أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعر نصر خطيب في ديوانه -شوق ترويه حبات المطر- يكتب عن الحب والحياة














المزيد.....

الشاعر نصر خطيب في ديوانه -شوق ترويه حبات المطر- يكتب عن الحب والحياة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7128 - 2022 / 1 / 6 - 18:54
المحور: الادب والفن
    


كان الصديق الشاعر والكاتب نصر خطيب من بلدة بيت جن الجليلية، أرسل لي مشكورًا، ديوان الشعري الأوّل الموسوم "شوق ترويه حبات المطر" الصادر قبل فترة وجيزة عن منشورات دار الحديث للإعلام، والنشر، لصاحبها الشاعر والكاتب الإعلامي فهيم أبو ركن.
يقع الديوان في 115 صفحة من الحجم المتوسط، وجاء بتصميم وطباعة أنيقة وغلاف قشيب، ويتضمن باقة من أشعاره وقصائده الوجدانية والعاطفية والإنسانية والوطنية والاجتماعية، ويهديه إلى "القلة القلية ممّن يقرؤون، هم ليسوا لوحدهم. والقراءة تُشعرهم بحياة ثانية، وبأهمية الاختلاف بين البشر، وتقبّل الآخر. ويعرفون كيف يتمتعون بما قرأوه، وإن خالف ذوقهم ورأبهم. وإنّ الإنسان قد يتغيّر بعد قراءة كتاب. وإلى عائلتي عسى أن تكون كتاباتي توثيقًا لذكرى طيبة".
وجاءت مضامين الديوان على تنوعها ضمن خيط فنّي بقالب شعري مألوف من حيث الشكل، ومميز ومبهر وأخاذ من حيث الأسلوب في التعبير، واعتماد الصور الشعرية الحسيّة والحيّة، واللغة الأنيقة الآسرة، والعناصر الفنية التي تغلغلت في باطنها أساليب البوح الشفيف والرهيف.
وفي قصائد الديوان يحاكي نصر خطيب الحُبّ والمرأة والحبيبة والوطن والطبيعة الخضراء الخلابّة، ويغازل العيون منبع الوفاء، وكلّه شوق للعشيقة، ويصور الألم والوجع الإنساني والواقع الاجتماعي، ويتساءل عن غياب وموت الضمير، ويرسم صورة جميلة ورائعة لقريته المتربعة على صدر الجليل الأعلى، التي يكحل عينيه من عينيها، وتدغدغ صدره رائحة الزعتر والقهوة المهيلة، ويرشف نسيم العطر من حنينها، ويبشر بميلاد جديد قادم.
وتطغى النزعة الرومانسية على نصوصه وتسيطر على روحه، ونراه متعلقًا بكل المظاهر الطبيعية في الكون، يتأملها ويستوحي منها صوره الشعرية المبتكرة الجديدة المميزة، ويخلع عليها مشاعره.
ومن خلال قراءتنا لقصائد الديوان يتجلى بكل جلاء ووضوح أن نصر شاعر عذب رقيق وناعم يمتلك حسًا إنسانيًا، ونفسًا شعريًا، وصاحب موهبة حقيقة مرهفة، يسكب مشاعره وأحاسيسه الدافئة من خلال ما يخطه شعريًا، وتبدو نفحاته بكل العذوبة والرقة والجمال والشفافية في قصائد الحُبّ والعشق والغزل.
ومن جميل قصائده في هذا الجانب العشقي العاطفي، راقت لي قصيدته "شوق" التي يستهل بها ديوانه، ويذيل بها غلافه الأخير، وهي قصيدة رومانسية في غاية الرقة والروعة، تمزج بين الهوى ومعاناة البعد والشوق العاصف الذي ترويه حبات المطر، ونلمس في سطورها مشاعر نابضة دفّاقة ومعانٍ إنسانية راقية، حيث يقول:
يَنْتابُنِي شّوقٌ لحبِّكِ حَيثُما
لاحَ الجمالُ، ومّن بهِ مترنِّما
ها أنتِ تَختالينَ في قلبٍ سّمَا
بِمحبّةٍ، ما عانقتْ إلّا السَّما
وأنا بِعشقِكِ، عائمٌ بحرَ السّنا
وشواطِئي، تمتصُّ حبًّا ناعمِا
يا بلسَمَ الجرحِ الّذي في بُعدِها
