أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - المرأة وغواية الحكاية حول موقد الحرية














المزيد.....

المرأة وغواية الحكاية حول موقد الحرية


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 7133 - 2022 / 1 / 11 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


المرأة تكتب لأنها تريد أن تكتب وتستمتع بالتعبير عما يجول في رأسها. ولكن الشهرة قد تكون سريعة وعاصفة ما أن تكتب في الجنس حتى وإن كان ينقصه الأدب والنضج، بعد أن كانت أغلب كتاباتها تأوهات شبقية وافتراضات طهرانية.
المرأة تكتب لأنها تريد أن تقول شيئاً لم يقله غيرها.
ولن أنسى صورة تلك الكندية العجوز التي تجاوزت سن التقاعد وماتزال تذهب إلى دراسة الكتابة الإبداعية في الجامعة كي تكتسب مهارة جديدة وهي تعد كتابها الثاني، بعد أن أنجزت مطبوعها الأول وهي في الستينات من العمر. فيما امرأة عجوز أخرى وضعت مخطوط كتابها وهي في السبعينات في عهدة ناشر مع اتفاق على عدم نشره وهي على قيد الحياة كونه يحمل محصلة تجارب حياتية جنسية لا تبعث على السرور للذين يعرفونها ولأفراد عائلتها بوجه خاص.
*
لا شك أن لكل صوت رغبة في الوصول ولفت الانتباه إلى الرسالة التي يحملها. وهناك لاشك فارق ما بين الوصول إلى شهرة في الساحة العربية وبين الهدف من الكتابة بالعربية في المرحنة الراهنة، مرحلة سوشيال ميديا، نفخ الشفاه وتجميل صورة الكاتب على حساب صنعته. أو لعلها كذلك منذ أزمنة ساحقة، لكن هذا ما نختبره اليوم أمامنا بجلاء
*
المسافة شاسعة ما بين صناعة الأسماء وتصديرها إلى الصحف والمجلات والمهرجانات والأوسمة، وما بين الشهرة المستحقة إبداعيا. "البرباغندا" وهذا الانتشار المرفق بضجيج مفتعل وخلبيّ تحرص عليه جهات معينة، يحتاج إلى طغاة صغار من الطبقة المثقفة. طغاة يضعون تحت عابئتهم طغاة أصغر منهم وأثر دناءة وعدوانية. وهؤلاء سوف يعيقون النهضة العربية، ولن يكونوا من رعاتها، إلا ظاهرياً.
*
وربما يكون الحديث مطروحاً بكثرة بسبب ظهور المرأة الواضح على الساحة الثقافية وما صاحب هذا الظهور من جديد جميل ومن إشكالات وضجيج واختلال في موازين التقييم والتلقي لدى القارئ والناقد، ساهمت المرأة في بعض حالاتها في تأجيجه وانتشت به بعض الأحيان.

