أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عدلي عبد القوي العبسي - الدوجينيه (الاوراسيه الجديده )















المزيد.....


الدوجينيه (الاوراسيه الجديده )


عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 14:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ما هي الدوجينيه ؟!

هي نظريه (الاوراسيه الجديده )التي كانت وراء نشوء فكره ما يسمى بالاتحاد الاوراسي
و منظرها الاكبر هو المفكر الروسي الشهير البروفيسور الكسندر دوجين والذي يعد الملهم الاكبر للسياسات في روسيا البوتينيه
ويعتبره الكثيرون بمثابه الدماغ المفكر لنظام بوتين السياسي
من ابرز اعلامها الرئيس الراحل نور سلطان نزارباييف صاحب فكره الاتحاد الاوراسي
وهو الزعيم الذي سميت العاصمه الكازاخيه استانا باسمه مدينه نور سلطان وهي مدينه جميله مزدهره يتوقع لها ان تكون في المستقبل القريب عاصمه الشرق !!
الاوراسيه تسمي نفسها النظريه السياسيه الرابعه بعد النظريات الثلاث الشيوعيه والقوميه والليبراليه التي اثرت في المشهد السياسي الثقافي الروسي طيله ال مائه وخمسين عاما الماضيه
وتعود جذورها الى الاوراسيه الكلاسيكيه التي ظهرت اواخر عهد لينين
تحديدا الى كتابات الامير نيكولا روبتسكوي ومن بعده المفكر الروسي جوملييف
وهي تقوم على منهج التحليل الجغرافي السياسي (الجيوسياسي) للتاريخ
بحيث ان الاحداث المرتبطه بمصالح مشتركه ومصير مشترك لعده شعوب او قوميات متقاربه تقع ضمن فضاء ثقافي حضاري واحد تحددها الجغرافيا السياسيه التي تضم هذه الشعوب وهذه الثقافات المتقاربه
كما هو الحال في الجغرافيا الاوراسيه والفضاء الاوراسي الصغير والاكبر
اهميه اوراسيا في الاستراتيجيا الجيوسياسيه الدوليه تجد توصيفها الاكثر تركيزا في
مقوله شائعه في الجيوبوليتيكا او الجيوسياسه لدى المفكرين الجيوسياسيين الغربيين والشرقيين مفادها ان اوراسيا هي قلب العالم او قلب الارض وان من يحكمها يحكم العالم
اخذ الاهتمام يتزايد باوراسيا في الدراسات الجيوسياسيه العالميه مع اندلاع الثوره البلشفيه وظهور الاتحاد السوفييتي ونشوء المعسكر الشرقي والدعم الواسع النطاق الذي قدمته هذه البلدان لثورات التحرر الوطني في العالم اجمع ثم بروز النظام الدولي ثنائي القطب
حيث برز الاتحاد السوفييتي كقائد فاعل وموجه بشكل مباشر وغير مباشر لاغلب سياسات الدول في ثلاثه ارباع الكره الارضيه لما يزيد عن ثلثي فتره القرن العشرين
هنا تعاظمت الذاتيه الروسيه والاوراسيه على مرحلتين الاولى مع الصعود العالمي والنجاح الباهر لدول المعسكر الشرقي بقياده الاتحاد السوفييتي والصين
والمرحله الثانيه مع السقوط العالمي لهذا المعسكر و بروز ما بدا انه فشل ذريع ( للثقافه الغربيه عامه والسياسيه خاصه ) داخل روسيا واوراسيا ككل بل واوراسيا الكبرى بمعنى فشل ايديولوجيات الغرب الثلاث في
تحقيق نهوض حقيقي ببلدان المشرق
على النحو الذي يجعل هذا النهوض يتمتع باستقلال وفاعليه بعيدا عن تحكم وهيمنه الغرب الاستعماري
وبما يحفظ للشرق خصوصياته وكرامته ويعيد له مكانته التاريخيه كمنبع ورائد للحضارات البشريه الاولى
حيث كما هو معروف ان الحضاره البشريه بدأت اقلاعها وصعودها في بلدان المشرق العظيمه كالصين والهند وفارس و الرافدين وسوريا و مصر

