أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السادسة والثلاثون















المزيد.....

ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السادسة والثلاثون


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 7135 - 2022 / 1 / 13 - 23:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


فى الأعمال القصيرة
لا تبدد أى مقطع لفظى

اصقل كتابتك القصيرة بخفة وذكاء

لقد شاهدت " الماسة الأمل " فى متحف " سميثسونيان " . وعلى الرغم من وزنها الكبير ، 45 قيراطا ، ولونها الأزرق وامتلائها ، فإنها ليست جميلة .

هنالك أحجار كريمة أصغر حجما منها ، بها انحناءات أجمل ، وتعكس الضوء بشكل جلى وأكثر إبهارا . وهذا يصدق على الكتابة كذلك .

فى الوضع المثالى ، يجب على كاتب الرويات العظيمة ألا يبدد أى مقطع لفظى ، لكنه سيفعل ، ومن المحتمل أن القارىء وسط محيط من الكلمات ، لن يلاحظ ذلك .

وكلما صغر حجم القصة ، زادت أهمية كل كلمة فيها . لذا عليك أن تصقل جواهرك .

لقد أصبح الكاتب " شارلز كوراليت " ، الذى كان يكتب مستعينا بالصور المتحركة و بالأصوات الطبيعية فى أن يجعل لكل كلمة – وقفة – قيمتها :

" لقد وقعت فى غرام الأسماء الأمريكية " يكتب الشاعر " ستيفن فينسنت " .
بالطبع ولم لا ؟

وقد لا ينطبق عليك هذا الأمر إن سبق لك زيارة بعض المدن والمناطق التى تحمل أسماء غريبة مثل ( العق المقلاة )أو ( نب وتوك ) تشير الى عملية جراحية أو ( او اقطع وأطلق النار ) .

بإمكانك السفر فى كاليفورنيا من ( هامبوج فلات ) شقة المحتال إلى ( الطابق الردىء ) وقد تعرج إلى ( العين المخلوعة .

هل فى استطاعة الأهالى الطيبين للعين الناعسة فى مينسوتا ، أن يشربوا بعضا من ( القهوة الساخنة ) فى المسيسيبى لكى تبعث فيهم النشاط واليقظة ؟

وفى مقدورك الانتقال من الزواج ( مترمونى ) فى شمال كارولينا الى المداعبة ( كراسس ) فى فيرجينيا ، أو العكس من المداعبة إلى الزواج

لقد أمضيت بعض الوقت فى حاجب عين القرد ( مانكيز أى برو ) فى ولاية كنتاكى وفى كل من السيقان المعوجة ( بوليجز ) وشاهد القبر ( تومبيستون ) والمدخنة الكبيرة ( بيج تشيمنى ) وقرية الثور ( بول تون )

ولقد أعجبتنى مدينة القزم ( دوارف ) فى كنتاكى على الرغم من أنها مدينة صغيرة جدا .

" لقد وقعت فى غرام الأسماء الامريكية ؟ وكيف يمكن تجنب ذلك " ( من كتاب مقتطفات أمريكية ).

لقد تعلمت من الشاعر بيتر مينيك أن أشكال الكتابة القصيرة تحوى ثلاث نقاط قوة فارقة :

القوة الداخلية والحذق والتشذيب .الإيجاز يمنح الكتابة القصيرة قوة مركزة ، ويخلق فرصا للحذق ، ويلهم الكاتب لتشذيب كتاباته من أجل الكشف عن بهاء اللغة .

ومقالة كوراليت تتمثل نقاط القوة الثلاث كلها ، وهى تلتقط قوة اللغة الأمريكية بأمثلة حاذقة من الخريطة الأمريكية ، وكل اسم ذكى هو مقطع سطحى على الجوهرة .

