أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هويدا طه - صواريخ حزب الله فضحت إسرائيل وفضحت العرب أيضا















المزيد.....

صواريخ حزب الله فضحت إسرائيل وفضحت العرب أيضا


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أسبوع من المفاجآت إعلاميا.. فقد تمكنت الفضائيات- أو قل تمكنت الجزيرة.. لأنها في رأي البعض كانت رقم واحد في تغطيتها للحرب المفتوحة في لبنان- من إبراز أطراف خمسة للصورة.. إسرائيل والمقاومة اللبنانية (ومن يقف ورائها) والنظم العربية والشعوب العربية ثم المجتمع الدولي، الأحداث في لبنان فاجأت ومن ثمَْ فضحت الجميع.. على الأقل إعلاميا، الفضيحة هنا يقصد بها تحديدا أن كلا ً من تلك الأطراف تعَرت فجأة دون أن يمنحها الوقت الفرصة لإعداد كذبة مدروسة عن حقيقتها، بفعل المباغتة وتلاحق تفاصيل الحدث السريع كان الجميع يلهث لمداراة عورته التي فضحتها المفاجآة، إسرائيل تشنجت وصدمت وبدت (مكسوفة) من ذلك الوضع الجديد عليها.. فقد اعتادت (ضرب العرب) دون أن يأتيها أي رد! لم تعتد أن يجزع سكان مدنها ويصيبهم الهلع خوفا من القذائف.. اعتادت أن تسبب الهلع لسكان المدن العربية فتفرغ شوارعهم وشواطئهم لتصبح كمدن أشباح لا يسمع فيها إلا صوت سيارات الإسعاف.. بينما سكان المدن الإسرائلية يتابعون من تليفزيونات منازلهم ومقاهيهم (إنجازات) جيشهم في تخويف الآخرين وقتلهم.. وبالتالي لم تعتد أن يظهر أحد صقورها على التليفزيون ليطالب شعبه بالاطمئنان إلى قوة ردع جيشهم.. فلم يكن جيشهم يردع هجوما عربيا وإنما ظل جيشهم يهاجم العرب دوما..لم تعتد إسرائيل أن يطالب صقور حكومتها شعبه وهو مطأطئ الرأس (بإبداء الثقة) في قرارات حكومتهم.. ولم تعتد إسرائيل أن يتوجه رئيس حكومتها عبر التليفزيون بالشكر للمعارضة لما أبدته من التحام معها في تلك (المحنة)! التفوق الإسرائيلي فُضح برا وبحرا وجوا في حرب الأيام الستة تلك (الستة حتى الآن).. بارجة تقصف مدينة عربية فيغرقها العرب.. ومناطيد تحلق في سماء عاصمة عربية فيسقطها العرب.. ومحاولة اقتحام بري يفشلها العرب.. والأكثر من ذلك تأتي صور الأخبار بمستشفيات إسرائيل وقد امتلأت بضحايا (قصف عربي) لمدنها.. وملاجئ تحت الأرض يهرع إليها الإسرائيليون وصفارات إنذار تدوي في حيفا وعكا (منذ زمن لم نسمع أسماء هذه المدن في نشرات الأخبار!) هذه إذن فضيحة لقوة إسرائيل التي دهست كرامة العرب وحكامهم على مدى عقود.. فضيحة بدت معها إسرائيل التي يرتعش أمامها حكام البلدان العربية من المحيط إلى الخليج مرتبكة (مكسوفة) أو عارية! لكن.. ليست إسرائيل وحدها التي فضحت.. فعلى ما أبدته المقاومة اللبنانية من شجاعة وإقدام أذهل الأطراف الأخرى.. لا يمكن كبح جماح الأسئلة والتساؤلات التي تقفز إلى ذهن المشاهد العربي للتليفزيون.. وهو يرى لبنان بين ليلة وضحاها يخسر ما عمّره بشق الأنفس في خمسة عشر عاما.. ويخسر كل تلك الأرواح البريئة التي زهقت وهي مذهولة قبل أن تعرف (السبب).. حزب الله يقامر ويغامر في (حربه المفتوحة) بأرواح مئات اللبنانيين دون استئذانهم.. لكن مفهوم (المغامرة) هنا ليس هو نفسه مفهوم المغامرة الذي عبر عنه السعوديون ومن سعى سعيهم في مصر والأردن وباقي بلدان أو بالأحرى نظم الحكم في بلدان العرب، فالمغامرة عند هؤلاء الحكام الذين تراخت عظامهم في قصورهم هي أن