*
الشهرة بطاقة عبور مضمونة لتمرير السيء والمتواضع، وتطال كتابات الرجل كما تطال أشغال المرأة الكاتبة، والشواهد حاضرة اليوم وعلى مر العصور.
*
جميل أن نرى كم ازداد عدد الأصوات "النسوية& الأنثوية". ونرى كيف تصاعدت نبرة الجسد على حساب الشعرية والتحديث في المضمون والصيغة الجمالية.
*
ظهرت في كتابات المرأة بعض الطفرات الفحولية كما أخذت المرأة المبادرة بأن تتغزل بنفسها بعد أن تغزل بأوصافها الرجل دهراً. بينما نجد كاتبة غربية قطعت شوطاً أكبر وفرغت من الكتابة عن جنسها وجسدها، فراحت تنبش في مناطق أخرى، وتكتب عن الدودة، الخنزير، القرد، الفأرة ووحيد القرن بقوة وإبداع.
*
وقد يكون غياب النظريات والدراسات النقدية المجتهدة الجادة في صنعتها هو الذي يحدّ من تطور كتابة المرأة والكتابة في العموم.
الحرية هي التي تتيح للمرأة أن تتحرر من أساليب الآخرين وآلية نقدهم، تتحرر من النسق المعدّ لها سلفاً. قليلا، خطوة، واقعاً وفكرا.
*
ليست غاية المرأة من الكتابة حيازة السلطة، أي استبدال السلطة القديمة الذكورية بنموذج من آخر يحل في صورتها ومقامها ولغتها وأساليها. فاللغة تتسع للجميع، والكتابة بمحمولها الروحي والنفسي تعكس خصوصية ما تدلنا على بصمة المبدعة، كذلك البعد الجمالي الطازج والمغاير الذي يحمله النص هو الدلالة على اجتياز المرأة عتبة التبعية وصولاً إلى ضفة جديدة كانت مهمشة منذ قرون.
*
كي تحقق الكاتبة نقلة في هذا المجال، عليما أن نسأل: إلى أي مدى تحققت حرية المرأة العربية في البيت والقانون والشارع؟
وهنا سنجد الثغرات كثيرة ومتفاوتة من بلد إلى آخر ومن بيت إلى آخر، ومن كتاب إلى آخر.
ويذهب بنا هذا السؤال إلى منطقة أخرى مهمة وهي "كيف نقرأ" فالقراءة فن ومشاركة في الإبداع، فعالية حثيثة ومتواصلة توليها الدول الغربية اهتماما.
أذكر كتاباً صدر بالإنكليزية في الأربعينات بعنوان "كيف تقرأ كتاباً" يضع بين يدي القارئ(ة) درساً تعليمياً تثقيفياً للمبتدأين وإلى أعلى طبقات القراء المجتهدين. تُرجم الكتاب إلى لغات عدة-ماعدا العربية- ومايزال يطبع من جديد.
*
المرأة تكتب حين لا تستطيع أن تصمت وفي دمها تلك الخلطة السحرية من غواية شهرزاد والحكايا التي تحوم حول موقد الحرية ونيرانها المستترة.

( النص من مشروع كتاب عن تحولات صوت الكاتبة وصورتها في ثقافة البيت العربي المعاصر)


جاكلين سلام، شاعرة، كاتبة، ومترجمة سورية كندية
( النص من مشروع كتاب سيصدر عن صوت الكاتبة وصورتها في ثقافة البيت العربي المعاصر)



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على خطوات المترجم العربي في المهجر الكندي. حوار مع الم ...
- الجلجلة والطريق. قصيدة
- أشجار الأبجدية
- من قصائد الهنود الحمر-الكنديين الأوائل، رجل هزيل. ترجمة جاكل ...
- قراءة نقدية للدكتور الناقد زياد العوف حول قصائد -جسد واحد وأ ...
- يوميات مهاجرة وقصص انتحار في نهايات كل عام
- أنا والهنود الحمر
- عقوبة حلاقة الشعر على الصفر للنساء والرجال. الفرق بين شيرين ...
- مشاركات مهجرية في المهرجان الشعري الذي تقيمه مؤسسة العويس ال ...
- دليل الهجرة. نص شعري
- يوميات ترجمانة صحفية مهاجرة
- حوار سوريان مهاجران إلى اللغة والمخيلة في البحث عن أسرار الك ...
- جائزة سلطان العويس الثقافية. إشكالية التقييم الثقافي بين الم ...
- عن كتابة المرأة والجسد. ليس الجسد غرفة مغلقة...
- أنقاض وعيون. قصيدة
- انطباعات حول مستودعات الكتب المستعملة في كندا ومعارص الكتب ف ...
- خصومات حول جائزة نوبل وجوائز أخرى. واقع المترجم العربي مقارن ...
- العقلية العربية وجائزة نوبل، متعة الفوز أم متعة الرحلة! اليس ...
- حوار جاكلين سلام مع الحقوقية والروائية العراقية الكندية نيرا ...
- حوار جاكلين سلام مع الدكتور وليد الخشاب في أعماق التجربة الإ ...


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاكلين سلام - المرأة وغواية الحكاية حول موقد الحرية