أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - في بؤس وزير الصناعة.. ((تنمية الاعمال))














المزيد.....

في بؤس وزير الصناعة.. ((تنمية الاعمال))


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 5622 - 2017 / 8 / 27 - 20:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قصة لا تكاد تنتهي أو يلوح لها في الأفق أي حل, مأساة تتكرر بين الحين والآخر, في بلد يئن من صراعات مميتة وأزمات لا تنتهي, لاتكاد تطوى صفحة حتى تفتح اخرى اكثر ظلامية ومجهولية من الأخرى, أنها حكاية عمال الصناعة, "المنبوذين وازلام النظام السابق", والذين هم الحمل الثقيل والهم الأكبر على حكومة عصابات الاسلام السياسي الرجعية والفاسدة, والتي دأبت منذ أن جيء بها بعد احداث 2003, الى تدمير ممنهج لكل ما بنته الأيدي العاملة في العراق طوال السنين الماضية.
فها هو الوزير بالوكالة يوجه ويؤكد بإلحاح, في المذكرة الداخلية التي وصلت الى قسمنا التابع للشركة العامة للصناعات ال..., على برنامج ما يسمى بـ"تنمية الاعمال"- ربما أستقى هذه التسمية من برنامج الفساد الشهير "تنمية الاقاليم" فهم من ذات الوحل. وبرنامج "تنمية الاعمال" هذا, هو جعل عمال الصناعة كوقف لبقية الوزارات التي تحتاج أو تطلب عمالاً, أي تحويلهم الى سلعة, فيؤخذ من العمال تعهد خطي يؤكد "رغبتهم" بإحالتهم الى هذا البرنامج, فالشركة التي لا تستطيع توفير رواتب عمالها تحيلهم الى هذا البرنامج, أي بمعنى من المعاني جعلهم فائضين, مع ما يترتب على هذه الكلمة من مصائر, مع أنهم يشيرون في المذكرة الداخلية بانهم ليسوا فائضين, لكننا تعلمنا من تجاربنا مع حكومات النهب هذه بأن لا أمان لهم, فالمديونية المرعبة للعراق والتي وصلت الى 123 مليار دولار بفترة وجيزة, بدون تقديم أي خدمات للناس على اي مستوى كان, انما هي عبارة عن نهب منظم, هذه المديونية ستحول على الجماهير المنهكة, وخاصة العمال, وبشكل اخص عمال الصناعة. فضغوطات صندوق النقد الدولي القبيح لا تأتي الا على رؤوسنا عمال الصناعة, فقد اصبحنا الشماعة التي يعلق عليها انهيار الاقتصاد العراقي, وأي "اصلاحات اقتصادية" أول ما تطالنا نحن, فلن نستطيع فك شفرة "تنمية الاعمال" هذه.
ان الصياغات الموجودة في المذكرة تبدو مماثلة لصياغات صندوق النقد الدولي, فنجد فيها الكثير من الكلمات الهلامية, التي لا تستطيع ان تثبت معانيها, فما معنى مثلا كلمة "تنمية الاعمال" او "رواتبهم سيكون مركزي" و"تحمل المسؤولية", وصياغات الصندوق السيئ هي "العراق على المسار الصحيح" و "العراق ينجز الكثير" و"العراق بدأ بتصحيح اقتصاده", فإذا كانت رواتبنا مركزية والحكومة هي من تتحمل المسؤولية, فلماذا يتم نقلنا من مصانعنا أو يتم تفكيكها وبيعها كـ"خردة"؟ واذا كان العراق حقا على المسار الصحيح, فلماذا تراكم عليه الديون؟ وما هو المسار الصحيح بالنسبة لهؤلاء؟ يحق لنا الاعتقاد ان هناك نفسا مشتركا بين الحكومة والصندوق, لكنه نفس قذر. ويبدو اننا عمال الصناعة قد وضعت لنا خططا مرسومة ومدروسة من قبل هذه العصابات ورعاتها, وبالأخص صندوق النقد للتعجيل بإنهائنا بأسرع وقت ممكن.
