أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - المدينة وثقافة التغيير














المزيد.....

المدينة وثقافة التغيير


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7098 - 2021 / 12 / 6 - 18:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


على سبيل التذكير، دائما، بالأيام العالمية التي اقترحها مواطنون ومواطنات من مختلف الشعوب والثقافات، وتبنّتها هيئة الأمم المتحدة، وفي سياق الإشارات الخاطفة إلى أهميتها التي دأبنا عليها منذ تأسيس هذا المنبر، فإن شهر ديسمبر، كباقي الشهور يحفل بعدد من هذه الأيام حول التُّربَة والصحة والطيران ومكافحة الفساد وحقوق الإنسان واللغة العربية والمهاجرين والتضامن الإنساني وغير ذلك من القضايا ذات الصلة بالأفراد والشعوب والبيئة.
لكن يبقى أهم يوم في نظرنا هو اليوم العالمي للمدن، من منطلق أن المدينة هي الفضاء الذي إذا صلح انتشر صلاحه على أوسع نطاق وإذا فسد عم فساده واستعصت معالجة كل القضايا ذات الصلة بحياة الناس، ولاسيما أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المناطق الحضرية، وأن أكثر البلدان تطورا هي البلدان التي تتوفر على مدن مستدامة أصبحت فيها ثقافة المواطنة نسقا يشمل حقوق الإنسان بكل أبعادها السياسية، الاجتماعية، الروحية والأيكولوجية.
المجال الحضري يتسع باستمرار، ويزداد اكتظاظا إزاء المجال القروي والريفي الذي يتناقص سكانه بشكل مضطرد، وكلما اتسعت المدن وازداد المجال الحضري اكتظاظا تعاظمت مشاكله الاجتماعية، الأمنية والبيئية.
هناك حوالي 100 مدينة في العالم يفوق عدد سكانها ثلاثة ملايين، من ضمنها أكثر من خمسين مدينة يفوق عدد سكانها خمسة ملايين، وحوالي عشرين مدينة عدد سكانها أكثر من عشر ملايين بعضها تجاوز العشرين مليونا. على المستوى المغاربي تمثل الدار البيضاء المغربية، المدينة الوحيدة الأكبر من حيث عدد سكانها الذين تجاوزوا ثلاثة ملايين.
أغلب المدن المغاربية لا يتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة، ولاسيما في تونس، ليبيا وموريتانيا، ومع ذلك تجد مدننا تعاني من كل أنواع المشاكل: الانفلات الأمني، الاختناق المروري، البناء العشوائي، التلوث... ، فضلا عن رداءة الطرق وغياب المساحات الخضراء والحدائق ومرافق الأطفال والشباب واللائحة مفتوحة على جملة من القضايا الأخرى... وفي غمار الانشغالات الهامشية التي تستنزف السياسات المغاربية، ترى كيف يكون حال هذه المدن في المستقبل؟
وحتى تخرج المدينة من نسق اللامبالاة والفساد والكسل وروح الانهزامية إلى نسق المواطنة لا مناص من نشر ثقافة عقلانية وإنسانية، وذلك بجعل الاحتفال بهذه الأيام ضمن برنامج سنوي مدروس لدى كل قطاعات المدينة الحكومية وغير الحكومية.
يوم التاسع ديسمبر، مثلا، يوم مكافحة الفساد، والعاشر منه يوم حقوق الإنسان، تُرى، كيف ستستقبل المدن المغاربية هذين اليومين؟ وهل لدى المدن المغاربية نفس الوعي بأهمية الأيام العالمية؟ بطبيعة الحال هناك اختلاف كبير بين بلد مغاربي وآخر، بل هناك اختلاف كبير بين مدينة وأخرى من نفس البلد.
تبقى المدينة المغاربية في حاجة إلى ثقافة المدينة وثقافة المواطنة، ومن المستحيل أن يتحقق هذا التغيير من خارج المدينة إذا لم يكن لهذه المدينة وعي بشؤونها المحلية وبسيادتها.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمعات المعرفة والمدن المستدامة
- الجسر المغاربي ومياه التغيير
- بين الإبداع والإفساد: مدن ذكية وأخرى غبية
- مُدن مغاربية: هل تنقذ الكتابة ما ضاع من جمال الأمكنة؟
- المؤرخ الجزائري: على من تقرأ زابورك يا...؟
- المدينة في يومها العالمي: متى تصبح الأيام العالمية من صميم ا ...
- على بعد شهرين من عام 2022
- قمة مونبيلييه: هل العلاقة الأفريقية الفرنسية نحو التطور أم ن ...
- الفساد في -الكون- المغاربي
- الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها
- اليوم العالمي للسلام
- أيام سبتمبر لو يتداولها الناس. .!
- لغز حالة الجفاء في العلاقة الجزائرية المغربية
- المغرب والجزائر: إلى أين سيتجه البلدان بعد القطيعة؟
- البلدان المغاربية في مفترق الطرق
- خطاب الكراهية: العنف والعدوانية
- التواصل حق وإبداع إنساني
- المغرب والجزائر: أسبوع على الخطاب الملكي
- تونس: أسبوع على قرارات 25 يوليو
- العقل المغاربي


المزيد.....




- العلاقات التجارية والموقف من روسيا.. الرئيس الصيني في أوروبا ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- الجزائر تعدل قانون العقوبات.. المؤبد لمسربي معلومات أو وثائق ...
- المغرب.. ارتفاع حصيلة ضحايا التسمم الغذائي في مراكش
- المغرب.. -عكاشة- ينفي محاولة تصفية سجين
- ضابط أمريكي: القوات الروسية دخلت أراضي خالية من هياكل دفاعية ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مادورو: واشنطن تمهد لخلق صراع بين غويانا وفنزويلا كما فعلت م ...
- مسعفون: مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين في قصف إسرائيلي على رفح ...
- اعتداء رجال شرطة أميركيين على طالبة مؤيدة لفلسطين.. حقيقة ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - المدينة وثقافة التغيير