أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - جدل العنفين العسكري والاقتصادي














المزيد.....

جدل العنفين العسكري والاقتصادي


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 7093 - 2021 / 12 / 1 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هو برأيك سبب الاستعصاء على المستوى الكوني في إيجاد حلول للنزاعات على المستوى العالمي بطرق المفاوضات والأقنية الدبلوماسية والقانون الدولي، وتركز كل آليات حل تلك النزاعات في ميدان العنف سواء العسكري أو الاقتصادي؟

مصعب قاسم عزاوي: السبل السلمية لحل النزاعات بين أي طرفين سواء كانوا أفراداً أو كيانات اعتبارية أو دولاً يقوم على مبدأ إيجاد الحلول الوسطى بين الأفرقاء، وفق مبدأ يستند ضمنياً على تقديم تنازلات معينة من قبل كل طرف مقابل مكاسب يحصل عليها من الطرف الآخر ينتج عنها في المآل الأخير اتفاق بعينه يمثل حاصل الجهد الدبلوماسي في الحقل السياسي كمثال على ذلك المبدأ العمومي. ولكن تلك المعادلة لا تستقيم فعلياً في حالة نموذج العلاقات الدولية السائد في عصرنا الراهن القائم على اختلال مطلق في موازين القوى لصالح هيمنة مطلقة للأقوياء على الضعفاء دولاً ومجتمعات. وهو ما يعني من الناحية العيانية المشخصة استحالة استعارة أدوات الدبلوماسية والمفاوضات لأجل تحقيق حلول وسطى في معادلة لا يرتضي فيها الأقوياء إلا أكل الكعكة كاملة بكل حيثياتها، ومفاوضة الضعفاء على حقهم فقط في لعق الفتات المتبقية من الكعكة بعد التهامها وهضمها وإعادة إنتاجها قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية بيد الأقوياء.
ومن ناحية لأخرى لا يستقيم استخدام الأقنية الدبلوماسية وتقنيات المفاوضات لإقناع المستضعفين وخاصة إن كانوا دولاً ومجتمعات بالتحول إلى مصادر مشروعة دون رقيب أو حسيب لاستخراج الموارد الأولية من بواطن أرضها، ومصدراً لليد العاملة الرخيصة التي ليس لها من نصير يكبح جماح استغلالها الوحشي، وسوقاً مفتوحة على أعنتها لتصريف نتاج الأقوياء في اقتصاديات مجتمعات المستضعفين دون أي ضوابط قد تتيح إمكانية تطور صناعات وطنية في مجتمعات المستضعفين يحتمل أن تنافس حتى لو بعد حين نتاج الأقوياء، وتحد بالتالي من طوفان إدمان البشر المستضعفين على استهلاك ذلك النتاج؛ إذ أن ضعف المستضعفين لا يعني سذاجة أو هبلاً، وهو ما يستدعي من الأقوياء الاتكاء على مصدر قوتهم الوحيد فعلياً في شروط عالمنا المعاصر، وأعني هنا العنف اللامحدود مشخصاً بالقوة العسكرية التدميرية التي لا يستحي الأقوياء بإعلانها جهاراً نهاراً ورقتهم التفاوضية الأسمى التي لا بد من إشهارها في كل مفاوضات بنفس الطريقة التي يشهر فيها سارق مسدسه على رأس من يسرقه ويطلب منه طواعية التخلي عن كل ثمين لا بد للسارق من أخذه برضى وقبول ضحاياه.
ومن ناحية أخرى فإن بنيان الاقتصاد العولمي الراهن يبقي على مفاصل الحل والعقد الاقتصادي بيد الأقوياء الذين يتحكمون في آليات تدفق السيولة المالية بين المؤسسات الاقتصادية على المستوى الكوني من خلال تحكمها بمؤسسات التمويل المصرفي وخاصة تلك المعروفة بنظام Swift، وغيرها من الأقنية المشابهة التي هي بيد الأقوياء أيضاً وبشكل شبه مطلق، كما هو الحال في سيطرة الأقوياء على كل التبادلات المالية الإلكترونية التي تتم على المستوى الكوني عبر بطاقات الدفع الإلكتروني عبر سيطرتها على الشركتين الوصيتين المتحكمتين بتلك الأقنية، وأعني هنا شركتي Visa وMastercard، وهو ما يعني تمتع الأقوياء بميزة تفاضلية أخرى في نسق ممارسة العنف تكمن في الحقل الاقتصادي مشخصة بقدرتهم شبه المطلقة على ممارسة فنون الخنق الاقتصادي لدول ومجتمعات بأسرها، إن سولت لأنفس البشر فيها التفكر بمحاولة الانعتاق من بنى وشروط ومتطلبات هيمنة الأقوياء على مجتمعات المستضعفين المفقرين، وهو الحال الذي نشاهده كثيراً في غير موضع من أرجاء الأرضين تتحول فيه أدوات الخنق الاقتصادي إلى وسيلة لممارسة العنف دون صواريخ ودبابات وطائرات، على الرغم من تطابق نتائج العنف الاقتصادي مع ذلك العسكري في المآل الأخير متمثلاً بالأعداد المهولة من الأطفال الذين لا يجدون ما يقتاتون به، والجوعى الذين يتمنون الموت الصاعق لتخليصهم من معاناتهم السرمدية، والمرضى الذين لا يجدون سوى التوجع والتفجع ترياقاً لهم.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الغذاء الصحي؟
- وعي الإنسان المظلوم
- المسببات البيئية لاعتلالات الغدد الصماء والاضطرابات التناسلي ...
- عن الاتساق الفكري وحق تقرير المصير
- كيف يَدْرِسُ العلماء وظائف الدماغ البشري
- مسألة الشعب الكردي المظلوم
- هل من ترياقات صالحة لعكس مفاعيل الشيخوخة؟
- الدور السلبي للبرجوازية الدمشقية في سياق الثورة السورية
- كيف تتفاعل مورثات وخلايا البدن مع المؤثرات البيئية؟
- إرهاصات ومفاعيل حرب الخليج الأولى
- مفاعيل الضغط والتوتر النفسي على الصحة العقلية والبدنية
- عوار الأمم المتحدة والقانون الدولي
- مفاتيح جوهرية لترقية الصحة
- جرائم الإبادة الجماعية
- الميل الطبيعي للسَّلْمِ والسلام
- هل الأدمغة الأكبر حجماً أكثر ذكاءً؟
- الحروب والخلافات البينية العربية
- سبل التكيف المثلى مع شيخوخة الجسد
- مفاعيل النظام العالمي الأشوه
- دور السموم البيئية في سُعَارِ الوباء الكوني لبدانة الأطفال


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - جدل العنفين العسكري والاقتصادي