أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هويدا طه - الفرحة الآثمة مرتين














المزيد.....

الفرحة الآثمة مرتين


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 12:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


صديقة لبنانية كنت أجلس معها نحتسي القهوة في مقهى به شاشة تليفزيون كبيرة، وكالعادة لا يتابع أغلب الناس هذه الأيام إلا قناة الجزيرة، نتابعها ليلا نهارا.. بل ونترك التليفزيون مفتوحا عليها عند النوم لنستقبل (آخر الأخبار) عندما نفتح عيوننا في الصباح، كنا نشرب قهوتنا في اليوم الأخير قبل وقف (العمليات الحربية)، تلك العمليات التي اجتهد المحللون المساكين ضيوف الفضائيات ليشرحون لأمثالنا من المواطنين العاديين- الذين لا يعرفون دهاليز مصطلحات الأمم المتحدة- الفرق بين وقفها ووقف إطلاق النار! في ذلك اليوم راحت تطل علينا من شريط (الخبر العاجل) أخبار عن كمائن صنعها مقاتلو حزب الله لقوات إسرائيلية في الساعات الأخيرة قبل وقف العمليات أو النار في أقصى جنوب لبنان، ورحنا نتابع الأعداد.. شريط عاجل وراء آخر.. سقوط 25 جندي إسرائيلي في كمين.. مقتل 12 جنديا إسرائيليا في اشتباكات عنيفة.. وهكذا توالت أعداد (لا بأس بها!) من الإسرائيليين على الشريط.. فما كان من صديقتي اللبنانية الجميلة إلا أن هتقت بعفوية:" يقبركم الله إنشالله.. شو.. عم بتقعوا مثل الصراصير)!
عندما تكون مؤمنا بالإنسان كإنسان وحقه في كليهما (الحرية والعدالة)- أيا كان لونه وعرقه ودينه وقوته- فإنك بلا شك (تكره القتل) كظاهرة إنسانية بغيضة، لكنك وعندما تختار أن تكون مقاوما مناهضا لأعداء كليهما الحرية والعدالة.. فإنك ترى القتل بعين أخرى.. لا تقاوم (الفرحة بقتل) الأعداء وتسمها- من باب التوازن النفسي- خسائر في صفوف العدو! وعندما تتشوق إلى انتصار كليهما الحرية والعدالة.. ثم يحققه لك أحدهم دون أن تدفع معه شيئا من الثمن فإنك تفرح أيضا.. لكنك في الحالتين ينتابك شعور بأنها (الفرحة الآثمة)، فرحة أولى بالقتل.. باعتباره يستهدف (عدوا أذلك وأذل الحرية والعدالة عقودا من الزمن) فيتوه منك حينئذ الإحساس بأن (الفرحة بالقتل ذاتها.. هي بذاتها فرحة آثمة.. على الأقل كما تقول دائما) ثم تفرح به نصرا في ثاني أنواع الفرح.. لكنك سرعان ما تقر بأنه نصر يحققه لك آخرون.. فرحتك به (فرحة آثمة بشيء ثمين باهظ الثمن تناله دون أن تساهم فيه) كل مساهمتك فيه هي متابعته على شاشات التليفزيون، هكذا كان شهر لبنان الأليم.. فرحة آثمة بالقتل وفرحة آثمة بنصر تناله مجانيا.. تعلقنا بالتليفزيون وبشريط (الخبر العاجل) وكانت قلوبنا تدق عندما تقرأ فيه ( حزب الله يعلن أنه أسقط.. قتل.. دمر.. أحرق...إلخ)، لأن القتل والتدمير والحرق كان لقوات إسرائيل وآلياتها، ثم نعود لنتألم عند متابعتنا- التي لا يجبرنا عليها أحد- لصور اللبنانيين الجرحى المهجرين النازحين المشردين في أرجاء لبنان فرارا من الجحيم.. جحيم القتل اللا أخلاقي الذي مارسه العدو.. ثم تتذكر أن القتل شيء غير مفرح.. ثم سرعان ما تذكر نفسك بأن (هؤلاء الأعداء يحق عليهم القتل طالما هم أنفسهم بلا أخلاق أو رحمة يقتلون كل كائن حي في الجوار) ثم تعود لتسأل نفسك لو أن تلك الحرب على أرضي وهؤلاء المشردين من أهلي وأولئك القتلى إخوتي وجيراني وذلك الدمار للبيوت والزرع ومظاهر الحياة كانت لأشيائي وأشياء عائلتي.. ترى كيف كنا سنقيم (الفرحة بالنصر)؟! انتهى شهر القتل إذن في لبنان.. راحت السكرة وجاءت الفكرة.. تحسم النزاع الداخلي في نفسك.. قد يكون القتل بذاته فكرة لا إنسانية.. لكن.. لعلها تكون في قمة الإنسانية إذا كان القتل.. قتلا للصراصير!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات تعود لقتيلها المعتاد
- مقاومة حزب الله لفتت النظر إليهما: الموقف المتهكم من الجيش ا ...
- خطابات نصر الله تسكن القاهرة
- ريموت كنترول 4
- ما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا
- ثروة الثري العربي وثروة بيل غيتس
- يجب أن تتحرك الشعوب، حسنا.. ما المقصود بكلمة شعوب؟!
- لا مستقبل لأوطاننا واسرائيل هنا
- الحاضر البعيد عن أجندة هيكل في مسلسله التليفزيوني
- صواريخ حزب الله فضحت إسرائيل وفضحت العرب أيضا
- جائزة كبرى لأفضل فكرة تصنع ثورة
- مفيش في مصر سياسة، فيه عساكر جوعى وشوية أمل
- الفيلم التسجيلي متاجرة بآلام الناس أم كشف لأسبابها؟
- سنة سجن بتهمة إهانته: صباحك عسل يا ريس
- القاهرة الساهرة: نوّرت مصر
- زيارة خاصة لامرأة متمردة في زمن الحجاب
- حمى البورصة في المجتمعات العربية
- ثلاث تساؤلات بمناسبة تشفير بث مباريات كأس العالم
- ليلة بكت مصر مع أسيرها وراعي بقر برتبة وزير لا هو حبيب ولا ه ...
- شجر الصفصاف الذي ينتج كمثرى في شوارع القاهرة


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هويدا طه - الفرحة الآثمة مرتين