أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - أهم سبب لاستمرار الخرافات الدينيّة.














المزيد.....

أهم سبب لاستمرار الخرافات الدينيّة.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7131 - 2022 / 1 / 9 - 05:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استمرار الخرافات الدينيّة القديمة الى اليوم هو أحد أكبر الشواهد على عدّة عوامل أو ظواهر لا تزال عالقة في الوعي الاجتماعي لدى البشر , ومنها تسلّط الحاكم وخدمته للدين مقابل تحويل الدين للناس الى قطيع يسير كما يشاء الحاكم , أو استغلال الخوف من المجهول وجهل البشر بالأمور الغامضة التي لم يصلها العلم التجريبي بعد , كأصل الكون وسبب منشأه إن كان هنالك سبب من الأساس , أو ماهيّة الحالة البشرية وحال الكائنات الأُخرى بعد الموت والخ. من أمور عديدة أُخرى.

ولكن ما يبقي هذه الخرافات على قيد الحياة اليوم , هو عامل يجمع كل ما سبق وعامل سلبيّ موجود في كل إنسان , ألا وهو الكسل الفكري !

فالدين يقوم بتقديم إجابات سخيفة ومن فوق الأساطيح (كما نقول في سوريا) لأسئلة معقّدة وعميقة وضخمة عديدة لم يصل العلم بعد الى التكنولوجيا التي تسمح له بالإجابة عنها , مما خلق نظريّة اله الفجوات المعروفة , وطبعاً تم نسف فكرة آلهة الأديان بشكل مطلق من خلال العلم وبسبب مطلقيّة هذه الأديان أيضاً كما بيّنت في أحد المقاطع هنا على قناتي سابقاً...

https://www.youtube.com/watch?v=DCtVRi26x6k&t=13s

, ولكن فكرة وجود اله ما أو مسبب للكون والحياة لا تزال قائمة.

وللعودة الى موضوع الكسل الفكري الانساني , يمكننا ربط هذا الجهل بالأمور المعقّدة مع تقديم الأديان لقصص وخرافات للإجابة على هذه الأمور المجهولة , أو تبريرها بعيداً عن التفكير المنطقي والأدلّة العلمية الملموسة والتي تقاس عمليّاً وتجريبيّاً.

فالبشر على سبيل المثال لم يعلموا سابقاً أن الأرض كرويّة تقريباً , وجائت أديان عديدة سابقة من ضمنها أديان اله الدم الثلاثة المسيحية واليهودية ودين رضاع الكبير , حيث تقول كتب هذه الخزعبلات السفيهة أن الأرض مسطّحة وبكل وضوح وصراحة , وأن الشمس والقمر تدور حولها , وأن السماء هي شيء أو قبّة مرفوعة بدون أعمدة وأنها ستسقط على الأرض يوم القيامة , وأن النجوم مصابيح وأيضاً ستسقط على الأرض كما في الهلاوس الداعشية...الخ من تخريفات مضحكة وتصوّرات طفوليّة بدائية سخيفة تبين سذاجة وجهل من كتب هذه الكتب.

ولكن ما يجمع كل تلك الخرافات والقصص والخزعبلات المتعلّقة بشكل الأرض ووضعها بالنسبة للشمس والقمر أنها...إجابات. ومع كونها بعيدة كل البعد عن الحقيقة والصحّة والمنطق والعقلانيّة إلّا أنها إجابات تقوم بتخدير العقل البشري وإشباع الفضول الإنساني.

وهذه هي الخطورة الشديدة المتعلّقة بأي دين , فكما ذكرنا سابقاً فخطورة هذه الأديان مرتبطة بتحييدها للعقل البشري , وعندما تدخل هذه الخرافات لتتحكّم بحياة البشر من أصغر الأمور لأكبرها فإنها تنزع قدرة الناس على التفكير في كل هذه المجالات , وتقدّم لهم الأجوبة الخاطئة والسفيهة والجاهلة والمضرّة على أسئلة الحياة المختلفة , وهو ما يتم ترجمته مراراً وتكراراً من خلال تصرّفات أو أعراض هذا المرض الديني المحيّد للعقل المتمثّل بالإرهاب البول بعيري أو الحيونات المسيحية عبر التاريخ أو فجور دولة بهائم يهوى في فلسطين , وغير ذلك من أعراض.