أن قرارات حكومة العصابات هذه, ما هي الا نباح مستمر لأنهاء الصناعة وتصفية عمالها وهدم معاملها, وهي بحق عار لا سابق له, فلقد اضحت قضية انهاء الصناعة في العراق, الشغل الشاغل للمستشارين الاقتصاديين لهذه الحكومة, بل لقد صارت عندهم عقيدة دينية كعقيدة الحج والصوم, والضحية هم العمال الذين يعانون الامرين من هذه السياسات القبيحة, والذين هم اليوم يقبعون في مؤخرة المسرح الثوري, بسبب السياسات الطائفية والقومية التي تثيرها وتبثها هذه العصابات بين اوساط العمال.
اننا عمال الصناعة لعلى يقين تام من ان حكومة عصابات الاسلام السياسي هذه تعيش حياة معزولة تماما عن واقعنا البائس, فأجورنا هي في ادنى المستويات مقارنة مع بقية الوزارات, وهي سياسات مقصودة تبنتها الطغمة الحاكمة منذ سيئ الصيت "باقر صولاغ", ونحن ندفع ضريبة فسادهم ونهبهم المستمر من رواتبنا المتهالكة اصلا, فلقد امتلأ شريط الراتب بالاستقطاعات, فهبوط اسعار النفط جاءنا باستقطاع أول, مع اننا ليس لنا يد بذلك, ثم جاء تأسيس الجيش الثاني "الحشد الشعبي", ليسجل استقطاعا اخر, ولسنا من افتى بتأسيسه, ونزوح الناس بمخيمات, جاءنا باستقطاع اخر, وليس لنا يد بتدمير المدن وشن الحروب, هذا غير استقطاعات صندوق التقاعد المتصاعد, ونادي الصناعة, والمنافع الاجتماعية المتعددة, والتي لا نعلم ماهية هذه المنافع, ولا نعلم اذا ما اصيب السيد الوزير بوعكة صحية يوما ما, فكم سيتم استقطاعه, فقد يأتي الشريط يحمل استقطاع "صحة الوزير", فهكذا هي الحال مع هؤلاء اللصوص.
هي ذي انجازات الاسلام السياسي الحاكم في العراق, والتي ضيعت البلد وارسلته الى غياهب المجهول بسياسته الحمقاء, وتلك هي عقليتهم البدوية التي لا ترغب بوجود أي ماكنة تعمل, لأنها تعد بمثابة انهاء لوجودهم القائم على تخلف الجماهير, وبالأخص العمال.
ان التفكير الذي يخرج من عقول هذه الطغمة الحاكمة هو تفكير اجرامي وتدميري, فهم بهذه القرارات كمن يضعنا على فراش بروكوست, الذي كان يطيل قصار القامة بضربات مطرقته, واذا كانوا طوالا قصرهم عنوة, كما تقول الاسطورة اليونانية, فهم قد اقحمونا في موقف الزامي بين ان نختار البقاء في وزارت-نا المتهالكة والراحلة حتما, وبين ان نكون سلعة في برنامجهم المجهول "تنمية الاعمال".
كان فردريك الثاني ملك بروسيا يقول "بأن الحرب يجب أن تشن بشكل لا يحس معه السكان المدنيون", ونحن عمال الصناعة تشن علينا حرباً قاسية, منذ سنين طويلة, بدون ان يشعر بها او يلتفت لها احد. حقا قد لا يكون الوزير هو البائس بقدر ما يكون بؤسنا نحن.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر المرجعية الذهبي
- جناح خاص للعوائل
- في ذكرى ماركس
- تفجيرات بغداد.. ((متفقً عليه))
- 175 عاما على كتاب ((جوهر المسيحية)).. لدينا اله الكينونة الش ...
- هل من مبارز
- صناعة الكاريزما وعبادة البطل
- جسد المرأة كهدف للقمع
- الأول من أيار وفخر الصناعة الوطنية
- التيار المدني - إلى الوراء دُر-
- عن ظاهرة المثقفين في العراق
- نحو فهم جديد لوضع المرأة
- حكومة جامعي الغذاء أو اقتصاد الكفاف
- إصلاحات العبادي ووصايا موسى
- الكتلة التاريخية وعقدة يونس
- مثليي الجنس أو ال (كور-غارٌو(
- مناقشة لشؤون عمالية
- الرؤية الآن عن المرأة
- حول التعليم الجامعي
- قانون الأربعين يوما


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - في بؤس وزير الصناعة.. ((تنمية الاعمال))