أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هويدا طه - بين نوعين من النضال ضد أمركة العالم














المزيد.....

بين نوعين من النضال ضد أمركة العالم


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:57
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


على قناة الجزيرة عُرض برنامج وثائقي باسم "وجهة نظر".. ناقش نضال الحركة العالمية المناهضة للعولمة من خلال استعراض تفاصيل الاحتجاجات الواسعة والمظاهرات المليونية.. التي تحركت وما زالت تتحرك ضد اجتماعات منظمة التجارة العالمية، وهي مظاهرات تطلق عليها أسماء المدن التي عقدت فيها هذه الاجتماعات.. ومن أشهرها مظاهرات سياتل (مدينة أمريكية) ومظاهرات جنوة (مدينة إيطالية) وغيرها من نشاطات تلك الحركات المناهضة للعولمة.. أو قل الأمركة، علاوة على كون البرنامج جيدا فنيا من حيث قوة ودلالة الصورة وإظهار تلك (الروح المتمردة) لشباب الحركة.. فإن عرضها في تليفزيون عربي يعتبر إضافة هامة.. لسبب يرى البعض أنه شديد الأهمية، فالإعلام التليفزيوني العربي إما تابع تمام التبعية لأمريكا وأتباعها مثل معظم القنوات العربية الحكومية- إن لم يكن كلها- والقنوات الخاصة خليجية التمويل خصوصا.. أو مناضلا معاكسا تماما لهذا الاتجاه مثل قناة المنار مثلا.. لكنه نضال ذو توجه مغرق في الأيديولوجية الدينية.. إسلاموي.. لا يرى العالم إلا من منظار (دار الكفر ودار الإيمان)! والعالم يا عالم أوسع كثيرا من حصره في (أديان ورثناها)! والصراع يا عالم ليس (صراع آلهة وأنبياء) وإنما هو صراع على الأرض والموارد والقوة والسيطرة، إنه صراع بين طرفين من البشر.. طرف يطغى ويهيمن من أجل الانفراد بالرفاه (وليس من أجل أي شيء آخر) ولو على حساب الآخرين.. وطرف أضعف يطلب العدالة (أو قل شيء من العدالة).. لكن النضال الإسلاموي (يفسطط العالم) بحسب أسامة بن لادن الذي قسم الدنيا إلى فسطاطين (فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان) لذلك هو نضال ضيق النظرة ضعيف الهدف عدمي السلوك يستهين بالحياة من أجل وعود بعيدة بعيدة.. بعيدة عن الحياة ذاتها، أما الحركة المناهضة للعولمة التي يخرج في احتجاجاتها ضد منظمة التجارة العالمية ملايين المتظاهرين.. فهي تناصر (الإنسانية) الآن.. البشر الآن.. ترفض ظلم التجارة الدولية التي يفرض شروطها أثرياء العالم أيا كانت أديانهم وجنسياتهم.. وترفض الإفقار المنظم للشعوب.. كل الشعوب.. لذلك بدا الشباب المتحدثون في البرنامج عن تلك الحركة واعين بقضيتهم الإنسانية وبجوهر الصراع الدائر في العالم، ومن المهم حقا أن تزيد البرامج المشابهة لإخراج المشاهد العربي مع الوقت وبقوة الإعلام من (الإغراق في الذاتية الإسلامية الضيقة).. ولضمه إلى معركة- إنسانية وليست دينية- ضد الجشعين من البشر، وحتى نعرف الفرق بين هذين النوعين من النضال.. الإنساني واسع الأفق والديني ضيق الأفق.. أنظروا مثلا ما حدث في غزة عندما اختطف (الإسلامويون) صحّفيين غربيين.. ولم يفرجوا عنهما إلا عندما طلعا على شاشات التليفزيون يعلنان إسلامهما وتغيير اسميهما إلى خالد ويعقوب! وكانا يقرئان نص