف الحدث على انه "ثورة" ويجب علينا ان نقتدي بها، ويبدأ بشرح تفاصيل الثورة وما هي الثورة؟ وكيف تأتي الثورة؟ ولماذا ثار الحسين على يزيد؟ وما هي النتائج التي خرجت بها "الثورة"؟ وهل تركت انعكاسات على الواقع؟ اما اذا كان المثقف من تبعة العملية السياسية فسيقول "ان الحسين قد طالب بالإصلاح".
ايضا هناك من يكتب عن شخصية بطل الحدث "الحسين" وربطه بالماضي السحيق لحضارة وادي الرافدين، وبأن الحدث هو اعادة وتكرار لمأساة "دموزي"، الدراما التموزية امام دراما عاشوراء، وبأن الحسين في التاريخ هو "سيد الاحرار" و "ابو الثوار" و "نصير المضطهدين" و "إمام الحرية" الخ.
ويكتبون عن الطقوس التي انتجت بعد الحدث، ويبدأون بفلسفتها واعطائها ابعادا انثربولوجية، وان الحدث يحتوي على "بعد رمزي ودلالات عميقة"، كل ذلك لتضخيم وعملقة الحدث، ويبدأ احد هؤلاء الكتاب المثقفين بتسجيل مشاهد من الطقوس "تشابيه صينية القاسم"، ويعرضها على قرائه ويبدأ بتناولها من جانب انثربولوجي كما يقول، ولا نعرف قد يظهر آخر ليوضح لنا فلسفيا "ركضة طويريج"
كل تلك الكتابات والتي تصدع الرؤوس اكثر حتى من الطقوس نفسها، هذه الكتابات يجب ان لا نؤمن بأنها اعتباطية، وبأن الحدث الديني هذا قد شغل الجميع وبالتالي فأن المشاركة به اضحت جماعية. اذن هناك تساؤل مشروع، لمصلحة من هذا الكم من الكتابات؟ ولمصلحة من عقلنة الاساطير والطقوس والاحداث الدينية؟ ولمصلحة من عقلنة مشاهد العنف "التطبير" وضخ السادية داخل المجتمع؟
مشكلة هذه الكتابات انها لم –ولن- تأخذ البعد السياسي للأسطورة والطقس، ناهيك عن ابعادها الاقتصادية – العلاقة بين البطالة والطقوس-، وايضا فأن الطقوس وفي احد اهم وظائفها، والتي ترتكز عليها القوى الحاكمة، هو تثبيت هذه القوى "السلطة"، اذن هي ليست مجرد "حركات سلوكية متكررة يتفق عليها المجتمع" كما تشير المعاجم الاجتماعية والانثربولوجية، بل هي في صميم العمل السياسي.
عندما ترى رئيس وزراء او اعضاء مجلس النواب او الوزراء او رؤساء الكتل، يمارسون الطقوس بكل قوة، وينزلون الى الشارع ويشاركون المجتمع تلك الممارسات، حتما ستثار لديك تساؤلات كثيرة، لكن تلك الكتابات تغض النظر عنها، لماذا؟ تقول مع نفسك لماذا لا يتناول الكتاب تلك الممارسات الدينية "الطقوس" من جانب سياسي؟ لماذا تبقى الدراسات عليها فكرية وثقافية واجتماعية ونفسية؟ هل تفتقر هذه الطقوس للجانب السياسي؟ ولمصلحة من هذا التغاضي؟
يتشكل الحكم في العراق من عصابات نهب ومجموعة لصوص وقطاع طرق، تسندهم وتساندهم رجال الدين، الجميع متفق على ذلك، ومع ذلك فهذه العصابات يكادون يكونون متحدين خلف طقس ما، لماذا؟ هل نستطيع ان نكشف خيوط اللعبة الدينية التي يمارسونها على المجتمع؟ اليس جمهرة المثقفين والكتاب، بوعي منهم او بدون وعي هم منقادون لتلك السلطة؟ عندما تقول بأن "الحسين منهجنا في بناء الوطن والمواطن" ترى هل سيختلف معك احد من شخوص العملية السياسية؟ بالقطع كلا، او عندما يشيع استاذ جامعي "تنويري" صورا وهو يمسك قدور طبخ "القيمة" مبتسما ومتفاخرا، الا يساهم هذا بإعادة انتاج هذه الطقوس؟ عندما تعظم طقس معين، معناه انك تساهم في تثبيت هذه السلطة، لأن هناك رابطاً قوياً بين السلطة والطقس، فالسلطة تدعم بشكل قوي ممارسة الطقوس، وتبذخ الاموال وتعطل الحياة في سبيل اقامة الطقوس، "طقوس الدراما العاشورائية تستمر شهرين"، ومعروف ان الحياة خلال هذين الشهرين ميتة بالكامل، هذا من جانب، اما من جانب الطقس ذاته، فأنه اصلا يقوم على حدث لشخص طالب بالسلطة، اذن العلاقة قوية بين السلطة والطقس، احدهما مكمل للآخر، فالكتابة عن هذه الطقوس والاحداث الدينية هي لجعل الناس تدور ضمن الحلقة التي ترسمها لهم السلطة الدينية، اذن هي تثبيت للسلطة في شكل ما، والكتاب والمثقفون يلعبون هذا الدور "المناط بهم".
فلمصلحة من كتابات كهذه؟ الا تجعلنا تلك الكتابات نشكك بهؤلاء من انهم يدعمون السلطة القائمة، ليس فقط من خلال كتاباتهم، بل والاصرار على تلك الكتابات في كل عام، عندما يصرون على الكتابة عن الطقوس والاحداث الدينية فأنهم يساهمون اولا في استمرار تخلف المجتمع وتراجعه، وثانيا هم يدعمون السلطة القائمة، قد تكون هذه السلطة لبعض من هؤلاء الكتاب انها تحفظ وضعهم الاجتماعي والثقافي، وقد تكون لبعضهم الآخر تنفيس عن روحية طائفية مقيتة.
اننا مبهورون و مندهشون لكثرة تلك الكتابات، ما يجعل القدرة على التحليل مشلولة، وهذا الشلل سببه انزلاق بعض –ان لم نقل اغلبية- هؤلاء المثقفين والكتاب الى مواقع الفكر الديني البغيض، وتبحث عن سبب او تبرير لإخراجهم من تلك الحفرة، فلا تجد الى ذلك سبيلا، والذي يعزز لديك هذا التشكيك، ان اغلب هؤلاء المثقفين والكتاب لم يكتبوا يوما عن العاطلين عن العمل مثلا، او قضية المساواة، او احتجاجات العمال، واذا ما كتبوا فأنها لا تكون بمثل الروحية والحماس التي يكتبون بها عن الطقوس الدينية، وتعود لتسأل، لمصلحة من؟
بعض الكتابات عن عاشوراء:-
1-الحُسين بن عليّ دوام الحزن وتبدّل الشّعائِر------------ نصير عواد
2-لم يزل نهج الحسين وضاحا------ عباس عطيه
3-الحسين يقتل من جديد--------- نجاح سميسم
4- عاشوراء الحسين بين الرمزية الانسانية والاستغلال السايكوسياسي-------- عامر صالح
5-الحسين منهجنا في بناء المواطن والوطن-----قاسم حسين صالح
6-الحسين ثورة الفكر والنهضة المستدامة-----عبد الخالق الفلاح
7-إمام الحرية------ علي حسين
8- طقوس عاشوراء----------سعدون محسن ضمد
9- الحسين ملهم ثورات التحرر العالمية------- حميد الموسوي



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوسيولوجيا في خدمة السلطة
- الضحية والجلاد ما بين حسام وحميدتي
- الانتحار بين الفهم الديني والسيكولوجيا المبتذلة
- مذكرات نائب: بمناسبة ذكرى احداث 2003
- الطقوس الدينية لمجتمعات الافق المسدود
- تكالب الجرذان على جثة محتضرة
- مسلحون مجهولون
- 6 كانون الثاني ونهاية المؤسسة العسكرية
- سجن الكرخ المركزي والمعتقلات النازية
- مفهوم عصاباتي حول عطلة النصر على داعش
- الشكل الطائفي للتعليم الجديد ووحشية المجتمع
- نهاية معمل المصابيح الكهربائية
- طروحات ضد اُخرى.. هل الحزب الشيوعي العمالي على اعتاب مرحلة ج ...
- القتل على الشكل
- الانتخابات والموت
- -تحالف سائرون- الى اين؟
- الخليفة من قريش حصرا
- الوعي النسوي والسياسة
- في العراق وحده.. من نصر الى نصر
- مؤتمراً للفلسفة أم مؤامرة عليها


المزيد.....




- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم علي فنجان - لمصلحة من عقلنة الطقوس والحوادث الدينية؟