وتقديم الأجوبة أو الحلول المثقوبة للناس هو أمر سهل فكريّاً ولا يتطلّب أي مجهود عقلي أو علمي أو منطقي من أي شخص , فمن السهل لأي أحد أن يطالع هذه الكتب الدينية ويفهمها , ومن السهل أيضاً التصرّف كما تريد هذه الخرافة الإلهيّة أو تلك , ومن السهل أيضاً أن يتم تحكيم الخرافة في كل مسائل الحياة المختلفة من دخول الحمّام الى العبث الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي تتسبب به هذه الأديان.

ولكن في المقابل , من الصعب على عامّة الناس وحتى على الكثير من مثقفيهم أن يبحثوا في قوانين الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء وغيرها من المجالات المعقّدة لمعرفة الحقيقة من خلال
استعراض أبحاث ونظريات وأدلّة العلم التجريبي الضخمة والعديدة التي لا يعطي سوى الموضوعيّة والحقيقة بشكل مطلق , أو لتقديم اكتشافات من علميّة جديدة في أي مجال كان.

وهذا كلّه يعود الى عدم رغبة البشر في بذل المجهود العقلي لاكتشاف الحقيقة , وهو ما يبيّن كسل البشر فكريّاً , فما بالكم بأُناس أكلت الخرافة في عقولهم مدى الحياة ؟ ولو خلطنا كلّ ما سبق بالتلقين وغسيل المخ منذ الطفولة سنجد دعائم المنظومة الدينية بشكل واضح يسهل ضربه ونسفه.

فاللعب على نزعة البشر للاسترخاء العقلي واستبدال العمل والتفكير المنطقي والعقلاني بشكل مستمر (وهو ما يعتبر متعباً وبحاجة الى الممارسة كالرياضة تماماً لدماغ الكائن البشري) , بالخرافات السهلة الهضم هو أساس أي دين كان , وما يجب على المجمع المثقّف في أي مجتمع ودولة وخصوصاً في دولنا , هو تقديم العلوم والأدلّة العلمية بلغة سهلة العضم والتقبّل والفهم من قبل أي أحد , وهو ما يتطلّب نشر المعرفة بشتى الطرق والواسائل , وفضح الدين ومقارنته بالعلم مع تسهيل الأخير ليصبح له مدخل واسع يمكن أن يدخل منه الصغير والكبير فكرياً وليس فقط عمالقة المنطق والتفكير.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساوي فساد الأديان.
- الأديان وزرع انعدام الثقة بالنفس لدى البشر.
- عَظَمَة الإله الغير محدودة تنفي وجوده.
- الأديان والذعر.
- معضلة الهجرة واللجوء الى أوربا.
- بطلان حجّة الاستعمار لتبرير التخلّف.
- النعيم بعد الموت , كالصفر على اليسار.
- هل نحتاج الى رؤية الإله لنصدّق بوجوده ؟
- هل كان العرب متخلّفون قبل الإسلام ؟
- كذبة وصول الفتيات لسن البلوغ سابقاً قبل الفتيات اليوم.
- جريمة زواج الأطفال والقاصرين بين الشرق والغرب.
- تفسير نظرة المسلمين المشوَّهَة للتاريخ.
- محاربة الدين للعلم والعلماء.
- لماذا يعبدون أردوغان.
- خطورة وفساد الروابط الأُسرية في الإسلام والأديان عموماً.
- على المؤمنين التحلّي بالموضوعية قبل فوات الأوان.
- أمثلة شعبية عنصرية توضح قذارة الفكر الإسلامي.
- عظمة الفلسفة الرواقيّة وانحطاط الإسلام.
- لو كان الاسلام رجلاً لقتلته.
- نسب الإجرام للإله.


المزيد.....




- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟
- وفاة طبيب بارز من غزة في سجن إسرائيلي
- هويتنا العربية الإسلامية.. بين الانتساب قولًا والتحقق فعلًا ...
- وفاة مراقب الإخوان المسلمين السابق بسوريا عصام العطار


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - أهم سبب لاستمرار الخرافات الدينيّة.