أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي عبد القوي العبسي - مثقفو الكراهيه















المزيد.....

مثقفو الكراهيه


عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 7131 - 2022 / 1 / 9 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما نسعى من اجله هو تكوين المثقف الملتزم الخالي من التعصبات والافكار الضيقه
وما نعاني منه في مجتمعاتنا العربيه وبشكل اكثر حده في مجتمعنا اليمني هو ظاهره انتشار المثقف
العصبوي المتحزب الضيق وهي حاله سائده ومستمره منذ عقود طويله من الزمن
منذ نشأه الحركه الوطنيه اليمنيه قبل قرن من الزمن

لا يعلم المثقفون اليساريون في العالم العربي عن وجود حاله التحيزات العصبويه السلبيه والتعبئه لدى اغلب مثقفي ومناضلي اليسار اليمني القومي الذين ينتمون الى جغرافيه الوسط والجنوب اليمني
وعن ذلك الشحن الثقافي السياسي المتراكم منذ مطلع الخمسينيات بل وامتداداته التاريخيه الجذوريه الاقدم

وفي هذا الموضوع المثير للانتباه ساطرح هنا رأيي حول هذه الظاهره الثقافيه السياسيه السلبيه من اجل تعميم الفائده وايضا لكي استثير واحث على الكتابه كل من لديه المام واستيعاب وفهم اكبر
لهذه الظاهره السلبيه المزعجه التي اصابت كبار المثقفين والمفكرين والقاده السياسيين من مختلف المشارب السياسيه والفكريه و الحقت اضرار فكريه بالغه بنا حتى
نحن ابناء هذا الجيل لم نسلم من تاثيراتها لفترات طويله من اعمارنا
وبادئ ذي بدء احب ان الفت انتباه قارئ المقال الى ان هذه التحيزات والتعبئه السلبيه موجوده ايضا وبدرجه اكبر لدى متعلمي و مثقفي الشمال وقادتهم ومناضليهم السياسيين
ولكن الامر هنا ليس بالمستغرب لكون البيئه الاجتماعيه السائده في الشمال يغلب عليها طابع الثقافه القبليه التقليديه
والبنيه الاجتماعيه هي بنيه قبليه متأخره بينما الوضع يختلف نسبيا في الجنوب والوسط حيث تجد الكثير من مظاهر وعناصر التمدن لاسباب كثيره ابرزها توسع العلاقات والنشاطات الراسماليه الزاحفه من مدينه عدن الى اريافها المحيطه في الجنوب وتعز
وحيث انتشرت وراجت الحركه الوطنيه التقدميه الثوريه ومعها وقبلها الخطاب الليبرالي التنويري الاسلامي بتنويعاته المختلفه

الجذر السيكو ثقافي لحاله الكراهيه السائده لدى مثقفينا

من خبره الاحتكاك الشخصي بالعشرات من المثقفين والمناضلين اليساريين والذين ينتمون جغرافيا الى تعز والى الجنوب
وهم في الغالب اما ناصريين او حركيين من حركه القوميين العرب ومؤخرا يساريين ليبراليين جميعهم منحدرين من خلفيه اسلاميه سنيه
وجدناهم تحت تأثير تعبئه سياسيه وايديولوجيه عصبويه وحزبيه ضد سياسيي الشمال والقوى السياسيه القادمه من الشمال والمهيمنه على الحكم لفترات طويله فتره الحكم الملكي المتوكلي الزيدي ثم فتره الحكم العسقبلي الحاشدي السعودي (نسبه الى قبيله حاشد وجناحيها السياسيين سنحان (عائله علي صالح ) وعمران
مشيخه آل الاحمر )
والامر هنا اكثر من كونه رده فعل نفسيه فكريه اخلاقيه وسياسيه ناتجه عن احساس بالغبن جراء الاضطهاد القادم من المركز العصبوي الاستبدادي في صنعاء و الذي مورس تجاه الوسط والجنوب و الذي كان موجودا ابان العهود السياسيه السابقه
واكثر من كونه رد فعل سياسي فكري ثقافي ثوري ضد قوى الثوره المضاده لثوره الستينيات (ثوره سبتمبر واكتوبر )
والتي ولاسباب معروفه تاريخيا تركزت قواها وتموضعت جغرافيا في هذا المركز العصبوي الشمالي
معقل الانظمه السياسيه السابقه المستبده

بل الامر يعود ايضا الى كونه نتاج تحيزات عصبويه سلبيه وحزبيه ايضا وتعبئه ايديولوجيه وثقافيه مسبقه ضد هذا الشمال وقواه السياسيه حيث يسود الفكر الزيدي و حيث مال كثير من متعلميه ومثقفيه وسياسييه في فتره الزمن الثوري الجميل الى التقارب ومناصره حزب البعث ( على مساوئه لكونه متخم بخصوصيته اليمنيه العسقبليه ونزعته شبه الفاشيه ) في مقابل تمترس الطرف الاخر من ابناء الوسط والجنوب خلف الحركه الناصريه
وحركه القوميين العرب وهما حركتان لهما بعض الملامح شبه الفاشيه و الاسلام السياسي السني الفاشي الاخونجي السلفي

وما رافقه من ارتباطات سياسيه وتنظيميه وثقافيه وشعبيه بالدول التي كانت مصدر ومنبع هذه الافكار والثقافات
وقد استمرت هذه الارتباطات لعقود من الزمن من خلال العلاقات السياسيه و الانشطه الثقافيه المتبادله والمنح والبعثات والهجره والاغتراب والتجاره ايضا
بل ان هذا التقارب يعود الى عهود تاريخيه اقدم الى مئات السنين
وعزز من ذلك حاله العداء السياسي الفكري الذي حدث في الستينيات بين جناحي الحركه القوميه العربيه البعث ونظام عبد الناصر
وعكس ذلك نفسه على الاستقطاب الحاد بين القوى السياسيه الوطنيه شمالا سواء داخل النظام السبتمبري الوليد او داخل صفوف الحزب الاشتراكي اليمني ذا الشعبيه الواسعه انذاك والامتداد
في شمال البلاد
وعكس نفسه في دورات الصراع السياسي بين اجنحه الحكم شمالا وحتى ايضا على الصراع السياسي بين الشمال والجنوب
لاحظوا معي هنا ثنائيات الصراع التي طبعت تاريخنا الوطني المعاصر بطابعها الخاص
بعث وناصريه شمالا
سنيه وشيعيه شمالا
ثقافه قبليه تقليديه في الشمال وثقافه استعماريه مدنيه في الجنوب

هذا هو الشق الثقافي الفكري السياسي التحريضي ل دورات الصراع المتكرره منذ الستينيات وحتى التسعينيات
والتي بقيت ايضا في دورات الصراع اللاحقه التي حدثت
حيث لا يزال هناك قدرا لا بأس به من رواسب تلك الصراعات السابقه

تنويه

انا هنا ادع جانبا الاسس الاجتماعيه الطبقيه والسياسيه الاستعماريه الرجعيه الخليجيه والجيوسياسيه والوطنيه السياسيه للصراع
وما اشير اليه هنا هو هذا الموروث الثقافي الفكري السياسي العصبوي الحديث الذي لعب الدور السائد الاكبر في التأسيس لثقافه الكراهيه وانتج في بلدنا ما يمكن تسميتهم ب ( مثقفي الكراهيه )
من شتى المشارب السياسيه والفكريه ومن مختلف المستويات الثقافيه والفكريه ومن شتى الاجيال العمريه ومن مختلف التخصصات المعرفيه والمهنيه ومن مختلف البيئات الاجتماعيه الثقافيه الفرعيه تحديدا في اقليمي الوسط والجنوب الجغرافيين من اقاليم الوطن
لان اقليم الشمال كان له انذاك واقعه الخاص وخصوصياته الاجتماعيه والثقافيه المعروفه
و يعيش حاليا موجه من الحس الوطني والتحول الثقافي والفكري الوطني البطئ المحاصر و المثقل
بكل سلبيات ذلك الموروث الثقافي الاجتماعي من الانظمه السابقه

سياسات خاطئه

وبالعوده الى ذكر الاستقطاب الذي تحدثنا عنه انفا
نرى ان هذه التباينات الثقافيه الفكريه السياسيه وذلك الاستقطاب الثقافي السياسي القديم
قد كرست وعمقت من حاله التشظي الاجتماعي و حاله التباعد الاجتماعي السيكولوجي ( ان صح التعبير ) بين ابناء هذين الاقليمين الجغرافيين اليمنيين وسط جنوب وشمال
وساعدت بنيه الاستبداد الاجتماعي شبه الاقطاعي
والاستبداد الدولتي المتوكلي في توسيع شقه التباعد الاجتماعي وتغذيه حاله الكراهيه ثقافيا وفكريا و سيكواجتماعيا
قبل ان ياتي لاحقا التخريب الاستعماري البريطاني الذي ساهم في اذكاء مشاعر
وتغذيه نزعات المناطقيه والطائفيه والجهويه لدى مثقفي الوسط والجنوب واللعب سياسيا على هذه التناقضات
بل وما ساهمت به الثقافه الاستعماريه البريطانيه من نشر لكافه ممارسات الاستعلاء المديني البورجوازي
في الخطاب الثقافي والسياسي لدى مثقفي الوسط والجنوب ضد فلاحي قبائل الشمال ومثقفيه سواء كانوا رجعيين تقليديين او قوميين تقدميين
وما مارسه الحكم الاستعماري في عدن سياسيا وعسكريا وامنيا اثناء نشاطه وتحريضه ضد نظام الشمال الامامي المتوكلي خاصه ابان فترات الحساسيه والصراع بينهما ابان فتره الحكم الوطني
للامام يحي حميد الدين الذي ناصب الاستعمار البريطاني في الجنوب العداء فعلا في اغلب فترات حكمه وتقارب مع السوفيات والطليان نكايه ببريطانيا و رفضا لها
على عكس ابنه الطاغيه الفاسد الذي كان يهادن بريطانيا في اغلب فترات حكمه

