أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هويدا طه - يجب أن تتحرك الشعوب، حسنا.. ما المقصود بكلمة شعوب؟!



يجب أن تتحرك الشعوب، حسنا.. ما المقصود بكلمة شعوب؟!


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 09:09
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


على مدى عشر سنوات منذ بدأ بث قناة الجزيرة ثم ما تلاها من فضائيات تنتهج نهجها.. منافسة أو معادية أو مقلدة.. انتشرت ظاهرة البرامج الحوارية الحية التي تمنح الفرصة للمواطن العادي ليقول كلمته، (المواطن العادي) الذي هو ليس بمسئول رسمي أو شخصية شهيرة أو متخصص في السياسة أو محلل أو مفكر إلى آخر قائمة أوصاف المشاهير من المتكلمين.. لا تتكلف المسألة أكثر من اتصال هاتفي بالرقم المكتوب على شاشة أي من هذه البرامج ليبدأ ذلك (المواطن العادي) في الإدلاء بدلوه.. في شأن سياسي أو في قضية تهم الرأي العام، من منا لم يمر عليه يوم أدار فيه التليفزيون فإذا بمواطن عربي عادي يقول غاضبا:"لا فائدة في حكامنا.. يجب أن تتحرك الشعوب"، هذا المواطن العادي يكون مرة من موريتانيا أقصى غرب الوطن العربي ويكون مرة مصريا أو خليجيا أو سودانيا أو من المشرق العربي أو من بقعة ما في تلك المنطقة.. التي ما زلنا نتمسك- رغم تفتتها- بتسميتها (الوطن العربي)، الجميع يقول يجب أن تتحرك الشعوب.. الجميع ينتمي لتلك الشعوب لكنه- الجميع- يشير إليها بضمير الغائب! لتجد نفسك تتساءل ذات صباح.. ما المقصود بكلمة (شعوب)؟ إذا كان كل من ينتمي إليها يتحدث عنها وكأنها شيء خارجه أو هو خارجها؟ وهو يلومها- (هي.. ذلك الضمير الغائب!)- على فعل ٍ انتظره منها طويلا دون جدوى حتى غضب فعبر عما يريده- منها- هي- بكلمة (يجب أن تفعل.. هي)!
الحرب الحاقدة على لبنان هي أحدث ما أثار هذا (الفرد العربي) ليبدأ في مطالبته المعهودة لتلك (الشعوب) أن تتحرك! لم يتصادف إلا قليلا أن وصف أحدٌ (كيف) تتحرك الشعوب.. الجميع يقول (يجب أن تتحرك الشعوب) دون أن يتوقف أمام تلك ال (كيف)، وحتى عندما يطرح أحدهم تصوره (العادي)- كمواطن عادي- (كيفية ما) للتحرك فإنها غالبا تدور حول قوله (أن تنقض الشعوب على حكامها العملاء!) لكنه بالطبع لا يصف- لأنه لا يعرف- كيف يأخذ هذا الحل العظيم طريقه إلى التنفيذ..
ذلك (الفرد) الذي يطالب (المجموع) بالحركة هو ذاك المواطن العادي وبالمناسبة هو- أنت! وهو أنا كذلك! كلنا ذلك الفرد! فأين ذاك المجموع؟! أين ذلك الكيان الغامض؟ في مقابل هذه الصورة العجيبة لعلاقة الفرد العربي بمجموعه هناك (خطط) ينفذها الآخرون! وهؤلاء الآخرون هم أسماء محددة تنوب عن مجموعها.. بوش.. بلير.. أولمرت.. شيراك.. إلى آخره من أفراد تشكل كلمتهم وفعلهم خلاصة (حركة شعوبهم) بدرجة أو بأخرى، معنى ذلك أن (مجموعنا الغائب) ينقصه كي (تبدو منه حركة فاعلة) أن يوجد اسم (فرد) يعبر عنه.. هناك شيء ما في التاريخ الإنساني يبدو وكأنه قانون.. أن شخصا ما تكون أكتافه قادرة على حمل (مشروع المجموع) حركته ليست حركة فردية وإنما هي حركة تحدث بفعل (ثقل مشروع المجموع).. هل هذا هو ما ينقصنا بالفعل؟ الشخص ذو الأكتاف القادرة على حمل مشروع (يجب أن)؟! تلك الأكتاف بالطبع هي عبارة عن مواصفات كاريزمية لشخص يخرج من ذلك الكيان الكبير المسمى بالشعوب حاملا حلمها.. وبالطبع لديه أشياء أخرى إلى جانب صدق الحلم والشجاعة والثقافة إلى آخره من صفات، أعرف أن أول ما يوجه إلى تلك النظرة من نقد عنيف هو الاتهام بالبحث عن (المسيح المخلص أو القائد الملهم) إلى آخر الصفات التي قيلت (سخرية) من شخص يصفه المنتقدون باختصار بأنه.. الديكتاتور المستبد الحاكم الأوحد الشمولي! لكن السؤال هو كيف (يبرز) حلم المجموع ثم يثبت على الأرض قولا وفعلا إذا لم تكن هناك شخصية كاريزمية تعبر عنه.. خاصة بالنسبة إلى أمة لم تصل بعد إلى عصر المؤسسات والنظام التلقائي لتنفيذ مشروع حضاري متكامل- ألا يثبت ذلك ما أبداه (مجموع) العرب من التفات حول عبد الناصر ثم ما أبداه من التفات إلى أسامة بن لادن ثم حديثا إلى حسن نصر الله؟! بغض النظر عن رأيك ورأي غيرك في هذا أو ذاك.. وفي كل مرة قد يثبت مع الوقت حجم ما يمكن لأكتاف هذه الشخصية أو تلك حمله من مشروع أو جزئيات مشروع المجموع؟! ربما حسن نصر الله الذي يحظى بشعبية هائلة الآن- وخاصة بعد مقابلته مع قناة الجزيرة وما أبداه فيها من عمق وثبات وشموخ- استطاعت أكتافه حمل (جزء) من مشروع الجموع- هو ذلك الجزء الخاص بحلم العربي أينما كان: أن يتصدى- عسكريا- لإسرائيل، ذلك الجزء من مشروع الجموع الخاص بمسألة (حمل السلاح) ضد العدو، لكن بحث المجموع العربي عن شخص تحمل أكتافه (كامل) أجزاء مشروعه ما زال قائما.. فحسن نصر الله لا يحمل لكل جموع العرب مشروعا واضحا متكاملا للمستقبل- مع الاحترام لصلابته والفخر بما يبديه من ثبات- ما زلنا إذن نبحث عن فرد (ينفذ) خطة (يجب أن)! ما زلنا ننتظر أن تتحول الشعوب التي (يجب أن تتحرك) من – ضمير الغائب- إلى.. اسم فاعل!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مستقبل لأوطاننا واسرائيل هنا
- الحاضر البعيد عن أجندة هيكل في مسلسله التليفزيوني
- صواريخ حزب الله فضحت إسرائيل وفضحت العرب أيضا
- جائزة كبرى لأفضل فكرة تصنع ثورة
- مفيش في مصر سياسة، فيه عساكر جوعى وشوية أمل
- الفيلم التسجيلي متاجرة بآلام الناس أم كشف لأسبابها؟
- سنة سجن بتهمة إهانته: صباحك عسل يا ريس
- القاهرة الساهرة: نوّرت مصر
- زيارة خاصة لامرأة متمردة في زمن الحجاب
- حمى البورصة في المجتمعات العربية
- ثلاث تساؤلات بمناسبة تشفير بث مباريات كأس العالم
- ليلة بكت مصر مع أسيرها وراعي بقر برتبة وزير لا هو حبيب ولا ه ...
- شجر الصفصاف الذي ينتج كمثرى في شوارع القاهرة
- المدونون: ورد الجناين اللي بيفتح في مصر
- لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر
- كيف يساهم مصريو الخارج في إحداث فوضى خلاقة بمصر؟
- شموخ بسطاويسي كمان وكمان.. وبطل جديد في معركة الاستقلال
- !.. جمال مبارك: كل ما أشوفك أبقى نفسي آ
- مطلوب فضائية إيجار مؤقت: الطريق إلى سبتمبر مبارك
- ريموت كنترول3


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هويدا طه - يجب أن تتحرك الشعوب، حسنا.. ما المقصود بكلمة شعوب؟!