أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - المذيع بين الآن و..ايام زمان














المزيد.....

المذيع بين الآن و..ايام زمان


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7113 - 2021 / 12 / 21 - 20:26
المحور: الادب والفن
    


المذيع..بين الآن وايام زمان
أ.د.قاسم حسين صالح
في سبعينيات القرن الماضي ،اعلنت مؤسسة الأذاعة والتفزيون عن حاجتها الى مذيعين ومذيعات، فتقدم اكثر من الف من الجنسين ليواجهوا لجنة اختبار ضمت كلّا من:
محمد سعيد الصحاف ، مدير عام الأذاعة والتلفزيون
سعد لبيب ، مدير برامج اذاعة صوت العرب من مصر
سعاد الهرمزي، كبير مذيعي اذاعة بغداد
الدكتور مرسل الزيدي، اكاديمية الفنون الجميلة
كنّا ندخل عليهم واحدا بعد الآخر،بيننا من هو خائف ، ومن يتظاهر بأنه ليس خائفا..وجاء دوري فدخلت، وكان امامي كرسي ومنضدة عليها ورقة مقلوبة..جلست فقال لي الصحاف:
- أمامك ورقة..اقلبها وأقرأ رأسا
قلبتها وقرأت وغيرت كلمتين فيها،فقال لي الصحاف :
- صوتك جيد وعندك نباهة..تفضل وانتظر اعلان النتائج.

كان حلمي ان اكون مذيعا مذ كنت طالبا في الأعدادية. يومها كنت اختلي في غرفتي وامسك جريدة مقابل مرآة واقرأ بصوت عال:
- دقت الساعة الثامنة مساء،اليكم نشرة الأخبار من اذاعة بغداد..واروح اقرأ بعض اخبار الصفحة الأولى.

واعلنت النتائج..وكان الفائزون عشرة فقط من بين الألف ،بينهم حارث عبود، عبد الستار االبصري، قاسم المالكي ، عبد الواحد محسن، سلام زيدان، محمود السعدي،صباح عارف...
لم ندخل الأذاعة رأسا ،بل خضعنا لدورة تدريبية استمرت ثلاثة اشهر تلقينا فيها محاضرات وتدريبات متنوعة. ففي فن الألقاء تلقينا محاضرات تدريبية من الفنان بدري حسون فريد..اذكر انه قال لنا: مشكلة المذيع هو( لعابه)،ولكي تسيطروا عليه..ليضع كل واح منكم قلم الرصاص بفمه..هكذا.. ويدفع بنهايتيه الى اقصى ما يمكن ويقرأ بصوت عال.
كانت تجربة ممتعة، ضحكنا فيها على بعضنا وعلى انفسنا من سيلان لعابنا حين بدأنا وكيف سيطرنا عليه ،مع تمرين آخر تعلمنا فيه نطق مخارج الحروف،وكيف تداري خطئا وقعت فيه.
وفي قواعد اللغة..تلقينا محاضرات على يد الأستاذ مالك المطلبي ،فيما تلقينا محاضرات في صياغة الخبر الصحفي على يد الصحفي المصري (كرم شلبي). وعنه ما زلت اتذكر نصيحة قالها لي:
اذا ذهبت لمقالبة شخصية معروفة..اديب،فنان...فاجئه بما يدهشه..ووضعت تلك التوصية (ترجيه باذني) واستخدمتها مع الفنان محمد القبنجي ،وعفيفة اسكندر. فيوم ذهبت اليها ومعي المصور حسين التكريتي في شقتها بشارع ابي نؤاس وكانت الساعة السابعة عصرا..قالت لي: لدينا ساعة فقط لأن عندي موعد ساعة ثمانية..أجبتها: ولا يهمك ست عفيفة..كلش كافي.
وجاءت الثامنة،والتاسعة،والعاشرة الى قريب منتصف الليل!.والسبب انني رحت لها معبئا ،بما حصل لها في احياء حفلة عرس لأبن شيخ في الديوانية ،وما حصل لهم من رؤيتهم فتاة شقراء جميله..دلوعه..تغني وترقص..(صحيح شايفين كاوليه بس ما شايفين..مثل هالخفة والرقص الحلو!)
وفجأتها بما حصل لها يوم زفوها لـ(اسكندر!) وعمرها 12 سنة..وبكت!، وبقصيدة حب للشاعر الصعلوك حسين مردان التي حصلت عليها منه! وما حصل لها مع الباشا نوري سعيد لحظة دخل عليها الملهى وهي تغني..وكيف انها كانت صاحبة صالون أدبي يحضره كبار الأدباء والشعراء!.
*
ودخلت استوديو اذاعة بغداد. كانت الساعة السادسة مساءا ،وكانت قارءة نشرة الأخبار المذيعة (امل المدرس).ادهشتني لباقتها وسيطرتها ،ولأنني ما زلت وقتها احمل قيما عشائرية فانني قلت لنفسي (موعيب عليك تخاف من الميكرفون ..دشوفها اشلون مسيطره وهي مره!). ودفعت لي بورقة بعد ان ختمت النشرة طلبت مني قراءتها وكانت عن فقدان طفل.وفي الفاصل ،شاهدت ثقوبا في الأستديو فسألتها عنها فاجابت: هنا قتلو عبد الكريم قاسم!
كان قسم المذيعين يومها يضم روادا واساتذة كبارا من اعمدة اللغة والادب والثقافة(مصطفى جواد مثالا) زادونا علما في اصول اللغة،وحبا للثقافة والأدب..والصحافة ايضا التي امتهنتها في اشهر مجلتين عراقيين (الأذاعة والتفلزيون) و (ألف باء).
في الحلقة القادمة..استذكار لأشخاص لا ينسون.
تحياتي



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحا الأدباء والكتّاب ومؤسسة المدى ..مع التحية
- الفاسد السياسي..تحليل لعقله!
- حكام العراق دوغماتيون..يسمعون انفسهم فقط
- العرب..أمة نكوصية!
- المفكر .. حين لا يكون موضوعيا الدكتور عبد الحسين شعبان مثالا
- الحزب الشيوعي العراقي..هدية سيكولوجية لمناسبة مؤتمره الحادي ...
- في زمن حكم احزاب الأسلام..الانتحار يزداد!
- محاولة اغتيال الكاظمي - تحليل سيكولوجي
- التحولات في بنية المجتمع العراقي خلال قرن -لمناسبة مئوية الد ...
- التحولات في بنية المجتمع العراقي خلال قرن -لمناسبة مئوية الد ...
- شعراء المربد مع التحية..لماذا لا تقدرون ثقافة سيكولوجيا الشع ...
- قمة غلاسكو والتداعيات السيطولوجية لتغير المناخ في العراق
- التحولات في بنية المجتمع العراقي خلال قرن -لمناسبة مئوية الد ...
- تزايد حالات الانتحار في العراق
- التحولات في بنية المجتمع العراقي خلال قرن -لمناسبة مئوية الد ...
- نتائج انتخابات 10 تشرين - ديمقراطية بلا ديمقراطيين!
- الاخ علاء الركابي مع التحية
- مفاجئات انتخابات 10 تشرين - ما حصل وما سيحصل
- الامم المتحدة وانتفاضة تشرين - توثيق للتاريخ والاجيال
- انتخابات 10 تشرين المشاركة ام المقاطعة والعزوف؟


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - المذيع بين الآن و..ايام زمان