لاشك ان ظروف الصعود العالمي ثم الانحسار العالمي خلق احساس متعاظم بالاسى و جرح عميق للشعور القومي وما فوق القومي الثقافي الحضاري في مقابل تعاظم مظاهر الغطرسه الاستعماريه والغرور الثقافي الغربي وفي مقابل ايضا انتشار وباء الانبطاح الثقافي و اشتداد موجه التغريب التي اجتاحت البلاد والبلدان التي كانت متحالفه معها بعد عام تسعين
في ظل ظروف كهذه كان من الطبيعي ان تزدهر نظريه الاوراسيه الجديده كنظريه بديله وهي التي قلنا انها ولدت في ظل ظروف سادت فيها مظاهر الجمود والتكلس والتراجع في الدوله الثوريه التقدميه الامبراطوريه العملاقه في العقدين الاخيرين لعمرها اي السبعينات والثمانينات
وايضا التراجع في صين ماو في الفتره ذاتها
ويعتبر الكثير من الباحثين ان بروز ملامح الاخفاق والهزيمه التاريخيه في صراعها مع الغرب الرجعي البورجوازي الامبريالي
في فتره شيخوخه الاتحاد السوفييتي هو الجذر الاساس لنشوء الافكار الجنينيه للاوراسيه الجديده ثم بعد ذلك وعقب السقوط العظيم برزت الاوراسيه الجديده كصبي فتي يستعد للانطلاق واكتساح الوسط الاكاديمي والثقافي والسياسي في عموم روسيا ومحيطها الجغرافي الاوراسي
وهكذا بدأنا الان نمتلك الفكره المفتاحيه عن كيف ولماذا ظهرت (الاوراسيه الجديده ) والتي سيحب البعض ان يسميها : الدوجينيه
و كيف اصبحت المدرسه الفكريه الاكثر رواجا وقبولا لدى السلطات الروسيه بل والانتلجنسيا الروسيه ككل
واصبحت بمثابه النظريه السياسيه الملهمه للحزب الحاكم المسمى ب حزب روسيا الموحده
او النظريه الملهمه للجناح الحاكم الحقيقي الذي هو جناح انصار الاتحاد الاوراسي داخل النظام السياسي الروسي الحالي
الذي هو عباره عن تيار جديد ناشئ في الحكم يسعى الى انشاء الاتحاد الاوراسي بحيث يضم جمهوريه روسيا الاتحاديه ومجموعه من الجمهوريات المجاوره التي كانت منضويه في الاتحاد السوفييتي
تيار سياسي يسعى الى تحقيق تكامل وتعاون وتحالف كل بلدان اوراسيا الكبرى من اجل تطهير الشرق من نجاسه الغرب الامبريالي هذا الغرب الرجعي الفاشي الصهيوني الذي تقوده دوله الولايات المتحده الاميركيه .
والذي هو بحسب ما يخبرنا التاريخ السبب الاكبر لكل مأس وويلات ومشاكل بلدان الشرق الحديث والمعاصر

نوضح اكثر للاجابه على السؤال التالي ؛
لماذا الدوجينيه ؟!

ولنبدأ من ظروف البدايات والنشأه ونقول
مثلما كانت الاوراسيه الكلاسيكيه تنشأ بالمزامنه مع نهوض روسيا في مطلع القرن العشرين
واحتدام جدل التأخر واللحاق في الوسط الفكري والفلسفي
وتصاعد الدعوات المناهضه للنفوذ الغربي البورجوازي الامبريالي السياسي والثقافي في روسيا و
التي تصاعدت بعد هزيمتها في الحرب العظمى الاولى وكذلك كانت تنشأ وسط الطموحات الفكريه السياسيه لتجاوز التأخر الاقطاعي الراسمالي الاقتصادي التكنولوجي قياسا باوروبا الغربيه
و مثلما انها كانت في المجمل رد فعل فكري ثقافي تاريخي على تغلغل ما اعتبروها مدارس فكريه غربيه في اوساط المجتمع الروسي ومجتمعات اوراسيا ككل
مثلما حدث ذلك مع الاوراسيه الكلاسيكيه قبل مائه عام
حدث الامر نفسه مع ظهور الاوراسيه الجديده قبل ثلاثين عاما
حيث ان الدوجينيه او الاوراسيه الجديده ايضا ولدت
كرد فعل فكري احتجاجي تاريخي على كارثه تراجع المكانه الدوليه لروسيا
وانهيار روسيا السوفيتيه مطلع التسعينيات وتلاشي التجربه الثوريه السوفيتيه في الحكم
وسقوط الصوره المثاليه لدى قطاع واسع من مثقفي عموم روسيا والمحيط الطوراني السوفييتي
فالدوجينيه اتت كاحدى تعبيرات فكر الازمه في روسيا التسعينيات الفوضويه الليبراليه
و كرد فعل ( انفعالي اكثر من كونه عقلاني ) رافض لكل مظاهر السقوط و التهاوي الليبرالي الفوضوي زمن يلتسين الرئيس الضعيف السكران
العميل الخائن للغرب الامبريالي
الدوجينيه تبدوا لنا ك رد فعل سلبي في المجمل وان كان يحمل في طياته بعض عناصر الاتجاه الايجابي
وقد نشأت الدوجينيه في البدء على شكل مزاج فكري عام سئ لدى الانتلجنسيا الروسيه الناقمه على النظام الجديد ونخبه الحكم الجديده او ان شئت عصابه الحكم الجديده اليلتسينيه البعيده كل البعد عن مصالح شعوب الاتحاد الروسي و المصالح الجيوسياسيه الكبرى للمحيط الروسي في الفضاء الاوراسي الكبير
تطورت الدوجينيه وتبلورت بشكل اوضح في زمن الرده الفكريه والانحطاط الفكري الثقافي المصاحب للارتداد السياسي الايديولوجي والازمه الاجتماعيه الاقتصاديه سنوات التسعينيات
والذي اصاب قطاعا واسعا من مثقفي ونخبه البلد
هذا القطاع الواسع كان يضم في الغالب مثقفين بورجوازيين صغار مأزومين لا يمتلكون الحصانه العلميه
المعرفيه التي تقيهم شر السقوط في براثن اللايقين البورجوازي تجاه الماركسيه بوصفها علم التطور الاجتماعي وتجاه الاشتراكيه العلميه بوصفها الحل الحقيقي لازمه البشريه المعاصره الرازحه تحت نير نظام اقتصادي اجتماعي فاسد وغير عادل وغير عقلاني ومتوحش معادي لمصالح الانسان وحريته وكرامته اي الراسماليه الامبرياليه

