أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - انتهاء الصلاح -الجزء الأخير















المزيد.....

انتهاء الصلاح -الجزء الأخير


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7102 - 2021 / 12 / 10 - 17:44
المحور: الادب والفن
    


يمكن أن نختصر الزمن . سوف أمحو الماضي و أبدأ من جديد . لنفترض أنني ولدت اليوم وسوف أعيش لعشرين عام مقبلة . إنها أعوام كافية لصنع شيء ما، لكنني أمحو دائماً أيامي، أحلامي ، كي أبدأ من جديد و الجديد لا يأتي . فقط القديم مخزن في ذاكرتي .
تقول أمي أنني عانس لأنني سمراء
تريد أن يأتي الرجال ويركعون أمامي لأنني بيضاء
لم أر رجلاً جثى على قدم فتاة، بل يُفهمها دائماً أنّه الأجمل و الأذكى . هو فعلاً أذكى لأنّه يفكر بنفسه فقط وهي تفكّر فيه .
تقول أمي أن ابنة جيراننا هند طلبها عشرة من الرجال من أجل أدبها وجمالها، لا أعتقد ذلك فقد تزوجت من أبو عبدو كزوجة ثانية. لماذا تختار الأسوأ إن أتى الأفضل؟
تقول النساء أنهن مرغوبات
تقدم للواحدة عشرين خيالاً
رفضت الجميع
وقبلت الأعرج منهم ، وليس العيب أنه أعرج بل لأنه لم يوجد غيره
لماذا تسوّق النساء أنفسهن
وكيف يأتي عشرة رجال ؟
في الأمر نوع من الغرابة .
أساطير النساء عندا تقول إحداهن أن عشرة طلبوا يدها أستغرب لماذا اختارت الجربان منهم.
. . .
غداً سوف يصل أخي بينما رفضت أمي المجيء وقد ظهرت على التلفاز وهي تتبرأ مني، وكان يقف إلى جانبها المعلم. لا أعتب عليها وسوف أبقى أدعمها . استطعت أن أجلب أخي بعد خمس سنوات ، وحتى اليوم أسعى إلى عمل ولا أجد
أرغب أن أجد عملاً أعيش منه
سوف أجد طالما أن كل الأعمال متساوية
سوف أقدم على وظيفة في رعاية المسنين
سوف أقرأ من خلالهم تاريخهم مع أولادهم
حتماً لايشبه تاريخي
قلت لها : أمي أريد أن أحفظ النشيد و أغنيه فقالت لي : قولي للمعلمة أننا هنا لا نحب الطرب فالطرب عيب.
لم أحفظ الأغاني حفظت مقاطع منها كنت أرددها في صدري و ألحنها بصوتي
سوف أضع أغنية لمطربة ما و أحاول تقليدها . هذه هي المرة العاشرة التي أعيد فيها الأغنية. تمتّعت بحفظها ، سوف أشتري فستاناً طويلاً أغنيها على مسرح المكتبة ، فالشهرة تبدأ بخطوة
ما أروع الغناء! يسحبك من عالمك إلى عالم السّعادة
ياللهول! حتى هنا هناك جواسيس . صورتي و أنا أغني على صحيفة محلية . علق عليها الكثيرون أحدهم وصفني بالعاهرة .
سوف أمضي في طريقي
لا زلت في بداية الطريق
لماذا أسمع أو أقرأ عنّي ؟
لا أحتاجأن يمدحني أحد
أرى أن الغناء يناسبني ، وكأنني خلقت لأكون مغنية. سوف أتدرب كثيراً ، أقلد الأغاني وحركات المطربين .
عندما أغني يكون نمر أمامي أتخيلة يستمع لي ويصفق ويقول : رائع ، لكن نمراً قد مات وخياله لا يفارقني . لا بأس أن أكون سعيدة بوجوده الرمزي عندما أغني . عندما أصبح مشهورة سوف أكتب له أغنية أقول له فيها. كنت ولا زلت ملهماً لي
. . .
لم أعرف أخي يوسف عندما رأيته:
-تغيّرت كثيراً يا أخي !
-وهل صدّقت ما قالوه عنّي ؟
-هل اتهموك باطلاً ؟
نعم سوف أتحدث لك بكل شيء، لكنني الآن تعب و أريد أن أسترخي.
هل ودعت أمك قبل أن تأتي؟
بالطبع لا. لو ودعتها لأودعت السجن ثانية
-علينا أن نفعل شيئاً من أجلها
-أرغب أن أفكر بنفسي الآن
لكن لن نعاقبها وسوف نرسل لها المال الكافي عندما نحصل عليه
. . .
سوف أتألّق اليوم في الحفل
خلقت نجمة أرادوا أن يطفئوا بريقي
أراني أقفز في الشّارع و أغنّي كأنني في العاشرة
نمر يمسك بيدي يقول لي: طيري أيتها الحمامة
وأطير
خلقت كي أغني يانمر
هل تحزن لأنني أشعر بالسعادة تمس قلبي ؟

