أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - من منا لم يحلم (١)














المزيد.....

من منا لم يحلم (١)


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 7116 - 2021 / 12 / 24 - 03:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-1-
لنتحرر من كل الشرنقات !
الشرنقة غشاء واق من خيوط دقيقة تنسجه بعض يرقانات الحشرات كدودة القز لتحتمي به في أثناء طور الخادرة وحتى تتحول إلى حشرة!
إن دودة القز عندما تصبح حشرة كاملة تتحرر من شرنقتها !
لكن نحن البشر، هل استطعنا أن نتحرر من شرنقاتنا ؟ من منا لا يكبله الخوف والجهل ؟ متى نصبح بشرا كاملين ؟ لماذا بعنا أنفسنا للشيطان على غرار فاوست؟ وألا يوجد الشيطان في جبلتنا؟ هل الحياة هي أن نأكل وننام ونشرب ونقضي الحاجات الطبيعية الأخرى؟ لماذا الخوف هو قدرنا ومصيرنا؟
رغم أننا صرنا كائنات عاقلة تحتكم إلى الدماغ العاقل le cerveau rationnel، فقد بقي الدماغ يزحف على كل حياتنا، بل حتى مشاعرنا خلت من كل نزوع إيروسي، بل باتت مشاعرنا يتحكم فيها الخوف البدائي من كل ما هو جديد، وظل le cerveau sentimental حبيس مشاعر الهلع والخوف الناجمة عن الخوف من الموت والزلازل والبراكين والحيوانات المفترسة منذ تاريخ بعيد. ففي كل صدمة من صدمات الحياة يستيقظ الدماغ الزاحف لكي يذكرنا بغرائزنا ومشاعرنا البدائية، مشاعر الضعف أمام جبروت الطبيعة الرهيب، بحيث بقي دماغنا العاقل صغيرا وضعيفا رغم عصر العلم والتكنولوجيا، ولم نستطع أن نهزم أمراضنا النفسية ومخاوفنا البدائية، بل حتى الدين والأسطورة بقيا عاجزين عن هزم عقيدة الفناء فينا وروح الاستسلام المتحذرة عن تاريخنا الإنساني. نعم لقد تطور جهازنا العصبي لكي يذكرنا بأننا مشاريع فانية ومهزومة ! فمتى نتحرر من شرنقاتنا، من مخاوفنا ونكتب البقاء للنوع البشري !
-2-
من منا لم يحلم !
الحلم هو الذي جعل البشرية تستمر على قيد الحياة منذ 300 ألف سنة . لقد هلك الهومو إريكتيس والنيادرتال وغيره من الكائنات البشرية التي ماتت بسبب الحرب والجوع والمرض ونقص الموارد .
لكن الإنسان العاقل اخترع إواليات الدين والأسطورة وجعل من الحلم في الخلود غايته، إنه يفنى ويتحلل، إلا أنه حنط نفسه كما فعل الفراعنة وشيد عالما فردوسيا، أنهاره من خمر ولبن وعسل وحور عين أبكار ...
ومنذ القرنين 18 و19 وإلى اليوم، تعرض هذا الخطاب الاسكاتولوجي لوابل من النقدين الفلسفي والعلموي الصارم، بيد أن الحلم الإنساني بعالم آخر بقي على ذات الصراط، بحيث أن علماء الفلك يسابقون الزمن ويراهنون على اكتشاف مجرات وكواكب جديدة، إنهم يطمحون إلى اكتشاف الحياة في عوالم بعيدة عن الأرض لعلها تجيبهم إجابة شافية عن خوفهم البدائي الدراماتيكي من أفول الشمس، التي تعتبر مصدرا للطاقة والحياة بعد 10 مليارات سنة، إذ ستتحول إلى عملاق أحمر وسيتقلص لبها. لكن طبقاتها الخارجية ستصل حتى مدار المريخ وتبتلع كوكب الأرض خلال هذه العملية .
هل سيكون البشر؟
لا لن يكونوا ! إن البشر سيبقون حوالي مليار سنة وبعد ذلك لن يصبح الكوكب الأزرق صالحا للحياة، لأنه في كل مليار سنة يزداد سطوع الشمس بنحو 10 % .
فهل ينتهي الحلم البشري في البقاء ؟
ربما في ذلك المليار سنة يكون البشر قد طوروا قدرات من شأنها أن تتيح لهم السفر إلى مجرات أخرى، وربما قد طوروا قدراتهم الذاتية التي تسمح لهم بتمديد أعمارهم حتى يتمكنوا من السفر إلى تلك العوالم البعيدة !
-3 -
ما الذي عطل مسيرة التقدم البشري؟
في اعتقادي أن الذي عطل هذه المسيرة هو نزعة تناتوس (الموت ) . وهذه النزعة تستحوذ على كل الحقول والمجالات، إنها مرض فتاك ومدمر . لقد ولدت لنا فصولا من الاستبداد السياسي، حتى أن الإنسان فقد كل حريته وكرامته وقيمته، إذ حكم عليه بالصمت والموت، وفرض عليه أن يكبت في لاشعوره كل تطلع إلى البناء والحياة.
أما الاستبداد الديني، فهو أخطر أنواع الاستبداد، إنه يعتقل الروح البشرية ويسجنها في طقوس جماعية، ويقمع كل إيمان حر ومباشر يتخذ من الذات الإلهية غاية في ذاتها.
وطالما تنتفي الحرية، يأتي تناتوس لكل يطل برأسه، إنه حاضر في كل مكان ومبثوث في كل زمان، إنه يفرح وينتشي مع كل زفرة يطلقها المقهورون في ورشات العمل، ويغني ويرقص مع معاناة الجوعى والمعطوبين في الحرب، وأكيد أنه يرتل التراتيل مع المرضى في المستشفيات، وهو الذي يتكفل بحفر قبر للحياة . فلنفكر مليا: ماذا لو لم تتحارب البشرية منذ أكثر من مليوني سنة، منذ أن انفصلنا عن أبناء خالاتنا من التشامبنزي ؟ أ كنا سنصل اليوم إلى مجرة الأندروميدا . لست أدري . إن بذرة الشر متجذرة في جينيالوجيتنا!

ع الله عنتار

24/12/2021
بنسليمان- المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيبقى اسمك ...
- بين ذاتوية باسكال وغيرية إدغار موران
- الفساد لم يأت من السماء
- رحلة إلى قبائل ورديغة وقبائل زعير والأطلس (3)
- رحلة إلى قبائل زعير وقبائل ورديغة (2)
- 300 كلم بدراجة نارية وسط قبائل ورديغة وقبائل زعير (1)
- 294 كلم .... على متن دراجتين ناريتين بأرض الشاوية !!
- شرق وغرب
- كلمات ... من أجل القضية الفلسطينية!!
- أهمية العصيان المدني
- التخلص من السياج الوثوقي
- نحو أنسنة الخطاب الديني/ ملخص لكتاب خطبة الجمعة بين الديني و ...
- الحرية لا تتجزأ
- الوداع أيتها البطلة
- في الحاجة إلى العلم والعلمانية
- العلم والعلمانية
- المسيحية والإسلام وخواطر أخرى
- الحراك العشريني: روح الديمقراطية المتجددة
- لماذا لم نخرج من كبوتنا الحضارية ؟
- لا ديمقراطية دون صيانة حقوق الأقليات


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - من منا لم يحلم (١)