إعلان الإسلام أمام الكاميرا مترجما إلى الإنجليزية ويرفعان أصبعهما في الهواء- كما طلب منهما بالطبع- (فأنىّ لصحفي أوروبي أو أمريكي أن يعرف من تلقاء نفسه هذه الحركة!) ثم بعد أن نجا الصحفيان ونفذا بجلديهما بهذا الرضوخ المؤقت للأسلمة القهرية.. أعلنا على العالم أنه كان تحت ضغط هؤلاء الفاشيين! طبعا نحن المسلمون نعرف دون انتظار إعلان المخطوف الناجي أنه أسلم وعلى رقبته سيف.. هذا تراثنا نعرفه جيدا! هل هذه إذن قضية إسلاميو غزة؟! لا مطالب لهم إلا أسلمة العالم؟! خلاص حلت مشكلة فلسطين الأرض المغتصبة وعادت إلى أهليها التاريخيين وانتهت مشاكل اللجوء والشتات الفلسطيني.. وأصبح لزاما عليهم الآن أن يضموا بعض الفرائس من هنا وهناك إلى حظيرتهم.. (حظيرة الإيمان)؟! هذه النظرة الضيقة التي تضيع الطاقة لأجل قضية ليست قضيتنا وإنما هي قضية الله.. أن يضم من يشاء إلى الإسلام.. ليست إلا دليلا على (غياب الفهم لحقيقة الصراع).. أنظروا مثلا إلى الوصف الذي يستعمله الإسلامويون لليهود.. (أبناء وأحفاد القردة والخنازير)! هذا شيء بشع! فاليهود عموما لطالما كانوا مبدعين وأضافوا للإنسانية الكثير عندما كانوا (مواطنين في بلدانهم) وقدموا للبشرية الكثير في مجالات العلوم والآداب.. وكل إنسان واع بقيمة الإنسانية لابد وأنه يعتز بعالم مثل أينشتاين أو فرويد أو ماركس أو نيوتن أو غيرهم كثيرين.. الصراع بدأ معهم (فقط عندما) انضم بعضهم للطرف الآخر في الصراع الإنساني طويل الأمد.. فاغتصبوا أرض وموارد وطغوا على حقوق الشعوب.. أي أن (إسرائيل الدولة وليس اليهود البشر) هي العدوة.. لكننا بتلك الإسلاموية المهيمنة على ثقافتنا نهمل الدفاع عن حقوقنا لندافع عن (حق الله) وهو الذي سبحانه لا يحتاجنا! ما أروع موقف عبد المطلب عندما سمع بأن جيش أبرهة الأشرم قادم لهدم الكعبة فسارع إلى حماية غنماته! وعندما لامه بعضهم قال.. سأحمي غنمي أما الكعبة.. فلها ربٌ يحميها!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أحبه المصريون: بين نصر الله وغيره هناك فرق
- وطن عربي جديد بدلا من شرق أوسط جديد
- الانكسار في عيون المصري له حل: المقاومة لإسقاط الدولة هي الح ...
- الفرحة الآثمة مرتين
- الفضائيات تعود لقتيلها المعتاد
- مقاومة حزب الله لفتت النظر إليهما: الموقف المتهكم من الجيش ا ...
- خطابات نصر الله تسكن القاهرة
- ريموت كنترول 4
- ما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا
- ثروة الثري العربي وثروة بيل غيتس
- يجب أن تتحرك الشعوب، حسنا.. ما المقصود بكلمة شعوب؟!
- لا مستقبل لأوطاننا واسرائيل هنا
- الحاضر البعيد عن أجندة هيكل في مسلسله التليفزيوني
- صواريخ حزب الله فضحت إسرائيل وفضحت العرب أيضا
- جائزة كبرى لأفضل فكرة تصنع ثورة
- مفيش في مصر سياسة، فيه عساكر جوعى وشوية أمل
- الفيلم التسجيلي متاجرة بآلام الناس أم كشف لأسبابها؟
- سنة سجن بتهمة إهانته: صباحك عسل يا ريس
- القاهرة الساهرة: نوّرت مصر
- زيارة خاصة لامرأة متمردة في زمن الحجاب


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هويدا طه - بين نوعين من النضال ضد أمركة العالم