أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر عادل نادى - إرهاب الإنسان..بقانون إزدراء الأديان!













المزيد.....

إرهاب الإنسان..بقانون إزدراء الأديان!


باهر عادل نادى

الحوار المتمدن-العدد: 7119 - 2021 / 12 / 27 - 18:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الواضح لكل ذي عينين إننا نعيش عصر انحطاط تاريخي غير مسبوق، فصحيح أن الإنسان المصري مر عليه الكثير من المحن، من مجاعات و احتلال واستبداد ، و لكننا اليوم نرى –و بكل صراحة- إننا نحيا عصر اضمحلال شامل غير مسبوق، بل و ربما تكون هذه أسوأ حقبة زمنية في تاريخ مصر الحديث.
حيث إننا الآن نعيش في كنف سلطة مستبدة غشيمة غاشمة لا تطيق أي أَحَدًا ولا تستمع ولا تناقش ولا تحاور أحداَ بل تقمع وتسجن وتظلم وتبطش، وتمارس كل هذا علانية بلا حياء، وبابتسامة عريضة، وفي إنكار تام ، في تناقض واضح وصريح بين الفجر في إظهار الجرائم، و التنصل منها كَلَامِيًّا في نفس ذات الوقت! كأننا قوم من البلهاء!!!!
ففي حين يخرج السيد عبد الفتاح السيسي "مؤسس الجمهورية الجديدة" –أطال الله بقاءه- متحدثاُ عن حرية الاعتقاد ، والدعوة لتجديد الخطاب الديني ، بل وحرية عدم الإيمان بالله ، وتصريحات براقة يتلقفها أدعياء العلمانية ومدنية الدولة المزعومة ليروجوا لسماحة واتساع أفق النظام الحالي الحاكم في مصر!
ولكن الحقيقة والأرقام تُظهر غير ذلك ففي حين تم سجن الباحث المسلم التجديدي إسلام البحيري، والشيخ الأزهري محمد عبدالله نصر، وبرغم إنهما يتحدثان من داخل مربع الإيمان، وليس لهم مواقف عدائية أو حتى معارضة مع الدولة أو "النظام الحاكم" إن شاءنا الدقة!، وأيضاً تم رفع قضايا على الكاتبة والمترجمة فاطمة ناعوت وتم الحكم عليها و لكنها لم تُسجن ولله الحمد!
والآن تم الحكم غيابياً بخمس سنوات سجن على المستشار أحمد عبده ماهر وهو شيخ بلغ من العمر سبع وسبعين عاماً ، ومحارب قديم شارك في حروب مصر ضد الاحتلال الإسرائيلي في ١٩٦٧ و انتصار ١٩٧٣ م.
وهي أقصى عقوبة ممكنة حسب نص القانون :
"يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنية ولا تجاوز ألف جنيه لكل من استغل الدين في الترويج أو التحييذ بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو التحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الضرر بالوحدة الوطنية أو بالسلم الاجتماعي"
(مع الوضع في الاعتبار أن هذا عرف قضائي مصري الحكم باقصى عقوبة غيابياً ثم إعادة المحاكمة وإعطاء حكم جديد عند الامتثال للمحاكمة)
ولكننا ضد تطبيق مبدأ إزدراء الأديان عموماً، فالأديان معتقدات يمكن نقدها بل والسخرية منها أيضاً –لمن أراد ذلك- ولكن الدولة لا تحمي دين بعينه، ولكنها تحمي (الإنسان) أي كان معتقده!
وفكرة حماية الدولة للدين هي فكرة" قروسطية Medieval " (أي تعود إلى القرون الوسطى) ولا تتماشى مع مفاهيم الدولة الحديثة! ولا الدساتير ولا حقوق الإنسان، والتي وقعت مصر على الكثير منها، ولكنها لا تطبقها إلا بالكلام فقط، في محاولة بائسة لإقناع الغرب بالنظام الحالي!
(2)
والمفكر أحمد عبده ماهر هو شخص متدين يهاجم التيار المتشدد والمتطرف والتيارات السلفية، وينتقد بعض مناهج الأزهر والتي يرى إنها غير مناسبة للعصر، وتشوه صورة الإسلام الصحيح. أول ما رأيته كانت في حلقات قديمة على قناة أزهري مع الشيخ خالد الجندي تابعتها في حينها وكانت حينئذ تحت لافتات "مناقشة أو مناظرة القرآنيين"! وكان معه شخص آخر. ولكن كان المستشار أكثر كلاما وأكثر حمية وأكثر ححجاً!
ثم بعد الثورة "٢٥ يناير2011 م" وانفراجة الإعلام ، أصبح سيادته ضيفاً على بعض حلقات التوك شو ، تحت عنوان "تنقيح مناهج الأزهر"أو "نقد التراث أو تنقية التراث" أو "نقد البخاري" ثم بعد الثلاثين من يونيو 2013م كان سيادته ضيفا إعلامياً مُرحبا به في مواجهة التيارات السلفية، وكانت الدولة وقتئذ تسمح نسبيا بهذا، ثم عادت مرة أخرى لقواعدها سالمة!! أي إلى سجن المفكرين الدينين!! فسيادة الرئيس المفخم (طويل العمر يطول عمره وينصره على من يعاديه! ها هيء!!) لا يكتفى بسجن شباب الثورة والمعارضيين السياسيين ، ويأبى إلا أن يكلل مسيرته الإصلاحية بحبس المفكريين الدينيين وبذلك يصبح حامي حمى الدين و الدولة معاً ..عاش رئيس جمهورية الموز!
ولا نامت أعين الجبناء!

