أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - الإنبهار بالذات وهوس النجومية!














المزيد.....

الإنبهار بالذات وهوس النجومية!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7126 - 2022 / 1 / 4 - 19:43
المحور: المجتمع المدني
    


لاشك في أن مغربنا جميل ورائع جدا ، لكن شعبه مصاب بوسء الحظ ، بدليل أنه ما كاد يتحرر من شوفينية المتاجرين بالدين بعد فشل تجربتهم في قيادة الحياة السياسية، واحتواء مشهدها ، حتى أوقعه حظه العتر في براثن الذين لا هم لهم "غير الكراسي وفعل المآسي" الذين ويدمنون كل أشكال هوس النجومية والظهور ، ويعيشون وهمها الخدتع بكل صورها البراقة ومظاهرها الخداعة وقيمها الاستهلاكية الغبية ، التي يتكالب عليها السفهاء الجهلاء الغافلين الضائعين قليلي الحيلة ، للاستعاضة بواسطتها على مركبات النقص وعقد الفشل والعزلة الاجتماعية ، والمداراة بها عن الكثير من العل النفسية ، التي يعيشها من عميت بصائرهم إلاّ من ذواتهم ، الذين يرون أنّ الإبتسامات لا تهدى إلا لهم ، وأن الاحترام لا يقدم إلا إليهم ، وأن الإعجاب لا يكرس إلا لحضراتهم ، وأن النظرات لا توزع إلاّ لجنابهم ، وأن التصفيق لا يجبى إلا لمنجزاتهم ، وغير ذلك من المشاعر البلهاء ، والأحاسيس الغبية ، التي تمنحهم النشوة الزائفة بالانتصار الوهمي والإنجاز الرخيص الذي يسرقهم من حقيقة واقعهم البائس ، والذين تزايد عددهم بعد إنتخابات 8 شتنبر ، وكأنهم قادموا من رحم المصادفة العمياء ، أو من ميادين الخيانة الخرساء ، ليتفنوا في ابتكار كل أساليب تسويق أنفسهم ، وصناعة وجود وهمي وآني لذواتهم ونجاحاتهم ومنجزاتهم غير الحقيقية، التي ألفوا أن يخطفوا بها ما ليس لهم من الرفعة والكرامة، والإدّعاء من خلالها بما ليس فيهم من النخزة والسيادة ، وهم يعلمون أنها لا تؤتى لعابري الدروب من المرتزقة المارقين ، السابحين في فضاءات الكبر والخيلاء، الآكلين على جميع موائد الأسياد لإستجداء الزعامة وتسول الريادة ، التي لا يؤتاها الطامع أو الحاسد أو الحاقد ولا من يحمل الضغائن الذي إن أعطى أذل، وإن ابتسم احتقر، وإن ضحك إستخف وسخر ، ولا تنصاع راضية لمن مخيلته مريضة، وذهنيته معتلة ومعتوهة ، الذي اختلط عليه الخطأ والصواب، حتى لم يعد يفرق بين الحق والباطل ، فغدا أضحوكة في عيون من حوله ، الذين لم يعد له بينهم تابع أو مريد واحد ،
لقد كان على هذا النوع من الكائنات ، أن يسأل نفسه ويسائلها عن مصير ذنبه الأخرق ، قبل أن ينفخ نفسه ، وينفش ريشه ويمشى مشية الطاووس على قارعة الطريق ، ليفهم أن ما أقدم عليه هو فعله محرم شرعا وقانوا وأخلاقيا، لكن هيهات أن يفهم من كان عقله مغنلق بهوس النجومية ، ولو كان ذلك بإمكانه لكلن قد أدراك أنه فعلا أتى بمنكرا لم يتجرأ على الإتيان بمثله أهبل الحمقى الأوائل ، وأكثرهم انبهارا بنفسه ؛ وأختم هذا الحدث الغريب والمتفرد ، الذي تُبكي غرائبها أكثر مما تُضحك نكاتها ، بالعبارة الجميلة المناسبة لمقامه :"ما من إمرئ تكبّر أو تجبّر إلاّ لذل وجده في نفسه" وبقول الشاعر:
ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ.
و"الله يفيقنا بعيبنا" كما كانت تقول جدتي رمة الله عليها.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براجماتية الإسلام السياسي 4
- لاتحاسبوا الأعوام ،فليس جديدها بأولى من قديمها.
- براجماتية الإسلام السياسي 3.
- براجماتية الإسلام السياسي 2
- براجماتية الإسلام السياسي.
- صلاح احوال الناخبين من صلاح المنتخبين!
- البخل حتى بالتعليقات!
- عبثية كرة القدم 5
- عبثية كرة القدم 4
- عبثية كرة القدم 3
- عبثية كرة القدم 2
- عبثية كرة القدم!
- الأمازيغ لا يبيعون الخبز!
- الكتابة خصوصية ربانية ميز الله بها البعض.
- سلوكيات تعكس واقعنا إلى حد كبير!
- مبادرة عظيمة ، تنقصها -العين الحمراء-
- المتاجرة بالشأن الاجتماعي ، الذنب الذي لا يغتفر !
- حتى يكون -فاس باركينك- مشروعا اجتماعيا أكثر منه تجاريا.
- الوعي نعمة أم نقمة، أم كليهما معاً؟
- حركات احتجاج ، أم وسيلة استرزاق وابتزاز وانتهاز فرص؟


المزيد.....




- الاحتلال الإسرائيلي يمنع الأمم المتحدة من الوصول لمعبر رفح ف ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل تمنعنا من دخول معبر رفح
- الرئيس التونسي: تدفق غير طبيعي للمهاجرين على البلاد لا يمكن ...
- الأمم المتحدة: المساعدات -محجوبة- عن غزة مع إغلاق المعبرين ا ...
- تفاؤل بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة
- اعتقالات جديدة بأميركا والحراك الطلابي يتوسع بأوروبا
- نيويورك تايمز: اختلافات طفيفة بين مقترحي حماس وإسرائيل حول و ...
- مسؤولة إغاثة ترصد لـCNN صعوبات يواجهها الفلسطينيون للإجلاء م ...
- -الأونروا-: العمليات في معبر رفح ستوقف دخول المساعدات لكافة ...
- وسط تحذير من مجزرة.. الأمم المتحدة: إخلاء رفح قد يمثل جريمة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - الإنبهار بالذات وهوس النجومية!