أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل النصيرات - حين كنتُ مع المَهْدي المُنْتَظَر














المزيد.....

حين كنتُ مع المَهْدي المُنْتَظَر


كامل النصيرات

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 07:12
المحور: كتابات ساخرة
    


في سجن الجويدة الأردني وفي سنة الخمسة وتسعين كمان ..وبالتحديد في غرفة ( العَزْل ) حيث كنّتُ أقيم مع زملاء ( إطالة اللسان ) ..أحضر الأمن شاباً ( مْهبّرْ تهبير ) من الضرب ..وعرفتُ فيما بعد أنه أقدم على ضرب مجموعة من الشرطة ..!! اسمه ( أحمد ) ..نام أكثر من ستطعش ساعة متواصلة ..وبعد أن صحا ورحّبنا به ..سألته عن قضيته ..فأجابني : ضربت بِطوبة ( الوُيْو وُيْو ) تاعت سيارة النجدة ..لأنها مثل الشيطان ..!! ضحكنا ..وحين حلّتْ صلاة المغرب ..دخل أحمد الحمّام ..وكان الذي يدخل الحمّام تسمع البقيّة صوت الحنفيّة على الأقل عند الاغتسال ..مع اننا نسمع أشياء أُخرى وذاك لضيق الغرفة ..ولكني لم أسمع لا صوت حنفيّة ولا صوت ميّة ..!! سألته : توضّيتْ يا أحمد ..؟؟ أجابني بعنف : آه توضيّتْ ..!!
وعند صلاة العشاء ..دخل أحمد الحمّام ..وعملها على الثقيل ..وخرج يصلّي معنا دون أن يغتسل أو يتوضّأ ..!! استبدّ بي الغضب ..وقلتُ له : إنت ما توضّيتْ وأنا متأكِّد من كلامي ..!! ابتسم ابتسامة خفيفة وقال لي : الملائكة وضّتني..!! قلت له : الملائكة ها ..الملائكة ؟؟!! طيّب صلّي يا حبيبي صلّي..ليلتنا فُلْ وآخِرْ حلاوة ..!!
ما صدّقتْ والفجر يأتي..فُتِح باب الغرفة ..سُمِح لغرفتنا فقط بالكسدرة بالساحة ..أخذتُ أحمد و كسدرتُ معه .. قلت له بحنّيّة مُفْرِطة : صارحني يا أحمد ..شو قصتك ..؟؟ قال : وتصدقني ؟؟ قلتُ على الفور: أكيد ..!! قال : وتؤمن بي ..؟؟ قلت : أكيد ..!! قال : وتحفظ السر لحد ما اقوله أنا ..؟؟ قلت : نعم ..!! قال : أنا المهدي المُنتظر ..!! قلت وقد صُعقتُ : هو إنت..؟؟ أخيراً أتيتْ ..وين كنت من زمان وين ..؟؟ ضحك أحمد ..بطريقة لا يتخيلها عقل وقال : والله أنا المهدي ..وعمّال أدوّر على ( أعور الدجال ) ورح أخلّص عليه ..!! ..قلت له وقد بدأ الخوف يتسلّل إلى داخلي : وين ممكن تلاقي أعور الدجّال ..؟؟ قال : ممكن ألاقيه في أي مكان ..في غرفتنا ..أو في السجن كلو ..أو برّة ..!! قلت له : طيّب كيف رح تتعرّف عليه؟؟ قال : بالاحساس ..!! قلت له : بس بالاحساس..فش طريقة ثانية ؟؟ ضحك وقال : ما عليك ؛ إحساسي ما يخيب ..!!
جاء وقت التفتيش ..وقفنا ..جاء الضابط ..وقبل أن يغادر ..ناديته : يا بيك يا بيك ..هذا الشب ..أنا ما أنام معه في غرفة واحدة..؟؟ قال الضابط : ليش ..؟؟ قلت : يدعي انه المهدي المنتظر ..ويدوِّر على أعور الدجّال عشان يخلِّص عليه ..حتى اسأله إذا مِشْ مصدِّقني..!! سأله الضابط فأجاب أحمد بالايجاب ..فقال لي الضابط : حرام ؛ ديروا بالكو عليه ..هذا مجنون ..!! فقلت للضابط : كلمة وحدة ..ما رح أنام معه في نفس الغرفة ..شو معرفني يقوم بالليل ويفكّرني الدجال و يخلص عليّ ..يا أنا يا هو في الغرفة..؟؟
انحلت مشكلة أحمد ونقلوه من غرفتنا ..وبعدها طلّعوه من السجن عدم مسؤولية ..وكل مرّة يلاقيني فيها الضابط يضحك عليّ ويقولي : ظلمت الزلمة يا خوّيفة ..!! وكنت أقول له : العمر مش بعزقة يا بيك ..وعلى ايد مين ..على ايد مجنون ولا حتى رح يطلعلي فنجان قهوة ديّة ..!! كان يضحك الضابط من جوابي ويغادر..
وبعدها بأسابيع ..ناداني أحد الشباب الذين في غرفة القتل وقال لي : صاحبك أحمد شرّف عندنا من امبارح ..!! ركضتُ إلى غرفة القتل..ناديت على أحمد ..كان آخر فرحة وآخر انبساط ..قلت له : شو اللي رجّعك ..؟؟ قال : قتلت أعور الدجّال ..!! قلت : ومين طِلِعْ ؟؟ قال : أبوي ..قمت بالليل وكان نايم ..تأكدتُ انه هو ..وبماسورة ؛ ظلّيتْ أضرب براسه حتى مات...ها ها ها ها ها ها ..!!
وتركتُ أحمد مصدوماً ..بانتظار الضابط لأخبره أن أحمد قتل أعور الدجال ..والحمد لله ..لم أكن أنا ..!!!



#كامل_النصيرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلوة ( أَكَلْنا ) الأردن ..!!
- حكاية رايز وشنطتها
- مقالتي أمس والدّبْكة والإرهاب
- المسؤول والخادم
- الدود .. يا فيرو؛ ما غيرو..!!
- كيف تْجيبْ لحالكْ البَهْدَلَةْ ..بخطوة واحدة ؟؟
- امسك حرامي ..لأ مِشْ ماسِكْ ..!!
- كيف تصبحُ إسرائيلياً على سِنْ و رُمح..؟؟
- مشان الله حدا يقبل يتصوّر معي ..!!
- هُبَرْ يا حكومة هُبَرْ
- أقيلوا الوزير سالم خزاعلة
- مولانا الرئيس يتدرّب كاراتيه
- تحاميل خافضة لحرارة الرجولة
- آنَ للحكومة أنْ تَرْحَل كَعّابي
- خذ الدبلة وطلّقني
- جوز أمّنا الرئيس


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل النصيرات - حين كنتُ مع المَهْدي المُنْتَظَر