مازاد الطين بله

وارتكب ايضا النظام المصري زمن عبد الناصر الداعم لثوره الستينيات جريمه التدخل السياسي الاستخباري الفاشي الفج الاهوج على خط منطقه شحن طائفي
وموروث زاخر بالاحقاد الثقافيه الفكريه
و حقل الغام ثقافي فكري شديد الخطوره !
من خلال ممارسات المخابرات المصريه سيئه الذكر التي لا تعرف شيئا عن الزيديه ولا عن البعث
ولا تعرف شيئا عن تاريخ المنطقه وارثها الثقافي الحضاري
وكل هذا تحت غطاء الاطاحه بالاستبداد المتوكلي شمال البلاد باعتباره ركن اساس من اركان الثوره السبتمبريه


القدوه والمثال الذي ينبغي ان يحتذى

وفي البحث عن القدوه والمثال نقول
وحدهم المثقفون الماركسيون قليلو العدد شمالا وجنوبا من كانو استثناء وبعيدين كل البعد عن هذه التحيزات العصبويه والحساسيات والتعبئه المسبقه وبعيدين عن تأثير موروث ثقافي فكري ملئ بكل ما يخرب بنيه السلم الاجتماعي ويضر بالمسار الثوري الديموقراطي التحرري الاجتماعي
ويؤجج حاله الكراهيه والاحتقان من منطلقات عصبويه وحزبيه ضيقه وتافهه
فالكراهيه المقبوله والمبرره هي تلك التي يتم توجيهها ضد كل ما يعادي التقدم والسياده والحريه والديموقراطيه و التنميه والسلم لمجتمعنا
مثقفون كانوا في حياتهم مثالا للاستناره والرشد

وابرز هؤلاء كان الاستاذ عمر الجاوي والاستاذ عبد الله باذيب واخوته ابو بكر وعلي باذيب والاستاذ احمد الشجني ومعهم ايضا
والدي الاستاذ عبد القوي العبسي والاستاذ عبد الباري طاهر واخرين غيرهم
وكلهم جمعتهم ببعض على ارض الواقع علاقه رفاقيه وصداقه متينه
وشكلوا حاله ثقافيه ايجابيه وطنيه ملتزمه بقضايا الوطن والانسانيه والثوره والتقدم الاجتماعي
وكانوا قدوه لنا بما قدموه من مواقف وطنيه ديموقراطيه مشرفه . حيث كانت مقاربتهم وملامستهم لهذه القضايا بعيده عن الوقوع في فخ المواقف المتحيزه العصبويه المسبقه
و كان منطلقهم وموقفهم وطني ديموقراطي علمي انساني ثوري

مع احترامنا واعجابنا ايضا لكل من شكل استثناء مبدعا ومدهشا منحدرا من المدرسه القوميه كالمناضل الاممي والقائد الكبير الشهيد المؤسس عبد الفتاح اسماعيل ورفاق دربه الشهيد جار الله عمر والقائد الوطني العملاق علي صالح عباد (مقبل)
لهم منا عظيم الامتنان لتشييدهم دعائم مدرسه وطنيه حول المثقف الوطني الملتزم المترفع عن العصبويات الضيقه .



#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناس ام الشعب
- حوار مع العم عتريس
- فتش عن الاستعمار
- هديه عتريس للغلابه في عيد الميلاد
- مرحبا بكم في قلب الجحيم ( هنا ميدل ايست )
- الدوجينيه (الاوراسيه الجديده )
- صحفيون ضد السلام
- حرب بارده جديده
- مسار تنموي خاطئ
- 21 ايلول والامال المرتقبه
- المغرب الانجاز الوحيد في وسط سلسله من الهزائم والنكسات
- المغرب الانجاز الوحيد وسط سلسله من الهزائم والنكسات
- الثوره الخضراء الثانيه
- الثوره الخضراء
- هزيمه نكراء
- نداء خبراء المناخ : اخفضوا الحراره
- حول الانذار الاخير الذي تبعثه الينا كوارث تغير المناخ 1-2
- حول الستالينيه
- التجسس سلاح فعال لخدمه العدو وتحطيم المقاومه
- الارض المتجوله


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي عبد القوي العبسي - مثقفو الكراهيه