مولانا الرئيس: لا تأخذوني على أبو غَفْلة

كامل النصيرات

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 03:48
المحور: كتابات ساخرة
    

مولانا الرئيس : عارف إنك زعلان مني ولكن ..تصلني تنبيهات كثيرة من ناس خائفين عليّ ؛ بأن الحكومة وأجهزتها ( ساكتة على غُش ) ..وتنتظر بالتوقيت المناسب لتنقض عليّ وتُنهي حالة ( صعلكتي ) المُزعجة ..!! فأحدهم يتصل ويقول : شو بعدك عايش ..ما أخذوك ..!! وآخر يبوح لي : بأني أشفي غليله ولكن ذلك لا يمنعه من نصيحتي بوجوب تخفيف خطابي ..!! وأكثر من إيميل يتحدث عن ابنتي بغداد ..والدار إللي فاتحها والمصاريف ولازم أنتبه لحالي شوية ..!! بالمحصلة ؛ أحباب كثر يرهقونني كل يوم بتخويفهم إياي بأن السلطات في بلدي لن تسكت ..!!
مولانا الرئيس : لا أعرف على وجه الحقيقة ما هو المطلوب منّي بالضبط ..؟؟ فقط أريد أن أفهم ..!! وإذْ أطالب بحقّي في الفهم ..فلست أتخوّث ولا أتغابى ..بل ..أسأل سؤالاً بحجم المرارة التي تجتاحني كلمّا أخلفت الحكومة وأجهزتها وعودها التي قطعتها هي على نفسها ولم يطلبها منها أحد ..!! من حقّي ألاّ تفاجئني السلطات بأي تصرّف فيه قمع لي أو تحامل عليّ ..ومن حقّي أن أعرف إنني أتمتع بيومي بكامل شعوري بالأمان ..وليس كلّما رن التلفون ؛ أهبّ وأشبّ كمن لدغته عقرب لأطمئن على أن المتصل ليس من أصحاب الأرقام المجهولة والخاصة ..!! من حقّي يا مولانا الرئيس ..ألاّ تتكهرب مفاصلي كلّما سمعتُ صوت هدير محركات سيارة باتجاه بيتي ..لاعتقادي بأنها تحمل مُختاراً بختم ..وأربعة خمسة أفراد ..يطلبون تفتيش منزلي واقتيادي معهم ..!! لأكتشف بعد لحظة أن السيارة ما هي إلاّ سيارة لمّ ( الخُردة ) ..وأن سيارة الناس ( إللي بالي بالك ) موجودة في خيالي فقط ..!! ولكن ..من زرع هذا الرعب في تفاصيلي ..؟؟
مولانا الرئيس : هل صحيح أن الحكومة ساكتتلي على غُش ..؟؟ وهل ينتظرونني عند أوّل شارع فرعي ليبطحونني هناك ..؟؟ وهل يقصدون تجويعي وفصلي من العمل ..؟؟ وهل الحكومة لن تُعطيني إيعازاً ببدء العد التنازلي ..وعليّ أن أفهم لوحدي وأأخذ بنصائح الأحباب ..؟؟ وهل صحيح أن سخريتي ومشاركتي لمشاعر شعبنا الطيب هي خط أحمر عليّ ألاّ أقترب منه ..؟؟ بالأمس أضطررتُ للمبيت في عمّان ..أتعلمون لماذا ..فقط ..لم يكن في جيبي ثمن مواصلات الترويحة ..!! طبعاً كل الحكومة وأجهزتها سيسعدهم هذا الخبر ..أو على الأقل هكذا أعتقد ..حتى ما أحط بذمتي ..!! ولكن ذلك لن يمنعني على أن أترك نفسي على سجيتها ..,اجعلها تسخر وتسخر ؛ حتى لو بقيتُ في عمّان أكمن يوم زيادة دون تحصيل أجرة الطريق ..!!
كل ما أريده يا مولانا الرئيس هو إجابة سؤال واحد : هل بالفعل أنا غير آمن على نفسي وستكثر سكاكيني قريباً وستأخذوني مُقتاداً قريباً على ( أبو غَفلة ) ..؟؟!! كم أكره الغَفَلات يا مولاي ..!!!

#كامل_النصيرات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات