أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الفساد .. وسنينه 8-8














المزيد.....

الفساد .. وسنينه 8-8


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 04:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت ندوة مكتبة الاسكندرية عن "الشفافية ومحاربة الفساد فى قطاع الصحة" عن أمور بالغة الأهمية والخطورة.. فى مقدمتها أن الفساد فى هذا القطاع الذى لا يفلت إنسان واحد من التعامل معه من المهد إلى اللحد، كبير ومتغلغل وله ألف رأس ورأس، ولكل رأس ألف حيلة وحيلة.
وأن المجتمع كله، بجميع طبقاته وفئاته، يدفع ضريبة هذا الفساد المستشرى، من ماله ومن صحته وربما من عمره وحياة بعض أبنائه أيضاً.
وأن هذه الضريبة الباهظة تؤثر بالسلب على الاقتصاد الوطنى وتؤدى إلى تدهور الانتاجية.
وان الفساد فى قطاع الصحة ليس مبتوت الصلة بالفساد فى القطاعات الأخرى، وإنما تترابط مجالاته وأشكاله المختلفة بروابط وثيقة، وشعاره هنا وهناك "شيلنى وأشيلك".
والجديد .. بالنسبة للفساد فى قطاع الصحة أن الوزير المسئول عن هذا القطاع لا يدفن رأسه فى الرمال أمام فضائح الفساد، وإنما يعترف بوجودها، ويعلن تصميمه على التصدى لها، ويطلب من الصحافة أن تساعده فى الكشف عن المتورطين فيها، ويقول دون لف او دوران أن الفساد لا يعالج إلا بالصراحة والشفافية.
ثم أنه لا ينظر إلى هذا الفساد المفترى على أنه مجرد آفة لا أخلاقية – وهو كذلك بكل تأكيد – بل أنه ظاهرة لها أبعادها التشريعية، والإدارية ، والاقتصادية ، والمالية ، والثقافية ، والاجتماعية.
ويضع كل واحد من هذه الأبعاد على مائدة التشريح، ليس بهدف التوصيف فقط وإنما أيضاً وأساسا بهدف العلاج والاستئصال على المدى البعيد على النحو الذى رصدناه فى المقالات السابقة.
والأهم أن وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى لم يزعم احتكار الحكمة أو امتلاك الحقيقة المطلقة، بل استمع باهتمام إلى مقاربات ومداخلات كوكبة من الباحثين والخبراء والمفكرين الذين ينتمون إلى تخصصات متنوعة ومتكاملة.
وفى الحقيقة فان اسهام المشاركين فى ورشة عمل مكتبة الاسكندرية لم تكن أقل أهمية من أولئك الذين تقدموا بأوراق وجلسوا على المنصة. بل أن القاعة كانت هى "البطل" الأساسى فى هذه الندوة. واستمعنا فيها إلى آراء ثاقبة وحكيمة ومتبصرة، مثل تلك التى وردت على لسان الدكتور ابراهيم بدران، والمستشار عبدالعزيز الجندى، والدكتور عبدالمنعم عبيد، والدكتور احمد حسن خليل، والدكتور محمود خيال، وانيسة حسونة، ومحمد الأشقر، والدكتور بدوى لبيب، والمستشارة سامية المتيم، والدكتور أحمد الصاوى، وزميلنا المتألق نبيل عمر، والدكتور أحمد ثابت، والدكتور رءوف حامد ، والدكتورة سلوى دواره ، والدكتور محمد حسن الحفناوى، والدكتورة هدى زرقانه، والدكتور ياسر سعد الدين، وبدر حلمى رزق الله، والدكتور أحمد سليم .. وغيرهم ممن لا تسعفنى الذاكرة بأسمائهم.
ويبدو من إصرار هذه الأسماء الكبيرة على المشاركة فى الحوار مع المنصة، الاهتمام الاستثنائى بتلك القضية الشائكة، وتنوع الاجتهادات حول سبل الاشتباك معها. ولا شك أن التفاعل بين آراء هذه الكوكبة المتميزة يمكن أن يثمر أفكاراً خلاقة إذا ما تم النظر إليه بجدية.
وعلى سبيل المثال فان الدكتور محمد الجوادى قدم ورقة ترتكز على ثلاثة اتجاهات:
الأول- الاعتراف بالعوامل المهيئة للفساد .. مثل:
1- اضطراب هيكل الاجور الحكومية والخاص كميا وتنظيميا.
2- اضطراب وتشوية العلاقة بين المالك والمستأجر مما ينعكس على اقتصاديات تشغيل المنشآت الطبية الصغيرة.
3- ضياع مبدأ الولاء للمؤسسة الطبية فى ظل اعتماد المؤسسات الطبية الخاصة على كوادر تعمل أصلاً فى مؤسسات حكومية كالصحة والجامعات والقوات المسلحة .. الخ.
4- غياب قيمة العلم والبحث العلمى فى العمل الطبى.
5- افتقاد منطق تقييم الكفاءة إلى الدينامية والمعاصرة .
6- انتهاء عصر شيوخ الصناعة وما يمثله ذلك من ضمان لأداء مهنى متميز وملتزم بالقواعد العلمية والعينية.
7- تراجع مكانة الطب والأطباء فى الكيان الاجتماعى.

