أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي عبد القوي العبسي - مسار تنموي خاطئ















المزيد.....

مسار تنموي خاطئ


عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتباهى عسكر البورجوازيه بمصر بانجاز ما اسموها (المشاريع العملاقه )
ولا يكف اليوتيوبرز عن التطبيل و التلميع
ومعهم جوقه الاعلام و الفكر والسياسه
متناسين ان تأجيل وتسويف وتعطيل السياسه الاجتماعيه والبرامج الاجتماعيه الراميه الى تحقيق العداله الاجتماعيه في الاطار الذي تسمح به الظروف الواقعيه و خصائص المرحله لا يعني فقط حرمان جيل باكمله من حقوقه الانسانيه المشروعه والتضحيه به على مذبح الانطلاقه التنمويه المزعومه
وانما تعويق وتعطيل وافشال تحقيق الاهداف البعيده للخطه الاستراتيجيه ذاتها التي تندرج في اطارها هذه المشاريع
والتنميه بهذا الاسلوب الذي لا يراعي البعد الاجتماعي حتما سيكتب لها النجاح الضئيل
بسبب غياب الحوافز للطبقه العامله المنخرطه في هذه البرامج والمشاريع
وما الفائده من نظام سياسي لا يهتم بالتنميه الاجتماعيه !!
وما هي هذه التنميه الناقصه التي تفتقر الى اهم مكون من مكوناتها واهم بعد من ابعادها !!
الجميع يعرف انه لا فائده مرجوه من اي اداء او نشاط انتاجي على صعيد المردود الاقتصادي الوطني في ظل اجور هزيله واسعار مرتفعه وظروف عمل قاسيه وخدمات متدنيه
وفساد مستشري ناهيك عن مناخ النهب للثروه من قبل حيتان البورجوازيه و التوزيع الغير عادل للثروه الذي يولد حاله من الاحباط والاستياء الاجتماعي الشديد
ولو انك تحاجج وتقول هذه المشاريع الضخمه ستوفر منصات للشغل وتحسن من توفير الخدمات للمواطنين وان مردودها الايجابي على الاقتصاد الوطني ككل سيكون في المستقبل
ساقول لك حسنا وكم سيكون مقدار هذه الاجور وهل ستلبي متطلبات المعيشه هل ستكفي ميزانيه الاسره ولو في الحد الادنى
كم ستستوعب من العمال وماهي ظروف العمل هل هو عمل آمن هل الحقوق مصونه
هل هناك ضمان للمردود و الانتاج وانعكاسهما على الاجور في المستقبل
الى اين ستذهب الارباح في معظمها هل سيحدث تراكم للثروه بالقدر الذي سيمتص
تضاعف الديون وعبء خدمتها ( قروض تمويل المشاريع ) او سيمتص اثر التزايد السكاني و ازدياد المتطلبات الناتجه عنه
هل ستمتص اثار تغير المناخ او تواجه الاثار السلبيه لاي عقوبات اقتصاديه محتمله لسبب ما
هل ستواجه المخاطر المهدده للامن القومي التي تتكاثر هذه الايام
هل هذه المشاريع منتجه وتوفر فرص توظيف كثيره
هل ستنعكس ايجابيا وبقدر ملموس على تحسن وضع العمله والقدره الشرائيه وتحسين مستوى معيشه المواطنين الفقراء الذين يشكلون اغلبيه سكان هذا البلد
طبعا اشك في امكانيه تحقيق ذلك في ظل الاسلوب الحالي من الاقتصاد اللااجتماعي
كما ان مفهوم التقدم يفقد معناه الحقيقي هنا
لانه لا تقدم اجتماعي بدون عداله اجتماعيه
ولا يمكنك ان تقول هناك تقدم في هذا المجتمع في الوقت الذي فيه جزء بسيط فقط من السكان من يتمتعون بالمزايا ومردود المشاريع ويجنون الارباح فيما الغالبيه ترزح تحت وطأه المعاناه والوضع المعيشي الصعب الذي يزداد تدهورا يوما بعد يوم
مشاريع السيسي العملاقه لن تصنع معجزه اقتصاديه او تخلق نمرا اقتصاديا كما تطمح نخبه البورجوازيه المصريه مالم ياخذ النظام في الحسبان المسارعه الى تبني برنامج مقبول ومعقول للعداله الاجتماعيه وتحويل الاقتصاد الى اقتصاد ذي بعد اجتماعي حقيقي
مالم يعيد النظر في الكثير من القرارات والسياسات الظالمه الراسماليه المتوحشه والمجحفه بحق الطبقات الشعبيه
وعليه ان يركز اكثر على وسائل تحسين معيشه الفقراء اكثر من اهتمامه بالانتعاش الاقتصادي للطبقتين البورجوازيه والوسطى العليا اكثر من اهتمامه بمعدل النمو وتراكم الثروه
ان يهتم بتحقيق التنميه الاجتماعيه على الوجه الافضل الذي يساعد في تحقيق التقدم التنموي المنشود
على سبيل المثال نذكر واحده من هذه السياسات الاجتماعيه الجيده سياسه تحقيق عداله ضريبيه فعاله والاستفاده من عوائد الضرائب على الاغنياء في تقديم اعانات اجتماعيه معقوله للفقراء
وفي انشاء مشاريع تنمويه اجتماعيه خصوصا في الريف والاحياء الفقيره والمدن الفقيره
ولا شك ان الاستخفاف بعشرات الملايين من الفقراء والضرب بمصالحهم عرض الحائط حتما ستكون له عواقب وخيمه على استقرار البلد واستقرار النظام
كذلك ما لم يضرب حيتان الفساد
ويخفف بقرارات جريئه من اثار التبعيه الاقتصاديه وينهج نهجا اقتصاديا وطنيا حقيقيا
فلا فائده مرجوه في المستقبل