تفكر أصلا مجرد تفكير في مقاومة الاحتلال أو الاستعمار أو اللصوصية التي تغتصب الأرض والموارد والكرامة والحرية.. أما المغامرة في مفهوم آخر فهي تدور حول (متى تدخل في (حرب شاملة) مع إسرائيل تحصل بها على النتيجة الإستراتيجية الكبرى التي نحلم بها منذ عقود.. وهي التخلص من هذا الكيان الصهيوني البغيض.. الحرب الشاملة التي إذا زهقت فيها مئات أو آلاف الأرواح يكون الأمر حينها يستحق.. لأنه حينئذ يكون خيارا وحيدا لمستقبل كريم لأبناء من يزهقون؟) لقد غامر حزب الله بمئات الأرواح (ولا يعرف على وجه اليقين كم ستكون بعد أيام) دون ثمن يستحق كل هذه الدماء.. هذا ليس أوان (الحرب الشاملة) مع إسرائيل.. رغم الإعجاب بتمكن قواته بدا الأمر وكأن حزب الله يحول لبنان مرة أخرى إلى أرض تدور عليها حروب الآخرين.. فيخسر ذلك البلد المنكوب أرواح شعبه وبنيته التحتية واقتصاده وكأنها (هدية) لإيران وسوريا التي لا نعرف عنها مثل هذا النوع من المغامرات إلا على أرض لبنان! فضيحة إذن لحزب الله أن (يهدي) أرواح اللبنانيين للآخرين دون أن يكون ذلك في إطار (حرب شاملة) يخوضها (كل العرب) ضد كيان صهيوني يضرهم جميعا، الفضيحة كذلك طالت نظم عربية على رأسها هؤلاء القابضون على حكم مصر والسعودية والأردن.. هؤلاء الذين أصبحوا قططا بل نمورا سمانا نهمة للاسترخاء والثروة غير المشروعة على حساب شعوبهم المنهكة المتضررة من كل الأطراف.. منهم ومن إسرائيل ومن كل المغامرين.. كانت ملامح وجوههم وهم يتلون بياناتهم عن (مغامرة حزب الله) ملامح مخجلة.. هؤلاء الذين صوروا لنا قوة وسلاح وجيش إسرائيل باعتبارها (قوة تفوق قدراتنا) فضحتهم البارجة الإسرائيلية الغرقى والمناطيد الإسرائيلية المتهاوية والقوات الإسرائيلية العاجزة والمدنيون الإسرائيليون المرتجفون هلعا من (شوية قذائف كاتيوشا).. فضحتهم الصور المتلاحقة عبر كل الشاشات حتى عندما أخفوا رؤوسهم في الرمال وأصدروا الأوامر لقنوات تليفزيوناتهم بتعمد (تجاهل) ما يجري على أرض لبنان.. فقد كان الفضاء المفتوح ينقل لشعوبهم رغم أنفهم تلك الحرب المفتوحة، الفضيحة أيضا طالت الشعوب العربية التي وإن كانت منهكة عاجزة حتى عن التمرد لما يطالها من قهر في الداخل لم تكن بقدر الشعور بخطر اللحظة.. فكانت البلادة الشعبية هي رد الفعل الذي بدا منها على ذلك الحدث.. فلا هي أبدت غضبا لما يطال لبنان من ظلم فادح ولا هي حتى أبدت فرحا بسماع اسم حيفا وعكا الذي اختفى منذ سنين ولا هي أبدت ازدراء لحكامها المتخمين المتراخية عظامهم في القصور ولا هي فعلت شيئا على الإطلاق سوى المساهمة (بالفرجة) المشاركة بمشاهدة التليفزيون والاستمتاع بإيقاع الحدث السريع! الفضيحة لم تكن فقط إسرائيلية أو عربية.. كانت دولية أيضا، فهذا الكيان الغامض المسمى (المجتمع الدولي) يبدو وكأنه يدير ظهره تماما وعمدا للمفاهيم التي (يضحك بها على العرب في كل الأوقات العادية وغر العادية) مفاهيم الشرعية الدولية والعدالة وخلافه، كيف (يتألم) بسبب أسر جنديين إسرائيليين أسرتهما قوات مقاومة في أرض محتلة ولا يؤلمه وجود مئات بل آلاف الأسرى من الجنود والمدنيين في سجون إسرائيل؟ كيف يتحرك حين تقصف حيفا بعدة صواريخ كاتيوشا ولا يهزه قصف بيروت برا وبحرا وجوا بطائرات الإف ستة عشر والقنابل المحرمة دوليا.. أي التي حرمها هو.. ذلك المجتمع الدولي المائع؟!