الاوراسيه ومواجهه الاورومركزيه

من السهوله ان نلاحظ ان الدوجينيه قد وقعت في فخ بعض تصورات المركزيه المعكوسه وهي تصورات بنكهه مركزيه اوراسيه هذه المره مضاده للمركزيه الاوروبيه الغربيه الاستعماريه من خلال تبنيها ولو بالتلميح لبعض افكار التفوق الاخلاقي الطهراني والروحي الثقافي الاوراسي قياسا بالغرب المادي
خلفيه هذا التفوق تعود الى المسيحيه الشرقيه الارثوذكسيه والتي تعد سوريا الكبرى الوطن الاصلي لها وفي المسيحيه الاورثوذكسيه يسود اعتقاد طاغي بالتفوق الاخلاقي الروحي وامتلاك الحقيقه
والمعرفه اللاهوتيه الحقه
ولكنها لا ترقى الى مستوى مركزيه معكوسه كما هو الحال في الايديولوجيات الكبرى التي ظهرت في الشرق الاسلامي والصيني
التي واجهت ورفضت بشده النزعه الاورومركزيه المصاحبه لحركه الاستعمار الغربي و نشوء الراسماليه
وصولا الى مرحله العولمه الامبرياليه وهي المرحله التي توحشت فيها هذه النزعه الثقافيه الاستعماريه
عبر سعيها الى الغاء التنوع الحضاري الثقافي في العالم وارادتها فرض تصورات ومفاهيم وافكار غربيه على بلدان المشرق والجنوب المختلفه عنها في هوياتها الثقافيه وخصائصها الحضاريه وطبيعتها الاجتماعيه والجغرافيه
اعتبرت الدوجينيه (الاوراسيه الجديده ) ان الشيوعيه والقوميه والليبراليه كايديولوجيات غربيه المصدر انها كلها تمثل جوانب من الثقافه الاستعماريه للغرب
وانها كلها عباره عن نتاجات فكريه للمنطق المركزي الاوروبي الغربي في نظرته وتفسيره للانسان والكون والتاريخ والمجتمع والحضاره
وهو المنطق الذي يعتبر ان الغرب المعاصر يقع في اعلى قمه التطور التاريخي الحضاري الفكري الاجتماعي الاقتصادي
باعتباره نتاج التطور الصناعي العلمي التكنولوجي وثوراته المتعاقبه الصناعيه والعلميه والاجتماعيه السياسيه التي ادت الى ظهور المجتمعات الصناعيه الراسماليه المتقدمه المعاصره
وظهور مستويات نوعيه جديده للحياه والفكر والثقافه والتكنولوجيا ومستويات اعلى من التمدن والاخلاق و الحريات والحقوق
وهي المظاهر والنماذج والمنجزات الثقافيه الحضاريه الغربيه التي اراد الاستعمار القديم والجديد وفرضها وتعميمها على كافه شعوب العالم في الشرق والجنوب المتخلف او المتأخر من وجهه نظر الغرب
وانها مسار تطوري محتوم وتجارب ومراحل تطوريه لابد منها للشعوب كافه وان كان هناك تباينات وخصوصيات في هذه المسارات المحتومه
وان النموذج الغربي الحضاري هو اقصى ما بلغه التطور الحضاري حتى الان والانسان الغربي الذي نتج كثمره له هو الارقى حضاريا حتى الان
وان على الشعوب المتأخره السير على نفس الطريق واتباع واقتباس نفس النماذج والنظم والمفاهيم
كي تصل الى نفس المستوى وكي تحقق هدف اللحاق
ولهذا وكردفعل على هذه اليقينيه المستفزه و التسلطيه الفكريه صرحت الدوجينيه برفضها كلها والبحث بدلا من ذلك عن نموذج جديد له منطلقاته الجديده بعيدا عن هذه الايديولوجيات او النظريات الثلاث المستفزه ( من وجهه نظرها ) والمهيمنه والاورومركزيه الطابع
بالمقابل تتميز الاوراسيه الجديده بالانفتاح على كل الشعوب السلافيه والطورانيه في الفضاء الاوراسي الصغير وكذلك الشعوب العربيه والهنديه والصينيه في الفضاء الاوراسي الكبير
وترفع شعار طرد الغرب الاستعماري وانهاء زمن الهيمنه الاميركيه احادي القطب
واحلال نظام عالمي متعدد المراكز ومتعدد الاقطاب فيه يصعد الاقطاب الشرقيون ويدشنون فيما بينهم وللعالم اجمع
نظاما عالميا جديدا يقع الشرق الاوراسي فيه وفي القلب منه الصين وروسيا في مركز الصداره والرياده لعموم ثقافات وحضارات العالم الراهن في القرن الواحد والعشرين

