أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - حتى المسيح عانى من اللاساميين













المزيد.....

حتى المسيح عانى من اللاساميين


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 23:32
المحور: كتابات ساخرة
    


من الأدب الساخر: نبيل عودة

في لقاء جمعني مع يهودي أمريكي متديّن، ويقوم بعمل إنساني تمنيت لو وجد مثيل له عند مواطنين من انتماءات دينية أو أثنية أخرى. إذ يقوم كل يوم جمعة، قبل دخول السبت، بتوزيع وجبات طعام لليلة السبت على المعوزين وخاصة كبار السن، وبالأساس لديه قوائم بأسماء اليهود، لكنه لا يتردد بتقديم الوجبات لأي شخص يطلبها، أو إذا علم انه بوضع يحتاج فيه إلى لقمة دافئة. إلى جانب انه يقدم وجبات غذائية ساخنة مرتين كل أسبوع في مركز يتّسع للعشرات. طبعا يساعده عدد من المتطوعين، يوزعون بسياراتهم الوجبات على مجمعات سكنية خاصة بكبار السن.
فاجأني انه حين تحدثنا في السياسة لم يدافع عن الاحتلال الإسرائيلي بل وصفه بأنه مأساة للشعب اليهودي، وانه لا يتعامل مع الإنسان بصفته الدينية أو الاثنية، ولا يقبل الفرز الديني بين البشر، ويعتبره كفرا وعقوقا وان ايمانهم هو بإاله واحد لا يميز بين البشر..
طبعا لم أساله عن أسطورة شعب الله المختار!!
قلت ان مجتمع الولايات المتحدة ما زال يعاني من عنصرية متطرفة خاصة ضد السود، وربما هناك عنصرية واسعة حتى اليوم ضد اليهود. ضحك حتى كاد يستلقي على قفاه وقال ذكرتني بحكاية جميلة من تلك الأيام.
قلت: وأنا أحب الحكايات، فهات ما لديك.. أنا جاهز لسماع الحكاية.
طبعا أصررت ان يرويها لي بالعبرية لأن لغتي الإنكليزية لا تكفي لفهم مفردات الحكاية بشكل جيد.
قال انه في زمن لم يعد قائما بنفس العقلية المنغلقة العدائية.. كانت الكثير من المطاعم والفنادق والنوادي المختلفة تمنع دخول اليهود أو التعامل معهم، وهذا كان يشمل أيضا السود والكلاب بإعلانات عنصرية مؤذية جدا لدرجة الجريمة.
قال ممهدا: كانت العنصرية والتمييز العرقي في الولايات المتحدة قضية رئيسية منذ الحقبة الاستعمارية وحقبة الرقيق. حتى ان القانون الأمريكي أعطى امتيازاتٍ وحقوقاً للأميركيين البيض لم تمنح مثلا للهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، ولم تمنح طبعا للأمريكيين من أصل أفريقي أو آسيوي أو من أمريكا اللاتينية. طبعا هناك مميزات أخرى كثيرة..
القصة ان عاملاً أمريكياً يهودياً أنهي يوم عمله الشاق في منجم للفحم، كان مرهَقا وجائعا جدا، لكن منزله بعيد وسيضطر لانتظار الحافلة لأكثر من ساعتين.. الجوع قاتل، ورائحة الطعام المنبعثة من المطعم القريب من محطة الحافلة تفقده تركيزه!!
قرّر بعد تردّد ان يدخل المطعم مهما كلّف الثمن، متجاهلا اللافتة التي تمنع دخول اليهود والسود والكلاب.
صاحب المطعم شكّ بأمره: ممنوع الدخول... أنت يهودي!!
أجابه: حاشا وكلا.. أنا مسيحي.
- لكن أنفك يشبه أنف اليهود؟
- ما علاقة أنفي بديني المسيحي؟
- أرني بطاقتك.
- يا سيدي أنا عامل وجائع وبطاقتي ليست معي.
- لكننا لا نقدّم الطعام لليهود.
- قلت اني مسيحي.. ابن عائلة مسيحية من بريطانيا.
- إذن لا بد من التحقّق من هويتك.
- تفضل.
- ما هو اسم ابن الله؟
- اسمه يسوع المسيح؟
- ما هو لقبه؟
- لقب بالمخلّص لأنه ضحّى بحياته من اجلنا نحن البشر.
- ما اسم أمه؟
- مريم العذراء..
- ما اسم الملاك الذي بشّرها بأنها ستلد ابن الله يسوع المسيح؟
- الملاك جبرائيل.
- اين بشّرها؟
- في الناصرة.
- لمن كانت مخطوبة.
- ليوسف النجار.
- أين وَلَدَت المسيح؟
- في بيت لحم.
- في اي مكان؟
- في إسطبل للبقر.
- حسنا، أقنعتني انك مسيحي.. سنقدم لك الطعام.
بعد ان تناول العامل اليهودي طعامه.. اقترب من صاحب المطعم، وقال له انه يشكره أولا على السماح له بتناول الطعام.. رغم انه يهودي، ولكن لديه سؤال هام إذا عرف الإجابة عليه سيطلب من رب إسرائيل ان يسامحه ويغفر له.
- إذن خدعتني... أنت إنسان بلا شرف..
- اترك الشرف جانبا.. هل من شرف لرفض إطعام رجل جائع.. أو حتى حيوان جائع؟
- لكنك يهودي؟
- وهل هذا ينفي إنسانيتي؟.. لذلك لي سؤال لك...
- اسأل بسرعة قبل ان أطلب من حارس المطعم ان يطردك بعنف ويلقنك درسا يجعل جلدَك أزرقَ من الضرب.
- سؤالي لماذا وَلَدَت العذراء ابنَها في إسطبل للبقر وليس في منزل لا بقر فيه؟
فكر صاحب المطعم، وبانت الحيرة على محياه:
- لا أعرف.. لم أفكر بهذا السؤال؟ ما هو الجواب؟

- وَلَدَت العذراء ابنها المسيح في إسطبل البقر لأنه كان هناك عنصريون لاساميون سَفَلَة من نوعكم يرفضون استقبال اليهود!!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات نصراوي: في ذكرى وفاة الشاعر، المفكر، الكاتب والإعلامي ...
- من هو الزعيم ؟!
- الحكمة.. !!
- فلسفة مبسطة: جولة في بعض المفاهيم الفلسفية
- يوميات نصراوي: كيف اصبحت الفلسفة موضوعي المفضل؟
- القومية العربية، نهضت بنهج عبد الناصر وتلاشت بغيابه !!
- جميل الدويهي يكاد يكون شاعر المقاومة الفلسطيني الخامس
- الصراع الطبقي: زينب تستحق اضافة معاش
- يوميات نصراوي: العسكر يغنّي أغنيات المجد والظفرْ
- رؤية فلسفية: اشكالية لقاء وتفاعل الثقافات بين مجتمعات في عدا ...
- جميل الدويهي في جدارية شعرية بعنوان: -شعبٌ عليه تُمثَّل الأد ...
- يوميات نصراوي: اللقاء مع محمود درويش في موسكو
- -ذنبي الاول أني امرأة… لم اولد خرساء ولم اولد مقعدة-
- ادب المهجر القديم والحديث
- في ذكرى رحيل الشاعر والكاتب والمناضل حنا إبراهيم
- رواية -المستحيل- للكاتب والأديب -نبيل عودة-
- الى الواهمين بأن الشمس لا تشرق الا بأوامرهم
- واقعنا والهاجس الثقافي
- ماركس بين رؤيتين متناقضتين
- مدخل: حكايتي مع الفلسفة


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - حتى المسيح عانى من اللاساميين