بل أنا سعيد من أجلك
أحدنا حقق حلماً
لكنني لم أكن أحلم بالغناء
كنت أحلم أن أبني البيوت و الجسور
أنا و أنت والحب نسير في طريق مقفر نبثه الأشواق
مربكة من النّجاح . هل هو النّجاح ؟
أخشى أن أكون قد مارست الخطيئة
هذه الأفكار لا تفارقني
تربية أمي تلاحقني
وقلبي ينفطر من أجلها
كانت جاهلة
لا زالت متمسكة بالجهل
هي امرأة ككل النساء
في مدينتي هناك انتهاء لصلاحية المرأة
هي لا تصلح منذ الأربعين
تنتهي صلاحيتها بانتهاء قناعة زوجها بقدرتها على إرضائه
الرجل مظلوم
قالوا له عليك أن تسخر بآلامها
إن لم يفعل ذلك لن يكون رجلاً
هل كنت سوف تكون رجلاً مثل كل الرّجال يانمر ؟
أراك قربي تلاحقني
تقول حبيبتي أنت لا تكبرين
أحبك حتى في الأربعين
لا أعرف إن كان حقيقة أم خيال
. . .
لا بد أن أعيش الحياة حتى يدركني الموت
يقولون أن الحياة جميلة ، و أقٌول أنها أمر واقع لا نستطيع الهروب منه ، عندما نغادرها ينطفئ كل شيء يخصنا بعد أيام ، ربما بعد أسابيع .

قتلت أختي ، لم أعد أتذّكرها إلا نادراً ، لكن أختي المتزوجة سعت دائما إلى الموت ، ولم تستطع . لديها ثلاثة أطفال ، وزوج مجرم . أرسلت لي رسالة تقول:
هل بإمكانك إنقاذي مع أولادي
سئمت العيش مع وحش
ماذا أقول لها؟
لا أدري إن كنت أستطيع إنقاذها
أصبحت في الأربعين
ولم أوفر شيئاً لنفسي
لم أتزوج
لم أنجب
فقط أغني .
أخي تزوج ويعيش حياة عائلية متوازنة، هو سعيد بعائلته، ويعتبر زواجه حلماً تحقق. أنا أيضاً أبحث عن الحلم
هناك شخص يرغب في الزواج مني
لا أطمح إلى ذلك الزواج
لكنني أرغب في طفل
طفل أستطيع أن أحضنه ، يقول لي ماما
كأنني مقبلة على الزواج منه كي أنجب طفلاً .
أرغب أن أكسز عقدة الزواج هذه ، و أصبح سيدة لا يعاقبها الناس لآنها لم تتزوج ، لكن نمراً يقف في طريقي .
أنا لا أقف في طريقك ياحياة
فقط أرغب أن تذكريني
أن تسمي ابنك باسمي كي أبقى حياً
الدموع تبلل خديّ . أبكيك يا نمر
كيف لي أن اتصور شخصاً غيرك يقيم معي
اعذرني يامنقذي
أرغب أن اعيش فأنا لا زلت على قيد الحياة
. . .
رأيت في حلمي قريتنا التي لا أعرفها
كم أود أن أعرفها
لو اشتريت الدار
وزرعت في حاكورته الأشجار
وأعدت البئر
وجلبت جرواً
ولبست ثيابا قروية
أكون قد حققت حلنماً ، لكن أمي مريضة ترقد في المستشفى، نتكفل أنا وأخي بتكاليف العلاج .