اثر الاوراسيه في الاستراتيجيه الروسيه زمن بوتين
واثرها العالمي في صنع عالم جديد متعدد الاقطاب

الاوراسيه الجديده وان احتوت على بعض العناصر الرجعيه في الفكر والثقافه والسياسات
وان بدت كظاهره تاريخيه انتقاليه عابره تمثل النصف الاول من القرن الواحد والعشرين
الا ان اثارها الايجابيه ومنافع تطبيقها لا يمكن نكرانها او تجاهلها
فهي بالفعل قد غيرت وستستمر في تغيير وجه التاريخ في النصف الاول من القرن الواحد والعشرين
واضحت واقعا لا مفر منه في الجيوبوليتيكا الدوليه الى درجه ان الغرب الاطلسي قد عدل من استراتيجياته الجيوسياسيه الدوليه للتكيف مع التحديات الخطيره التي تصنعها الاوراسيه الجديده في العالم
قدمت الدوجينيه خطوطا عريضه لما يجب ان تكون عليه السياسات الخارجيه والداخليه انطلاقا من المرتكزات والمبادئ الاساسيه للاوراسيه وكانت الملهم الاكبر للسياسات الروسيه والاوراسيه واهم هذه المنطلقات :
- الاستراتيجيه الجيوسياسيه حيث تتكامل السياسات استراتيجيا بانواعها لكل بلدان اوراسيا بفضائها الصغير والاكثر اتساعا
- الروحانيه المسيحيه الارثوذكسيه والروحانيه الاسلاميه كاسلحه فكريه ثقافيه ممانعه للثقافه الغربيه
- التحالف المشرقي الكبير بين الشعوب السلافيه بقياده روسيا والشعوب الطورانيه بقياده كازخستان حاليا وتركيا في المستقبل من اجل تصفيه النفوذ الغربي الامبريالي تماما وتطهير بلدان الشرق منه
وتنضم الى هذه الكوكبه الشعوب الصينيه والهنديه والعربيه في المحيط الاوراسي الاوسع