فى عموده فى صحيفة ( شارلوت اوبزرفر ) كتب " جيف إلدو " المقالة التالية ، ردا على تساؤل جاءه حول انقراض بعض المخلوقات الأمريكية :

" يشبه الحمام الزاجل الحمام النائح لكنه أكثر ألوانا ، إذ يغطى صدره اللون الأحمر الخمرى ، وعنقه أخضر وريش ذيله الطويل لونه أزرق .

فى العام 1800 بلغ عدد الحمام الزاجل نحو خمسة مليارات فى أمريكا الشمالية .

لقد كانت من الوفرة حتى ليبدو أن التطور التقنى للثورة الصناعية قد صمم خصيصا للقضاء عليها .

لقد تعقب التلغراف حركة هجرتها . وأعداد هائلة قتلت بالغاز وهى نائمة بأعشاشها وتم شحنها للاسواق فى مقطورات كثيرة الواحدة تلو الأخرى .
حيث كان المزارعون يشترونها بثمن بخس كغذاء للخنازير التى كانوا يربونها .

وخلال جيل واحد فقط جرت إبادة أحد أشهر الطيور الأمريكية . يوجد جدار حجرى فى منتزه وايلوسنج القومى فى ولاية وسيكنسون يحمل لوحة برونزية كتب عليها " انقرض هذا النوع من الطيور بسبب جشع الإنسان وانعدام حكمته " .

عندما أطلب من القراء أن يبدوا تقيمهم لهذا النص ، يشيرون إلى مواطن عديدة متألقة فيه . ومن بين ذلك :

عبارة " مقطورات كثيرة الواحدة تلو الأخرى " التى تشبه فى تتابعها المقطورة نفسها .

عبارة " تم قتلها بالغاز " توحى بالمجازر التى تحدث فى الحروب .

يحتوى المقطع الاول من المقالة على صور طبيعية بينما المقطع الثانى يحتوى على لغة التدمير التقنية .

لقد استغل الكاتب بذكاء التشبيه فى بداية المقالة بين الحمام الزاجل والحمام النائح مع الأخذ فى الاعتبار انقراضها .

فى الأعمال القصيرة تتضح النهاية للقارىء منذ البداية . ومع النهايات التى يكتبها ، يضع إيلدر اللمسة النهائية على النص .

قد تكون الأعمال الإبداعية قصيرة أو طويلة ، وقد تحتوى الأعمال مقاطع قصيرة قوية وحاذقة ومشذبة بشكل جيد وتأتى على شكل أقصوصات أو مشاهد أو وصف أو مقالات قصيرة ، ويمكن أن ينظر إلى هذه المقاطع على حدة ، حيث يمكن فصلها عن النص الكبير وتحليلها والاستمتاع بها بشكل مستقل .

وأورد فى التالى مقطعا من إحدى الروايات المحببة لدى فى شبابى وهى رواية " هيرتسوغ " للكاتب " سول بيل " ) :

" اصطخبت عجلات المقطورات من تحتنا . عبرت بجانبنا غابات ومزارع كثير .

طوى القطار فى غمده السكة الحديد الصدئة . وتجاوز الاسلاك المنحنية المتلاحقة بسرعة ، بينما يتعاظم على جهة اليمين الصوت الأزرق للشلالات المتساقطة .

بعد ذلك رحبت بنا أصداف لبنية للسيارات المغادرة ، وتقافزت فى الأرجاء سيارات خردة ، وطالعتنا مطاحن ( نبو إنجلند ) ذوات النوافذ الصغيرة والصارمة .

أطلت علينا قرى ، وأديرة ، وانسابت على مياه النهر المخملية الهادرة العبارات المائية .

بعد ذلك برزت غابات أشجار الصنوبر بلونها الخمرى المعطاء . وهكذا فكر هيرتسوغ ، متقبلا أن فكرته الخيالية عن الكون كانت قاصرة ، نجم تفجر من العدم خالقا أكوانا وعوالم .

قواه المغناطيسية اللامرئية تقرر أيا من الأجسام تجمع مثيلاتها كى تنتظم فى المدار .