هو حلم أيضاً أن تنتهي حيث بدأت .
لو اشتريت الدّار وبنيت مجداً هناك أليس هو الأفضل . هذا الموضوع يلّح عليّ ، لكن اليوم بالذات سوف أقوم بالغناء وسوف أؤجل الحلم . لأست موهوبة ، غنيت في طريق الغابة فسمعتني و اعتقدت أ،ّني موموبة ، وها أنا أجمع ثروة من موهبتي. يبدو أنني موهوبة بأمر لم أكن أعرف عنه الكثير . فقد سارت أحلامي على طريق الرّبع كي يمجدون عملي
يقولون أن الحياة قد تغيرت في دياري ، ماذا لو عدت لأرى بأم عيني ن فتلك الذكريات أصبحت تقضّ مضجعي .
ماتت أمي
سوف أراسل أختي
سوف أتي إليك و أعطيك المال كي تهاجري.
أختي : أرغب أن أشتري دارنا في قريتنا سيئة الصيت . لا تقولي لزوجك شيئ
سو ف أذهب لآرى البيت أولاً
هذه هي قرية المبروكة . قف هنا أيّها السائق
ياللهول !
أين القرية ؟ البيوت خراب . هل يمكن أن أتعرف إلى بيتنا ؟
هذا هو
كيف يغامر البشرفي العودة إلى هذا الخراب ؟
سوف أعود . لن أبقى هنا
إنّه زوج أختي ينتظر في الغرفة الترابية
لا أخافه
لكنني أوصيتها أن لا تقول له. هكذا هن النساء ضعيفات أمام أزواجهن
هاهو قادم
-لماذا تمسكني من يدي؟
-أخرجي كل مامعك من المال وإلا!
-وإلا ماذا؟ النجدة . النجدة . القرية خراب ولا أحد يسمع يعود الصدى .
لا تعودواإلى الخراب . أتت امرأة بدينة أعطها زوج أختي بعض الطعنم فساعدته في دفني حيث كان قد فتح لي قبراً
لقد أغلق فمي بيده
يتنهي الحلم في مكان اعتقدته حلماً
أتيت إلى حتفي برجلي
مايخطر لي في هذه اللحظة ضعف النساء وكيف أن أختي أخبرت زوجها رغم الوعد. أليس هذا هو الرجل الذي كانت سوف تقتل نفسها منه؟
أنا الآن في الحفرة مربطة اليدين . لا أعرف إن كان أحد سوف ينقذني ، سوف أغادر ، ولن أعود . لا تعودوا فهنا لا يوجد أحلام .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات سورية
- معجزات الآلهة
- العودة من الموت
- الصراط المستقيم
- الكوخ
- ليس للفقراء انتماء
- ليلتي
- انتهاء الصلاحية -9-
- انتماء النساء
- بعضهن نسويات
- تعدد الزوجات هو مؤسسة دعارة مجانية
- الجماهير غير قادرة على التّغيير في السودان
- كلنا شركاء في الجريمة
- هل سوف يتوقف نشاط حماس
- سيف الإسلام القذافي
- كلما جنّ الليل أجًن به
- انتهاء الصلاحية -8-
- غار عمري
- الانتحار الجماعي على الحدود البولندية
- مابعد غلاسكو


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - انتهاء الصلاح -الجزء الأخير