وهم الضبط السياسي

يعتقد الجنرال الفاشي العميل انه بتخلصه من جماعه الاخوان الفاشيه الاسلاميه وهي الجناح اليميني المتطرف الاحتياط للنفوذ الاستعماري الاطلسي والاحتياط اليميني المتطرف للطبقتين العلويتين
قد استتب له الامر وانه قد ضمن رضا الجمهور و كسب الشارع بالتخلص من محرضي الداخل ومثيري الفتن
ونسي ان الشعب المصري عندما يثور لا يحرضه الاخوان فقط ولا جموع المعارضه السياسيه بطيفها الواسع التي هي في الاصل معارضه ضعيفه منهكه ومخترقه من النظام !!

وانما تحرضه بالدرجه الاولى سياسات النظام الحمقاء و المعاديه لمصالح الطبقات الشعبيه الفقيره والتي كانت تقود المجتمع دائما الى انتفاضات شعبيه عارمه طيله الخمسه العقود الماضيه بعد رحيل حسن الصيت الزعيم التقدمي الثوري الخالد جمال عبد الناصر
وتاتي في وقت غير متوقع لم يكن بالحسبان بل وتاتي في عز جبروت وسطوه النظام
و يشعلها في الغالب مستصغر الشرر اي حوادث اجتماعيه بسيطه !!
وعلينا ان لا نتجاهل ان العوامل الاخرى من تحريض الاجنبي او تدخلاته التخريبيه مثل الفوضى الخلاقه او تحريض الفاشيين الاسلاميين الذين اعتادوا ان يمتطوا فيما بعد الموجه ويستفيدوا من مثل هذه الانفجارات الاجتماعيه لهي عوامل ثانويه قياسا باخطاء النظام الفادحه وسياساته الكارثيه المعاديه للشعب
والدرس المستفاد تاريخيا ان السياسات الاجتماعيه الظالمه للشعب هي اكبر محرض على قيام الثوره الشعبيه

