أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - تكالب الجرذان على جثة محتضرة














المزيد.....

تكالب الجرذان على جثة محتضرة


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 6175 - 2019 / 3 / 17 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توالت الزيارات الى العراق من قبل مسؤولي الدول الاقليمية والعالمية، احدهم جاء متلصصا وخائفا، والاخر اتى متزعما ومتسيدا، الاول يأتي بعيد رأس السنة، حاملا معه رمزية زيارته، والاخر يأتي بالحادي عشر من اذار، يحمل ايضا رمزية، من المؤكد ان التوقيتات لها دلالاتها المعينة، احدهم يقول متحسرا بعد زيارته اللصوصية: اننا خسرنا الاموال الطائلة والجنود ثم نأتي متخفين! والاخر يقول ماكرا: نحن لا نسعى لأن يكون العراق ساحة منافسة مع الامريكان! الاول زار قاعدة عسكرية تمهيدا لبدء مرحلة جديدة واعدادا لسيناريو اسود جديد، والاخر بدأ زيارته الى احد الاماكن الدينية لطائفة معينة، في دلالة تحمل معها الكثير من التأويلات والتفسيرات، الاول التقى خلال زيارته بقادة جيشه وضباط فرقه ذوات المهمات الخاصة "القذرة"، والاخر التقى بزعماء الطوائف ورجال العشائر، وبين هذا وذاك يصطف المحللين على القنوات مؤولين ومفسرين، ويبدأ سيل من الاسئلة، لتفكيك الرمزيات والعلامات التي يحملها الاول والاخر، سيناريو مقابل سيناريو، لكنها ليست سيناريوهات تخيلية بل واقعية، لها شخوصها واماكنها وزمانها.
الجميع يعلم ان العراق ومنذ احداث 2003 فقد الدولة، اي فقد القوة القامعة للمجتمع، تم تفكيكها وانهاءها، واستعاضوا عنها بمجموعة قوى من عصابات وميليشيات ورجال عشائر وملوك طوائف وقادة قوميين شوفينيين، هذه القوى المسلحة لديها ولاءات لهذه الدولة او تلك، فهذه الدول هي الراعي الرسمي لهم، تطيع هذه القوى رعاتها وتنفذ اجنداتهم، وهذه القوى هم الفعليون الذين يملكون السلطة، ولا يمكن لأي عاقل ان ينخدع "بحرس شرف" او كلمات مثل القصر الجمهوري، او مبنى البرلمان، او قصر الضيافة، او مؤتمر صحفي لرئيسي البلدين، لأن كل ذلك شكلي ولا يعبر بالضرورة عن استقلالية قرار او وجود الدولة، بل انه يثير الكثير من الضحك والسخرية.
بشكل عام فان العراق وبعد الاحتلال الامريكي اصبح جثة، او فاقدا للوعي، او انه ميت سريريا، موصول به مجموعة مغذيات، وبين الحين والاخر يصدم كهربائيا للإنعاش المؤقت، لأجل الاستفادة القصوى مما تبقى منه، ام متى تزال عنه هذه الموصلات التي تبقيه على هذه الحالة؟ فلا اعتقد بيدنا الاجابة، لأن كل السيناريوهات ممكنة، فالعراق يعد الساحة الابرز لكل الصراعات الاقليمية والدولية، واذا ما قال احدهم بانه لن يجعل العراق ساحة منافسة "صراع"، فأنه ينطبق عليه التحليل الفرويدي الذي يقول انه اذا جاء احدهم وقال لك انه حلم بامرأة مؤكدا لك انها ليست امك فبالتأكيد انها امك.
فقد المجتمع العراقي كل مقومات البقاء ولم يستطع مقاومة التغيرات التي تحصل، واصبح العوبة بيد هذه القوى والعصابات، تديره حسبما تريد واينما تريد، وضع اقتصادي بائس ومزري، ومعدلات فقر مخيفة، وبطالة بأرقام كبيرة، لا تستطيع اي مؤسسة ان تقف على رقم ثابت لها، لأنها بازدياد مستمر، الفساد والنهب هي السمة الابرز لأي حكومة تشكلها هذه العصابات، الخدمات صفر، يسجل العراق وعاصمته المجيدة بغداد ومنذ بدء الاحتلال كأسواء بلد ومدينة للعيش والحياة، الفكر الغيبي والديني هو المسيطر الاول والحاسم على واقع الحياة، مدن مدمرة بالكامل، ومجتمع مهجر، مدن تعاني الامراض والازبال والمياه الملوثة، ومدن تفتقد لشوارع مبلطة، مدن مقابر او مدن اشباح، لا حياة فيها سوى العمائم والفتاوى، مدن فقدت كل مساحة خضراء او مصانع كانت تتواجد فيها، ومدن سكن اهلها الصفيح، ومدن تصحرت وقتلها العطش، ومع كل ذلك فأن الجرذان لا زالت تتكالب على هذه الجثة، لتنخر ما تبقى منها.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلحون مجهولون
- 6 كانون الثاني ونهاية المؤسسة العسكرية
- سجن الكرخ المركزي والمعتقلات النازية
- مفهوم عصاباتي حول عطلة النصر على داعش
- الشكل الطائفي للتعليم الجديد ووحشية المجتمع
- نهاية معمل المصابيح الكهربائية
- طروحات ضد اُخرى.. هل الحزب الشيوعي العمالي على اعتاب مرحلة ج ...
- القتل على الشكل
- الانتخابات والموت
- -تحالف سائرون- الى اين؟
- الخليفة من قريش حصرا
- الوعي النسوي والسياسة
- في العراق وحده.. من نصر الى نصر
- مؤتمراً للفلسفة أم مؤامرة عليها
- الفتوى الدينية وقانون الاحوال الشخصية
- العبودية الحديثة او ال-ايكي-نو-دو-
- في بؤس وزير الصناعة.. ((تنمية الاعمال))
- عصر المرجعية الذهبي
- جناح خاص للعوائل
- في ذكرى ماركس


المزيد.....




- تحذير أممي من -تداعيات كارثية- بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي ...
- تحذيرات من تسارع تفشي الكوليرا غربي السودان
- مصرع 4 ركاب بتحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا
- ترامب لـCNN: لم أعلم بنقل غيسلين ماكسويل إلى سجن إجراءاته ال ...
- ما خيارات الحكومة اللبنانية للتعامل مع قضية سلاح حزب الله؟
- الاحتلال يصيب 3 فلسطينيين برام الله ويعتقل صحفية بالخليل
- خبراء أمميون يدعون إلى تفكيك -مؤسسة غزة الإنسانية- فورا
- محللون: نتنياهو يؤجل عملية احتلال غزة أملا في التوصل لاتفاق ...
- ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين ...
- أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - تكالب الجرذان على جثة محتضرة