هذه الحرب المفتوحة على أرض لبنان هي فضيحة لكل الأطراف.. فالحرب الشاملة مع إسرائيل ينبغي ألا تكون إلا (بتعبئة كل العرب) وليس ذلك الشعب الصغير الذي لا يكاد يتخلص من حرب الآخرين على أرضه حتى يستبيحها آخرون جدد.. صحيح أن الفضيحة ظهرت (إعلاميا) بالأساس.. فما خفي وراء كل تلك الأطراف أعظم.. لكن الإعلام هو تلك اليد الفاعلة التي تزيح الغطاء عن (بعض عورة) هؤلاء المفضوحين جميعا، وليس للشعب اللبناني إلا أن ينتظر إحدى يومين.. يوم تتعرى عورة هؤلاء كاملة فيخوضون حروبهم بعيدا عنه.. أو يوم تأتي الحرب الشاملة مع الكيان الإسرائيلي فيضحي مثله مثل الآخرين أو يضحي الآخرون مثله.. لا أن يكون (فرجة) لهؤلاء الآخرين المتكئين على وسائدهم المريحة أمام تليفزيون تصدر منه أصوات صفارات الإسعاف وصفارات الإنذار وفرقعات القنابل.. وتظهر على شاشته وجوه أطفال تتساءل النظرة الأخيرة في عيونهم: بأي ذنب قتلت؟!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة كبرى لأفضل فكرة تصنع ثورة
- مفيش في مصر سياسة، فيه عساكر جوعى وشوية أمل
- الفيلم التسجيلي متاجرة بآلام الناس أم كشف لأسبابها؟
- سنة سجن بتهمة إهانته: صباحك عسل يا ريس
- القاهرة الساهرة: نوّرت مصر
- زيارة خاصة لامرأة متمردة في زمن الحجاب
- حمى البورصة في المجتمعات العربية
- ثلاث تساؤلات بمناسبة تشفير بث مباريات كأس العالم
- ليلة بكت مصر مع أسيرها وراعي بقر برتبة وزير لا هو حبيب ولا ه ...
- شجر الصفصاف الذي ينتج كمثرى في شوارع القاهرة
- المدونون: ورد الجناين اللي بيفتح في مصر
- لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر
- كيف يساهم مصريو الخارج في إحداث فوضى خلاقة بمصر؟
- شموخ بسطاويسي كمان وكمان.. وبطل جديد في معركة الاستقلال
- !.. جمال مبارك: كل ما أشوفك أبقى نفسي آ
- مطلوب فضائية إيجار مؤقت: الطريق إلى سبتمبر مبارك
- ريموت كنترول3
- عندما تجد شيئا في مصر تفخر به
- برامج المحليات على أوربت نجاح لم تحققه قنوات مرموقة
- قل لي ماذا تناقش.. أشاهدك


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هويدا طه - صواريخ حزب الله فضحت إسرائيل وفضحت العرب أيضا