نسي الكثيرون ان جمال مبارك في العام 2010 اي قبل قيام ثوره 25 يناير باشهر قليله كان قد اعترف بالتقصير الشديد في جانب العداله الاجتماعيه
وهو ما دفع ثمنه لاحقا نظام ابيه السياسي
يأتي بعد ذلك الجنرال عبد الفتاح السياسي ويقرر السير على نفس نهج مبارك واقعا في نفس الخطأ ويكرر اسلوب التباهي الدعائي ذاته الذي كان عند سلفه مبارك
حيث يتباهى بالثروات المكتشفه والمشاريع العملاقه والعلاقات الوطيده مع اسرائيل والغرب
والخدمات الجليله التي يقدمها للمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقه
وتضبيط المنطقه وردع الجيران المشاغبين !!
وكلها خدمات لمصلحه الغرب الامبريالي الاطلسي واعوانه في المنطقه
مثل خدمه احتواء المقاومه الفلسطينيه و دعم التمدد الصهيوني مؤخرا بطريقه ذكيه وجهنميه وغير مباشره
اذ لا يزال هناك نشاط خفي لمشروع صفقه القرن الذي يجري تعديله بحسب متغيرات الاحوال
ولا يزال للنظام المصري دورا مهما خفيا مقابل اثمان مدفوعه !!
السيسي هو مبارك الثاني واستمراريه لذات النهج والمدرسه
مع فارق انه لديه الان هامش مسموح للمناوره والتحرك ومغازله هذا وذاك
من اقطاب العالم المتعدد شرقا وغربا !!
لكنه يلعب نفس اللعبه القذره ويؤدي ذات الادوار المشبوهه !!
وهو ما تجده في تحمسه لمشاريع امريكيه صهيونيه ك الناتو العربي والشام الجديد وصفقه القرن و المشروع الابراهيمي وغيرها
وكلها مسميات تندرج ضمن الخطه الاستراتيجيه للناتو في الشرق الاوسط في المرحله المقبله
التي يسمونها مرحله ما بعد امريكا !! والتي يجري فيها ادماج بطئ تدريجي للكيان الصهيوني في المنظومه العربيه !!
يظن الكثيرون ان الغرب يلعب الان مع مصر السيسي لعبه الدعم للنهوض وتاديه الدور البديل لتركيا اردوجان في المنطقه وهذا ما قد يفسر جزئيا سر المشاريع العملاقه و النهضه التنمويه
الحاليه
ونحن نرى خلاف ذلك التفسير المؤامراتي !! ان ما يحدث انما هو تجديد النظام لنفسه بتحفيز من ثوره 25 يناير التي كشفت وعرت الكثير من عيوب نظام مبارك
وان سياسه خدمه المستعمر هي ذاتها مستمره كما كانت في السابق
وهذا التجديد في السياسات ياخذ طابع شعبوي اكثر ويستلهم تجارب ناجحه عده للنهوض التنموي وهو ما ينعكس في كون حجم وعدد ونوعيه مشاريعه التنمويه الضخمه اكثر ضخامه وابهارا و اوسع نطاقا من قبل مع تنويع اكثر في مصادر التمويل
مع كون اغلبها مشاريع للبنيه التحتيه والخدمات او مشاريع انتاجيه تخدم فئات اجتماعيه معينه وسطى وعليا في الغالب ولا توفر وظائف بالحجم المطلوب سنويا
لكنه يقع في نفس الخطأ الفادح الذي وقع فيه جمال مبارك
خطأ اهمال سياسات تحقيق العداله الاجتماعيه في اطار الممكن
حيث لم يفعل شيئا حقيقيا ذا قيمه في هذا الجانب و عيبه انه يصغي اكثر الى صوت مستشارييه الخائبين
و لا يكترث لاصوات الطبقات الشعبيه وجماهيرها الضعيفه المنهكه بالفقر والجوع والغلاء
وتدني الخدمات ويرفض الاصغاء الى صوت الناقدين والناصحين
بمعنى انه ليس لديه مشروع عملاق يخص العداله الاجتماعيه
وهو يصر على الاستمرار في نفس سياسه التوحش الراسمالي التي بدأها السادات وتوغل فيها مبارك وهي سياسه تخلي الدوله عن وظائفها وتحميل العبء على الفقراء
وعدم الاكتراث بمصالحهم والاضرار بحقوقهم الانسانيه المشروعه
وهو ما سيسفر في نهايه المطاف عن اندلاع موجه جديده من الغضب الشعبي اكثر قوه وزخما ليس فيها لا اخوان اقوياء متأمرين ولا محمد علي المقاول الغاضب خائب المسعى
وانما انفجار اجتماعي عفوي عنيف
يصنعه بغباء نظام السيسي نفسه
وان غد ا لناظره قريب .



#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 21 ايلول والامال المرتقبه
- المغرب الانجاز الوحيد في وسط سلسله من الهزائم والنكسات
- المغرب الانجاز الوحيد وسط سلسله من الهزائم والنكسات
- الثوره الخضراء الثانيه
- الثوره الخضراء
- هزيمه نكراء
- نداء خبراء المناخ : اخفضوا الحراره
- حول الانذار الاخير الذي تبعثه الينا كوارث تغير المناخ 1-2
- حول الستالينيه
- التجسس سلاح فعال لخدمه العدو وتحطيم المقاومه
- الارض المتجوله
- السيف اصدق ان صدق
- المهافيف السبعه
- عجبت لمن يرجو العون من عبد المعين
- جبل شامخ في لبنان اسمه فيلمون
- هكذا ستسقط دوله الكيان الصهيوني ( اسرائيل )
- المكاسب المتحققه في انتفاضه مايو ايار الفلسطينيه
- انتفاضه فلسطينيه ثالثه
- الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني المسمى باسرائيل
- قلت استحاله ان تضيع القدس


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي عبد القوي العبسي - مسار تنموي خاطئ