الاتجاه الثانى : الاعتراف بأهمية اللجوء إلى وسائل علاج سابقة التجريب وسابقة التطبيق فى مجتمعات متقدمة.
الاتجاه الثالث: تحديد الموقف الاخلاقى والمهنى من الفساد، وعلى سبيل المثال:
1- هل يعتبر التحديد المسبق والعالى لأجور الشركاء فى المؤسسة الطبية بمثابة استيلاء خفى على الأرباح؟
2- هل يمكن الحد من الطائفية، سواء فى ذلك الطائفية الدينية والمذهبية والايديولوجية والمعهدية، وهل يمكن اعتبارها فساداً؟
حيث تتردد الآن أقوال كثيرة عن:
- مستشفى لا يعمل فيه إلا المنتمين للجامعات الاسلامية.
- مستشفى لا يعمل فيه إلا الأقباط
- مستشفى لا يعمل فيه أقباط.
- مستشفى يقتصر العاملون فيه على خريجى كلية طب بعينها.
3- هل يعتبر التعاقد الاحتكارى مع مراكز الأشعة ومعامل التحليل الضخمة نوعا من أنواع الفساد؟
4- بعيداً عن المؤتمرات العلمية .. ما هى حدود الحقيقة فيما يتم تداوله أحياناً عن إفادة الأطباء الكبار من تسهيلات شركات الدواء العالمية؟
5- هل يمكن وضع معايير للتعويض الاجبارى عن أخطاء المهنة؟
6- متى يمكن تفعيل لجان أخلاقيات المهنة؟

..
هذه .. وغيرها .. تساؤلات طرحت نفسها على جدول الاعمال .. وكان مجرد طرحها مهما فى حد ذاته .. لكن سيكون الأهم التوصل إلى إجابات شافية عليها وحلول ناجعة لها.
وعلى العموم .. فان إثارة قضية الفساد فى قطاع الصحة كانت خطوة موفقة تحسب للتحالف المصرى للشفافية ومكافحة الفساد (امل).
وهو ما يجعلنا نتطلع إلى تنفيذ وعد الدكتور حسام بدراوى بتفعيل هذا التحالف الاهلى واضطلاعه بفتح ملفات الفساد فى قطاعين آخرين .. فى نوفمبر ويناير المقبلين.
فلعلنا – بمثل هذه المبادرات – ننجح فى تحسين وضع مصر وجعلها فى مرتبة أفضل على مؤشر الشفافية بعد أن حصلنا على ثلاثة من عشرة فقط لا غير فى امتحان الشفافية حتى الآن.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطارات الموت
- الفساد .. وسنينه 5
- تحالف الاشتراكيين : إنجاز لمصر .. وليس لليسار فقط
- الفساد .. وسنينه 2
- الفساد .. وسنينه 3
- الفساد .. وسنينه 4
- التطبيع .. مع الفساد
- ثلاثية حسن نصر الله
- استحقاقات القرار 1701
- ألغاز إنجليزية
- 13ساعة أجازة من حرب لبنان.. فى -مصيف- أسيوط
- -العدوان الثلاثى- الثانى .. والصمت العربى المزمن
- القاع
- شافيز .. أكثر عروبة من العرب
- مجزرة قانا: أكثر من نذالة أخلاقية .. وأقل من استراتيجية ذكية
- لعنة قانا
- مذبحة قانا فى ماسبيرو
- صورة حية من العراق إلى المعجبين بالديموقراطية تحت سنابك الاح ...
- مقاومة العدوان الإسرائيلي أولى بالرعاية من -كاترينا
- نصف قرن علي تأميم قناة السويس


المزيد.....




- حاول حظره ذات مرة.. شاهد أول منشور لترامب على تطبيق -تيك توك ...
- مقتل 21 فلسطينيا بغارات إسرائيلية وسط وجنوب قطاع غزة
- صحيفة: وزير الخدمات الحكومية والتأمين ضد الإعاقة سيمثل أسترا ...
- خامنئي: المنطقة كانت بحاجة الى عملية -طوفان الأقصى- (فيديو) ...
- ائتلاف الحزب الحاكم في صربيا يعلن فوزه في الانتخابات البلدية ...
- كل ما تحتاج معرفته عن يورو 2024 في ألمانيا
- قرن على رحيل فرانز كافكا .. سر العالمية والمعاصرة!
- طفرة جينية لدى الغوريلا تفسر العقم لدى الرجال.. كيف؟
- كلوديا شينباوم أول سيدة تفوز برئاسة المكسيك
- -وول ستريت جورنال- تكشف نتائج اجتماع القاهرة الثلاثي بشأن مع ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الفساد .. وسنينه 8-8