في مركز الشُّرطة

كامل النصيرات

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 09:49
المحور: كتابات ساخرة
    

سهرتُ طوال الليل سهرة مع الشباب ..إللي يجيب نُكتة ويضحك عليها قبل ما يحكيها ؛ ويضحك عليها بـِ ( نُصها ) ويضحك عليها بآخرها ..وفي النهاية لا يضحك عليها أحدٌ سواه ..!! وإللي يحكي عن مقلب شربه من بنت أعطته موعداً على التلفون ؛ فلمّا ذهب كان أخوها بانتظاره ..وإللي وإللي ..!! بالمُحصِّلة كانت ليلة مثل قاع الكيلة ..فارغة من أي فائدة ..ما عدا الطرنيب والتركس وحرقة الدم ..!! استمرّت حتى الصباح..!!
صحوتُ من النوم بحدود الواحدة ظهراً ..جاء أخي الصغير : فيه طُرْشة ( يقصد شُرطة ) عَ الباب بدهم إيّاك ..!! وكالمصروع ..لبستُ الشبشب بالشقلوب ..وخوفي يسبقني على الباب ..وما كدتُ أقول : تفضلوا شباب ..حتى بادرني أحدهم ( أبو كشرة ) بالقول : إنت كامل النصيرات ..؟؟ فقلت : أيوه أنا ..ولن أنسى كيف خرجتْ الحروف من فمي ..كنتُ أبلع ريقي مئات المرّات ..!! فقال ( أبو كشرة جنان ) : إنت مطلوب لمركز الشُّرطة ..اطلع معي بدون شوشرة وقلّة حَيا ..!! فقلتُ له : بس ألبس ..فقال صارخاً وعاضاً على شفتيه : قُلْتلَكْ اطلع زَيْ ما إنت ..!! وشدّني من يدي ؛ وللصراحة أكثر ؛ كان خوفي يدفع بي لسيارتهم أكثر من مسكة إيد أبو كشرة جنان ..!! كنتُ ألبس ( تْرِنْق ) رياضة أزرق وعليه بُقَع زيت وزعتر و ملوخيّة وبندورة وبيض ..وفانيلا عندما اشتريتها كان لونها أبيض ..وعندما ركبت مع الشرطة كان لونها يميل للبني أكثر ..لم يدعا لي فُرصة لتغيير ملابسي ..سألتُ طوال الطريق سؤالاً واحدا : على إيش طالبيني عسى ما شَر..؟؟..فجاءني صوت من قُدّام ( أعتقد انه صوت أبو كشرة جنان ) : هسّة نصل للمركز وكلنا نفهم مع بعض ..ولحد ما نصل تخرس ولا نَفَسْ ..!!
وصلنا إلى المركز ..أوقفوني أما مكتب عليه يافطة مكتوب عليها ( مدير المركز ) ..دخل أبو ضحكة جنان ..وبسرعة خرج ..وقال لي : خُش عَ البيك مدير المركز ..دخلتُ ..ضباط كثيرون على الكنبايات من هون ومن هون ..مدير المركز وراء مكتبه ..بكشرة أحلى بكثير من كشرة أبو كشرة جنان ..قال بنبرة استعلائية : إنت كامل النصيرات ..؟؟ فقلتُ بصوت أخفت من الخافت : نعم ..!! فقال وصوته ترتفع طبقاته شويّة شويّة : اسمع ..أنا فش عندي كبير ..أزعم شنب بدوس عليه ..والله أخلّي الله ما خلقك ..شو إنتَ وإيش مفكّر حالك ..؟؟ إنت حشرة ..أوعى أسمع إشي عنّك ..واحد كلب ..حيوان ..( ولمّا دبّتْ فيّ النخوة والحميّة لأسأله فقط : شو فيه ؟؟ وما كدتُ أقول : أأأأ... ) حتّى قال : اخرس وحُط ( خَـــ.....ى ) بأُثمك ..وبدك تجاوبني كمان ..؟؟..واحد حقير صحيح ما تستحي ..يلعن أبو شكلك ..امشي اطلع برّة ..تفوو ..برّة برّة ..!!
هذا ما أذكره من كلامه الحنون معي ولن أنسى ضحك الضباط وابتساماتهم الفارهة..فطلعتُ برّة وققفتُ أمام المكتب شوية ..فجاءني أبو كشرة جنان ما غيرو ..وقال : وَلَكْ بعدك واقف هون ..ما تروح تنقلع على داركو ...!! قلت : يعني أروح خَلَصْ ..؟؟ فقال : آه روِّح ..والاّ بتستنّى لمّا نوصلك ..؟؟
لن أُنكر أنني فرحتُ لأنني خَلَصْ رَحْ أروح ..ورغم أن هذه الحكاية مرّ عليها ( إهْدَعِشْ سنة و نُص ) ..يعني كانت في آذار سنة الخمسة وتسعين ..إلاّ إنني لغاية الآن أدفع نُص عمري وأعرف لماذا تمّ جلبي ..ولماذا بهدلوني ..والله لا أعلم ..والله لا أعلم ..والله لا أعلم ...!!!

#كامل_النصيرات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل