|
التوسع الرأسمالي والتدخلات الدولية
لطفي حاتم
الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 16:02
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
اعتمدت المراكز الرأسمالية المعولمة بعد انهيار الدول الاشتراكية كثرة من القوانين الناظمة لسياستها الدولية منها التدخلات السياسية والعسكرية في شئون الدول الوطنية ومنها مساندة الطبقات الفرعية في الصراعات الوطنية، ومنها مباركة الأنظمة الديكتاتورية. وانطلاقاً من ذلك تشهد العلاقات الدولية حزمة من الاشكالات الدولية يتلخص مضمونها بتهميش مبدأ السيادة الوطنية والمساواة بين الدول في العلاقات الدولية. - السياسية الدولية في المرحلة المعاصرة من التوسع الرأسمالي زاخرة بالعديد من أشكال التوتر المنبثقة من قانون التطور الرأسمالي المتفاوت الناظم للتطور الرأسمالي وما يشترطه من ظهور دول رأسمالية كبرى وتراجع دول رأسمالية أخرى. استنادا الى قانون التطور المتفاوت يمكن الإشارة الى سمات السياسة الدولية الراهنة – - التسيد في العلاقات الدولية. تسعى المراكز الرأسمالية الكبرى الى الهيمنة في السياسية الدولية والتفرد برسم القرارات الدولية بديلاً عن الروح الجماعية في رسم تطور العلاقات الدولية. -- نهوج التبعية. تجهد المراكز الرأسمالية الكبرى على شد الدول الوطنية بالاحتكارات الدولية وجعلها مستودعا خلفيا لتطوير بنيتها الاقتصادية. --التهميش. تهدف المراكز الرأسمالية المتسيدة الى اعتماد سياسة تهميش الدول الوطنية لغرض تطوير مؤسساتها الاحتكارية وادامة هيمنتها الدولية. --- الالحاق. تعمل المراكز الرأسمالية الكبرى الى الحاق الدول الوطنية باحتكاراتها الاقتصادية والتدخل في شؤنها الداخلية بهدف اعاقة تطور استقلالها الاقتصادي وتنميتها الوطنية فضلا عن تهميش بنيتها السياسية – الاجتماعية. -استخدام القوة. تهدف الدول الرأسمالية الكبرى الى استخدام القوة العسكرية والاقتصادية في العلاقات الدولية لغرض وضع السياسة الدولية تحت سيطرتها السياسية – الاقتصادية. ان فاعلية قوانين التطور الرأسمالي المتسمة بالمنافسة الاقتصادية والالحاق تتجلى بنهوج السيطرة والاخضاع وما تنتجه تلك السياسية من أثار تخريبية على تطور العلاقات الدولية ناهيك عن إعاقتها بناء الدول الوطنية. ان تأثير النهوج التخريبية على الدول الوطنية تنعكس أثارها بالأشكال متعددة منها -- أولا – تفكك الدول الوطنية. تسعى الدول الرأسمالية الكبرى الى اثارة النزاعات العرقية والحروب المذهبية والصراعات الطبقية بين مكونات وفئات التشكيلات الاجتماعية بهدف تفكيك الدول الوطنية وجعل سلطاتها السياسية أداة بيد الطبقات الفرعية. ثانيا – تفكيك التشكيلات الاجتماعية. - تتدخل المراكز الرأسمالية في الصراعات الوطنية بهدف مساندة الطبقات الفرعية وتمكينها من السيطرة على سلطة البلاد السياسية ومشاركتها الهيمنة على ثروات البلاد الوطنية. ثالثاً –توتر العلاقات الدولية. تهدف السياسة الخارجية للمراكز الرأسمالية الكبرى الى إشاعة التوتر في العلاقات الدولية بهدف هيمنتها على مسار تطور السياسية الدولية وتعطيل سياسية التعاون الدولي. - العقوبات الاقتصادية. تعمل المراكز الرأسمالية الدولية انطلاقا من روح السيطرة على فرض العقوبات الاقتصادية على الدول الرافضة لسياستها التدخلية وما ينتجه ذلك من محاصرة الدول المستهدفة واعاقة تطور بنيتها الاجتماعية. -- العزل الدبلوماسي والسياسي. لغرض اجبار الدول الوطنية على التبعية للاحتكارات الدولية تعمل المراكز الرأسمالية على تشديد عزلها السياسي والدبلوماسي للدول المستهدفة وشيطنة سلوكها السياسي بهدف اجبارها على تلبية مطالب الدول الرأسمالية الكبرى. - التدخل في النزاعات الاجتماعية. تتدخل المراكز الرأسمالية في الصراعات الوطنية وصولا الى تمكين القوى الاجتماعية الموالية للرأسمالية من احراز غلبة سياسية على خصومها الطبقيين وتمكينها من استلام السلطة السياسية. --إثارة الحروب الاهلية. تعمد المراكز الرأسمالية الى مساندة الطبقات الفرعية وصولا الى اثارة الحروب الاهلية وتفكيك بنى الدولة السياسية – الاقتصادية وتمكينها - الطبقات الفرعية-- من الانفراد بالسيطرة على سلطة الدولة السياسية. ثالثا - بناء علاقات دولية جديدة -- انقسام بنية العالم السياسية الى مستويات متفاوتة التطور الاقتصادي- الاجتماعي والمتمثلة ب- الدول الرأسمالية الكبرى -الدول الرأسمالية القومية - والدول الوطنية، تشترط على القوى الفاعلة العمل على بناء مشروعها الدولي المرتكز على - 1 – احترام المصالح الوطنية وتوازنها. -اعتماد علاقات دولية جديدة ترتكز على احترام المصالح الوطنية – الدولية متوازنة تساهم في بناء علاقات دولية تتسم باحترام المصالح المشتركة والتعاون الدولي المتبادل. 