أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - السلطة السياسية وشرعياتها الوطنية















المزيد.....

السلطة السياسية وشرعياتها الوطنية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 7114 - 2021 / 12 / 22 - 16:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


-أنتج الفكر السياسي كثرة من المفاهيم السياسية حول شرعية سلطة الدولة وشكل بنائها فضلا عن طبيعة نظمها السياسية وسمات تشكيلاتها الاجتماعية.
- تعتبر السلطة السياسية وترابطها والطبقات الاجتماعية من أكثر القضايا التي ناقشها الفكر السياسي في مسار تطوره التاريخي، وبهذا المنحى شكلت الشرعية الوطنية للنظم السياسية مقياسا للدولة الديمقراطية.
- مرت الدولة وسلطاتها السياسية بأشكال مختلفة من الشرعية طبقاً لمضامين النظم السياسية الديمقراطية منها والاستبدادية وعلاقتهما بمصالح طبقات تشكيلتها الاجتماعية.
استنادا الى تلك الرؤية اسعى الى متابعة اشكال شرعية سلطة الدولة السياسية على اساس اشكالها التاريخية وفق المسارات التالية--
أولا- النظم الرأسمالية والشرعية الديمقراطية.
ثانياً -النظم الاشتراكية والشرعية الثورية.
ثالثاً - النظم الوطنية والشرعية الانتخابية.
استنادا الى تلك الموضوعات الفكرية نحاول متابعتها برؤية تاريخية مكثفة.
أولا- النظم الرأسمالية والشرعية الديمقراطية.
- بداية لابد من الاشارة الى ان اختلاف النظم السياسية في بناء الدولة انبثق من مستوى النزاعات الطبقية واشكال تناقضاتها الاجتماعية -السياسية السائدة في الحقب التاريخية المحددة.
-بهذا المسار أفرز الفكر السياسي اشكالاً مختلفة من الشرعية السياسية لنظم الدول الوطنية تماشياً والوقائع التاريخية المنبثقة من طبيعة واشكال النزاعات الاجتماعية.
--استناداً الى ذلك أنجزت الدول الرأسمالية اشكالا متطورة من بناء نظمها السياسية هادفة الى ابعاد البلاد عن الحروب الاهلية والنزاعات الاجتماعية الحادة، وبهذا المنحى أنتجت التسويات السياسية بين القوى الطبقية المتنازعة نظما سياسية ديمقراطية تستند الى تقاسم السلطات الثلاث بما يؤدي الى تطمين المصالح الطبقية المتعارضة وبهذا نشأت في الدولة الرأسمالية كثرة من السمات الديمقراطية للحكم منها-
أولا - تقسيم سلطات الدولة الى سلطات تشريعية - تنفيذية - قانونية تحمي البناء السياسي والاجتماعي للدولة البرجوازية من الصراعات الاجتماعية معبرة بذات الوقت عن تقاسم سلطات البلاد الثلاث بين شرائح الطبقة البرجوازية الحاكمة.
ثانياً- شكلت الانتخابات الوطنية العامة شكلاً من أشكال النزاعات الطبقية السلمية الهادفة الى التحكم بسلطة البلاد السياسية واستخدامها في تلبية المصالح الطبقية.
ثالثا – أصبحت مراقبة السلطات الثلاث المتبادلة شرطاً قانونياً لمنع التجاوزات الدستورية وخرق الحقوق السياسية لطبقات تشكيلة البلاد الاجتماعية.
رابعا – اعتبار القانون الأساس للدولة ضمانة تشريعية لحماية السلم الأهلي وحماية البلاد من الصراعات الاهلية.
خامساً- يضمن الدستور الوطني حقوق الانسان السياسية -الاجتماعية فضلا عن رعايته للأساليب الكفاحية السلمية للطبقات الاجتماعية المتنازعة في إطار الوحدة الوطنية.
- أخيرا لابد من الاشارة الى ان الشكل الديمقراطي لبناء سلطة الدولة البرجوازية انبثق من تشكيلة اقتصادية سياسية - بطبقات متبلورة اجتماعياً وكفاح سياسي متواصل لتحقيق وحماية حقوقها السياسية والاقتصادية.
ثانياً -النظم الاشتراكية وشرعيتها الثورية.
لم تقف البشرية في كفاحها المتواصل عند الشرعية الديمقراطية لسلطة البلاد السياسية، بل تعدى نضالها الطبقي الشرعية الرأسمالية وأنتج شرعية اشتراكية تميزت بكثرة من السمات أهمها-
1- وحدانية قيادة الحزب الثوري للدولة والمجتمع وتحريم نشاط أحزاب سياسية طبقية أخرى.
2- هيمنة الطبقة العاملة على سلطة البلاد السياسية وما نتج عن ذلك من احتكار سلطة البلاد السياسية.
3- هيمنة الدولة على وسائل الإنتاج الاساسية.
4 – بناء الدولة الفدرالية على أساس الاتحاد الطوعي بين القوميات المتآخية بهدف صيانة سلطة الطبقة العاملة السياسية.
5- سيادة الشرعية الانتخابية التي تمثلت بالمنافسة السلمية بين ممثلي الطبقة العاملة لاحتلال مراكز البلاد الأساسية.
أكمل الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الاخرى بناء دول اشتراكية كبرى شكلت خيارا عالمياً للتطور الاجتماعي.
- غياب الرقابة السياسية على أجهزة الدولة الإدارية أدى الى نشوء (طبقة) بيروقراطية ساهمت في اعاقة البناء الاشتراكي وتحويل التشكيلة الاشتراكية الى نمط سياسي – اقتصادي راكد تتحكم في بنائه قوى اجتماعية مغتربة عن مصالح البلاد الأساسية.
-- غياب الديمقراطية السياسية وتحكم كتلة المدراء والقادة الحزبيين بتحجيم المنافسة والرقابة الحزبية فضلاً عن المساعدات المتنوعة التي قدمها الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الأخرى الى دول العالم الثالث أصبحت عوامل كابحة لرفاهية شعوب الدول الاشتراكية.
- انهيار النموذج الاشتراكي للتطور اجبر القوى الديمقراطية على البحث عن نظم سياسية قادرة عل حماية الانسان من الاستغلال الرأسمالي والنزاعات الوطنية والحروب العبثية.
ثالثاً - النظم الوطنية وشرعيتها الانتخابية.
-- انهيار خيار التطور الاشتراكي أطلق حوارا فكريا بين الأحزاب الاشتراكية بهدف تحديد ملامح التطور الاجتماعي اللاحق فضلا عن مساعدة الدول الوطنية للتخلص من النظم الشمولية وبناء نظم سياسية منبثقة من الشرعية الوطنية للحكم.
--تتميز الدول الوطنية المتحولة من النظم السياسية الشمولية الى نظم الشرعية الانتخابية بالسمات التالية –
1- هيمنة الطبقات الفرعية على سلطة البلاد الوطنية وترابطها والعالم الرأسمالي.
2 – اعتماد الشرعية الانتخابية بسبب انعدام التجارب الديمقراطية في الحياة السياسية للدول الوطنية.
3- سيادة نهوج التبعية والتهميش في سياسة الدول الرأسمالية الكبرى إزاء الدول الوطنية.
4- غياب الكتلة الدولية الساندة لكفاح الطبقات الاجتماعية المناهضة للهيمنة الخارجية.
إزاء هذ الوقائع الوطنية - الدولية المتحكمة في تطور الطبقات الفرعية يتطلب من اليسار الاشتراكي بناء عدة فكرية جديدة قادرة على الوصول لسلطة البلاد السياسية وبناء دولة العدالة الاجتماعية.
--أدوات العدة المنهجية الناظمة لكفاح اليسار الاشتراكي اراها تتمثل ب-
أولاً- المشاركة في الانتخابات التشريعية الوطنية بهدف تحشيد القوى الشعبية المناهضة لتوجهات القوى الفرعية واعاقة تحالفاتها السياسية.
ثانياً- بناء تحالفات وطنية - ديمقراطية استناداً على برامج سياسية مرحلية تساهم في استقرار البلاد السياسي - الاجتماعي.
ثالثاً- منع البلاد من الانزلاق نحو نزاعات عبثية ومنع الطبقات الفرعية من اللجوء الى الحروب الاهلية.
رابعاً- تعزيز المنافسة السلمية بين الأحزاب السياسية استناداً الى القوانين الوطنية والبرامج الانتخابية.
خامساً-المساهمة في بناء الشرعية الديمقراطية لسلطة الدولة الوطنية عبر كبح سياسة الطبقات الفرعية الساعية الى التبعية والتهميش.
ان الموضوعات المشار اليها تدفع نحو تحول الشرعية الانتخابية الى الشرعية الديمقراطية المبنية على موازنة المصالح الطبقية وعدم اللجوء الى القوة العسكرية في فرض التغيرات السياسية والاجتماعية على الدولة الوطنية.



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية المعولمة وتجديد رؤية اليسار الفكرية
- الدولة الوطنية وتيارات بنيتها السياسية
- التوسع الرأسمالي وإعادة بناء الدولة الوطنية
- لانتخابات العراقية وتداعياتها الوطنية
- الرأسمالية المعولمة وحركة التحرر الوطني العالمية
- الطائفية السياسية وسيادة الطبقات الفرعية
- اليسار الاشتراكي ومهامه الوطنية
- العولمة الرأسمالية وتراجع الفكر القومي
- موضوعات حول الشرعتين الديمقراطية والانتخابية
- المؤسسة العسكرية العراقية وانحسار هيمنتها
- الطائفية السياسية والوطنية العراقية
- العولمة الرأسمالية والتحالفات الدولية
- العولمة الرأسمالية وفعالية الدولة الوطنية
- الدولة العراقية وتراجع هيمنتها السيادية
- الرأسمالية المعولمة والتحالفات الوطنية
- التحالف الديمقراطي ووحدة اليسار الاشتراكي
- التوسع الرأسمالي والتدخلات الدولية
- اليسار الاشتراكي وبناء الدولة الديمقراطية
- وحدانية التطور الرأسمالي ومهام اليسار الكفاحية
- اليسار الديمقراطي ودولة العدالة الوطنية.


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي تساند وتدعم ال ...
- وكالة حماية البيئة الأمريكية تحذر من زيادة الهجمات الإلكترون ...
- عمدة نيويورك يبرر رد الشرطة العنيف على متظاهرين مؤيدين لفلسط ...
- في الذكرى السابعة والثلاثين لمهدي عامل، المفكر والقيادي الثو ...
- “مياه المنيا” تنهي تعاقد 5 موظفين بعد المطالبة بالتثبيت
- أمن الدولة تجدد حبس عمال المحلة 15 يوم
- للمطالبة بالتثبيت.. اعتصام موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسوان
- في ذكرى استشهاد مناضل حزب العمال الرفيق نبيل بركاتي: قراءات ...
- آلاف المتظاهرين في بروكسل يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل
- الحراك الثوري الجنوبي يعيد هيكلة المجلس في مديرية الضالع وين ...


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - السلطة السياسية وشرعياتها الوطنية