شكلت الاوراسيه الجديده العصب الرئيس للتفكير الاستراتيجي للدوله الروسيه سنوات عهد بوتين
الذي انتقل الى انشاء الاتحاد الاوراسي بدءا من الاتحاد الجمركي لدول روسيا وبيلاروس وكازخستان وقرغيزستان وارمينيا عام 2010
ثم الاتحاد الاقتصادي في عام 15 20
والتطويق بسلسله من الاتفاقيات الامنيه والاقتصاديه الثقافيه
وقد قطع نظامه والانظمه المتحالفه معه شوطا لا بأس به خلال اكثر من عشر سنوات في بناء هذا المشروع السياسي التاريخي العملاق والذي بات يضم الان تجمع اقتصادي ضخم يصل الدخل القومي فيه الى ما يقارب ال خمسه تريليون دولار
والتعداد السكاني لهذه السوق الضخمه يصل الى 180مليون نسمه
والمساحه تزيد على عشرين كيلومتر مربع
وهي دول تتمتع بالثروات الضخمه المعدنيه الطاقيه الزراعيه والموروث الحضاري الثقافي و القدرات المعرفيه الهائله وحجم القوى المنتجه والقوه العسكريه الجباره والموقع الاستراتيجي الممتاز لتوسطها بين اسيا واوروبا ووقوعها على طريق الحرير الصيني وتكاملها مع مشاريعه الضخمه
تمكنت روسيا الاوراسيه وعبر تطبيق فلسفتها واستراتيجيتها الجديده في مواجهه الغرب الامبريالي المتوحش من خلق التحالفات الكبرى في الفضاء الاوراسي الكبير من خلال تاسيس منظمه الامن الجماعي وتاسيس منظمه شنغهاي للتعاون
وعالميا من خلال انشاء منظمه دول بريكس لتضم دولا كروسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا
وهي دول يقارب حجم ناتجها الاجمالي الحجم ذاته للولايات المتحده الاميركيه
و سعت روسيا الى مد جسور التعاون مع اهم بلدان افريقيا واميركا اللاتينيه وبلدان الشرق الاوسط جنبا الى جنب مع الصين
وتمكنت من خلق حلفاء جدد وانتزاع عده دول من قبضه الهيمنه الغربيه
وفي المجال الاقتصادي وعبر مشاريع الطاقه والنقل انشأت ممرات للغاز تخترق شمال اوروبا وممرا بحريا
عبر القطب الشمالي ودخلت مع الصين في مشاريع عملاقه اهمها مشروع سيبيريا الكبير للطاقه
بالاضافه الى التكامل والتعاون في مختلف المجالات واظهار البراعه والابداع في التكنولوجيا واهمها تكنولوجيا السلاح والذي تفوقت فيه باشواط على تكنولوجيا السلاح الغربي
ومن خلال تاسيس جيوش قويه عملت على ردع كل محاولات الغرب الامبريالي لتطويق اوراسيا من جميع الجهات
وبدأت في تطبيق سياسه تقطيع افعى الاناكوندا الغربيه التي التفت حول روسيا واوراسيا من كل الجهات في اسيا الوسطى والحدود الغربيه وجنوب وجنوب شرق اسيا وشرقها عند بحري اليابان والصين
وهاهي على وشك انتزاع عده دول شرق اوسطيه من قبضه النفوذ الامبريالي الاطلسي
ومن خلال هذه الجهود استطاعت ان تنهي والى الابد الهيمنه الغربيه على الشرق واسدال الستار على الزمن الاميركي وان ترسخا معا حقيقه على ارض الواقع وهي حقيقه نشوء عالم جديد متعدد الاقطاب يقوم على مبادئ السياده والاحترام المتبادل والتعاون والتكامل و النديه والتكافؤ في العلاقات الدوليه وتحقيق المنفعه المتبادله بعيدا عن روح الهيمنه والتحكم
وشاركتها الصين الحليفه الاكبر نفس المبادئ العظيمه ونفس الجهود الجباره
لتمثلا معا ركيزتا القاره الاوراسيه العملاقه
وتمثلا القياده والرياده لعالم القرن الواحد والعشرين



#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحفيون ضد السلام
- حرب بارده جديده
- مسار تنموي خاطئ
- 21 ايلول والامال المرتقبه
- المغرب الانجاز الوحيد في وسط سلسله من الهزائم والنكسات
- المغرب الانجاز الوحيد وسط سلسله من الهزائم والنكسات
- الثوره الخضراء الثانيه
- الثوره الخضراء
- هزيمه نكراء
- نداء خبراء المناخ : اخفضوا الحراره
- حول الانذار الاخير الذي تبعثه الينا كوارث تغير المناخ 1-2
- حول الستالينيه
- التجسس سلاح فعال لخدمه العدو وتحطيم المقاومه
- الارض المتجوله
- السيف اصدق ان صدق
- المهافيف السبعه
- عجبت لمن يرجو العون من عبد المعين
- جبل شامخ في لبنان اسمه فيلمون
- هكذا ستسقط دوله الكيان الصهيوني ( اسرائيل )
- المكاسب المتحققه في انتفاضه مايو ايار الفلسطينيه


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عدلي عبد القوي العبسي - الدوجينيه (الاوراسيه الجديده )