2 – رفض الهيمنة والتسيد. - بناء علاقات وطنية – دولية متكافئة تنطلق من توازن مصالح الدول الوطنية ومصالح الدول الرأسمالية الكبرى شاجبه لسياسة التدخل في الشئون الداخلية عاملة على احترام سبل التطور الوطني الهادف الى تنمية التشكيلات الوطنية. 3 - احترام السيادة الوطنية. احترام السيادة الوطنية باعتبارها اهم شروط بناء الدولة الوطنية وهيمنتها السياسية على تشكيلتها الاجتماعية وادانة التدخلات الخارجية في النزاعات الوطنية. 4-اعتماد الأساليب السلمية. اعتماد الحوار الدبلوماسي والوساطة الدولية في حل الإشكالات السياسية بين الدول وعدم اللجوء الى القوة العسكرية واثارة النزاعات الاهلية في تسوية الخلافات الوطنية –الدولية. 5 – التعاون الدولي المشترك. اتباع سياسية التعاون الدولي لحل الخلافات السياسية والاهتمام بالترابطات الاقتصادية والتعاون المشترك في بناء تطور للعلاقات الدولية. 6– الاحتكام الى المؤسسات الدولية. الرجوع الى الأمم المتحدة وقوانينها الدولية عند اندلاع النزاعات بين الدول وإدانة القرارات الارهابية بحق الدول الوطنية. ان الأفكار والرؤى المشار اليها الضامنة لتطور العلاقات الدولية في مرحلة وحدانية التطور الرأسمالي من شأنها جعل العالم بطوابقه الثلاث منطلقا للتعاون الدولي الخالي من الحروب الاهلية والتدخلات الدولية والهادف الى العمل المبني على احترام حقوق الدول ومواطنيها بما يخدم مسار التطور الإنساني المشترك.
#لطفي_حاتم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار الاشتراكي وبناء الدولة الديمقراطية
-
وحدانية التطور الرأسمالي ومهام اليسار الكفاحية
-
اليسار الديمقراطي ودولة العدالة الوطنية.
-
الطائفية السياسية وتفكك وحدة الدولة الوطنية
-
اليسار الاشتراكي وبناء عدته الفكرية
-
الوطنية الديمقراطية والانتخابات التشريعية
-
تحالف اليسار -الديمقراطي وأهميته التاريخية
-
الطائفية السياسية ومخاطر تفكك الدولة الوطنية
-
الدولة الفدرالية وفاعلية اليسار الاشتراكي
-
وحدانية التطور الرأسمالي وعسكرة السياسية الدولية
-
وحدانية التطور الرأسمالي ودولة العدالة الوطنية.
-
الدولة الوطنية وتراجع بنيتها السياسية
-
المنافسة الرأسمالية وأساليب الهيمنة الدولية
-
الدولة الوطنية وتحالف اليسار الديمقراطي
-
اليسار الديمقراطي ومناهضة الالحاق والتخريب
-
التوسع الرأسمالي والتحالفات الوطنية
-
التوسع الرأسمالي ودولة العدالة الاجتماعية
-
الميليشيات الطائفية ونزعتها الارهابية
-
الدولة الوطنية والمنافسة الإقليمية
-
العولمة الرأسمالية والشرعية الديمقراطية
المزيد.....
-
طاهر النونو: العلاقة بين الفصائل الفلسطينية متينة ومبنية على
...
-
البيان الختامي للمؤتمر التضامني مع عاملات وعمال «وبريات سمنو
...
-
كيف وقعت الصين الشيوعية في حب الخصخصة؟
-
ماذا جرى قبل انفجار -تيتان-؟.. كشف آخر ما قيل على متن -غواصة
...
-
حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني
-
العراق.. مسيرة تركية تستهدف اجتماعا لحزب العمال الكردستاني
-
صديق القادري.. جنرال عراقي قاتل مع القياصرة ضد الثورة البلشف
...
-
رحيل المفكر العربي البناني – الفلسطيني إلياس خوري
-
مقتل عنصر وإصابة 2 من حزب العمال الكردستاني بغارة تركية في ا
...
-
مواجهات بين متظاهرين والشغب أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار
المزيد.....
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
-
تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|