أوحى لنا علماء الفضاء أن كل تلك الغازات الكونية تكونت عن طريق خلطها فى قارورة .

وبعد مضى مليارات من السنين الضوئية ، نرى هذا الكائن الطفولى من براءة بقبعة قشية على راسه وبقلب داخل صدره ، وقد تجلت له فردانية روحه الشقية ، سيحاول أن يكون صورة مهزوزة خاصة به عن هذه الشبكة المعقدة الهائلة " .

وقد يتطلب الأمر فصلا دراسيا طويلا ، وربما كتابا كذلك ، كى تتضح قيمة المقطع السابق .

تظهر حذاقة – الذكاء الحاكم – لهذا النص النثرى فى تلك الشذرات الطويلة التى تلتقط المنظر الذى يتراءى ممن داخل القطار المتحرك .

وفى ذلك الانطباع عن الصراع والطموح الانسانيين ، اللذين تعلوهما قبعة من القش .

ليست هناك كتابة قاصرة فى الصحافة الأمريكية مثل تلك المختصة بالتعليق على الصور ، لكن " جيفرى بايج " من صحيفة ( زى ريكورد ) بنيو جيرسى يكشف الإمكانيات السردية لهذا النوع من الكتابة القصيرة .

لقد توفى المغنى المشهور فرانك سناترا من فوره ، فتخيل صورة تحتل عمودا صحافيا تظهر النصف الأعلى من جسد المغنى مرتديا بذلة رسمية بربطة عنق سوداء وممسكا بالميكرفون وهو يدندن.

" إذا رايت رجلا فى حلة رسمية وفراشة عنق سوداء يختال على خشبة المسرح كقرصات أنيق ، وإذا أُعلمت أنه ظل يغنى بعذوبة ، وحين فتح فمه بالغناء سمعت جزءا من حياتك فى صوته ، وعندما تراه يحنى رأسه إلى الوراء حين يرفع اللحن عاليا فى
المواضع التى يتعمد إشركك فيها ، ويجعلك تنسى همومك وتقفز فى سعادة غامرة .

وعندما يغنى أحلى أغانيه وأكثرها صفاء وعذوبة وتسمع فيها المقطع الذى يحكى عن المرأة التى تلبس نفس الفستان المهترىء والذى يصيبك بالحزن الشديد ، وحين يموت فى لاحق الأعوام تشعر بأنك أقل حياة ، من المؤكد أنك كنت تشاهده منذ أن كان مغنيا

مغمورا يغنى فى الصالونات حتى كبر وصار أحد رموز الموسيقى الرائجة فى أمريكا " .

كيف تمكن بايج من كتابة تعليق على الصورة من 166 كلمة فى جملة واحدة تقع عباراتها الرئيسية قرب نهايتها من دون أن يذكر أسم الرجل الميت ؟

لقد أخبرنى " أعرف .. أعرف ، لقد خالفت كل القواعد اللعينة .

تبا لها . لقد كانوا دائما يقولون لنا ألا نخاف المجازفة ؟ وهذا ما فعلته ...

إذا كنت صحيفة أمريكية وخاصة فى ولاية نيوجيرسى ، فلست بحاجة إلى أن تخبر القراء بأن الصورة التى ينظرون اليها هى صورة سيناترا وليست الأم تريزا " .

والى الاداة السابعة والثلاثين فى مقال قادم



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفضل بيع عمرك كله ؟
- الاسانسير899
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الخامسة والثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الرابعة والثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثالثة والثلاثون
- الجنس مع الموتى
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثانية والثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الواحد والثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة التاسعة والعشرون
- عذابات الشعب الفلسطينى
- نحن بشر
- حكاية ولاء
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثامنة والعشرون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة السابعة والعشرون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة السادسة والعشرون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة االخامسة والعشرون
- بنت عسولة
- أخلاق الضباع
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الرابعة والعشرون


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السادسة والثلاثون