|
صلاح احوال الناخبين من صلاح المنتخبين!
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 03:06
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
صلاح الناخبين من صلاح المنتخبين ! من المسلمات أن كل مهنة أو فن أو علم له شروط صحة وشروط ممارسة ، إلا الإنتخابات -تكاد تكون الوحيدة التي يلج غمارها من هب وذب– التي تمكن الفائزين فيها من تسيير أمور الناخبين من خلال مجالس ترابية لا يقاس ضعفها بنذرة مواردها النقدية أو قلة ممتلكاتها العقارية ، بقدر ما يقاس بإفتقار منتخبيها لعزيمة تحقيق ما قطعوه على أنفسهم من الوعود نحو منتخبيهم ، وإنشغال غالبيتهم بطمس أعين منتخبيهم عن رؤية مآسيهم مع الفقر والجهل ، و إلهائهم بما يبثونه عبر الإنترنت من مظهار الرفاهية الزائفة التي يعيشونها معززة بالصور الوردية التي تظهر تفاصيل كل ما يستمتعون به من أوقات خالية من الكدر ، في المأكل والمشرب، بفيدوهات تنقلاتهم وأماكن تسوقهم وأسعار ملابسهم وماركات أحذيتهم ، وكل ما يشبع هوسهم للكمالية والمثالية -التي لم ولن توجد بحياتنا البشرية- على حساب الحاجيات الأساسية والملحة للمدن التي انتخبوا لتدبير شؤونها ، والمنتخبين الذين كلفوا بالإهتمام بأمورهم الاجتماعية والإقتصادية والثقافية وحتى الدينية ، والذين أصبح -الناخبون-كل ذي عقل فطن منهم ، يتساءل عن دوافع مثل تلك التصرفات المتخنة بالإبتزاز والمقايضة، أهو رغبة المنتخبين الجارفة في تعويض الذي يعاني منه بعضهم؟ أم هو هوسهم لإظهار الكمال الذي يفتقده الكثير منهم؟ أم هو النار المتقدة داخل بعضهم للإفصاح عن سلطويتهم الموروثة؟ السلوك المشين الذي مهما كان الجواب عنه ، فأنه سيبقى تصرفا غبيا يجعل أكثر الناخبين تفاؤلا مهموما متألما ساخطاً من عيشته ، مقارنة مع ما يراه من حوله من صور الترف والرفاه ، حتى لو كانت زائفة وكاذبة . ومع كل هذا وذاك فإنّه ليس علينا أن نخشى أو نقلق كثيرا من المنتخبين الجدد الذين لا خبرة لهم بتسيير الشأن المحلي أو الوطني ، الذين كانوا وطنيين صالحين جادين ولديهم القابليّة الحقيقيّة للتعلّم والتفقه والتنافس في خدمة منتخبيهم ، الذين بلاشك ستتشكّل عندهم الخبرة المهنية الممتازة من تجارب سابقيهم ، لكن علينا الخوف، كلّ الخوف من طبقة "المؤلفة جيوبهم" العارفة بخبايا الجماعات الترابية ، التي أنتجتها الانتخابت الأخيرة ، المتخصصة في استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لمصالحهم مستغلين ما لديها من مهارات بهلوانية في اعتماد مقولة الإمام الغزالي: "ليس في الإمكان أبدع مما كان" لتحويل الخيانة إلى وجهة نظر، من أجل البقاء في مناصب تكسبهم الغطرسة والكبرا والضلال. وليسمح لي المنتخب الجديد بنصيحتي له -كمنتخب سابق خبر تدبير الشأن المحلي- والتي ألخصها فيما يلي: عليك أيها الفاضل أن تصون نفسك ولا تخسرها، بالإتعاد بها عن نتانة النفاق السياسوي، والتخندق في أوكار المداهنين أصحاب أنصاف المواقف وحركات التشرذم والسرية ، أياك أن تنتمي لعالمهم، وامقت إيديولوجياتهم وتحزباتهم ، وإربأ بنفسك أن تكون بوقا لمهازلهم ، وارفض أن تصفق للشعاراتهم الباهتة المرسخة للواقع المريض، ولا تستسلم لخوائهم ، ولا تخضع لاستفزازهم الواهي، واكسر قواعد الطاعة العمياء لغير ضميرك ووطنيتك ، وأثبت على العقيدة وعض عليها بالنواجذ ، وقل لجهلهم وجهالتهم "لا" بدون تأتأة أو تردد ، حتى تبقى الصالح الأبي بينهم ، الذي لم يخلق لشذوذهم .. واعلم أن مقالتي هته ليست موجهة لشخص بعينه ، ولا لفئة محددة ، وإنما هي محاولة لفضح أولئك الذين يحملون أجندات ومهمات غير التي أنتخبوا من أجلها ، والمنحصرة في خدمة الناخبين دون تمييز عرقي أو حزبي.
حميد طولست [email protected] مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية. عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة. عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية. عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البخل حتى بالتعليقات!
-
عبثية كرة القدم 5
-
عبثية كرة القدم 4
-
عبثية كرة القدم 3
-
عبثية كرة القدم 2
-
عبثية كرة القدم!
-
الأمازيغ لا يبيعون الخبز!
-
الكتابة خصوصية ربانية ميز الله بها البعض.
-
سلوكيات تعكس واقعنا إلى حد كبير!
-
مبادرة عظيمة ، تنقصها -العين الحمراء-
-
المتاجرة بالشأن الاجتماعي ، الذنب الذي لا يغتفر !
-
حتى يكون -فاس باركينك- مشروعا اجتماعيا أكثر منه تجاريا.
-
الوعي نعمة أم نقمة، أم كليهما معاً؟
-
حركات احتجاج ، أم وسيلة استرزاق وابتزاز وانتهاز فرص؟
-
بعض ما سُجل من غريب الطرائف في انتخابات 8 شتنبر!10
-
بعض ما سُجل في انتخابات 8 شتنبر من غريب الطرائف ! 9
-
بعض ما سُجل من غريب الطرائف في انتخابات 8 شتنبر!7
-
بعض ما سُجل في انتخابات 8 شتنبر من غريب الطرائف ! 6
-
بعض ما سُجل من غريب الطرائف في انتخابات 8 شتنبر!5
-
بعض ما سُجل في انتخابات 8 شتنبر من غريب الطرائف ! 4
المزيد.....
-
نجل المتهم بمحاولة اغتيال ترامب الثانية يقر بزيارة والده أوك
...
-
أقوى إعصار يضرب شنغهاي منذ 75 عاما.. إجلاء مئات آلاف الأشخاص
...
-
مستوطنون يقتحمون مدرسة في الضفة الغربية ويعتدون على الطلبة و
...
-
إيران.. لم ينج في المدينة يومها إلا 2000 شخص!
-
مصر.. تحذيرات من شتاء هو الأكثر قسوة
-
مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية يعلن استقالته
-
بلدية خان يونس تدعو الفلسطينيين القاطنين في برك تجميع مياه ا
...
-
موسكو: سنرد على العقوبات الأمريكية ضد وسائل الإعلام الروسية
...
-
محاولة اغتيال دونالد ترامب: -الكراهية تسيطر على السباق الانت
...
-
فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن على إسرائيل
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|