أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا المادح - نُزهةٌ في رحاب (البصرة وصورة الأمس).














المزيد.....

نُزهةٌ في رحاب (البصرة وصورة الأمس).


عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن


الحوار المتمدن-العدد: 7120 - 2021 / 12 / 28 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر للكاتب القدير والصديق الأستاذ رزاق عبود، كتابه الجميل (البصرة... وصورة الأمس)، في تشرين الثاني 2019 من دار ميزر للنشر في السويد، وبتصميم للغلاف من قبل الفنان المبدع فراس البصري، حيث تُزيّن الغلاف أحدى لوحاته الجميلة، وتكفّل الأستاذ مديح الصادق بالتدقيق اللغوي، ولم ينسى الكاتب تقديم الشكر للأصدقاء الذين أعانوه " في الـتأكد من، أو تذكر بعض الأسماء والمواقع..."، الكتاب بالحجم المتوسط ويحوي 174 صفحة.
يَستهلُّ الكاتب ملحمته " في مدينتنا الوادعة الرائعة البصرة، كان يتجلى العراق كله، بل قل العالم أجمع. صورة نموذجية لأي ميناء في العالم، أبوابه مفتوحة، ونوافذه مشرعة على الدنيا كلها ..." يتعايش فيها بمحبة وأمان كل ألوان فسيفساء الشعب العراقي، فأصوات المآذن تمتزج مع دقات نواقيس الكنائس لتؤلف سمفونية عفوية صادقة.
الكتاب ليس بحثاً تأريخياً أو دراسةً تحليليةً للمجتمع والواقع البصري، بل بين هذا وذاك بسرد جميل ينساب كدبس التمر على أنغام البلابل في حر الصيف، فهو يعكس لوعة وإشتياق الكاتب للوطن والبصرة الأم، أعتمد الكاتب على عصارة الذاكرة المعلبة في جراديق (مخازن التمر وتصنيعه) الزمن الجميل ! فكان كالزيطة (طير صغير سريع الحركة) يتنقل بين البساتين والسواقي والأنهار والمناطق وشوارعها، ماراً على ذكر السواعد السمراء التي تحنّت بتراب الأرض عند حرثها، أو عند بناء الدور أو تفريغ السفن، وهم يغنون على أنغام فيفرة تومان الأسود الطيب (عمال وإحنه تعابه ... أويلاه يا يابه).
شط العرب وكورنيشه الجميل، قبلة البصريين وخاصة في مهرجان نوروز والكسلة، يزهو بثوب الطيبة ويتعطر بوجوه الجميلات وغزل البنات وكليجة التمر، وتنساب أبلام العشاري والمراكب متوّجة بالنوارس وهلاهلها ليتشكل لحن بصري خالص، كما تشارك فرق الخشابة بأغانيهم ورقصات الهيوة، فيطرب لها آلاف المحتشدين على كورنيش الضفتين.
ذاكرة الكاتب المدهشة ترسم لك سجادة كاشان مزغرفة بالأسماء، علماء، أطباء، مهندسون، سياسيون، كتّاب، فنانون، بناؤون، بحّارون،عطارون....، تُعيد كل بصري أصيل إلى طفولته وشبابه، وخاصة المغتربين منهم، فتعتصر القلوب حسرةً وشوقاً، تُرطبها حبّات الندى من تحت الجفون، قَلّبَ الكاتب صفحات التاريخ البصري ليمتشقَ أسماء العلماء والأدباء وما تركوه من كنز لأحفادهم المبدعين، وهم يكملون المسير بنتاجاتهم المختلفة، ولا يَطربُ بويب إلا على أنغام المربد العريق تحت ظلال النخيل الباسقات.
الأسماء والاماكن تمرُّ على القاريء كشريط سينمائي ملوّن يتراقص على شاشات السينمات البصرية (للأسف أندثرت جميعاً في زمن التخلف)، فيسيلُ اللعاب بذكر السندويجات والمطاعم وأكلاتها الشهية، ويهرع الصبيان بل حتى الشياب إلى ساحات الدواليب لممارسة طقوس عرس العيد، كما يحلو للصبيان أن يأخذو صورة أسود وأبيض خلف مجسم طائرة فيحلّقو مزهوّين في سماء البصرة وطائرتهم تلامس سعف النخيل.، بينما الخيل والحمير المُستأجرة تُثير التراب.
بالتأكيد لا يمكن تغطية اللوحة البصرية الكبيرة بكتاب واحد، والكاتب بذل جهداً كبيراً فأبدع، فهو البصري الأصيل الذي عشق أنفاسها الرطبة ولفحةِ شمسها الحارقة، فألف شكر له فقد جعلنا نعيش صورة الأمس البهية.
2021.12.27



#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- گرباچوف العراق ...!
- الأنصار شمعة المؤتمر الحادي عشر !
- مُقاطعون، مُبارِكون ...!
- أنين القلب
- بيروت القيامة ...!
- النظام الداخلي ودس السم بالعسل ...!
- الأحفاد ...!
- عشتانوف والعشق الإلهي - ASHTANOV
- أبو العباس الثوري *
- همسةُ الصباح ...!
- جوعٌ سرمدي ...!
- آشتي عصي على الرثِاء ...!
- محبة ...!
- ناصر أبو الجرائد
- نجمة في سماء بامرني
- رحيل ...!
- معركة القمم ..!
- الجريمة والعقاب وقصيدة الذيل !
- الذيل ...!
- يا بيروت ...!


المزيد.....




- هل ستكون السعودية والإمارات وقطر جزءا من حل أزمة غزة؟.. ترام ...
- أوروبا تعد عقوبات جديدة للضغط على روسيا في محادثات أوكرانيا ...
- فرنسا تتصدر قائمة المشترين الأوروبيين للغاز الروسي في مارس ا ...
- مفاوضات موسكو وكييف.. خطوات نحو الحل
- رئيس وزراء هنغاريا يحث الاتحاد الأوروبي على اتباع نهج الولاي ...
- موريتانيا.. مقتل منقبين اثنين بقصف طائرة مسيرة في -كارزرز-
- محللون غربيون: المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول سارت ...
- -نيويورك تايمز-: الديمقراطيون يعرقلون صفقة أسلحة بقيمة 3 ملي ...
- ترامب راهن على القادة الأصغر سنا في الشرق الأوسط ونجح
- هل صفع ترامب نتنياهو أم زوبعة مصالح؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا المادح - نُزهةٌ في رحاب (البصرة وصورة الأمس).