(3)
وفي حين خرج شيخ الأزهر، الشيخ الطيب "جدا" ليهاجم ما أسماه الدعوة للدين الإبراهيمي وتوحيد الأديان مستنكراً ذلك محتاجاً ب"حرية الاعتقاد" ولا أعلم أين هي حرية الاعتقاد في سجن المفكرين ! بالطبع آخر ما يمكن أن يتفتق إليه ذهنهم هو : أنهم يفرقون بين حرية الاعتقاد وحرية التعبير كما كان يفعل الإخوان! ولكن هيهات فهما صنوان لا ينفصلان ويكفلهما معاً الدساتير المنضبطة وكل مواثيق حقوق الإنسان!
و العجيب أيضاً أن يظن شخص يزعم أنه مؤمن بالله، أن دينه يحتاج لقانون يحميه !!
فهذه مسخرة مكتملة الأركان في حقيقة الأمر .
ونحن ضد هذا القانون من حيث المبدأ ولكن المفهوم هو وضع قوانين لمنع وتجريم العنصرية والحض على الكراهية وتحقير المواطنين المختلفين!
ولكن هذا القانون الزائدة الدودية التى لا محل له من الإعراب ، تم وضعه تحت حجة حماية الأقلية الدينية في مصر من تشدد الأصوليين، ولكن ها هو يستخدم في مواجهة كل من ينتقد الأصولية!!! حقاً " كم ذا بمصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكا" كما قال المتنبي!



(4)
حارب أحمد عبده ماهر الاحتلال الصهيوني شاباً وها هو الآن يحارب الاحتلال الإسلامجي والجهل والرجعية
وفي حقيقة الأمر هذا الاحتلال أخطر من الصهاينة ففي حين يريد الصهاينة سرقة الأرض يريد هؤلاء الإسلامجية سرقة العقول!
ولكنها مصر البلد الطيب بناسه الطيبين
وستظل مصرنا محروسة بقديسيها وأوليائها
وستظل منارة للاعتدال حقاً، حيث طبيعة شعبها النبيل "شعب النيل والخُضرة" الذي يمتص كل الثقافات الوافدة ليمصرها! وستنتصر مصر في معاركها لا محالة !
فالجميع هنا "مصري"!!!!!
ولا مكان للخونة والعملاء!!

العلمانية هي الحل



#باهر_عادل_نادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى سيتم الأفراج عن مصر المحبوسة؟
- الوعي السياسي..وانعاش الذاكرة الوطنية!
- -وحيد حامد-.. رحيل.-طائر الليل الحزين-!
- حركة يوليو..رؤية نقدية!
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- الكورونا(الفيروس الغامض بسلامته) بين اللاهوت والسياسة والعلم ...
- رباعية عن الثورة المصرية 3
- رباعية عن الثورة المصرية 2
- رباعية عن الثورة المصرية
- رؤوس الفساد فى عوالم خفية!
- أحمد سعد زايد فى الميزان !
- التحويلة ..هجائية ضد القهر!
- بين الجهل المقدس والجهاد المقدس
- إزدراء الانسان بإسم إزدراء الأديان
- الجوادي.. السقوط في بئر الخيانة!
- حتمية الزواج المدني
- باهر عادل يحاور ..الخواجة نقولا المصرى ..
- إرهاب....فوتشوب


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر عادل نادى - إرهاب الإنسان..بقانون إزدراء الأديان!