الشّرخُ عادَ مُعانِدا قلبي، دَمَا
وكأنِّي أدمنتُ خمرةِ حبِّكِ
حُلْوٌ مَشارِبُهَا، وريقُكِ بَلسَما
ما غادرَ الأحبابُ، عن متقاعدٍ
ولكُمْ حنينُ فؤادِنا يتجوّلٌ
والشّوقُ يخفقُ في فؤادي، من هوًى
والقلبُ عنّي، في هواكُمْ يرحلُ
ما غابَ مَنْ يهواهُمُ نهرُ النّوى
معظم قصائد الديوان تبنى حول مشهد معين، أو فكرة واحدة، وتنأى بنفسها عن الإنشاد الحماسي والأناقة الرخوة، وإن كان الشاعر لا يغادر غنائيته المسلحة بالوزن والقافية في الكثير من الأماكن والمواقع، وقصائده تميل بمجملها إلى القصر والاختزال والتكثيف من ناحية، وطويلة في أحيان أخرى، وتأتي اللغة نفسها مطواعة، بما فيها مزيج من المهارة والتلقائية والعفوية الصادقة. فنصر يعتني أشد العناية بقاموسه اللغوي والتعبيري، ويبذل جهدًا واضحًا باختيار ألفاظه وانتقاء مفرداته، وفي التزويج بينها والهندسة الخالصة فيها.
وما يميز قصائده ذلك الصدق التعبيري التلقائي والوضوح الممزوج بالإيحاءات والتعابير السلسة، وجمالية الإيقاع والموسيقى المتجلية في القوافي، فضلًا عن الاناقة المفرطة في اللفظ والتعبير، والإسراف الجمالي في اللغة. فهو يلبس ألفاظه حُلّة جديدة مجازية، ويوظف الاستعارة التي تحلّق بنا في عالم الخيال، وتعرض لنا أشكالًا من الصور البيانية الرائعة.
إننا أمام شاعر جميل أنيق في نمط القصيدة النثرية وقصيدة التفعيلة والعمودية، ملتزم بالقضايا الإنسانية والوطنية، يعيش قصيدته بعاطفة صادقة قوية، وداخل لحظة الإبداع، جاءنا بنصوص شعرية خفيفة الظل، سهلة، واضحة المعاني، وبعيدة عن تعقيدات الصورة واغتراب اللغة، وقدم لنا شعرًا وجدانيًا جميلًا، مبعثه خلجات النفس الحرّى، والروح العذبة، والوجدان الرقراق، يفوح منه شذّى وعطرًا يشتمه القارئ والمتلقي فتتفتح أساريره.
نصر خطيب في ديوانه شاعر يجترح ولا يكرر، يهتم بالعلاقة بين السطور كوحدة جمالية، وأتحفنا بقصائد رومانسية وعاطفية ووجدانية بلا زخارف لغوية، حاكتها ونسجتها ثورة النفس المشرقة بالحُبّ والروح الإنسانية المفعمة بجماليات الأشياء.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش ينتصر على السجان
- هوامش على لقاء غانتس وعباس
- ورحل الشاعر الفلسطيني المحارب خالد أبو خالد
- ذكرى الانطلاقة
- ماذا يعني انتصار بوريك في انتخابات تشيلي؟!
- كلمات عن الراحل رياض حسين اغبارية
- لقاء عباس وغانتس التوقيت والأهداف
- قوانين عنصرية جديدة بدعم القائمة الموحدة!
- برقة رمز الصمود والمقاومة
- الجولان أرض سورية وستبقى!
- ديوان -الرسالة الأخيرة لأبي ذر- لهادي زاهر هموم فكرية وخواطر ...
- الميلاد المجيد
- غياب الدور المصري
- في الحال اللبناني!
- سقطات منصور عباس!
- بين ضفاف كتاب -دهاليز وأفكار- لأمين محاجنة
- هل انتهى عهد أردوغان؟!
- في وداع جواد الشعر الوطني والوجداني التأملي د. معين جبر
- الثوب الفلسطيني رمز الأصالة والعراقة
- هل ستكون مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران؟!


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعر نصر خطيب في ديوانه -شوق ترويه حبات المطر- يكتب عن الحب والحياة